أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة الديك الرومي ...














المزيد.....

قصيدة الديك الرومي ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 08:39
المحور: الادب والفن
    



" في رواية ـ صورة الفنان في شبابه ـ للأديب الايرلندي جيمس جويس، تمتد مائدة كبيرة عليها ديك رومي مُحمّص ، والعائلة والاصدقاء يناقشون اللحمَ ويسلخون الوطن ! "

يتجمعون على اقتسامِكَ
ينهشون
جناحَك الممتدَ من زاب ٍ لغرّاف ٍ
ومن زاخو الى صفوانْ .
قبل مدافع الافطار
تسلخك الاصابعُ
ثم من تحت الموائد
لحمُكَ العدَوّيُ ترسله
تسَرّبُهُ الى صحن ٍ أمامَ الشيخ !
لن تدري القبيلة ُ
أنّ خطا ً للافاعي سالكا من تحتْ ! .
هذا فخذك المدبوغ بالنيران في البصرة ْ
على ثغر ِافعوان ٍ فاغر ٍ ثغرَه ْ .
واما عـُنـْقـُكَ الممتد للحدباءْ
فشوكاتٌ على حقد ٍ تقلـّبُهُ
سكاكين ُ
واسنانٌ ببغداد ٍ تحطمُهُ
وترميهِ
ذئابٌ حول مائدة الجريمة بل ثعابين ُ.
ويبقى قلبُك النجَفيّ ُ باسم الدين ِ
تـُسكت نبضَهُ الصِيدُ الميامينُ
وقد قـُطـِّعَ اشلاءا ً وأجزاءاً وأقسام ْ
فبعضٌ للذي يسكتْ ! .
وبعضٌ للذي طرّزَهُ حرزاً وآيات ٍ
شعارا ً نجمة ً ذكرى
لحزب مارق أثرى .
وقد جنـّدَ ميليشياه للإيمان والكفر ِ !
نباتيون قالوا كلنا
هيهات لانأكل الا علقما
من اجل إطعام اليتامى
والمساكينْ
ولكن حينما جاؤا بأعطافِ الحساسينْ
وأكباد العصافير
ودُرّاج ٍ واسماك ٍ
وضان ٍ ناعم ٍ مستورد ٍ توا من نيويورك ،
من طهرانَ
مكتوبٌ عليه صنعُ تايلاند
وبعضٌ فيه ختـْمُ الصينْ
تهاوتْ فوق اطباق ٍ عمائمُهُمْ
" سدائرهم "
لحاهمْ اُغرقتْ بالمرق الممزوج
بالأقذار بالأشواك
بالأحجار بالطينْ
وسابق بعضهم بعضا
تزلـّجَ كلهم بالدَمْ
وطاحوا فوق ارغفة ٍواحذية ٍ
ودقوا بعضهم بالخـُفّ ِ
كانوا ساحة ً للهتك بل للفتك
بل للسفك
ليسوا مثلما قالوا ملائكة ٌ
ولكن مثلما بانوا
اباليسا ً شياطينْ
براءٌ منهم القرآن عشاق الدنانير
وعُبّاد الملايينْ
نباتيون قالوا نحن
لكن عندما ذاقوا من المقليّ ِ والمسلوق
والمحشيّ ِ والمشويْ
بدا في كل فرد منهم الذئب
الذي يعوي
واذ لم يجدوا في المَنـْسَف المسروق ما يُشبع مايروي
مضوا وافترسوا بعضَهمُ بعضا ً
فقال الزاهدُ الفردُ :" عجيبٌ امرُ هذي الناس
لحم ٌ آكل ٌ لحما ً " 1
ولم تبقَ من الاجساد الا موطنٌ بال ِ
عراق دونما ناس ٍ
ونهر دونما ماء ٍ كئيب ٍ يابس ٍ خال ِ
وذاك النافخ الأوداج ذو كرش ٍ مداريْ
وذو نهش حضاريْ
هو الخائن افكار أبي ذر الغفاري
ونحن الفاقدو ابنائِنا في الحرب لا نقوى
على بوح ٍ صحافيّ ٍ ولا دمع ثـُكاليّ ٍ ولاشكوى
اكتشفنا آخر السهرة
أنـّا ذلك الطير الذي يُشوى
اُكـِلـْـنا !
عندها حزنا تساءَلنا
من الآكل ؟ والسافل ؟ قالوا
اعجميٌ ـ عربيٌ ! اخوة ٌ نحن
وما الفرقُ سوى التقوى
فآمنا وقد صُمنا ولم نفطرْ !
وهل يفطر مأكولْ ؟
هذا شعبنا المقتول والمشنوق والمحروق
من شحم ٍ الى عظم ٍ الى لحم ِ
وقد اُفرغ من معنى ومن شكل ٍ ومن اسم ِ
شكا من تخمة ِ الحُكّامْ
ماأبقوا على مائدة الافطار للايتامْ
الا الهيكل العظمي ! .

*******
26/8/2009
1 ـ قيل ان متصوفا شاهد رجلا ً يأكل لحما ً فقال : " عجب ٌ لحم ٌ يأكل لحما ً " ... وربما هو ذاته الذي سألوه لماذا لاتبني قصرا فأجاب وهل ابني قصرا على جسر ! .. تماهيا ًمع بيت شِعري خالد " ماهذه الدنيا بدار قرار ِ " انها دنيا فانية جعلت محيي الدين بن العربي شيخ المتصوفة الأكبر يسلم مفتاح بيته منحة منه الى عابر سبيل طرقَ عليه الباب ذات يوم ليقول شاكيا : ماعندي سكن ، فأشار عليه بالدخول وسلم له مفاتيح بيته وغادر على الفور ! .. هؤلاء الأفذاذ هم المثال الأسمى أما جماعة التحازب والتكالب والمناصب السيادية فالعياذ بالله منهم ومن اتباعهم من التجار والحرامية والمتآمرين .

***********************************




#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قم ياعراق الغد البسّام يُنتظَرُ ...
- مصرف مسروق ووطن محروق ...
- الحاكمون تزاعقوا...
- قصيدة القَسَم الوزاري !!! ...
- - ياقوم لاتتكلموا - ...
- هيا بنا نسكر في العشّار ...
- أخافُ عليك َ من الإغتيالْ ...
- شعب العراق يُبادُ ياأوغاد ُ
- شمعتكم فانية وشمعته باقية ...
- أنتصارا للشاعر أحمد جليل لويس ...
- أنا رهن الاعتقال ...
- شعراءٌ دون ضمائر ْ ...
- إنتصارا للشاعرأحمد جليل لويس ...
- قصيدة الى زوجة الشهيد ...
- سلامٌ لكردستان َتحيا ربوعُها ...
- اعترافات وزير مؤمن بالله !!! ...
- ومضة فجر الى سهام علوان ...
- عمامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ...
- كاستاليا الروائي الألماني هيرمان هسه وريادية لعبة الكريات ال ...
- قصيدة ضد الفاسدين فقط !!!...


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة الديك الرومي ...