أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي و الصمت على مدير المجاري















المزيد.....

مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي و الصمت على مدير المجاري


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(إذا وصفت الشيخ احمد الكبيسي فإنه طويل القامة خفيف الظل مبتسم ضاحك معظم الوقت، صموت إذا لزم الصمت، متكلم لبق ومحدث مفوه حين يحين وقت الكلام، تحب النظر إليه ...) هكذا يمكننا ان نتعرف على فضيلته من خلال المعجبين به ومريديه، وهو يظهر علينا من خلال عدد كبير من الفضائيات, كما كان يظهر من على تلفزيون الشباب لصاحبه عدي صدام حسين ابان عهد النظام السابق.
وعلى نحو شبه مكثف يطلّ علينا الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي مرة اخرى من قنوات فضائية خليجية مختلفة مفسرا للقرآن الكريم وناصحا وموجّها ورادا على اسئلة المشاهدين الشرعية، وهو في كلّ مايفعله مهم لاشك في ذلك في هذا الظرف العصيب الذي كثر فيه المزايدون والموتورون ودعاة الدم.
والشيخ الكبيسي أكاديمي إلى جانب كونه رجل دين وتلك صفة يحملها كثيرون ممن ارادوا أن تزداد الألقاب امام أسمائهم، ولا ضير في ذلك أيضا مادمنا نعطي لكلّ صفة تسبق أسماءنا حقها. فتتطلب صفة الاكاديمي عادة الحيادية المطلقة أو شبه المطلقة كي لا نكون مبالغين، والنطق بالحقيقة كاملة فضلا عن صفة رجل الدين التي ترمي في ما ترمي اليه قول الحق والتصريح به بقوة وعلنا على رؤوس الأشهاد مهما كانت الصعوبات وكثرت التقيات.. وقد عهدنا الشيخ الكبيسي على ذلك من خلال تفسيراته المختلفة للكتاب والسنة التي ادمنت سماعها. فالرجل طوال حقبة مكوثه الطويلة في العراق زمن الطاغية صدام الرئيس السابق اشترط – كما تناهى إلى مسامعنا وقتذاك وكما رأيناه في برامجه أيضا – عدم تدخله في سياسة الدولة (العوجاء) للحؤول دون ذكر الطاغية بخير، وللتملص من أساليب النظام السابق التي فرضها على جميع من يخرج في وسائل الإعلام وعموم التجمعات العامة، وفي أن يكون التسبيح بحمد الطاغية وتأييد مواقفه التي جرّت على العراق الويلات الجسام والكوارث العظام والمصائب الجلل التي يعرفها الكبيسي قبل غيره.
كما يحفظ العراقيون للشيخ الكبيسي حقيقة مواقفه في تجنب العمل مع الإرهاب ودعواته إلى وحدة المسلمين بين حين وآخر في مغايرة واضحة دون أعداد من زملائه ممن حملوا رايات سود لغرباء جلهم جاؤا من خارج العراق؛ هذه المواقف وضعت الشيخ الكببيسي أحيانا في تقاطعات مع بعض زملائه في (هيئة علماء المسلمين) ومن ثم أقامته في قطر مثلما هو حال الآلاف من الطاقات العراقية العلمية المهاجرة.
غالبا ما يمسك الكبيسي العصا من الوسط إن لم يكن له عصوين يظهر واحدة ويخفي أخرى حسب الضرورات المختلفة. ومن أهم ما يثبت تلك الحال التي يبغضها العراقيون قبل غيرهم هي علاقته بالرئيس السابق. وإذا كانت علاقة الكبيسي بصدام هي من أغرب العلاقات الشخصية والسياسية بين طاغية ورجل دين حيث استقدم الكبيسي من مخابرات صدام عنوة وطوال نصف نهار دارت به السيارة المضللة لمقابلة الطاغية، فإن لقاءه به اخيرا -وحدهما- كما رواه الكبيسي نفسه على إحدى القنوات الفضائية هو من أغرب اللقاءات في تاريخ العراق السياسي المعاصر الصدامي. يقول الكبيسي: إن صدام انصت له كتلميذ!! لمدة ساعتين كاملتين حدثه فيها الكبيسي – ولا أعرف أي عصا كان يمسك صاحبنا- عن ((الظلم في العراق)) والعالم العربي والعالم. ولعمري إنها طريقة طالما استخدمها الطاغية لجمع المعلومات عن أوضاع العراق العامة فقد كان الرجل لا يثق حتى بتقارير اجهزته الأمنية التي فاقت العشرات.. لكن جميع من قابل صدام – وهذا ما يدركه الكبيسي قبل غيره- ولم يعلن ولاءه المطلق له إنهم كانوا يختفون – بهذه الطريقة أوتلك – من على سطح الأرض، أو يرسلوا إلى (الغرف الحمر) في حاكمية منطقة(52) ليموتوا موتا بطيئا هناك. فهل غير صدام من طريقته الرعناء مع الكبيسي فقط؟!؛ هذا ما نشكّ فيه كثيرا إلا إذا كانت ثمة صفقة (ما) عقدها الكبيسي مع صدام سرا ولا يعلم بها أحد من المخلوقين.. الله أعلم! وما على السيد الكبيسي إلا أن يراجعوا الحلقات المتلفزة للسيد تايه عبد الكريم التي بثت من احدى القنوات الفضائية ليكتشف أي رجل طاغية اهوج ودموي كان صدام.
وحاجتنا الأساسية في هذه النقطة بالذات هي الظلم في العراق وصراحة الكبيسي في ذلك إلى (واحد) كان يرى بأنه (أحد أحد) وهو مصدر الحياة والموت والغنى والفقر والرفعة والذلة في العراق وربما في العالم العربي أيضا؛ ومن يخالفه شرير ودجال وخائن يستحق الرحيل عن هذا العالم فورا. أليس كذلك يا شيخنا الجليل؟ ثم إن للكبيسي موقفا اكثر خطورة من سابقه تمثل في رفضه منصب وزير الاوقاف الشاغر في دولة الطاغية آنذاك؛ لنلاحظ العبارة التي استخدمها صدام حسب رواية الكبيسي:" هل تريد التقرب إلى الدولة من خلال إشغال منصب وزير الأوقاف"؟ ويرفض الكبيسي العرض بكبرياء لم يفعلها احد من قبل قط.. فماذا يعني ذلك؟!! ألا يعني رفض الكبيسي لدولة صدام بالتالي رفض لشخص صدام نفسه؟ ويخرج الكبيسي من لقاء صدام سالما معافى ليذهب إلى الخليج حيث يصدر صدام امر القاء القبض عليه!!( فيلم هندي) او يرسل – بعد ذلك- ضابط مخابرات كبير لأستدراجه إلى بغداد حسب رواية الكبيسي.
وللكبيسي نظرية أخلاقية قديمة وغريبة في تفسير انهيار وسقوط الدول والاشخاص تختلف عن دورية ابن خلدون والمادية التاريخية لماركس والتحدي والاستجابة لتوينبي وكذلك عن نظرية هنتنغتون في صدام الحضارات؛ وكما يوردها هومن على الفضائيات أحيانا، مفادها: إن الطبيعة والدول والأسر والأشخاص يتحكم فيها نظام المجاري! ويضرب الشيخ الكبيسي الامثال على ذلك في الطبيعة حيث تعمل القوارض على إعادة التوازن البيئي لها. ولذلك كله ثمة حكمة الهية في هذا النظام. هذه الطروحات المستهلكة بدأت منذ عهد التاريخية نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن المتصرم على يد الدكتور احمد زكي -رحمه الله- وكتبه الكثيرة في هذا المجال مثل( العلم يدعو إلى الإيمان) و(الله يتجلى في عصر العلم) وغيرها من الكتابات التي اثارت جدلا واسعا في اوساط الشباب المسلم وغير المسلم آنذاك؛ وبعد اشتداد هجمة الفكر الماركسي وانتشار افكاره في العديد من البلدان العربية. بيدان تلك (الفورة) الدفاعية الإعلامية البحتة لم تلبث ان انحسرت بعد ان أتت أكلها في الإسلام السياسي الحالي المتعدد المذاهب والفرق والجماعات بتعدد ألوان القتل أيضا.
لكن الشيخ الكبيسي لا يتورع عن أن ينقل نظرية مجاري الطبيعة إلى التاريخ ليفسر سقوط دولة ونظام الطاغية بسبب عدي نجل الرئيس السابق؛ إذ هو حسب نظريته من كان سببا في انهيار الدولة! عدي وحده ولولاه لما قدم الأميركان لأحتلال بلادنا. لماذا عدي يا شيخنا؟ هل لديك ثأرا شخصيا ضده مذ عملت في تلفزيونه سيء الصورة والصوت؟ أم أن وراء الاكمة ما وراءها؟ وماذا تقول في شخص حسين كامل مثلا؟ ألم يكن أحد مجاري الأسرة الحاكمة السابقة في العراق؟ وما قولك في تصرفات علي كيمياوي الذي فتك بالمسلمين العراقيين الكرد من أشقائنا؟ ألم يكن ذلك من اكبر مجاري الأسرة يا سيدي؟
وحينما تصل نظرية المجاري الكبيسية إلى سدة الرئاسة العلية الصدامية يتوقف التدفق؟!! هل كان الكبيسي يرى في صدام ولي أمر مفترض الطاعة؟ ومن باب: أطع الحاكم المسلم ولو كان جائرا؟ ربما.عجبا من كان مسؤول المجاري كلها في النظام السابق يادكتور؟ ولم الصمت على مدير المجاري كلها؟ أرجو أن لا تخشى في الله لومة لائم!





#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تبقى من عازف الساكسفون قراءة عراقية في مذكرات بيل كلنتون
- شكل الدولة القادم في العراق
- البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا
- منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي
- هل يعي (المالكيون) الدرس
- من اجل إصدار قانون للاحزاب في العراق
- المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي و الصمت على مدير المجاري