أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - شيء من دهشة الرقصة الصوفية














المزيد.....

شيء من دهشة الرقصة الصوفية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


( مقام سيد احمد الرفاعي )

1
نزل الليل ، لبسوا أثوابا بيضاء ، مسكوا قضبانا ملساء ، نظروا صوب سماء لامعة كنصل السيف.
فتحوا اعينهم مثل نوافذ اكواخ الفقراء.
أحدهم صاح ..الله ..الله..
طفل بين الحشد ...
خاف..
امراة حبلى هلعت وجنين اللهفة لف عمامته في صدر الآه..
ضرب الدف..
كان نقيب الأشراف يلوح بالسيف ، ويتوعد مريديه بليل ليس به سوى ذكر الرب وخانجر تثقب خاصرة الاشياء ، ورقاب مثل الارض تدور ..
كل يبحث عن ليالاه..
والصوفي الراقص في نشوة موسيقاه ..
يصرخ بين الحشد..
حبيبي اسم الله.....

2

الصوفي مسكون بققدان الدنيا .غاب في جنة يفترضها في أيذاء الجسد النازف من تحت البطن.
يتمرغ في الرمل .
احمر لون العشب.
واحدةٌ تنظر ..
شهوتها تزاد لشيء تجهله .
الأغرب مازالت اثوابهم بيضاء ولم تتطلخ بعد...

3
طلع القمر فوق رؤوس الدائرة المتهيبة من ايقاع الموسقى .
اغرقهم بالنور وهم اغرقوه بشوق لملاقاة الله بابهى صورة.
قال لهم :لابهاء مع الخناجر والقضبان واكل الجمر ..
قالوا انها الامثل لكي نصل .
قال :لكنه لن يفتح ابوابه .
جنونهم والرقص قادهم ليقولوا :سنفتحها برسائل عشقنا له.
القمر ارهبه التحدي .
تركهم هاربا خلف الغيوم ..
ولم تزل النساء يزغردن بتعابير امناي الليالي الدافئة ...

4
واحدة لم تتمالك نفسها ..
شقت مافوق النهدين وغابت في الرمل .
هم اغمضوا عيونهم غاضبين.
شيخهم وحده رفعها بين يديه .
وقال خذوها لمحراب غرام اللحظة .
فانها تريد ان تموت ..
اقتربت خناجرهم منها ..
انقذها في آخر لحظة صوت جنين في البطن ،وايقظها لتهرب منزوية بين الحشد

5
لون الدم ، ولون الورد يشتبكان في الرؤية عند الصوفية.
لكنهما يتوحدان على المنديل في ليل عرس.
هذا هو عرسهم .
مواسم ذكر الله ومحمد.
ومن يعشق غيرهما تلتهمه النار ...

6
العاشق والسجن وصوت بنادق قرى مبتعدة في قلب الصحراء.
الرمش وقبلة تحت مظلة مطر بارد وذكر يبعث من جرح الموت بحرب هداياه على شكل سرير ووسادة وتعويذة تحفظ من يبقون بسلام الارض حفاة.
الموت .. برداء اسود يزحف في صمت ويرجعه الخبز الى داره.
اتركهم فهم في تهيب الشوق.
وكل مراسيم العشق وسجون وموت الحروب التاريخ لن ترهبهم .
اما تراهم يصعدون في ايقاع الهوس واجسادهم طارت في الجو كعصافير طائشة.
اما تراهم لاينظرون سوى الى ارواحهم .
ونحن لهم مشتاقون .
واحدة عادة ثانية لتشق الثوب وتقول خذوني ....!

7
في الرقص الصوفي دهشة واحدة ..
تكمن في جعل الروح والجسد في ثمالة واحدة .
وهذا مالم ينله سوى اصحاب الكرامات ...


العراق / مقام سيد احمد الرفاعي / ليل 22 يوليو 2001



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من ذاكرة الورد
- باسط اليد وباسط الخد في الجنة ...!
- من أشراقات الروح المندائية..!
- السماء والموبايل.. وغرام صوتكِ
- موسيقى أنت عمري وخصر شاكيرا ...
- من اسرار الديانة المندائية
- عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!
- بوذية الجسد .عري القصيدة . دمعة آدم
- مديح الى عوض دوخي ..وصوت السهارى..!
- نعش مايكل جاكسون ..نعش هويدي* ...
- في يوم وليلة ...
- النوم تحت أجفان هند رستم ...!
- قصيدة إلى الشهيد مايكل جاكسون ...
- طنجة ..والقصائد وعيون البحر والنساء
- معزوفات تحت أجفان المطر
- خواطر طارق بن زياد في طنجة
- قصص قصيرة لجدتي الخطيرة ...
- المرأة ، الرجل ( المسافة بينهما )...!
- طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة
- رائحة المكان الأول ...


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - شيء من دهشة الرقصة الصوفية