أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي














المزيد.....

المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


يجري للاسف في الفكر الفلسطيني الخلط النظري بين مستويين من الوعي , هما الوعي الوطني , والوعي السياسي , ونظرا للارباك الذي الكبير يحمله الخلط بينهما عندنا في المجتمع الفلسطيني , فان ضررا شديدا يلحق بطريقة تناولنا للمسائل التي تعترض حياتنا ونضالنا, وكيفية تحديد مواقف خاطئة في نتائجها تنعكس سلبيا على نجاحنا في تحقيق الانجاز الوطني فنفشل في تحقيقه او الحفاظ عليه ان وجد , لذلك لا بد من توضيح الفارق بين هذين المستويين من الوعي , فانا لا اظن اننا وقفنا يوما وبصورة متخصصة عند هذا السؤال وحاولنا الاجابة عليه بصورة صحيحة , ان الخلط بين هذين المستويين من الوعي هو الذي نطلق عليه التفكير العاطفي ,
جوهر الوعي الوطني ؟
ان بنية الوعي الوطني تتكون من العلم بذاتنا ومن نحن تاريخيا , وما هو حاضرنا الانساني , وما هي امكانياتنا القومية , والى اين يتجه مستقبلنا , وما هو برنامجنا في ذلك ؟ فهو بذلك وعي ذاتي حقوقي حضاري يتعلق بالضرورة القومية , الوطنية والديموقراطية . وهو يستند الى الاحساس بالحقوق والواجبات بالحياة والضرورات الاخلاقية الشارطة لنهج تحقيقها , ومدى وسعة الشرعية التي تمنحها لنا في حق اللجوء للوسائل والاساليب اللازمة لتحقيقها
جوهر الوعي السياسي ؟
ان بنية الوعي السياسي هي في حدها الادنى درجة ونوعية تحقق الوعي الوطني , هذا الامر الذي يحقق الهدف من ضرورة الوعي السياسي اللازم الاسترشاد به لتحقيق البرنامج الوطني , اما الحد الاعلى للوعي السياسي فهو في ادراك حركة الصراع القومي من حولنا واتجاهاتها واهدافها وعلاقتها بمصالحنا القومية وكيفية ادارة شان مصالحنا القومية والحركة الذاتية لقوميتنا خلال هذه الحركة العامة , وقدرة قوميتنا على المناورة لتحقيق هذه المصالح , الامر الذي يجعل من حالة الحكمة القيادية اعلى قمة للوعي السياسي القومي , والذي يجب ان يتكثف في النخبة النظرية السياسية وقمة النظام السياسي
وعلى الصعيد الفلسطيني نجد حوار عاما سلبيا بين ممثلي الوعي في مستواه الوطني , وممثلي الوعي في مستواه السياسي , وحيث يعطي كل منهما اجابة مختلفة لنفس السؤال وهو سؤال ما العمل ؟ لكن المحزن في الامر ان الامور تنتهي الى اتهامات خارج نطاق ضرورات الحوار والهدف منه , ولم يكن ليتم هذا الامر لو كان هناك انسجاما وتقارب وتناغم اجتماعي قومي فلسطيني في الحد الادنى من الوعي السياسي وهو الوعي الوطني
فالانقسام الفلسطيني مؤسس على وجود ابعاد متعددة وبنى متباينة للوعي الوطني حيث الوعي على اساس بعد الخصوصية الفلسطينية , وبعد الاممية الدينية وبعد الولاء للاصل العرقي العربي وبعد البنية الطبقية للمجتمع الفلسطيني , وتبعا لهذه الاصول والبنى الفكرية وتعددية قياساتها لذاتها وحقوقها وواجباتها والاخلاقية التي تراها شرطا وموجبا لشرعيتها , تنوع التكوين الفصائلي الفلسطيني وتنوع خطابه النضالي , لكنه في النهاية انقسم الى قسمين بعلاقته بالخط السياسي السائد والمسيطر في مجتمعنا , حيث حوكم الانجاز والتاكتيك السياسي بمقياس اخلاقي حقوقي واستنتج تبعا لذلك استنتاجات حول شرعية الانجاز وضرورته واصدرت بحقه احكام واتخذ اجراء سياسي انقسامي كانت قمته الحالة الانفصالية بغزة
لكن هذه الحركة الذاتية الداخلية الفلسطينية التي لا تعيش في عزلة جزيرة منفردة عن باقي القوميات , تتغافل عن وضعها السياسي في الصراع العالمي , وتفقد تبعا لفقدانها الاحساس باستقلاليتها الطبيعية والتاريخية , ضرورة الوصول في حركتها الى الاستقلالية القومية , فهي بصورة موضوعية موظفة لصالح برامج هذه القوميات بسبب هذا الخلل في الوعي الفلسطيني , والذي يجب معالجته قبل فوات اوان الاستجابة للضرورة الوطنية الملحة بسبب ضياع الحالة الديموقراطية
ان انعقاد مؤتمر حركة فتح السادس , وتأكيد برنامجه السياسي على حق مقاومة الاحتلال وضرورة الوحدة الوطنية هما مؤشران على نقطة تلاقي وتقاطع ايجابية بين مستويي الوعي الفلسطيني , الوطني والسياسي , يجب ان تبرهن باقي الفصائل على انها تستطيع الارتقاء لمستواه , في اعادتها النظر في تباينات وعيها الوطني عن الكينونة التاريخية والطبيعية التي انتجت المجتمع الفلسطيني على خصوصيته الراهنة , واظن ان ذلك سيكون بوابة تمتع مجتمعنا بمدى الاستقلالية المطلوب توافره للابتعاد عن الارتهان لما هو اقليمي او عالمي و وهومطلب عام فلسطيني



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- الفكر والتفكير العرقي القومي العربي راية من رايات التخلف في ...
- الفلسطينيون بلا اعياد
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:
- حوار مع صديقي ابراهيم
- جدل ( الاجماع الفصائلي ) , ليس حوارا وطنيا
- المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام
- رسالة الى وزارة الخارجية الامريكية حتى نستطيع الاستجابة , يج ...
- الجزيرة : السم والدسم
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش
- حتى لا نكون العوبة الاستعمار
- القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية
- خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي