أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - أوراق الجهوية 3 الأقطاب الإيديولوجية الثلاثة من المنظور الجهوي















المزيد.....

أوراق الجهوية 3 الأقطاب الإيديولوجية الثلاثة من المنظور الجهوي


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ورقة أمس، تحدثنا عن الطبقة الوسطى محتوى قياديا للنظام الجهوي. مع التنوع في الفئات المكونة لها حسب نوعية الجهة بالهدف المرحلي للجهة المعنية، ضمن ثلاثة أنواع من الجهة: التي يحفظها النظام الجهوي من الانفصال وبالتالي يساهم في الاندماج الوطني معها. والجهة التي عانت من الغبن بسبب السياسة الانتقامية للدولة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، بحيث يتلخص الهدف المرحلي فيها في ردم الهوة التنموية مع إعادة الاعتبار وجبر الضرر الجماعي. والجهة التي تعتبر ضمن ما سمي بالمغرب النافع للاستعمار وللنظام وبالتالي يكون مختبر الاندماج في العصر مع التقدم في بنيات التحديث والدمقرطة والتنمية.
يمكن للمجتمع والدولة أن يطرحا على الطبقة السياسية الحزبية أن تراعي في سياستها في أبعادها الثلاثة: القصير والمتوسط والطويل، بناء مغرب الجهات بعين الاعتبار. في بلورة برامجها. في أولوياتها العملية. في انتشار أطرها. في تحالفاتها.
وبالتالي، مطلوب من التفكير السياسي لدى الأحزاب أن يعيد رسم استراتيجياتها، بناء على التناوب الثلاثي على السلطة. لا بكيفية أوتوماتيكية على التوالي. لكن حسب ما يفرزه صندوق الاقتراع. لكن طمر عقلية الاستئصال هو المطلوب. مع استحضار الضرورة القصوى لاعتبار مثلث اليسار والليبرالية والأصولية كنسيج إيديولوجي سياسي حزبي متكامل حيوي للمرحلة التي يعيشها المغرب تحت سقف الأوضاع العالمية، وما قد يهب من جديد من توترات ما بين الصين وأمريكا، قد تتسرب بعض مضاعفاته لتعقد الوضع السياسي الوطني بالمزيد من التوتر ذي العوامل الخارجية بالإضافة للعوامل المحلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
إعادة البناء الاستراتيجي في الحقل الحزبي على قاعدة زوايا المثلث المذكور (اليساري/ الليبرالي/ الأصولي)، تهيئة ميثاقية أساسية تعين الرأي العام المحيط والمتأثر والمؤثر في العمل الحزبي، تعينه على تخيل التنوع الممأسس ضمن مغرب الجهات. بناء على التطور غير المتكافئ الحاصل. بهدف استدراك الأوضاع والتقدم بوتائر جهوية ثلاث، ستختلف فيها وبموجبها إيقاعات وواجهات العمل. مطلوب فقط توحيد المساطر مثل الاعتماد على الكفاءة في إسناد المواقع وحصص التوازن في السلط والانتخاب الشعبي للمؤسسات وتقسيم السلطة بين التشريع والتنفيذ والقضاء.
ومن هذه الزاوية يمكن للدولة والمجتمع أن يتوافقا على حضور متوازن للتيارات الإيديولوجية الثلاث في الجهات. سواء عبر تقاسم الأدوار وتكامل الوظائف. مع التوجه نحو مغرب الجهات، واستكمال مسطرة الانتخاب بواسطة صندوق الاقتراع بمسطرة الهيئات الاستشارية قصد الاستئناس بآراء الأقلية في كل قضية قضية.
لكن ما هي المسافة الواصلة/الفاصلة بين الدولة وبين التيارات الايديولوجية الثلاثة (الليبرالية/اليسار/الأصولية)؟ هل يقتضي الأمر بالضرورة أن تسود القوى الليبرالية في الأقاليم حيث خطر الانفصال لتتمكن الدولة من رعاية تجربة الحكم الذاتي عن قرب؟ أم من الأفضل وعلى العكس من ذلك: ترك التيار العام بين السكان هو الغالب، سواء كان أصوليا أو يساريا، شرط التوجه نحو التكامل بين الحكم الذاتي الفعلي كتجربة ديمقراطية حقيقية وبين مقتضيات الوحدة الترابية؟
هل تسلم الدولة بكونها تعتمد ميثاقا ليبراليا في بناء سياستها الداخلية وفي توثيق تحالفاتها في الخارج؟ وإذا ما سلمنا بهذه الأطروحة: هل تشتغل الدولة في انسجام معها، بخلفية الليبرالية الاجتماعية كجناح معتدل؟ أم ترعى الليبرالية من خلفية انتهازية مع التحالفات الخارجية ضاربة عرض الحائط فيما يتعلق بالاستحقاقات الحقوقية وبالتنافسية الاقتصادية في الداخل؟ ألا يطلب من الدولة ضمن بناء مغرب الجهات أن تراجع مكوناتها الطبقية لتشتغل بكيفية استراتيجية منتجة ومفيدة للجميع؟ ألا يتطلب الأمر منها إعادة التفكير في النظام الجبائي؟ والنظام البنكي؟ وفي الخريطة الفلاحية والصناعية بين الجهات؟
إن هذه الأسئلة مطروحة على الأحزاب لإبداء الرأي فيها كما يحق ذلك للدولة. حتى يتم استخلاص الصيغة التوافقية لعلاقة الدولة مع التيارات الإيديولوجية. سيكون في هذا الأمر مساهمة في قضية العلاقة بين السياسة والدين من جانب آخر. وسيتقدم منطق التوافق ليرفع حصة الاعتدال عند كل الأطراف. ذلك، أن مصدرا من مصادر التوتر المستعاد على الكيفية العالم ثالثية المتخلفة، ميول جهات في الدولة إلى التطرف والاستفراد بالمواقع والثروات والقرارات بلا حد ولا عقلانية.
ومن باب التراكم أن نجد مثلا، وبعد نضج عام، جهات يغلب على تسييرها الليبراليون، وأخرى يسيطر عليها الأصوليون، وثالثة تميل للتمسك بالأطروحة اليسارية؟
بعد نهاية العشرية الثانية (2019)، قد نجد أنفسنا في تجربة أولية مستقرة لمغرب الجهات تتلون بهذا التنوع المتوازن وبهذا الحضور العادل المعتدل. فهل تستحضر الدولة والأحزاب هذه الروح الرياضية في بناء مغرب الجهات من طرف التيارات الثلاثة؟
للحقيقة، يمكن القول، إن أفق الانتظار الذي كان سائدا في الصيف الماضي مثل اليوم، كان يقتضي التحالف بين الليبراليين وبين اليسار لمواجهة العدالة والتنمية. لكننا بعد سنة فقط. لكنها زاخرة بهجوم الدولة على العدالة والتنمية من جهة المنتخبين (مكناس) في ظرفية انتخابية. ثم الاكتساح الذي مارسه الحزب الوليد (الأصالة والمعاصرة) داخل البرلمان بغرفتيه، مقابل الحرب النفسية على العدالة والتنمية لكي يقتصد في تقديم المرشحين للانتخابات بما لا يزيد عن 50% من الدوائر. كل هذا أظهر أن الليبراليين لم يمارسوا بأنفسهم ما تطالب به الدولة غيرهم اليوم بالعقل أو بالقمع. فالنزوع الليبرالي المهيمن على الدولة والمتدفق بكيفية فوضوية غير خلاقة، دفع الاتحاد الاشتراكي عن حق، يغير تحالفاته المحتملة إلى تحالف اعتراضي دفاعي لمواجهة شراهة الأصالة والمعاصرة. وهو ما رجع بالتحالفات إلى وضع غير سليم لكنه أصبح حيويا للدفاع عن النفس. مطلوب إذن من الدولة أن تسهر على التوازن والاعتدال في حق الجميع، بدل أن تكيل بمكيالين في التعامل مع المجتمع. وإلا سنرى نهاية العشرية الثانية بمنظار التراكم السلبي الذي جرى في العهد السابق حتى أوصل إلى السكتة القلبية.






#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق الجهوية 4 مغرب الجهات خزان للاقتصاد المنتج الموسع
- أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي
- أوراق الجهوية في المغرب
- دردشة مع سمبريرو
- من أجل الجسور الواصلة
- الطبقات المتوسطة وانتخاب الغرف المهنية؟
- في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل
- العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟
- من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
- لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة
- المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
- ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
- انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - أوراق الجهوية 3 الأقطاب الإيديولوجية الثلاثة من المنظور الجهوي