أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها














المزيد.....

إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


الكاتبة عَليها أن تَكون امرأَة مُراوغة بِصدق. امرأة دانتوية تِأخذ قارئها إلى مَدى وهي تَكتب من مدى آخر كَي تُحرر نَصّها إلى شَكل لا يَقبلُ الشكّ.
عليها أن تكون محاربة جميلة، واعية ومثقفة جدا لتنتقي شهد الكلمات كي تكسّر امبريالية القبيلة دون أن تُكسَر.
****
حالَتان مِن الجُنون.. حالة لا تشْبه الأخرى.
الأولى ادعَت الجُنون، والثانِية أُتّهمت بِذات الجُنون. حَمَلتا الألَم، وذات الحُزن.
سَكنت حُروفهنّ في داخِلي..
الأولى لا تَدري مَدى تَأثير صَمْتها المَمْزوج بِالغَضبِ والوََجع عَلى نفسي، والثانية لا تعرف مدى تأثر رَحيلها من بَلدي..وَجعٌ يئَنُ في نَفسي.
ماري-ميّ زيادة...فرجينيا وولف.
امرأتان مُتشابِهَتان.
المُثقف يُدرك - لا يُدرك الإجابَة عَن حالة تشبهها المرأة الكاتبة إلى حَدٍّ ما...وَعى السَطر الذي كانَ يَتوقع أن أكتبُه.
أنا لم أعِ الكِتابة عَن ذلك السَطر.
سَأل بِعيونٍ شاردةٍ..لا يُدرك طَعم قَهوَتي المُرّةِ المُحلاة بِسؤالِ الوَقت عَن مَكانَة الكاتِبة في نَظَري.
الإجابَة قَيد الروح....قَيدَ الهاِمش.
الإجابَة قَيد حِبري وقَيد ضوء القمرِ.. َليس أمامي بَصيص ضوءٍ ولا أبْيضَ قَمَرٍ ولا مَوسوعة أعْتَمد عَليها لأجيب السُؤال.
أَغْضبني السُؤال ولم أُحبه...أُدرك الكَلام، لَكني لا أُدرك ضوء القَمَر..تِلك السوناتَة اختَزَلت أَلَمي واختزلت الإجابَة.
سَأعود إلى حالة الجُنون..حالَة قَرأتُ عنها إلى حدٍّ ما ، حالَة أُحبها إلى حدٍّ مُتجرد من تلكَ ال.. (ما).
حالةٌ ذََكََرتني بِالصِراع، فَكم هُو رَهيب الصِراع ما بَين المَوهِبة وما تُحَتّمْه على صاحِبتها من انزواءٍ وتَعلّمٍ واكتساب ثَقافة وما بَين المَطلوب والمُتَطَلّب، فَأنا أُدرك في داخِلي لَو أن الكاتِبة لا تعُاني تِلكَ الصِراعات لأختزل عَدد الوِلادات إلى النِصف وأَصْبحَ العالَم أكْثر رُقياً وأكثر تَمدناً.
أدرك لو أن القبيلة تحرر ت من هرمها التقليدي، لأصبَحَ للثورة شاعرة وللأمة كاتبة، وللقصيدة أميرة، فالمرأة حين تكتب لا تحتاج إلى قنبلة لنسف أعظم الأهرام بل تصبح القنبلة بين أناملها ضمّة من الياسمين، وأَعظَم الأهرام جداول ماء تُنبت اخضرار النَبت حِنطة وأجْمل الرياحين.
لكن...!
ملعون هو الوَقت..ومَلعون هُو الزَمن..الذي كمَّ فاه الزهر..فأعتصرَ من قزح لونه، لثاما ينتهك رضاب الحبر من فاه الزهر.
فاه الزهر روح مبدعة كلل العطر وجه أوراقها، فضاعت الأوراق وبقيت رائحة العطر.
فرجينيا وولف تَساءَلت عمّا إذا كان لشِكسبير أختاً مسحوقة الفُرَصِ.
تَساءَلت ثمَّ أجابَت نَفسها: "الانتحار".
المثقف أَدْركَ الكلمة...أراد أن يَسرقها مِن حلقي لكنه فضّل الصمت على الكلام ليفسح لي مجالا واسعا للتعبير عن نفسي.

الانتحار ليسَ وارداً للمَرأة العَربية الكاِتبة، فان انتحَرت سَوفَ لا يبحثون عن قبعتها وعَصاها في الغابات كما فعلت عائلة وولف، بل سَيبحثونَ عَن القبعة التي أخفت سببيّة الانتحار.
الكاتبة عَليها أن تَكون امرأَة مُراوغة بِصدق. امرأة دانتوية تِأخذ قارئها إلى مَدى وهي تَكتب من مدى آخر كَي تُحرر نَصّها إلى شَكل لا يَقبلُ الشكّ.
عليها أن تكون محاربة جميلة، واعية ومثقفة جدا لتنتقي شهد الكلمات كي تكسّر امبريالية القبيلة دون أن تُكسَر.
لم أصل للإجابة بعد، هذا كان إحساسي الذي بثّه لي ذلك الصمت المُختزل من عيون لا تعرف الصمت.
لم أُجب بَعد....ألا تليق لي الدانتوية؟
عيونه الشارِدة تَنتظر ولا تَنتظر..تصغي مَعي إلى السوناتة الرابِعة عَشر ثمَّ إلى السيمفونية التاسِعة.
حاولتُ تَغيير الموضوع..حاولتُ الحَديث عن صَمم بيتهوفن دون جَدوى، فعليَّ انتهاك الكَلمات والتَجرد من جنون فرجينيا وولف وتحرير ماري الجَميلة . عليَّ أن انتقي إجابة مراوغة تَليق بِالسؤال.

المَرأة لم تَتَحرر كُليا في الكِتابَة، تَماما كَما أنا لَم أتَحرر كُليا في إجابَتي.

أما زالَ رهن قَيدي لا يَكلّ، يُريد إجابَة؟
كيف ستُحَرر المرأة في كِتابتها والقَبيلة الُمتلقيّة لم تَتحرر بَعد مِن اسْتعمار الفَتاوى وامْبرياليَة القَبيلة؟
كيف سيُحَرر قلم المَرأة ووجه القلم العربي ما زال قيد الهرم الأبوي يأبى الانفصال عن مُتَوارَث الحَتميّات.
لمْ تتسع عُيونه عَجَبا، فَقد أرادَ سَطرا ... كانَ يَسمعني..يُدوّن كَلماتي في صَمته..حاولتُ جاهَدة أن أجد كَلماتاً أخرى بَدل استعمارِ وامْبريالية.
حاولتُ جاهِدة أن العَب لعبة دانتوية لكِنه قالَ لي بهدوء لم أتعهده:
"تَكلمي بِحرّية".
قلتُ مستغربة:"وكأنك لم تملك إجابة بعد"؟!.




#نبال_شمس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...
- نهر النور
- تناثر
- عبور نحو الشتات
- تَ..ج..ل..ل..ي


المزيد.....




- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها