أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - حزن ما بعد المليون














المزيد.....

حزن ما بعد المليون


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل رأيتم حجم الإجراءات المتخذة للتخفيف من عمليات إطلاق النار الجنونية التي يقوم بها بعض الأشخاص أنصاف المعتوهين أو الذين يعانون من أمراض نفسية مستعصية في المدارس والجامعات الأميركية؟ وكيف تتصدر مثل هذه الأحداث (مانشيتات) الصحف وأخبار الفضائيات وواجهات المواقع الالكترونية وكأنها وقائع جلل تشبه الزلازل حلت بهم؟ هذا ما يحدث عادة في الإعلام الأميركي والغربي. ونحن لا نستغرب ذلك بسبب أهمية الإنسان لديهم، فقد تربى الغرب على احترام (القيمة البشرية) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وصدور ميثاق حقوق الإنسان عام 1949 والعهد الدولي عام 1966 إنهم لا يتهاونون إعلاميا وحكوميا وعلى مستوى المجتمع المدني في الظهور بذلك المظهر الإنساني؛ وتلك صفة نغمطهم عليها بل نحسدهم أيضا.
لكن تلك القيم السامية تصبح في خبر كان حينما يتعلق الأمر بمن هم خارج نطاق دائرتي الأوربة والأمركة الشمالية، حيث تتحول الأحداث في القتل والترويع وتدمير وحرق المباني إلى أحداث عابرة لأن الشعوب التي تقع فيها مثل تلك الزلازل البشرية المتعمدة مجرد أناس قليلي التحضر وشديدي التعصب ويحتاجون إلى كثير من التجارب والفكر العميقين لأدراك ما هم بصدده من مشكلات ومصائب وصعوبات. وهذا ما يقع في العراق على سبيل المثال: ففي اليوم الواحد كما تشير كثير من التقارير الإنسانية المحايدة يقتل بمعدل 20- 30 عراقيا جلهم من المدنيين في أحداث متفرقة منذ احتلاله وحتى يومنا هذا. كما تشير تقارير أكثر إنصافا إلى تكبد العراقيين مليون قتيل منذ 2003 وحتى نهاية عام 2007 ومازال الحبل على الجرار. هذا الزلزال البشري اليومي وهذا النزيف الدموي المرعب لا يثير المقدار الكافي من الأهمية في العقل الأميركي والغربي؟؟ هل ثمة تفوق عنصري حتى في النظرة إلى الموت؟ هل موت العراقي لا يشبه موت الأميركي مثلا؟ موت أميركي واحد مقابل أربعين عراقيا.. في أقل التقارير دقة. وقبل أيام خلت سجل الرقم 4000 جندي أميركي قتيل في العراق، ولكم حزن الرئيس بوش لأجل ذلك، ونحن الذين دفعنا مئات الآلاف من العراقيين حتى جاز الرقم مليون إنسان من يحزن لأجلنا؟!
ويبقى السؤال من يصنع قيمة الإنسان لدينا؟ هل نطالبهم باحترام حقوق الإنسان وأدميته ونحن من ننتهكها جهارا نهارا؟ وعن أي طريق يمكننا وضع (القواعد والقوانين) التي تدين جميع الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان؟ بالأمس القريب فقط ظهر جندي عراقي وهو يضع بسطاله على رأس جريح: هل هذه هي الحالة الوحيدة التي تمّ تصويرها؟ ماذا يجري في غرف التحقيق إذا؟ وهل يكفي العمل بحقوق الإنسان من خلال تدريسه كمادة ثانوية وهشة لطلبتنا في الجامعات؟ ومن يدرس حقوق الإنسان إلى القوى الأمنية الجديدة؟ هل يعلمون بان أعتى المجرمين يمتلكون حقوقا وكرامة إنسانية لا بد من الحفاظ عليها؟
عندما كنا صغارا درسنا بان الجزائر تدعى (بلد المليون شهيد) وقد دفعت ذلك الرقم على مذبح الحرية والاستقلال عن الاستعمار الفرنسي الذي رزحت تحته مدة قرن ونصف، ثم استطاعت الحصول على سيادتها بعد أن ذهبت تلك العبارات الفرنسية السمجة: الجزائر جزء لا يتجزأ عن فرنسا أدراج الرياح. وحزنا جميعا عربا ومسلمين لما حلّ بالجزائر الشقيقة وقتذاك؛ وكانت صور (جميلة بوحريد) المناضلة الجزائرية المعروفة تزين بيوت العراقيين عام 1960 عشية استقلال الجزائر، ودون أن تقدم فرنسا اعتذارا رسميا للجزائر عن أعمالها الوحشية حتى هذه الساعة. وهاهو العراق يجوز الرقم مليون ولما يزل أمامه ما يكفي من الدماء، فمن يبكي شهداؤنا؟ ومتى يتوقف نزيف الدم عندنا؟ وهل ننتظر اعتذارا من احد!؟!






#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمود طاجا / عمود تيراقا
- إلى كراج النهضة
- سبخة العرب
- العشرة المبشرون..!
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟
- تعالوا إلى الطفولة العراقية في غينس
- العراق وتركيا : من الخاسر في النهاية؟
- الستراتيجية الاميركية بعد سبتمبر 2007
- بكالوريا
- بندورا بغداد
- جَردة الموت (آمرلية ) هذه المرة
- نظرية الفوضى البناءة
- اليانكي
- الدب الروسي ورقصة العرضه
- تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟
- الغاء الآخر.. نظرة في التاريخ القديم
- تقريربيكر هاملتون:محاولة نظر ناقصة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - حزن ما بعد المليون