أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الأسدي - العشرة المبشرون..!















المزيد.....

العشرة المبشرون..!


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:16
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس ثمة أجمل من رقم (عشرة) فمنه جاءت (العِشرة) و(المعاشرة) و( العشور) و (العشار) وهو يعني الكثرة والتوافق والتحابب والتناسق أحيانا، وكذلك دفع المكوس على المواد الداخلة إلى البلد أيضا. وربما نحتاج إلى الفلكيين لمعرفة الخواص (الروحية) للرقم عشرة، فثمة من شغف بسحر الأرقام في هذه الأيام الغريبة. لكن السياسة في العراق التي كرهت رقم واحد ترفض الرقم (عشرة) وبأقل منه أو أكثر منه، جملة وتفصيلا، لأننا امة لم نعد نحبّ الحساب والتجريد، ونعد الأرقام كلها مهما كانت ملعونة ومعرقلة وغضبا وشؤما على الناس؛ منذ تلك المجموعة العددية البريمرية التي بدأت الحكم بعد 2003 المعروفة (بمجلس الحكم) التي كانت تتناوب على السيد الكرسي الهزاز حاكما واحدا في كلّ شهر؛ وهذا ما لم يحدث في تاريخ العالم السياسي وفي أي مكان من المعمورة قط.
فكره العراقيون أرقاما بعينها: 17،30،28،7،8،9،, والقائمة طويلة، ويبدو أنها لن تكون لها نهاية معلومة في وقت قريب؛ ثم سيكرهون أرقاما أخر لذاتها حتى يضيع عندهم علم الحساب والجبر واللوغاريتمات فيعودون إلى عدّ أصابعهم من خلال عضها بشدة في كلّ عملية حسابية وفي التعاملات كلها.. تعبنا من الأرقام والحسابات والجداول والبيانات؛ واليوم جاء الرقم (عشرة) العظيم ليحتل مكان الصدارة والجدارة والنضارة كما اخبرنا بذلك احد نواب البرلمان عمر الله قبته.
فقد صرح مؤخرا وعلى الملأ التلفازي احد أعضاء (الربربان) - عفوا البرلمان! سامحونا على الخطأ المطبعي- إن العراق في هذه المرحلة الحاسمة من حياته السياسية يحكمه عشرة عشرة! وأشار بأصابع يديه للتأكيد.. عشرة عشرة ثم كررها للتمجيد! ولفظها بسخرية داخلية واضحة: أجل هم عشرة كاملة بالتمام والكمال من الرجال الرجال؟ وليس ثمة واحدة من (الكوتا) النسائية العبائية أبدا! طبعا!! وهذه ملاحظة ينبغي التوقف عندها مليا. لماذا الرقم عشرة وليس تسعة أو احد عشر أو سبعة الرقم الذي يعشقه العرب منذ أيام جدنا وسيم العرب وملك جمال الجزيرة العربية: دحية الكلبي!؟ هذا ما لم يطلع عليه احد بعد من (العامة) ويعد من مهام وشؤون الخاصة الخواص من (أهل الحل والعقد). العشرة المطشره وراء الكتل الربربانية- يابه هم نأسف لهذا الانقطاع في التيار اللغويّ!- ولم يستعمل السيد النائب الرقم (سبعة) معشوق العرب الفلكيين في اللانهاية المحبب تاريخيا؛ لكي لا يغيظ إخواننا الكرد لأنهم في هذه المرحلة يعشقون الرقم (أثنين) فقط! وللأرقام في السياسية العراقية الآن شؤون وشؤون.
ربما قفز الرقم عشرة من لاوعي السيد النائب – وشتان ما بين السيد النائب الآن والسيد النائب في أيام زمان!- من مواريثنا العتيدة في (العشرة المبشرة بالجنة) من حيث يدري أو لا يدري؛ هكذا طفر وقفز (وربز) الرقم أخيرا إلى ذهن النائب العزيز، ويريده أن (يربز) في عقولنا أيضا، مذكرا بأصابع اليدين دائما، لأننا نسينا الحساب الستيني والعشري وأهل الحساب والهندسة، رغم إن أجدادنا هم الذين اخترعوه للعالم، وبقينا نتذكر جيدا أولئك الذين يشبكون أصابعهم على هاماتهم – وضعت عشري على رأسي!- بعد كلّ رزية وفي إثر كلّ مصيبة وبلية وطرقاعة، وفي آثار كلّ مفخخة أصابت العراقيين المسكونين بالطلايب والنوائب والمصائب والفواجع والنوائح والصوائح والجوارح والنطائح والمواجع والكلايب! وهذه الأخيرة وحدها تحتاج إلى وقفات تصعب علينا الآن؛ ولكن هذه عشرة كاملة غير منقوصة أيضا لمن أراد الحسبة!
شكرا للسيد النائب على هذه المعلومة العلمية العميقة والدقيقة ذات الدلالات العظيمة، والمضافة إلى قاموسنا السياسي الجديد بعد الاحتلال، وعلى هذا الكشف الرباني السياسي الكبير؛ سبحان الله لدينا من (الكشوفات) في هذا الزمان ما تعجز عن معرفته حتى السي آي أي والجهاز الجديد DNI والموساد وأم أي سكس نفسها؛ فقد عرفنا أخيرا من يحكمنا، وعرفنا أعدادهم الكاملة، مرحى لمعلمي ومدرسي الرياضيات الذين لا تكفيهم رواتبهم أسبوعا واحدا بعشرتهم الذين يحكمونهم؛ فكم فرحنا بالعشرة فرحا فريدا بزائدهم وناقصهم وضربناهم وقسمناهم لكننا لم نعرف أسماءهم بعد؟؟ وهذه ملاحظة ينبغي أن نقف عندها مليا أيضا.
ولو كنت من طبالي العهد الجديد لألفت قصيدة (شعبوية) طنطونية رنانة مطلعها: عشرتنا يا.. عشرتنا/ بيكم صفت عيشتنا! وبالطبع سأنال عليها جائزة العشرة المبشرة بلا منافس، فإن مقدم البرنامج النابه الذي أسهم بفتح الفتوح في (العشرة) لم يسأل السيد النائب المحترم عن أسماء أولئك العشرة المبشرين بالحكم وصناعة القرار في العراق لعدم إحراج سيادته في نسيان اسم أو وضع أسم بدل آخر، وباعتبارهم عشرة معروفين ومكشوفين للقاصي والداني – يا معودين لا احد يعرف شيئا مما يجري حتى أعظم المحللين السياسيين من أمثال توني سنو او سيمور هيرش او أنثوني كوردسمان أو جربان أبن سلطعون البيومي جميعا لا يفقهون شيئا؛ أفصحوا يرحمكم الله: من يحكمنا؟؟؟؟؟
والرقم (عشرة) يعني فريق .. وحكم الفريق اقرب إلى الديمقراطية الرياضية، فهذا عصر حُكم الفرق الاولمبية كما تعلمون لأن زمن الفرد الواحد ولى وتدلى وتهرى – يابه تهرأ! لا يزعل أبو اللغة سليطون باش!.. عشرة: تكون فريق كرة قدم مضبوط بس ما يدربه عدنان حمد: تلك اللعبة الوحيدة التي فاز فيها العراقيون أسيويا وخسروا جميع الألعاب الأخرى الرياضية وغير الرياضية في هذه الدنيا.. مبارك لنا (التعويض) بكرة القدم فقط، وليس بكرة السياسة ولا بكرة الاجتماع والاقتصاد والتربية والمستقبل.. فالكرة التي يتداولها (الربع العشرة) هي الكرة السوداء التي تشبه الدانة وهي ثقيلة وقوية وعند كلّ ركلة ينام الواحد في مشفى الكسور.. عشرة في كلّ يوم ومنذ خمس سنوات (عدا ونقدا) دون أن يضعوا لنا هدفا واحدا مرمى الخصم، وينك عدنان حمد!! في وقت أصبح مرمانا (كيس) لأهداف (الخصوم) من الفرق الأخرى التعبانه. وهم مازالوا في اللعبة الخاسرة التي نخوض يوميا وساعة بساعة؟ وعلى أرض أي ملعب زلق؟ إنهم (الكشره المكشره المكسره: نأسف لهذا الخلل!) الذين لم يلعبوا بروح الفريق مطلقا، وتدربوا دائما على لعبة جرّ الحبال (جماعة العشرة المشفرة) ولذلك يخسرون دائما، لأن لا حامي هدف لديهم حتى الوقت الحاضر.. عجبا فريق بلا حامي هدف ماذا يمكنه أن يفعل في لعبة دولية ونهائية؟ وهاي شلون لعبة طائح حظها!
ترى من هو الكابتن في فريقنا؟ لا كابتن لديهم أيضا؟ وهم جميعا (العشرة المطشرة المبشرة المشفرة المشرشره) يتعاركون من اجل شارة (الكابتن) طوال وقت اللعبة غير المحدد بتسعين دقيقة حتى إن السيد الحكم .. تعرفون من هو الحكم طبعا؟ لا بالله من هو؟؟ أتحداكم..؟؟ تعرفونه جيدا مثلما تعرفون أصابعكم العشرة، صاحبنا العتيق (الطنطل) .. هو الذي يسير اللعبة السمجة السوداء على أرض ملعب ترابي بائس من زمان ملعب شركة نفط البصرة؛ وهو يحكم بما يراه، ومتحيز دائما وأبدا إلى نفسه. لذلك فشل الفريق العشري فشلا ذريعا في كلّ ألعابه وفي جميع دورياته السابقة، ولسوف يفشل في جميع دورياته اللاحقة، مما دعا السيد النائب العتيد يخرج علينا بعد لأي بالعشرة المبشرون.. باللاشيء؛ وكأنه يريد أن يمنح نفسه برأه اختراع سياسي أسمه: حزب الدولة العاثرة!



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟
- تعالوا إلى الطفولة العراقية في غينس
- العراق وتركيا : من الخاسر في النهاية؟
- الستراتيجية الاميركية بعد سبتمبر 2007
- بكالوريا
- بندورا بغداد
- جَردة الموت (آمرلية ) هذه المرة
- نظرية الفوضى البناءة
- اليانكي
- الدب الروسي ورقصة العرضه
- تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟
- الغاء الآخر.. نظرة في التاريخ القديم
- تقريربيكر هاملتون:محاولة نظر ناقصة
- الحرب على العراق مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟
- القدامة العربية بين الديمومة وظاهرة التقليعة الفكرية
- حديث إلى كريم مروة والظاهرة العراقية
- الحروب ككولاج غير قابل للصق


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الأسدي - العشرة المبشرون..!