أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - اياكم ومدح الحاكم بعد اليوم ...














المزيد.....

اياكم ومدح الحاكم بعد اليوم ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:00
المحور: الادب والفن
    



يقتضي التنويه الى ان زمن المدائح السلطانية المقرفة هو ادعى لاحتقار الشعب الى المدّاحين . نعم هناك حاكم جدير بالتقدير لكن ايضا هناك شعور عال لدى الناس بأن من يعيد ممارسة اللعبة البذيئة في التقرب والتغزل فانه ينزل بالذات الانسانية مرة اخرى الى الحضيض . وما دوافع ذلك الأ التهافت على المصالح .
كتب لي استاذي هادي العلوي بعد قرأ شطرا لي في احد دواويني المهدى اليه :
" أموت وفي قبضتي زهرة من دماء الغفاري..." هكذا أنا أيضا أموت وفي قبضتي زهرة من دم التاو ، ونحن سواء في حكمة الشرق من يسوع الناصري الملطخ بدماء الأصيل الى ابي ذر حمدان الى جداول الشفق الدامي فوق السور العظيم :

هكذا يوم تتويج الامبراطور
او تنصيب الوزراء الثلاثة
لاتبعث هدية من يَشَب
او فصيلا من اربعة خيول
بل الزم مكانك وأظهر التاو

بهذه الكلمات الفذة يهيب العلامة والزاهد الأبي بأصدقائه ان يظلوا في معسكر ابي ذر . ان يتحاشوا السقوط في الغرائزية وتوظيف الفكر لمآرب مرحلية ودونية .
ان تاريخ العالم كما يقول هيرمان هسه في لعبة الكريات الزجاجية ، هو " سباق في الزمن ،وعدْو ٌ نحو الكسب ، نحو السلطة ، نحو الكنوز ، وان المعول فيه هو على من تكون له القوة والحظ او النذالة بقدر يجعله ينتهز الفرصة ولايدعها تفلت منه . اما العمل الفكري ، والعمل الثقافي والعمل الفني ، فهي اعمال على عكس ذلك تماما ، انها انطلاق من عبودية الزمن ، انها عبور الانسان من قذارة غرائزة وكسله االى مستوى آخر ، الى ماتجرد عن الزمن او ماتحرر من الزمن ، عبور الى ماهو الهي ، الى اللآتاريخي ، الى ماهو ضد التاريخ بالضبط . "
انه مرة اخرى كينونة سامية تعمل على ترقية النظرة الجمالية البشرية الى مصاف الفرح بالعدل والتوازن والجميل والمعبر عن المشتركات الانسانية .
أما هذا الشاعر اللآهث تحت اقدام السلطة مثل فأر فهو خياني من جهتين . انه الباحث عن الفتات من جاه ومال ، وانه المُنزل بالمستويات الملائكية الى الوغدنة والقردنة ... فحذاري من تدجين الأقلام مجددا في ماهو لاتاريخي .
لوكراسيوس العظيم هو " غضر وشجاع ، انه بالشعر سيد العالم "" بهذه الكلمات قيم كارل ماركس الشاعر ، وذلك لأنه عبأ روح فلسفة ابيقور في الشعر . واعجب عبد الكريم قاسم بأبي العلاء المعري والرصافي لمواصفات الإباء ، وأجل العالم عروة بن الورد ودعبل الخزاعي واحمد الوائلي ولوركا وبابلو نيرودا وناظم حكمت والعشرات من الكواكب التي لم تمدد يدا الى الحاكم والناس احوج ماتكون الى من يدافع عنها وعن سلامتها . ان الشعر مُلك الصدق وحرية العمل الابداعي هو ادراك ضرورة الدفاع عن وطن يحترق ... الشعب ليس بحاجة الى شاعر مدّاح لا يرقى الى مهنة صباغ الأحذية كمهنة شريفة.
قال ابو الشمقمق :

" الناس تحتك اقدامٌ وانت لهم
رأس ٌ وهل يتساوى الرأس والقدم ُ "

لا نتمنى لشاعر او اديب او فنان في زمننا الرديء ان تسول له نفسه ويستسهل احتقار الناس مثلما فعل الكثيرون في الأحقاب القريبة اوالبعيدة من هذا القرن او سواه . توقفوا عن ان تصنعوا دكتاتورا او نبيا او وليا ً مزيفا . انتم المسؤولون عن ذلك اخلاقيا وسوف لن يرحمكم الشعب بل سينظر لكم بدونية واحتقار الى ابد الآبدين ، وسوف لن تنالوا من حطام الدنيا الاّ فتات المذلة .

*******

9/7/2009



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المستشار هو الذي شرب الطلا -
- آمنت بالله ...
- قصيدة - لعبة الكريات الزجاجية - ...
- قصيدة بذيئة يرجى عدم قراءتها ...
- سائحة دانماركية في بيروت ...
- دع الرئيس ولا تسقط بإطرائِه ْ ...
- موطني تازة ْ وبطحاءْ وبغداد ْ ...
- ادونيس اكتبْ عن ايران ! ...
- - ندا سلطاني - سحقا للسلاطين ِ
- طهران مشمسة ٌ حُسنا ً وقمراءُ
- نشروا قصيدتي بإسم الرصافي ...
- إكليل الى شهداء البطحاء
- توسّعون على اللصوص تضيّقون على الحجابْ
- طُز ٌ في سماحته ِ .!!..
- الغبي ...
- نوبل شِعر الى السيستاني ...
- نحن عشاق النساء الرائعات ...
- هجاء عمامة مترفة جدا ً ...
- شمعة الى احلام حسب الرسول ...
- التأمل في وجه روكسانا صابري


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - اياكم ومدح الحاكم بعد اليوم ...