أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخمسي - ما بعد الحرب على غزة















المزيد.....

ما بعد الحرب على غزة


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 00:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


أفرزت الحرب على غزة اليقظة تجاه نتائج الحرب على لبنان في صيف 2006. وتقلصت شمولية الرومنسية تجاه إرادة الشعوب، لتبرز خريطة المواقع الخلفية المحيطة بكل من حزب الله في السابق وحماس اليوم. وبقدر ما اكتشفت اسرائيل حقيقة الإعداد الجيد لحزب الله وحلفائه عبر التكامل الثلاثي بين حزم الحلفاء والتربية التنظيمية الجهادية لدى أفراد الحزب والعقلانية الصارمة لدى قادته بالأمس، نكتشف اليوم أن حماس لها حلفاء في مصر، يساعدونها على تعويض الحصار الفوقي بغض الطرف عن "التهريب" التحتي للأسلحة، ضمنه صواريخ اغراد، وكل المعدات الحربية التي تساعدها على الصمود في وجه الاجتياح البري، بل على مواصلة إطلاق الصواريخ و إعادة "بناء الصمود تحت نيران العدو".
وفي اليوم الأول الذي ستتوصل فيه الأطراف إلى وقف إطلاق النار، سيكون كل طرف قد أعد عدة الخطاب الانتصاري. ليعلم العالم الخارجي أن مسلسل التقدم نحو الحلول الإنسانية لفائدة الشعوب قد تقهقر نحو نقطة الكراهية المطلقة المتبادلة.
فيكون التحالف الحاكم في اسرائيل قد خرج من دائرة الانكشاف تحت أضواء محاكمة أولمرت والعجز عن انتزاع مصير الجندي شاليط من يد حماس، نحو هالة القدرة على التدمير وصناعة الرأي العام الحربي مقدمة للبرنامج الانتخابي. وتكون حماس قد حافظت على الإمساك بالأسرار المحيطة بقيادتها وبالمصير المجهول لشاليط، مؤشرات على تحولها إلى عنصر تاريخي بنيوي في القضية الفلسطينية. ويعيد الشعب الفلسطيني كرة الحفاظ على حقه في الوجود السياسي عبر اشتعال نضالي في الضفة لما دعى إليه خالد مشعل تحت عنوان الانتفاضة الثالثة.
أما تحول الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني وتمركز التدمير الذاتي والقتل الفلسطيني والقمع للرأي السياسي المخالف المتبادل، فقد نقل دور العوامل الخارجية من الدعم كاتجاه عام مستقر، إلى اصطفاف متناقض حاد يخترق المأساة الفلسطينية نفسها فيتبادل فدائيو الأمس مهام الفتك ببعضهم البعض بدل اقتصار ذلك الدور الرهيب على قوات الاحتلال. وهو ما ينقل مكروب "الكراهية المطلقة" التدميري، من خارج الشعب الفلسطيني إلى صلب إرادته السياسية. وهو ما دمر نواة المساندة اللامشروطة من طرف كل محبي السلم والإنسانية عبر العالم تجاه قضيته العادلة. لتنعكس في السلبية المتلبسة في سلوك الأمم المتحدة، حد تناقض تصريحات الأمين العام ومجلس الأمن مع الإستنكارات المدوية للأونروا ضد الهمجية الإسرائيلية.
II
لكن الرأي العام العربي وهو يتأمل العناصر الجديدة في الصراع حول فلسطين، يعلم أن القضية العادلة طيلة ستين عاما (1948-2008)، قد أصبحت جزءا من بنية العولمة السياسية. وبقدر ما اتسعت دائرة السند لعوامل الدين والقوى المناهضة لأمريكا، بقدر ما ترسخت داخل دائرة القرار السياسي والعسكري الفلسطيني إرادة التوافق مع أمريكا للتوصل إلى حل سياسي نهائي سلمي مع إسرائيل.
III
ولعل اشتعال الحرب على غزة في بطن الفترة الانتقالية الأمريكية والإسرائيلية معا، ستوفر المقدمة التدميرية "الضرورية" لاستكانة سلم ثانية بعد "استكانة أوسلو". إذ راكمت العولمة لدى مختلف الأطراف قدرا وافيا من العقلانية المفرطة إن صح التعبير. وهو ما يمكن تعويضه بمصطلح الميكيافيلية، أو الإفراط في استعمال الكذب لخدمة القضايا المركزية: عادلة وغير عادلة.

إن فترة حكم الديمقراطيين التي قد تستمر ثماني سنوات مقبلة ستستهدف إعادة بناء السمعة الأمريكية على الصعيد الدولي، لترميم ما دمرته الرأسمالية العسكرتارية المتطرفة للجمهوريين. وقد ظهر أن الاستماتة الأمريكية من أجل توطيد الهيمنة المطلقة ذات القطب الأمريكي الواحد قد عرفت الضربة القاضية مع الأزمة المالية، توجت الأخطاء المتوالية للاستفراد بالقرار الدولي في عهد بوش الصغير.
إن النزعة المتطرفة للقرار الجمهوري الأمريكي، صنعت رصيدا تدميريا في ثلاث مواقع: أفغانستان (2001) والعراق (2003) وفلسطين (2008/2009) الحالية، مع آلية عنيفة لفرض الموت على الشعوب والقيادات السياسية الممانعة، إن ببطء عبر الحصارات ( مقاطعة السلطة في رام الله على عهد عرفات (2002ـ2004) أو بسرعة القصف الجنوني والتسميم النيروني (عرفات، أحمد ياسين، الرنتيسي، مصطفى علي....) أو الإعدام "القانوني" (صدام حسين).
فلعل الدور المرتقب لباراك حسين أوباما، هو تطوير المقومات السيادية الرمزية للدولة الفلسطينية، مقابل دمج الضعف العرفي ضمن مؤسسات الشرعية، ليصبح المواطن الفلسطيني، مثل كل المواطنين العرب نادمين على مرحلة الاستعمار الأجنبي المباشر لما سيعانون منه من حكرة وعنت جهنم من طرف الشرطة الفلسطينية والعربية تجاههم في ظل جنة الدولة المستقلة. لتنتقل المعارضة من معارضة الاحتلال إلى تهمة جاهزة بوصفة الطابور الخامس لفائدة القوى العالمية المناهضة للرأسمالية، سواء تحت يافطة "التطرف الإسلامي" أو تحت يافطة العمالة للصين الصاعدة....وبشائر المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير مفسرة بكامل الوضوح حقيقة الصراع في دارفور.
إن التفاوت في درجة العقلانية بين قادة حزب الله صيف 2006 وقادة حماس أثناء الحرب الجارية، لا يساعد الشعب الفلسطيني على الاستفادة القصوى من تحت الدمار الذي ستتركه إسرائيل بعد الحرب. ففي الوقت الذي وصف فيه الملثم الناطق بكتائب القسام الصهاينة بحفدة الخنازير، تلعثم خالد مشعل في ترتيب فقرات خطابه، وهو ما ينقل الكارزمية القيادية إلى اسماعيل هنية، لكن بخطاب عسكري مرافق على درجة من العاطفية، قد لا تنقل حالة التقدم المدني التي يتصف بها الشعب الفلسطيني قبل السيطرة الشاملة لحماس. مما سيعمق الشرخ في الحالة الفلسطينية، من مستوى العلاقة بين حماس وفتح إلى مستوى العلاقة بين كل القيادات السياسية وعموم الشعب الفلسطيني. وهو الجرح الذي قد تتركه الحرب عميقا في الكيان المجتمعي الفلسطيني، مكرسا لجرح الاقتتال المسجلة سابقا. وهو ما سيضعف العنصر الذاتي الفلسطيني لمواجهة العدو المشترك في الحرب، كما في "التهدئة".....
كل ما مضى، سيربك القرار السياسي الفلسطيني ما بعد الحرب، عندما تصير القنوات الدبلوماسية جاهزة للفعل. مع العلم أن الدور الاقليمي التركي تحسن بكيفية نوعية لفائدة القضية الفلسطينية، بحيث يقترب من الاعتدال الأوربي بدل الارتباط السابق سلبا بالموقف الأمريكي المنحاز.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد
- فلتهنأ الملكية في التايلاند وأنجلترا
- وصفة عبد الله العروي
- حول الأخطاء المطبعية في البيانات السياسية
- موقعنا في لعبة طوريرو الأمريكية
- ضباع التنمية وسماسرة الغفلة الطبقية
- حول -الحكم الذاتي بالريف-
- هل يكفي؟
- امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي
- الشمال على طاولة العدالة
- اللحظة الهزلية في مسرحية المشاركة السياسية
- في الذاكرة المشتركة: لو يتحدث أسيدون باسمي
- لأي نموذج تنتمي طبقتنا العليا؟
- ثلاث مداخل لبناء الطبقة الوسطى
- الطبقة الوسطى بين الحلم الأسفل والتطرف الأعلى
- مرحلة بنكيران:ضد عالي الهمة أم ضد المجتمع؟
- حول -تخليق الحياة الثقافية-
- المتخيل الثقافي في المعيش السياحي
- الجهوية والتيارات: إما للتغيير أو للتغرير
- ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخمسي - ما بعد الحرب على غزة