أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي















المزيد.....

امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 09:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما يقر الاتحاد الأوربي بترسيم وضع المغرب في دائرة ما هو أكثر من الشراكة وما هو أقل من العضوية، مشابها لعلاقة سويسرا والنرويج، نكتفي نحن بالغبطة والفرح من الرفعة التي حظي بها المغرب من قبل الاتحاد الأوربي، وسابقا بذلك الكيان العزيز على الغرب بل المدلل لديه: اسرائيل. ويحار العقل السياسي أمام هذه الحظوة المبهرة للمغرب!
ومن أجل استبدال الحيرة والتعجب، نستحضر الذاكرة الدبلوماسية. فنقارن الصلة بين الاتحاد الأوربي وبين كل من سويسرا والنروج.
نجد سويسرا غير مستعدة للدخول في مجموعة سياسية لها حضور عدائي في ذاكرة الشعوب بمنطقة من مناطق العالم، بسبب الاستعمار. كما يلخص الكيان السياسي السويسري ترتيبات التاريخ السياسي فوق الجغرافيا الأوربية. سواء التعقيدات المباشرة ما بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا، أو التعقيدات العالمية، ما بين أوربا الغربية وأوربا الوسطى و التأثير الأمريكي والنظام المالي العالمي. حيث تحظى البنوك السويسرية بثقة الأطراف المالكة للسيولة بالعملة الصعبة، بما يصل قدره 20 في المئة من الإنتاج العالمي الإجمالي: 10 آلف مليار دولار تختزنها البنوك السويسرية، من أصل 50 ألف مليار دولار في كل بنوك العالم. معنى هذا أن سويسرا هي التي تحجم عن الارتباط العضوي بالاتحاد الأوربي وليس العكس.
كما تحجم النروج عن الارتباط العضوي بالاتحاد الأوربي بهدف الحفاظ على التوازن في الجغرافيا السياسية العالمية انطلاقا من موقعها الترابي، ما بين القارة الأوربية وشمال القارة الأمريكية وروسيا في مناطق القطب الشمالي ذي الحساسية النووية المفرطة، حيث تقبع الغواصات الحاملة للرؤوس النووية.
إن الاتحاد الأوربي لم يحظ بدعم سياسته الاندماجية حتى من طرف جهات اقليمية تابعة له بحكم انتمائها للاتحاد تبعا لانتمائها للدول العضو في الاتحاد. فقد صوت سكان جزيرة الأرض الخضراء (كرينلند)، وهم تحت السيادة الدنماركية، ضد عضوية الدنمارك في الاتحاد الأوربي، بناء على وجود الجزيرة نفسها امتدادا لكندا فوق ثلوج أمريكا الشمالية في اتجاه القطب الشمالي. كما أن الاتحاد الأوربي الذي يهرع لضم أوكرانيا قصد تحجيم النفوذ الروسي لا يستطيع ممارسة نفس الشئ تجاه اسلاندا، فقط لكون النفوذ الأمريكي فوق شمال المحيط الأطلسي يقضي تحذير أمريكا للاتحاد الأوربي بما معناه: وكأن أمريكا تقول للاتحاد الأوربي:"يحدوك احجارك".
فالمعنى الذي نتأمله من خلال هذه الحقائق، هي نسبية المصلحة في الارتباط بالاتحاد الأوربي. وصدقية الارتباط بالاتحاد لا تتوفر سوى عندما تكون امتدادا للارتباط الديمقراطي الداخلي ما بين الدولة والمجتمع. ومهما كانت هناك مسافات خلاف شكلية بين الدنمارك ومواطنيه في كرينلند، فالديمقراطيا هي الصلة الوثقى بين المؤسسة الملكية الدنماركية وبين سكان كرينلند، ما دام صندوق الاقتراع هو المكيال وأداة قياس الموقف وسقف القرار السياسي وأرضيته المتينة. ومن هذه الزاوية، وقد ظل المعلق الصحفي المغربي الرسمي يربط بين سياسة الجوار الأوربي وبين "الحظوة" التي حصل عليها المغرب، يمكن لنفس المعلق أن يكون أكثر شفافية مع المغاربة، ليخبرهم أن التقارير المنشورة عن الاتحاد الأوربي حول الحالة السياسية لثلاثة عشر بلدا معنيا بتلك السياسة، نجد أنفسنا في حالة استحياء بعد مصر (%31) بما لا يزيد عن الثلث (%37) من حيث المشاركة الانتخابية. في حين تفوق المشاركة نسبة %50 في 11 بلدا معنيين بسياسة الجوار الأوربي. نعم، نحن أفضل من حيث الشفافية نفسها من بلدان أخرى ما زالت تخفي الأرقام الانتخابية الحقيقية عن مواطنيها. لكن المضي في طريق الاستحقاق، الدولة معنية به أكثر من أي طرف مغربي كان. لا الأحزاب ولا القطاع الخاص ولا المجتمع المدني.
أما "الحظوة" موضوع هذه الملاحظات، أي علاقة ما دون العضوية وما فوق الشراكة للمغرب مع الاتحاد الأوربي، مقارنة مع اسرائيل، بصفتها الصديقة المدللة للغرب كله، والاتحاد الأوربي بالأخص، فيجب أن نتذكر أيضا أن "الحظوة" الأصلية الممنوحة لإسرائيل في الاتحاد الأوربي، مفروضة على قيادة الاتحاد المذكور من طرف الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. أما كرامة الاتحاد الأوربي الذي قاطعت اسرائيل كل مبادراته للتدخل طرفا في رعاية السلام، فهي مهضومة تماما، باستثناء فترة الانشغال بالانتخابات الرئاسية وتجميد الأولويات الدولية للولايات المتحدة لما بعد تنصيب الرئيس المقبل بداية 2009، فلا حق للاتحاد الأوربي سوى أن يكون عضوا رابعا مهملا إلى جانب روسيا والأمم المتحدة وراء الولايات المتحدة الأمريكية فيما يسمى اللجنة الرباعية التي لا تحرك الساكن لا في الحصار ولا في الدمار اليومي الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. فلا يشرفنا أن نكون قيد أنملة أفضل من اسرائيل في العلاقة مع الاتحاد الأوربي، لأن حالة المفاضلة يصدق عليها القول المغربي الأثير "قيـــــاس الخير!" و "بعيد البلاء والبأس!".
غير أن ما يقرّب اسرائيل من الاتحاد الأوربي ويدفعها في قلب العصر، رغم تصرفها السلبي، الاستراتيجي واليومي، تجاه منطقة بكاملها، فهو استعمال قوة الاقتراع العام واستثمار عنصرالثقة ما بين السكان وأجهزة الدولة. بنفس المفاعل الانتخابي. وما سوف يبقي المسافة النوعية ما بيننا وبين الاتحاد الأوربي، هو حجم البعد الذي يستمر فاصلا ما بين الدولة والمجتمع. إن المغرب لن يقترب فعلا من أوربا سوى بما ينجز فوق الأرض من مواصفات العصر، في السياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والثقافة والبيئة.
أما حقيقة التقارب فتكشفها تفاصيل الإجراءات المفروضة على التأشيرة. وهي تفاصيل في التقارير الرسمية للاتحاد الأوربي، تكرس تعقيد شروط المرور في وجه سكان دول الجوار. بل تسن التعسف بجواز اتباع معيار العلاقات الشخصية للحصول على التأشيرة. كما تعمم المدد القصيرة. وتشرعن الاحتفاظ بالأموال المدفوعة مقابل الخدمات، رغم كون الغالب الأعم هو رفض التأشيرة لأعم طلبات المواطنين. بحيث لا يلمس المواطن قفزة التقارب بين المغرب وبين الاتحاد الأوربي. أما التعامل على الحدود الإدارية بين الطرفين فوق التراب الوطني المحتل في المدينتين، فمع الأسف يبعد كل من الاتحاد الأوربي والمغرب عن حقيقة ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان.
كل ما قيل، لا ينفي التقدم الكبير للدبلوماسية المغربية مقارنة مع الدول العربية الأخرى المعنية بسياسة الجوار مع الاتحاد الأوربي. لكن الشعب المغربي معني بإصلاحات سياسية ودستورية تدفع إلى الأمام بمسافات وإيقاعات جديرة بالانتماء الفعلي والعضوي للعصر.






#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمال على طاولة العدالة
- اللحظة الهزلية في مسرحية المشاركة السياسية
- في الذاكرة المشتركة: لو يتحدث أسيدون باسمي
- لأي نموذج تنتمي طبقتنا العليا؟
- ثلاث مداخل لبناء الطبقة الوسطى
- الطبقة الوسطى بين الحلم الأسفل والتطرف الأعلى
- مرحلة بنكيران:ضد عالي الهمة أم ضد المجتمع؟
- حول -تخليق الحياة الثقافية-
- المتخيل الثقافي في المعيش السياحي
- الجهوية والتيارات: إما للتغيير أو للتغرير
- ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟
- صور زمن حزين
- لماذا التزم عالي الهمة الصمت؟
- اختطاف -الأنوار- في ابن كرير؟!
- الكتابة جبل ثلج
- حميمية الصلة بين النفسية والكتابة
- عندما كان الشمال منصة لإطلاق صاروخ الكفاح الوطني
- التهامي الوزاني يحضر المهرجان
- الثقافة التي تمتلكها بعض الصحافة المستقلة في المغرب
- شبح مخيف آخر:السلفية -الرسمية- في المغرب


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي