أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - كَ..وُجوه أخوة يوسِف














المزيد.....

كَ..وُجوه أخوة يوسِف


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 09:06
المحور: الادب والفن
    


طِفلة أسطورية.. مِن نِقاط التَوراة تاهَت خُطاها إليَّ. سَألتني عَن صِراع إسْماعيل مع إسحاق، فَكانَ التَأمل سَيّد الصِراعات.
تأمَلتُ سُؤالها فَعرفْت سِرّ قَبل أن نَكون وسِرّ أن نَكون.
سَقَط السِكّين الحادّ فَتناقلْنا أوْجه المَذبَح عَلى كُل أشْكاله.
غَفَت على وَرَقةِ تين.. يَبُسَت وَرقة التين حملت سرّ أن لا نكون.
بِماذا نَحلم؟؟
بِذات الحُلم عِندما رَأيتها تَحْلم أن يُراودها الحُلم.
******
لقد وَصَلتُ لذات المَكان، إلى أين؟
إلى حَيثُ لا أدري، لكن السور عَلى حاله والعُشب أصْبحَ اصفرَ بلونِ الذهبِ، فما أغْلى العُشب الأصْفر وما أبْعَدنا عن الذَهَبِ.
وَكَأني كُنْت هُنا ذات يَوم..اسْتشعرتُ القِصّة.
قُلت والقَول غير مسموع: أين زَنابِق الحَقل والتين؟
في الحَقل شَجر لَوْز مَبتور وبَعض الحِمضيات مِن اللَيْمون يابِس الأغْصان.
صِراعات شَهِدت عَليها الطَبيعة..فَنامَت عَكا بِثوب جَديد واستفاقت عَلى صَوت أطفال غُرباء.
*************
لقد وصلت لِذات المَكان، إلى أين؟
إلى بَقايا مِن بَقاء وذاكِرة.
وَكَأني كُنت هُنا ذات يَوم..اسْتشْعَرتُ القِصَّة لَكنها لَم تَكن أسْطورة.
الحالة كانَت عَودَة ...والحال رَحيل.. ضيقُ وَقت.. يَسبقني.. يَسبق قَلمي فالِت الخُطاة في وَهجِ الشمسِِ.
سائلٌ عن أهل البِلادِ.. باحثٌ في أَزقةِ عَكا عن خُطى الذي رَحَل عنها..وفي بَحر يافا عن رِواية، ما زالت مَفتوحة الصَفحات..لم تُدَوَّن آخر سُطورها.. علّ احَدهم يعود لِتدوينها.
سرّ الصِراع الأول...
سرّّ السِكّين..
سرّ لامْرَأتين وسِرّ لِطفلينِ...مُنذ نَعَف التاريخ أول أسراره عَن غيرة النِساء وَقَتل الأطفال والصِراع مِن اجل البِقاء، فَكان التَأمل سَيّد الصِراعات.
اسْتشعَرت الأسطورة.
قالت الأسطورة اليَهودِية وما أقسى الأساطير عَلى وَقع الآذان:
دَمينيوكرات صِديقّ يهودي، قَتَلَ ابنه وابنته لأنهما خالفا قانون التَوراة...وَجه الصراعات كَوجوه أخوة يوسف.
طِفلان يَلعبان وعُمّال يَشتغلون وَوالد يُقيم الصَلاة في الليلِ وفي النَهارِ...
ذِئبٌ وبِئرٌ ولُؤلمٌ...صِراع يوسف مع الخَوف ؟ أم صِراع الحَياة مع يوسف؟
صِراع قابيل مع هابيل أم صِراع الاثنينِ عَلى البَقاء؟
لَست ادري إن كانَت أسطورة أو حَقيقة، لكنهم تَناقلوها من لِسانٍ إلى لِسانٍ ومِن كِتابٍ إلى كِتابٍ حَتى كادَت تَكون الحَقيقة العاكِسة لضوء مُغلقٍ تَرَعرعَ في عَتمةٍ، بَينَ أساطير التَوراة..عَكس عَتمة الحَقائق إلى نور جَليّ.
قُلت والقَول غَيرَ مَسموع: أين زَنابِق الحَقل والتين؟
أينَ الصَبي الذي اطعَمَ العُمال وماتَ والطِفلة الجَميلة المَمْنوعَة كانت من محادثَة الرِجال؟
في الحَقلِ شَجر لوزٍ مَبتورٍ وبَعض الحِمضيات مِن الليْمون يابِس الأغْصان.
تَمايَلت شَجرة التين اليابِسة، مُعلنة قَتل طِفل خالفَ قانون التَوراة.
******
قرأت القَصّة، لم تَكن أسطورَة.
طارَ السُنونو إلى ساحة الحَناطير* فتَشَ عَن يُعاد الحيفاوية في أرْوِقة حَيفا.. سُداسِية أخرى مُجردة البَقاء..بَقيت قَيْد وَرَقة فارِغة لم يُدونها إميل حَبيبي قَبل رَحيله عَنّا.
فَتَش السُنونو فَوقَ قَصر الخوري عَن بَقايا ذاكرة وَحِنطة.. لَم يَجد الذاكرة ولا سَنابل الحِنطة.
يُعاد وجبينه وأم الروبابيكا الباقِية في وادي النَسناس نِساء تَبحثن عَن أغان لِلفرح في مَبان لَطخ الطوب الحَديث مَعانيها.
إميل اختارَ البَقاء في حَيفا تَخليدا لآخر مَرثية حَزينة عَلى جِبال الكَرمل لِتُعيد بَعض بَقايا..مِن بَقاء وذاكِرة.
لَقد وَصلت لِذات المَكان، إلى أين؟
إلى يافا الحَزينة..حَمَلت ذاكرة العَصافير المُهاجرة نََحو البَحر وطوبها القَديم نَحو الانْدِثار.
إلى الجَليل، طُبوغرافيا تَكاد تَكون مَنسوفة المَعالِم..ما زالت مَوجودة لكنها تَبحثُ عَن وجودها داخل نَفسها.
إميل فضّل البَقاء في حَيفا في ارض البُرتقال الحَزين تِلك الأرض التي كَتب عَنها غَسان كَنفاني تاركاً لنا عَكا الجَميلة تَبْكي حُقول البُرتقال الحَزين وترثي آخر ما تَبقى مِن بَقايا ذاكرة حَزينة.
لم يَكُن خُروجاً عادياً بل حَمَل بَصمة لا لَون لَها سِوى طَعم الغُربة.
سَقَط السِكَين الحادّ..كُلنا تَناقَل المَذبحة وَتَناقل (طُهر) السِكّين.
يبُس البُرتقال فَحَملنا رَقما جَديدا.. مَحذوف الألفية وَمَنسوف المِئات بَقي هَشّاً يُراقص أربَع عَشرات ويَربط أعْناقنا بَينَ حُدود ثَمانيته.
*****
طِفلة أسطورية.. مِن نِقاط التَوراة تاهَت خُطاها إليَّ. سَألتني عَن صِراع إسْماعيل مع إسحاق، فَكانَ التَأمل سَيّد الصِراعات.
تأمَلتُ سُؤالها فَعرفْت سِرّ قَبل أن نَكون وسِرّ أن نَكون.
سَقَط السِكّين الحادّ فَتناقلْنا أوْجه المَذبَح عَلى كُل أشْكاله.
غَفَت على وَرَقة تين.. يَبُسَت وَرقة التين حاملة سرّ أن لا نكون.
بماذا نحلم؟؟
بِذات الحُلم عِندما رَأيتها تَحْلم أن يُراودها الحُلم.

*ساحة الحَناطير: ساحة باريس اليوم في مدينة حيفا.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد
- عبثية السَفْساف
- نَسْفُ الياسَمينِ.. ظِلّ السُؤال
- إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...


المزيد.....




- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - كَ..وُجوه أخوة يوسِف