أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إلى كراج النهضة














المزيد.....

إلى كراج النهضة


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد مجديا البحث في أسباب التخلف؛ لم يعد ضروريا بعد أن بلغ السيل ليس الزبى؛ بل... دعونا من الزبى الآن! وكان الجيل الذي سبقنا قد حدد وشخّص واضعا أبهامه على السرّ كله: إن التخلف الشامل في حياة الشعوب في المنطقة العربية يعود إلى الثالوث الدائم (الجهل والفقر والمرض) وهذا صحيح جدا. ولذلك لا بدّ من شنّ الحروب تلو الحروب الفكرية والعملية على هذا الثالوث المعطل للحياة، وليس الثلث المعطل الذي اخترعه بعض الساسة اللبنانيين أخيرا لإيقاف عجلة الحياة لديهم. ونحن في العراق لدينا – ولله الحمد- أثلاث وأرباع وأنصاف كلها معطلة لو تعلمون..
ما زال المفكرون والمثقفون والأدباء والعمال والكسبة ورجال الأعمال والعلماء والفلاحون والنساء والأطفال يشنون الحروب الخاسرة والناجحة معا على ذلك الثالوث البغيض، في وقت مازال (البعض) يدافع عنه بشراسة واضعا مختلف الأقنعة على وجهه أيضا.. أقول: لم يعد مهما معرفة الأسباب والجلوس ساعات وساعات لتشخيصها؛ ويا عيني! على العراقيين كم يحبون (النقد) و( تشخيص العلل) و(الخوض في المشكلات وأسبابها) ووضع كلّ الأخطاء على شماعة الغير طبعا، فنحن أبرياء من كلّ المآسي التي حاقت وتحيق بنا!
ماذا ينبغي أن يكون الطرح إذا؟ هل نتوقف عند أولئك الذين شخصوا وماتوا؟ لم يتبق من جيل الثالوث القديم إلا شيوخ بلا أسنان هنا وهناك: أغلبهم يحسبون أنهم خسروا المعركة ضدّ الثالوث القديم؛ فالجهل لازال مستشريا، والمرض مستمرا، والفقر متوطنا رافعا رايته السوداء المرفرفة دائما حتى في تلك البلدان التي تعتبر نفسها ثرية بمواردها وبما تختزنه تحت الأرض من كنوز. خسر الجيل السابق المعركة فلم تعد أيديولوجياته الشمولية على اختلافها صالحة في الزمان والمكان؛ ولكن بقي السؤال قائما: لماذا نحن متخلفون؟ ما العمل؟ " الجاره شلون"؟
ربما لم يعد مطلوبا منا معرفة أسباب تخلفنا.. هذا ما يمكن أن يجيب عنه صبي نابه. ولا بدّ من طرح الموضوعة على نحو أخر: لماذا لا نتقدم كما تفعل كلّ الشعوب الحية؟ وما الذي يوقف عجلة التدهور والتداعي التي تطوح بنا؟ وما أسباب ذلك؟ وكيف يمكننا عمليا وضع برامج لتقدمنا؟ وهل من المعقول أن نبقى متخلفين قرنا أخر جديدا؟!! ما أسباب عدم نهوضنا علميا؟ ومتى يكون العلم هاجسنا الأول في الحياة؟ ها هي الأساطير والشعوذات التي غادرتها الجدات تهجم علينا ثانية بدلا عن العلم الموضوعي المفيد.
بالطبع لو جئنا إلى مجتمعنا ( الذي يريد له البعض أن يكون تجمعا من مكونات شتى) وحللناه طبقيا وعلميا لوجدنا: أن ثمة طبقتين في عموم المجتمعات العربية والعراق منها، وهما: طبقة غنية جدا كونت ثروتها ونفوذها وقوتها ليس من بناء المعامل أو توسع المزارع أو القيام بأعمال تجارية كبيرة أو الإدارات المالية المنظمة؛ بل من (العمل) في السلطة وفي السلطة وحدها. أما إذا أردنا أن نعرف النتائج (الكارثية) التي أورثتنا إياها هذه الطبقة لننظر فقط في: الثروات الطائلة التي تمتلكها عائلة صدام حسين، وكذلك في الثروات التي حصل عليها اخو الرئيس الراحل أنور السادات عثمان السادات والفضائح التي هزت المجتمع المصري بعد وفاة السادات، وكذلك لننظر إلى ثروة جمال مبارك ابن الرئيس المصري الحالي: يقال أنها تعادل عجز ميزانية مصر!! وفضيحة بنك الجزائر الأخيرة و(صفقة اليمامة) السعودية وغيرها وغيرها كثير مما لا يعد ولا يحصى.. أما ثروات لصوص السلطة في العراق الآن فحدث ولا حرج، ولسوف يأتي اليوم الذي تكشف فيه الأوراق حتما: حينما تطلع الشمس على الحرامية .. ولكن متى؟؟؟ أما الطبقة الثانية وهي الغالبية العظمى من الناس فهم الفقراء والمعدمون والمهمشون والعاطلون عن العمل والفاقدون لأبسط شروط الحياة الإنسانية. ولا ثالث لهاتين الطبقتين أبدأ. معسكر قلة قليلة تملك كلّ شيء، وكثرة كاثرة لا تملك شيئا وهي تتدهور وتنحدر وتتهاوى ماديا وروحيا، ولا مستقبل لها. هكذا هو الوضع بأبسط المفاهيم التي يتيحها لنا التبغدد..
بالطبع، كان يوجد ثمة نواة لطبقة وسطى في العالم العربي في النصف الأول من القرن العشرين، لكنها سحقت من العسكرتاريا والتأميمات المفتعلة ورايات الاشتراكية، والزعماء الاوحدون، والساسة المعبودون! جماهيريا؛ ويا صدام سير سير نحن معك للتحرير! والوحدة العربية، والقضية المركزية، ودعاوى (كلّ شيء من اجل المعركة) القومية، ويا ناصر يا حبيب حنصلي في تل أبيب! وتحرير فلسطين، ولواء الأسكندرون، وجزر أبي ليلى، ورفع الراية على ثرى كسمايوووو! وخذ من تلك الصرر ثم ألق بها في أقرب مستنقع بالقرب من داركم، فقد خسر الجيل السابق كلّ (أطروحاته) فلا تزال فلسطين محتلة ثم أضيف لها العراق والقائمة جاهزة لإضافة (آخرين) في أقرب فرصة ممكنة. وقطار السؤال يصرخ بنا: ما العمل؟ ما العمل؟ ما العمل؟
تعالوا إلى تاريخ نهضة الشعوب الأوربية الحديثة.. ولمن يكره أوربا، من أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ليأت إلى اليابان أو اندونيسيا .. بل تعالوا إلى أسباب نهضة تركيا الصناعية مثلا.. وانظروا كيف نهضت هذه الشعوب وأي طبقة اضطلعت بذلك العمل الكبير؟ إنها الطبقة الوسطى بلا منازع: هذه الطبقة هي التي أشاعت الثقافة، وأنشأت الدساتير، وعممت الصناعة، وطورت الزراعة، ووسعت التجارة، وكونت دول القوانين والتشريعات، وأسست للديمقراطيات الحديثة، وهي الطبقة (الغائبة) في سلم التقسيم الطبقي عندنا طبعا. ولكن يبقى السؤال أيضا: إذا كانت هذه الطبقة معدومة أو ضعيفة: هل نبقى متخلفين ولا نعرف شروط النهضة؟ عليكم الإجابة أنتم على هذا السؤال.
ملاحظة أخيرة: يعترض احدهم قائلا: قل مراب ولا تقل كراج... يابه د..رح!





#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبخة العرب
- العشرة المبشرون..!
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟
- تعالوا إلى الطفولة العراقية في غينس
- العراق وتركيا : من الخاسر في النهاية؟
- الستراتيجية الاميركية بعد سبتمبر 2007
- بكالوريا
- بندورا بغداد
- جَردة الموت (آمرلية ) هذه المرة
- نظرية الفوضى البناءة
- اليانكي
- الدب الروسي ورقصة العرضه
- تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟
- الغاء الآخر.. نظرة في التاريخ القديم
- تقريربيكر هاملتون:محاولة نظر ناقصة
- الحرب على العراق مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟
- القدامة العربية بين الديمومة وظاهرة التقليعة الفكرية


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إلى كراج النهضة