أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كاستاليا الروائي الألماني هيرمان هسه وريادية لعبة الكريات الزجاجية ...














المزيد.....

كاستاليا الروائي الألماني هيرمان هسه وريادية لعبة الكريات الزجاجية ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:28
المحور: الادب والفن
    



أن تكون كاستاليّا ً معناه ان تنضوي في نظام مدرسي نخبوي " صفوة الصفوة " وان يجري اختيارك من قبل تربويين يتنقلون عبر المدارس العادية لإصطفاء بلورات بشرية تترقى عبر مدارس كاستاليا . تلك هي السفرة النيرة في حياة يوزف كنشت بطل الروائي الألماني هيرمان هسه في كتابه لعبة الكريات الزجاجية . الهدف الأسمى من تدريس الصفوة في مدارس خاصة هو اعداد العباقرة في الفن والفلسفة والتأمل والاختصاصات الروحانية السامية ، وان يكون اهلا للعبة الكريات الزجاجية التي لايلعبها محليا او عالميا الا مؤهلون لدور اغناء الفكر ومترهبون متقدمون في فضاءات الريادية الكونية نحو الرقي البشري والابداعي .
كاستاليا ، لابد من التأكيد مرة اخرى ، على كونها الاكاديمية التي ترفد البشرية بأعمدة الفكر واساطينه عبر سنوات من المجاهدة العلمية .
الانتقالة الاشكالية الملفتة للنظر ، والتي هي المنعطف في تصاعد دراما الرواية وتشويقها لم يكن ليتجسد الا في صفحة رقم 131 من كتاب يقع بستمائة وثمانية وعشرين صفحة اذ يجري استعراض حياة يوزف كنشت وتدرجه في العلم والمعرفة والنمو الاختصاصي .. جاءت الانعطافة في تعرف كنيشت على " بلينيو " التلميذ الزائر للمدرسة ، والذي يمثل الدنيا المفتوحة والحياة الاجتماعية على الضد من الترهبن والتزهد والتصومع في الاختصاص البحت اذا صح التعبير ... وقد تأزم كنشت من دنيويات التلميذ الزائر الى درجة لم يطق معها الاّ ان يخاطب استاذه ومشرفه الرسمي بضرورة انقاذه من نفحات الحرية او لفحاتها متمنيا اسداء النصح اليه . لقد كتب كنشت تقريره عن غريمه في الآراء بطريقة الاعتراف بكونه هو ذاته قد تأثر بحب الانطلاق من ربقة المدارس شبه السجنية التي توغل في الماضي ودراسته واظهار مكنوناته وكنوزه ، اضافه الى الالتزام الديني واشاحة الوجه عن بهاء الحياة خارج اسيجة الورد والحقول الخضراء المحيطة بكيان القلعة المدرسية المعزولة . وهنا تكمن رصانة الروائي والموثـّق التاريخي في اتيانه بقطبي الصراع وبالجمع بين متناقضين والاستماع لهما في مناظرة ومساجلة امام تلاميذ المدرسة حتى غدا الرأي والرأي الآخر درسا ممتعا ونافعا .. وقد درجت الهيئة التدريسية على تكرار هذه المحاضرات ، التي هي افراز للحياة الواقعية ولوجود هكذا ظواهر . انه من الحكمة بمكان سبر اغوار الظاهرة وتحليلها علانية والخروج باستنتاجات اي بالتالي التنوّر بكون هذا العالم هو ليس لنا وحدنا ووفق طريقتنا وعلى مقاس حزبنا ومشاعرنا وفلسفتنا وفكرنا السائد ... هناك جديد في المجتمعات وحركة العالم لا يجدر بنا قمعه او تركه ينتشر او يزدهر من حولنا من دون ان نعلم به استقرائيا ً وندرك ماهيته .ليس هذا فقط بل لابد من منهج اشكالي لابد من 360 رأي وعلى قدر مايسمح محيط الدائرة من تواجد للآراء الموجهة الى نقطة المركز التي هي مدار البحث ! ان الجريمة النكراء هو ان يكون البحث في شهادة الدكتوراه مثلا منصبا فقط على التحيز لرأي واحد لا مناقضون له ولا اضداد . ان المنطق ليملي ضرورة مقابلة الحياة بتلاوينها " ين " و"يانج " الليل والنهار ، الأسود والأبيض ، المؤنث والمذكر ، الشرق والغرب ، العلم والجهل ، الإلحاد والايمان ، الموت والحياة ، ألخ .
ادناه مضادات ومناقضات واعتراض الرأي الآخر على كاستاليا مدرسة العباقرة والأفذاذ والكلام هنا موجه من صديق كنشت الدنيوي ! انظر ص 362 حيث يقول : " .. مرت علي ّ فترات كنت فيها انظر اليكم معشر اتباع الطائفة ولاعبي الكريات الزجاجية نظرة التبجيل والشعور بالدونية والحسد ، وأرى فيكم آلهة او رجالا فوقانيين يعيشون في مرح دائم ولعب خالد ومتعة بكيانكم الخاص ، ولايصل اليه ضر او حزن . ومرت عليّ فترات اخرى كنت تارة احسدكم وتارة اعطف عليكم ، تارة تلوحون لي مقيتين ، مخصيين مصطنعين طفولة خالدة ، تعيشون في عالم لعب وروضه منظم محوط بسياج نظيف بطريقة طفلية سخيفة مجردة من العاطفة ، ينظف كلٌ انفه بعناية وينكر كل مايعتمل فيه من عواطف وافكار غير لائقة ، ويلعب كل واحد طول حياته ألعابا لطيفة غير خطرة ، غير دامية ، ويضبط كل نبضة مؤرقة من نبضات الحياة ، وكل احساس عظيم ، وكل عاطفة صادقة ، وكل فورة في الفؤآد على الفور ، ويحولها ويحيـّدها بالعلاج التأملي . انه عالم مصطنع معقم مفصل على مزاج المعلمين ، عالم نصفي ظاهري ، ذلك الذي تعيشون فيه بجبن ، عالم بلا رذائل ، بلا عواطف ، بلا جوع بلا عصارة بلا ملح عالم بلا عائلة بلا امهات بلا اطفال واكاد اقول بلا نساء . الحياة الغريزية فيه ملجمة بلجام التأمل ، والأشياء الخطرة الجسورة ذات المسؤولية الثقيلة مثل الاقتصاد ورعاية العدل ، والسياسة ، مبعدة عنه منذ اجيال ومحالة الى آخرين ، واهله يعيشون فيه عيشة جبانة ، ويتغلبون على الملل بالانهماك في تخصصات علمائية ، فيعدون المقاطع ويحصون الحروف ، ويعزفون الموسيقى ويلعبون لعبة الكريات الزجاجية ، في الوقت الذي يعيش فيه الناس المضطربون المساكين في الخارج ، في قذارة الدنيا ، الحياة الحقيقية ، ويقومون بالعمل الحقيقي " .
هكذا اذن هو الروائي العظيم هيرمان هسه ، يلقي بضوئين على الظاهرة ، بوجهة نظرين ازاء حالة .. وعلينا ان نفهم جمالية الاشكالية في الكتابة والسلوك والايمانات المختلفة والأذواق ، اي بضرورة الاتيان برأي من يخالفني يتقاطع معي ينتقدني . ان نشيح بوجوهنا عن تنبيه اصدقائنا او حتى ضدية اعدائنا انما هو الخطل والنكوص . والابغض الى الذات اليوم هو ان ترى اعلاما او فنا يدبـّج الإطراء لذاته ، والمقالات لمصلحة حزبه او جريدته او موقعه الالكتروني دون ان يسمح بلمحة من آراء مغايرة ... ياله من قلعة محرمة ذلك الاعلام الفولاذي المتشدد في زمن التفاني من اجل الحرية . الحرية بمعنى تقبل الجميع لا تقبل احاديتي ومذهبيتي وحزبويتي واقليتي وقومانيتي .. الحرية روض مزدهر بتلاوين الحياة الحرية ليس حانوتا لبيع زهور من نوع ولون واحد ... يا للاختناق . اخيرا طوبى لهيرمان هسه ولأضرابه في طريق التحرر الفكري وريادته .

*******

16/7/2009



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ضد الفاسدين فقط !!!...
- لاتُطفئوا نور الكنائس يالئام ...
- نُّوارة حُب الى عبد الكريم قاسم ...
- اياكم ومدح الحاكم بعد اليوم ...
- - المستشار هو الذي شرب الطلا -
- آمنت بالله ...
- قصيدة - لعبة الكريات الزجاجية - ...
- قصيدة بذيئة يرجى عدم قراءتها ...
- سائحة دانماركية في بيروت ...
- دع الرئيس ولا تسقط بإطرائِه ْ ...
- موطني تازة ْ وبطحاءْ وبغداد ْ ...
- ادونيس اكتبْ عن ايران ! ...
- - ندا سلطاني - سحقا للسلاطين ِ
- طهران مشمسة ٌ حُسنا ً وقمراءُ
- نشروا قصيدتي بإسم الرصافي ...
- إكليل الى شهداء البطحاء
- توسّعون على اللصوص تضيّقون على الحجابْ
- طُز ٌ في سماحته ِ .!!..
- الغبي ...
- نوبل شِعر الى السيستاني ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كاستاليا الروائي الألماني هيرمان هسه وريادية لعبة الكريات الزجاجية ...