أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخمسي - بركان سياسي ينفجر في النيبال















المزيد.....

بركان سياسي ينفجر في النيبال


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في أعالي الهيمالايا، استولت حركة ماوية على السلطة، ثم بعد حين
بركان سياسي ينفجر في النيبال

في التاسع والعشرين من ماي 2007، كانت تسمى مملكة النيبال. وفي التاسع والعشرين من ماي 2008، استفاق السكان على يوم جديد واسم جديد: الجمهورية الديمقراطية الفيدرالية للنيبال. أما يوم الرابع من ماي الحالي (وهو ما يصادف ميلاد بوذا)، فقد أعلن رئيس الوزراء الجديد استقالته عبر التلفزة الرسمية.
بداية ماي الحالي، انفجرت أزمة سياسية على خط التماس بين العملاقين الصين والهند، لكن في بلد النيبال، اضطر مجلس الأمن بعدها إلى استصدار قرار خاص بالقضية، ولم يظهر أثر للخارجية الأمريكية ولا لكوشنير. ولم توضع الحركة الماوية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. رغم أنها وهي القوة السياسية الأولى في صناديق الاقتراع بداية سنة 2008 (ولو بنسبة أقل من حماس)، فقد استندت إلى نسبة (37%) دون الأغلبية المطلقة (51%)، وانسحبت إلى موقع المعارضة. فما هو المسلسل الذي أفضى إلى هذه الأزمة؟

تزيد مساحة النيبال (130000كلم²) قليلا عن الأقاليم الشمالية (117000كلم²) المغربية. لكن سكانها لا ينقصون (28 مليون نسمة) إلا قليلا عن سكان المغرب بكامله (30 مليون نسمة). تتكون من خمس جهات من الناحية الإدارية، بناء على التقسيم الفيدرالي الذي أقره البرلمان المؤقت السابق، الذي أعد التوافق السياسي والذي جرت بموجبه الانتخابات الأخيرة قبل سنة (10/4/2008).
فمنذ 1996، انطلقت الحرب الأهلية في مملكة النيبال لتطيح بالنظام الإقطاعي المتبقي منذ القرن الربع عشر ميلادي. في هذه المملكة المتعددة الإثنيات والوسيطة بين الهند والصين، فخط الكتابة هندي لكن الديانة بوذية مثل الصينيين. والمجتمع عبارة عن كشكول من القبائل المختلفة اللهجات والتقاليد. يسمى النظام الملكي مملكة الموستانغ. أما الأسرة التي انتهى حكمها يوم 28 ماي 2008، فقد استمر حكمها 240 سنة. ورغم ذلك، لم تدع القنوات الغربية أن الأمر يتعلق بمنظمات إرهابية! ليس في البلد بترول ولا مواد غنية للنهب.. لكن الأهم كون البلد جزيرة بين محيطين بشريين في الصين والهند. يوجد في محيطهما الحيوي فلا تتجرأ أمريكا على تدويل قضيته مثل دارفور.
ملامح وجه السكان مشابهة للهنود من حيث السمرة والامتداد الهندآري، نفس الشيء في بنية الأسماء. لكن الحركة التي مارست حرب الشعب ما بين 1996 و2006، ماوية يسارية، أي تدخل ضمن الثقافة السياسية الغربية. وتميل بالبلاد نحو التوازن ما بين التراث الهندي والأفق الصيني.
من المعطيات الاجتماعية التي أهلت المجتمع لقلب نظام الحكم، التقدم النسائي في ميدان التعليم بحيث تتفوق المرأة هناك على الرجل في الكفاح ضد الأمية، إذ تبلغ نسبة الأمية بين النساء 40% في حين ترتفع بين الرجال 62%. وهو جزء من كل في آسيا التي توفر للنساء يوما عالميا (16 شتنبر من كل عام) ومواقع في قيادات الأحزاب وفي تقاليد أعلى الهرم في الدولة (الهند وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا والفليبين). وهو بلد المتناقضات الطبيعية: من منخفض لا يكاد يصل 60 متر فوق سطح البحر إلى احتضان أعلى قمة جبلية فوق الكرة الأرضية بكاملها (الايفيرست 8848 مترا). مما يجعل القليل من المساحة قابلة للزراعة (20% فقط).
من جانبه، حفر النظام الملكي قبره بيديه في السنوات العشر الأخيرة. فقد جرت داخل القصر الملكي مجزرة ذهب ضحيتها الملك ما قبل الأخير وأمراء آخرون. على يد فرد من نفس العائلة التي كانت حاكمة. كما رد الملك الأخير على المطالب الديمقراطية للأحزاب السياسية سنة 2002، بقسوة إذ حل البرلمان واستفرد بالحكم.
لكن التقدم الميداني عسكريا من طرف الحركة الماوية اليسارية المعارضة في منطقة بوخارّا بجوار منطقة تكماندو العاصمة سنة 2006، بموازاة إضراب عام شل الحركة في كل القطاعات، اضطر الملك التراجع وفتح الحوار مع الأحزاب السياسية والدعوة لاجتماع البرلمان السابق (24 أبريل 2006). الذي أقر بدوره الدستور الانتقالي ومن ضمن بنوده إنهاء النظام الملكي. فجرى حوار حول مرحلة انتقالية تحت سقف حكومة ائتلاف وطني ضمت الحركة الماوية اليسارية المسلحة المعارضة. ثم ما لبتت الحركة أن انسحبت من المؤسسات مشترطة انتخابات عامة لتشكيل المجلس التأسيسي المخول بصياغة دستور جديد للبلاد. وبالفعل، في العاشر من أبريل 2008، تم انتخاب الجمعية التأسيسية حيث حصلت الحركة اليسارية ( الماوية والشيوعي)على ما يزيد عن 57% (37+20) من المقاعد.
القوى المحافظة والمعتدلة، من جهتها بقيت مترقبة مفاعيل الظرفية. لذلك، فمسلسل نزع سلاح الميلشيات وإعادة تشكيل الجيش النظامي وكذا تلاؤم خريطة التقسيم الإداري الفيدرالي مع الامتدادات الإثنية، ضمن أجندة تنتهي في منتصف يوليوز المقبل، اصطدم بثلاث إجراءات جاءت في غير صالح الحركة اليسارية الماوية. منها إعادة ثمانية جينيرالات متقاعدين بموجب اشتراطات التوافق السياسي ومسلسل السلام. ومنها ضم 3000 عنصر جديد إلى الجيش من غير صفوف الماويين. ومنها استبدال العناصر الماوية في مسابقات الألعاب الرياضية بمتسابقين غيرهم. مما دفع رئيس الوزراء إلى إصدار قرار إقالة القائد العام للقوات المسلحة النيبالية. باعتباره غير منضبط لسياسة الحكومة ولمقتضيات التوافق السياسي ولمسلسل السلام. فرد عليه رئيس الدولة بعدم دستورية أمر رئيس الحكومة بإقالة قائد الجيش وأمر بالتالي هذا الخير بالاستمرار في منصبه. مما استدعى استنهاض الأغلبية الحكومية في البرلمان، ولعل ما لم يتوفر لرئيس الحكومة الماوي، فاستقال من رئاسة الحكومة وانسحبت حركته منها نحو المعارضة في اليوم الموالي (الإثنين الأول من ماي الحالي).
إن الفترة الانتقالية التي انطلقت في ربيع 2006 وانتهت بداية هذا الشهر لم تتوفر عبثا ولا بالحديث العذب على رصيف شارع نيفسكي كما كان يسخر أحدهم. لكنها توجت 10 سنوات من الحرب الأهلية، ذهب ضحيتها 13 ألف قتيل و600 مفقود إلى اليوم. لذلك، فهدم التوافق السياسي، الذي استند بدوره على طي الفترة الإقطاعية من تاريخ البلد، من المحتمل أن تكون القوى المحافظة ضحت بالعائلة الملكية لتتمكن من التحايل على الشعب والعودة إلى الامتيازات التي كانت مستفيدة منها من قبل التوافق الانتقالي (2006- 2009).
لقد تألفت الحكومة المستقيلة من 23 وزيرا. بينهم 17 وزيرا ينتمون لثلاثة أحزاب شيوعية ضمنهم الحزب الماوي الأول في الترتيب. لكن ضعف الخبرة في معالجة التناقضات والسرعة في الهيمنة على مقاليد الدولة، تركت الأوراق الأخرى في يد القوى المحافظة. ترى هل تهتدي الأمم المتحدة في الشرق الأوسط إلى نفس الهدوء في التعامل مع الحركات المسلحة من القضايا العادلة؟ أم ستبقى قوى المقاومة على لائحة الإرهاب؟



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
- الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
- مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...
- لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
- عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
- ما بعد الحرب على غزة
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد
- فلتهنأ الملكية في التايلاند وأنجلترا
- وصفة عبد الله العروي
- حول الأخطاء المطبعية في البيانات السياسية
- موقعنا في لعبة طوريرو الأمريكية
- ضباع التنمية وسماسرة الغفلة الطبقية
- حول -الحكم الذاتي بالريف-


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخمسي - بركان سياسي ينفجر في النيبال