أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!















المزيد.....

عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تريد كباب جاهز لو كباب بالساطور؟
لا يابه بالساطور
لعد انتظر! وانتظرنا، بالقرب من جسر الشهداء حيث كان احد الأخوة السوريين القوميين (اليساريين) المنفيين في السبعينات يقدم ما يعرف كباب بالساطور.. فما كان من الساطور ذاك إلا كاد ان يحتز رقابنا.. فهربنا بلا كباب، بلا موت، وبلا عشاء؛ تطاردنا أصوات المدافع وأزيز الطائرات والكيماوي الذي تتغير الريح باتجاهنا أحيانا. من أين حاء الساطور وما القضية ؟؟ لم نعرف ذلك حتى أذن بنا مؤذن: هلموا أيها العراقيون للدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية: تلك الأكذوبة الكبرى. ولم يعد ثمة من ينتظر الكباب بعد قمم الإشقاء والاصحاب والأصدقاء والأعداء. وفي العامية البغدادية ثمة قول دارج يعرفه جيل الستينات العراقي (حصرا) حول سؤ الأوضاع بين الناس البغادة آنذاك، يقول: صرنا كباب! والكباب العراقي الشرقي (أبو السماق) شهير الطعم كثير الرائحة، دخاني، مشوي على الفحم والنار دائما. ورواده كل العراقيين بلا استثناء.
وهكذا هم العرب في الحواضر والامصار وفي البدو والمدن و العواصف والأعاصير، كبابيون مثلنا، وفي هذه الحقبة السوداء من حياة الأمة: مشويون كباب منذ عام 1945: منذ ما يعرف ببروتوكول الأسكندرية إلى يومنا هذا: كباب وبالساطور! فهل نحتاج إلى التذكير بعدد القمم السابقات وكذلك أنصاف وأرباع القمم؟ أم بمعاهدة الدفاع العربي المشترك؟ ام بالسوق العربية المشتركة والتكامل الإقتصادي العربي؟ ام نذكّر ونكدر الخواطر عن ضياع الأرض الذي طال الأمة بالطول والعرض في غير بلد عربي، وكأن كل حدث في فلسطين قد ألقى بظلاله على اماكن عديدة من العالم العربي؟ وما سيحدث في العراق أيضا سوف يكون له الفعل نفسه واللوعة الدرويشية ذاتها يوم عاف الشاعر محمود درويش الحصان وحيدا وترجل عن عرش الكلمات أخيرا دون أن تحظى الأمة ببارقة أمل واحدة مما كان يتمنى شاعر المقاومة.
كان القادة العرب سابقا يناقشون في قممهم العتيدة القضية الفلسطينية، كحالة وحيدة واولية على جدول الاعمال؛ اما الآن - ولله الحمد - فقد أصبحنا نمسي بالقضية العراقية والقضية اللبنانية والقضية الصومالية والقضية الدارفورية و(القضية الكبابية) أخيرا التي نشوى فيها كلّ يوم وفي كلّ ساعة بلا حسيب ولا رقيب. وهاهي الأمة تنهار صخرة إثر صخرة، وبناءا وراء بناء، ونسيجا وراء نسيج، والجماعة بدأوا يفكرون الآن - فقط- بحلول عملية .. يرحمنا الله إذا إذ لم يعد في القوس منزع.
وحاولت القمم العربية السابقات واللاحقات واللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية ورسائل العتاب على المخابرات المخترقات الإجابة عن طموحات ومشكلات العرب، لكنها لم تفلح إلى الساعة بحل عملي واحد فقط.. سبحان من به الداء والدواء أما من وازع أما حلّ يرضى عنه الناس ويسعد به العرب وتهون به المصائب الجلل في هذه القمم الأخيرة والقادمة؟ يقال عن قمة الرياض التي عقدت أخيرا: أنها أعطت (حلولا عملية) بعد ستين عاما من القمم القمقمات النظرية إلى الإنسان العربي.. هل هذا صحيح؟! مو صرنا كباب!؟ اما هذه الحلول العملية فما هي؟ ويمكننا ان نتساءل فقط: ماذا عمل العرب منذ عصر نهضتهم عام 1850 قي أقل تقدير، وما الخطط التي عملوا على إرسائها لخلاص أمتهم مما هي فيه من بؤس وتخلف وشرذمة ونفاق أوضح من عين الشمس؟
عقد العرب منذ 1945 وحتى عام 2007 (19) قمة عربية طويلة وعريضة، معلعلة ومريضة، هادفة وبليغة، عنتريات وغير عنتريات؛ صرف عليها ما يكفي من الاموال، والخطابات، والشعارات، وتبويس اللحى، والتحضيرات تلو التحضيرات: وهذا يأتي وهذا لاعععع!، وسحب المسدسات احيانا، والتحايا البائسات، والسؤال عن الصحة وسلامة الشعب، والبرفانات، والباينباغات، والعقل والكوفيات، ما يكفي ولله الحمد. قمم حضرها الملوك والرؤساء والأمراء والسلاطين والوزراء والمندوبين العرب والاجانب على أختلاف مللهم ونحلهم واقوامهم ومسدساتهم، فتناولت تلك القمم الشامخات مختلف التحديات التي واجهت الشعوب العربية في هذا العصر الصهيوني الاميركي الداكن. لكنها جميعا لم تستطع ان تكسب ثقة الإنسان العربي أبدا. لماذا؟ ألا يسأل اولئك السادة نفوسهم ولو مرة واحدة؟!
من الجلي إن الإنسان العربي لم يحصد من جراء تلك القمم ذات القامات العاليات مايشفي الغليل او يثلج الصدر، ولو مرة واحدة, باستثناء الشعارات واللاءات الشهيرة والخطيرة الصادرة عن قمة الخرطوم بعد حرب 1967: تلك اللاءات الصارخة والعنيدة جدا: لا أعتراف لاتفاوض لا سلام لا تلاقح لا تناصح لا تصافح لا تبايع لا شراء ولا شيء مع العدو الصهيوني وإسرائيل اللقيطة.. لكن القمة العربية الاخيرة التي انتهت بلا بيان ختامي ناري جديد اعلنتها صراحة أنها مع ستراتيجية السلام.. مع إسرائيل، بعد ان أعلن عن التنازل عن اللاءات من زمان .. لا بعد لا في القمم الآتية، ففي كل قمة لا او كلا حتى صرنا كبابا مشويا.
وإذا قيل عن العرب أنهم امة كلام في كلام، وهم لا يجيدون غير الكلام فالناس محقة، حقيقة، فإن تلك اللاءات الناريات مصداقا لهم. ثم ان القمم المعقودة والكلام "المصروف" دليلا آخر على كثرة العطاء وشمول البلاء ودوام العلة وبعد الشفاء. فعلام بعد ذلك يكثر السادة القمميون من اللقاءات والجلسات والحوارات غير المجدية والخلافات تحت الطاولات وفوق الطاولات، وقد أعلنها العقيد القذافي قائد ثورة الفاتح من النيجر صريحة مريحة أفريكانية هذه المرة، وواضحة: ان لا جدوى من هذه القمم. وهذه هي المرة الاولى التي تتخلف بها دولة عربية عن حضور القمة التي حضرتها (22) دولة بالتمام والكمال، بما فيها شقيقتنا الجديدة جزر القمر "بضم القاف والميم" ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد.
فمما يعرف - وهذا ما أشيع اخيرا فيلولوجيا من اهل اللغة الصمصامية- أن "أهل القمر" يتكلمون اللغة العربية البحرية، ونحن ولله الحمد كرة اخرى نتكلم اللغة العربية البرية، وان احد اجدادنا المدعو (قمور بن منصور بن عصفور بن دينار القيرواني) قد سكن تلك البلاد وهداها إلى العروبة والإسلام.. وعلى الباحثين في (قمامات) تاريخ اللغة و(قمامات) التاريخ العربي التحقق من ذلك آنفا، وان يعقدوا قمة من اجل ذلك، وعلى نار هادئة، والساطور جاهز لشوي الكباب!!





#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي
- البحث عن قبعة نابليون
- المسيري: ثلمة في جدار قديم
- نادورام كوتشي
- وهم العالمية: بيس نفر
- حزن ما بعد المليون
- عمود طاجا / عمود تيراقا
- إلى كراج النهضة
- سبخة العرب
- العشرة المبشرون..!
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!