أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - عبثية السَفْساف














المزيد.....

عبثية السَفْساف


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


جلس يعيد بعض هرطقات وبعض ذكريات وثورات خامدات في نفسه الهشّة والحزينة محاولا تعبئة نموذجا للسفر خارج حدود الادب.
حاول الكتابة سجعا كما الحمام في فناء الدار، لكن الحمام لم يكن هناك فنعيق الغراب احتل المكان.
كتب :
"عبثية غرقت بها عندما ارتطمتُ بالقمامة ولا قمامة أصدق من رائحة.
تلاقي القمة مع القمامة ليس شيئا محيرا بل موجودا وظاهرا وحقيقيا، فاحياننا نرى القمامة في القمم .
(قمم القمامة) وليس (قمامة القمم).
الكتابة هي الشيء الذي يحررني الى اعلى يجعلني اعيد تكوين رؤيتي. صوت الغراب ما زال يصدح فقد احتضر الصمت في المكان.
صوت روتانا ميوزك يعلو في البيت، وغرف الولادة لاغنيات عابرة مشرعة امام الحاضرين والمارين. تناسل فظيع في عدد المطربات.
نعق الغراب بصوت خافت وناعم محاولا تقليد سجع الحمام. لا سكون ولا صمت .
كان اقرب الى القمامة، لكنه في القمة. معلنا سيطرته الفارغة.
تذكرت!
يحق للشاعر ما لا يحق لغيره ويحق للحراذين ما لا يحق للاسود.
هراء...
لماذا وضع في القمة وهو قمامة؟ ربما القمة هنا هي قمامة مع بعض المكياج والكوسمتيكا.

فرك عينيه، حدّق في أوراقه وتابع بالنموذج:
"هرطقة اخرى من هرطقاتي تعلو في داخلي تسفح قمامة وتبقي رائحة نتنة على صفحات الزمن.
قال الصوت معلنا برائته:
نواياي حسنة فلا تجزع.
ليست الحراذين البرية، بل المحلية التي تعيش بين فراغات البلاط رغم حبها للنور.
اوكار البلاط والنور اجتمعت معا.
أمر هذه الحراذين ليس محيرا وليس غامضا فهو واضح كوضوح اشعة الشمس رغم خوفها الشديد من اشعة الشمس، لا مادة تبيد مفاعيلها فنراها ما زالت قابعة في الاوكار لا تتحرك ولا تعطي الفرصة لاحد كي يتحرك. متربصة ومسايرة تريد فعل كل الاشياء مضمونا فارغا وهي لا تجيد فعل اي شيء.
أوكارها قلاع حصينة مسيجة من كل مكان ومدعومة. داعمة للذي يفيد مصلحتها قبل كل شيء.
نعق الغراب ثانية انتفض من مكانه مذهولا، لملم اوراقه كأنه يريد مخاطبة الصوت:
صحَّ الادعاء بالحماقة او ربما الاحموقه، فمن اين اتاني بهذه المصطلحات المشرذمة؟ وكيف وكيف ربط القمم بالقمامة والحراذين بالحرذنة والاوكار بالنور؟
من يحاسب الاحمق ؟
تابع بحدة كبيرة دون خوف بعد ان عبأ النموذج للسفر خارج حدود الادب، فتجرأت وسألته بخبث وسخرية عن امر هذه الحراذين.
لم يصْفّر لونه بقدر ما احتقن من غضبٍ.
"انسان جميل ومعافى عقليا وصحيا مخلص ومتفانى لعمله لابعد الحدود، يعتمد في حياته على العلاقات الشخصية ومسح الانوف بمحرمته القذرة باخر كل جلسة واول كل ندوة، لا يملك سوى ضعفه وضعف شخصيته ليواري بها عيوبه . يريد اعتلاء ظهر الحصان وهو لا يجيد الفروسية. من الصعب اقناعه بانه ليس فارسا ومن الاصعب ان تجرحه بالحقيقه وكل الذين حوله يعتمدون فقط على المجاملة ربما تفاديا للتجريح.
محلقا بين اولئك اللذين يحبون التبجيل والتطبيل ليواري عيوبه وقذارته:.
ثم تابع:
"حراذين البلاط.... آخ....
لم اكن ادري وما اصعب الحقيقة لكنها الحقيقة بان تصبح الخراشف القاسية هي اللقاح الفعال الذي يحصن تذكرة حراذين البلاط كونها شهادة لهم بأنهم أصبحوا ديناصورات.
مسخرة الاحتضار ما بين مسح الجوخ واوكار البلاط. فترى القمامة في القمم متوارية تحت بياض زهر اللوز معلنة البراءة والطهارة لنفسها تحت اسم قضية او شعار وهي لا تجيد القضية ولا تجيد الشعار".
نعق الغراب ثانية.
اتت الحمامة الى فناء الدار ودارت في عبثية جميلة دون سجع او هديل بين موجات النعيق الخافت.
انتهى النموذج بعد ان دوّن في اخر سطر: عبثية سفساف تهت بها وعبثية السفساف جعلت الحمام يعود لفناء داري.




#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَسْفُ الياسَمينِ.. ظِلّ السُؤال
- إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...
- نهر النور
- تناثر


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - عبثية السَفْساف