أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة















المزيد.....



طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 09:06
المحور: الادب والفن
    


((هنا هبطت سفينة سيدنا نوح (ع) على ساحل طنجيس، أقدام الرحلة صنعت حلم مدينة، أضرمت البحار ناراً في صدرها وصنعت أعشاش حمائم السفينة فوق قمم جبالها التي تسور خاصرة البيوت والأسواق كما تسور ذراع العاشق عشيقته.. أُريد لكِ أن تكوني، فكنت، ثملة أبدية من خمرة الفنارات المضيئة بحلم شاعر ما. شاعر لم يكتُبَ قصيدتكِ بعد، وما فعله ابن بطوطة وشكري وابن كنون وسواهما من مبدعي المدينة لم يتعد سيرة ذاتية في حكاية طويلة لم تنتهِ بعد. لم أجيءْ لأتممها. أنا من الذين يعتقدون أن حكاية مدينة كطنجة لا تتم أبداً))
خاطرة كتبتها في بوابة مغارة هيركليس

((ـ ما أتيت إلا بما علمت. ما ينبغي لك أن تسألني عما يفعل رب هذا الفردوس بملكه، رحماء فيما بينهم وما يملكون مشاع بينهم.
ـ أ ليس هناك غفران ؟
لا يفرق بينهم أصلٌ ولا رتبة. لا خلاف بينهم في لغة وعلم.
ـ لست أعلم منك فيما تسألني عنه.
ينعمون عرايا مثلما بعثوا وهم لبعضهم البعض مرايا وهدايا.
ـ لو تخبرني بقليل مما تعلم ؟
ـ إنك تبعث الملل في النفوس، لا نهار لك ولا ليل.
ـ لقد كانت معي فتاة ليست كمثلها فتاة جمالاً.
ـ لكنها لم تعد معك. من تحسبه باقياً معك وأنت ساهم هكذا؟ إنه عار أن يخلد هنا خليل بلا خليل))
محمد شكري/ قصة الفردوس الصغير/ 1997

طالما تهت كملاح في تخيل مدن لا تُرى.
في مدينتي أور السومرية الواقعة في جنوب قلب الجرح النازف من حروبه التي لم ولا تنتهي، الحروب التي تعوي كما الأشجار المحترقة في أواني الزمن، لهذا من يعش الحرب، يعش الرؤيا، ومن يعش الرؤيا يكن مسافراً جيداً.
ولكن ليس كما يقول محمد عبد الوهاب (مسافرٌ زادهُ الخيال)، بل يضاف إلى الخيال هوس المشاهدة الحية والانتباه الممعن والتجسد في الأمكنة، لهذا كنت في طنجة كمن رأى المدينة منذ طفولته، إنها مدينة إغواء لامعة، مدججة بالغموض الذي ينجذبُ إليكَ، تلبسُكَ غواية مفترضة لعاطفة ما فتظل تمشي في شوارع يدفع البحر فيها إلى أنفك عطراً لم تشمه في معابد لكش أو أريدو التي تعد أقدم مدينة بُني فيها معبد في التأريخ (10 كم شمال غربي أور السومرية). هناك حيث زرع الإنسان أول نخلة تبارك بها الشجر وكما في قول كريم للنبي محمد (ص): (أكرموا عمتكم النخلة)، وهاهو النخل يمتد طولاً بشوارع مدينة تنفث رائحة جسدها من شتى جهاتها وتناديك لتدخل فيها بعد أن تؤدي فريضة قراءة تأريخها الحافل بكل شيء.
ظل تأريخ المدينة يشد جذوره إلى أزمنة لا تهدأ، ولها وجيز من سرد تلك العصور في عدة تأليفات، وكان الجميع يبدأون من أخيلة الأسطورة الإغريقية وينتهون بمدينة تشبه الفردوس.
مدينة تتوالد في أرحامها الخيول والسفن والنساء، وتخرج للدنيا مقاهي وحانات وبحراً ونفثة دخان يطلقها القاعد قدام البحر وهو يطوي أيام المدينة دون أن يشعر.
طنجة مدينة للهواية والغواية وإنتاج الحلم، وهي بفردوسها الصغير تعيش لحظتها كما هي دائما وتتغير هذه اللحظة بما يأتي به المتغير الذي لا تتحسبه المدينة، ومهما كان فمدينة مثل طنجة تتآلف بسرعة عجيبة معه، لأنها وليدة حس أسطورة، والأساطير خلقت في أصلها من متغير لا ينتهي، أوله خيال وآخره خيال وفي محصلة الرؤيا نكتشف أن الأسطورة والمدينة تداخل ولد في رأس مجنون حالم يتمنى الطيران بأجنحة عباس بن فرناس صوب سماء يعتقد أن فردوسها يتراءى في لحظة تجلٍّ، وحين كتب الأسطورة ولم يجد هذا الفردوس السماوي، عاد لخياله يبنيه بذات الرؤيا، لكن جغرافية المكان تغيرت لديه لهذا فضله فردوساً أرضياً كما جنة عدن ودلمون وجنائن بابل المعلقة التي شيدها الملك البابلي نبوخذ نصر إكراما لمزاج وطبع زوجته ميديا التي أتى بها من بلاد أرمينا الجبلية، وغيرها من فراديس الحلم وغابات الضوء البعيدة وربما طنجة واحدة من هذه الفراديس التي طالما صادف مثلها ابن بطوطة في رؤى مشاهدة رحلته الطويلة وعدها جنائن لا تضاهى ومثاله ما كتبه في تقاربات المناطق التي يراها مع الفردوس السماوي المذكور في القرآن الكريم ليضرب في هذه المقاربة التشبيهية نهر النيل مثالاً كما في الصفحة 21 من رحلته / طبعة المكتبة التجارية الكبرى في مصر / 1958:
((ونيل مصر يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتساع قطر وعظم منفعة والمدن والقرى بضفتيه منتظمة ليس في المعمور مثلها ولا يعلم نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل وليس في الأرض نهر يسمى بحراً غيره. قال الله تعالى [فإذا خفت عليه فألقيه في اليم] فسماه يماً وهو البحر وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل ليلة الإسراء إلى سدرة المنتهى فإذا في أصلها أربعة أنهار ظاهران ونهران باطنان فسأل جبريل عليه السلام فقال أما الباطنان في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات وفي الحديث أيضا النيل والفرات وسيحون وجيحون كل من أنهار الجنة))..
فيما عَلقَ محمد شكري مدينته طنجة بفم الأسطورة الإغريقية وقال في نص عنوانه طنجيس:
((تعاقبت على بكارتك
مباضع الشبق والغزاة
مناسك الحل والتناسخ
وكان عيد باخوس
يفجر الجنون في الأصلاب
كأنما طروادة يرثها الحصان
والهذيان في ثغاء البحر
كأنما عروس
أججها خامدة زيوس))
إذن المدينة متأججة دائمة بسبب أصابع الآلهة الساحرة التي تمشي بنحافةِ أقدام الفراشة على عري جسدها المتكئ على خضرة الجبل وزرقة البحر وطرواة الليل. تغسلها زرقة البحر وتدثُرها خضرة الجبل وتنام على عرائشها أحلام الخوخ والنارنج وهموم فقراء وعشاق يحلمون بصباح ٍ مفتوح على نافذة أمل.
شوارع تكتظ بمساء المارة، وصباحات تَمسكُ نعاس السهرات المتأخرة، فمدينة متوسطية، محيطية كطنجة تحمل طباعها أزلاً لا يتغير، وعلى الزائر أن يدركَ أنها مدينة لا تُفهم إلا مع الليل ونكتشف هذا مع نتاج شكري، فأغلب نصوصه مدثرة بحميمة ليلٍ ما تمارس فيه طقوس البحث عما يشتهيه في أمكنة تراها المدينة بعضاً من وجودها لكنه ليس الوجود كله، فالفراديس تصنعها الآلهة واحات للحلم والفضيلة وهناك فراديس يصنعها البشر لميولهم والنزوات، وطنجة تعددت فيها الفراديس، ولكنها في النهاية مدينة تعود إلى ذاتها وتعيش لتحلم.
سبات الصباح من نافذة فندق أطلس لا يغريك فيه سوى التأمل.. بيوت عتيقة، عمارات شاهقة، مصارف، أبراج كنائس علقت في مقدمتها أجراس نفخت بنحاس التأريخ ، منائر بمكبرات صوت عالية، وديكة يشع احمرار أعرافها مع الشمس كما ضوء الدم النازف من بكارة الوردة، تصيح، ولم يستيقظ أحد، فقد أخذ منه الليل وطراً طويلا.
أجلس على أريكة الصباح الصامت للمدينة التي لا زال يسكنها خمول عجيب، أفتح كتابا شعريا لسان جون بيرس عنوانه (منارات) بترجمة أدونيس/ دار المدى/ طبعة خاصة 1999، فأقرأ في صباح الشعر البهي وأزاوج مع الكتاب خيال زيارتي أمس لمنارتي طنجة، واحدة ترشد السفن القادمة من أفق المتوسط إلى المدينة وتقع على البحر فيما الأخرى تنام على رابية شاهقة وتطل على المحيط الأطلسي لتهدي السفن المفزوعة من قوة الموج وصخبه وتوصلها إلى الساحل بأمان.
يكتب بيرس عن صباح مشابه لهذا الصباح عن بحر يشبه بحر طنجة، يكتب عن فردوس لا تتخيله سوى القصيدة، فيموت خمول الصباح، لتفتح طانجيس أجفانها الخضر وتقرأ معي ما تلاه سان جون بيرس لتبتسم وكأنه يكتب عنها:
((البحر كلهُ يعيد عيد النجوم، تحت مصقرته من الغيوم الكثيفة البيض، كمنطقة عبور وكأرض موقوفة، كإقليم عشب مجنون قومر به.
أغمر أيها النسيم ولادتي، ولتتجه رعايتي إلى ملعب الحدقات الأكثر اتساعا، حراب الظهيرة تتمايل عند أبواب الفرح، طبول العدم تنحني لمزامير الضوء، والمحيط من كل صوب، يدوس عبئه من الورود الميتة، وفوق شرفاتنا الكلسية يرفع رأسه الوالي)).
لكن والي طنجة نائم الآن، ولا أفترضه يطل معي لتفقد المدينة ويتأمل يوما تنهض فيه البلدية وجنائني الحديقة العامة وموظف البريد ومعلم المدرسة يدغدغون خاصرة المدينة بجرة قدم لتبدأ يومها.
يوم جديد في طنجة هل يخفي شيئاً؟
فيرد ذات صدى قصيدة بيرس وكأنه يجيب على تساؤلي:
((البحر منسوج فينا حتى أدغاله السحيقة المهاوي، ناسجاً ساعاته الضوئية الكبيرة وآثاره الفسيحة المعتمة ـ الباحة كلها، الولادة كلها، التوبة كلها))..
الصباح مشرع أبوابه. بداية ريح (شركية)، يثقل الهواء، في الأفق القريب أشجار صغيرة تنبت فوق سطح بيت مبني من كلس أبيض بطراز أسباني، عمارة بطوابق شاهقة تمد عنقها في زحمة البيوت الواطئة، الشمس تتحرك بأصابع الضوء والهواء الآتي بتثاقل السكارى من البحر القريب يحرك ضفائر الشجيرات بميلان سارح. طنجة تبتسم وأنا أحني رأسي لصوت مكنسة عامل البلدية وهي تطرق على الإسفلت موسيقى العمل وتلغي خطوات ليلة طويلة مرت عليها سيقان ناعمة لنساءٍ يرتدين الجينز وواحدة غمزت لي بابتسامتها كما يغمز رمش العصفور لقمرٍ قبل أن يختفي بين النجوم.
قمر يعلق أحلام ليله على يوم جديد لمدينةٍ يظل فردوسها مفترضاً ويظل جحيمها مفترضا، فيما يوم المدينة يعيش واقعيته الجديدة بقول أحدهم: بنعيش على الراتب والبقشيش.
تذكرت ابتسامة نادل مقهى فرنسا وأنا أعطيه 5 دراهم زيادة على ثمن الشاي الأخضر بالنعناع الذي أشربه في كل ظهيرة وأنا اكتب مسودة رحلتي الأولى في غموض مدينة لا يهدأ فيها البحث إلا عند تخوم أسطورة قديمة وحكاية تتحدث عن ثمالة العشق أكثر مما تتحدث عن بؤس الحياة.
ينفجر الصبح بالضوء.
أغلق كتاب سان جون بيرس عند جملة: ((سنحييك أيها البحر، تحية يبقى ذكرها طويلا كذكرى قلب يستريح)).
أنهض.. أغسل وجهي بالماء البارد...
تغسلني ضياءات الصباح، تزحف الظهيرة سريعاً، أحمل رواية الكاتبة المغربية زهور كرام (قلادة القرنفل). أستعيد معها ليلي المتأخر في فندق أطلس، وأتعجب من هاجس الروي عند المغاربة، أمكنتهم لها عطر واحد وكأنهم يكتبون عن الذات نفسها، ذات المدينة التي يتخيلونها تتحدث بذات مشاعر الليل هنا، وتماما أقف عند تخوم البحث عن الرؤى في عتمة جسد مدينة كما تذكره كرام في الرواية ص181/ البيضاء/ دار الثقافة/ 2004.
((أ يعقل أن يكون سافرت كل هذا الليل، وشعور بالارتخاء يلج بي عالم الشوق لملاقاة غرفتي والارتماء فوق السرير......... لم أع متى بزغت الشمس، ولا متى طوى الليل نجومه وارتحل.. ما أدركه في نشوة عارمة. أخطو رفقة آنيسي الذي يؤازر خفتي فأجده يتراقص أمامي.. يقول أغنية تقول: إننا لم نمتهن لغة الخيانة))..
ذاتها طنجة. عشيقة ليلي، أتمناها أن لا تمتهن وأن أسكن فيها خيانة عدم الإصغاء لي أو الذهاب بعيداً عن ناظري إلى سائح فرنسي نحيف يقف في وسط المحطة يحمل كلبا ناصع البياض ويدفع من غليونه دخاناً كسولاً لا يعرف مفردة واحدة من اللغة الدارجة ورغم هذا هو يدخل ويخرج طنجة متى شاء. بينما أنا أحتاج إلى فيزة وختم سومري من أمير أور الشاب أور ـ نمو.
لقد صارت المدينة بالنسبة لي لصيق الذاكرة وهي كما في جملة العشق هذه بصفحة 88 من رواية كرام حيث أتمناها أن تردد أمامي ذات الصدى لنداء حب مجهول كالذي يحدث بين حبيب وحبيبته:
((كلما شعرت برغبة للقاء أركبي رغبتك وتعالي
متى جئت سأكون في انتظارك))..
وهاهي المدينة تنتظرني، بدأت تتنفس خطوات الناس، مررت بحانة ريتز. تذكرت كأس شكري وصورة له مع البياتي على جدرانها، ضحكت لملاحظته في واحدة من رسائله عن تصرفات البياتي في عمره المتأخر وقلت: هكذا هم الشعراء، قلوبهم تتجدد دائما، فأنا مثلاً لن أنزل عيني عن فتنة ساحرة حتى لو بلغت من العمر عتياً.
رواد الريتز لم يأتوا بعد، فثمالة الليل لم تخلص بعد، وفي الثانية بعد الظهر يبدأ طقس معاقرة الماء الأحمر والأصفر. فالنبيذ هنا أرخص وأكثر وصولا للنشوة المرتجاة من ركوب باخرة الهجرة أو طائرة كولمبس، فيما دخان السيكارة عطر مُضيفةٍ ونصف الليمونة قبعة البحار.
تجاوزت الريتز، تمنيت أن أحظى بنظرة واحدة لشكري وهو يرتشف الكأس وأمامه فكرة جديدة لقصيدة أو مسودة يُكمل بها سيرته الطويلة مع مدينة فردوسها يعيد أسطرة ذاكرته ويبعده عن الدرجة الهابطة من العيش الاجتماعي وهو الآن كما أراه على كرسيه المعتاد يصفف شاربيه بأصابع مرتعشة ويستعد لملاقاة مستشرقة أوربية جاءت تسأله عن سحر الإباحة التي املتكها في الخبز الحافي وحتماً سيرد عليها: كل هذا بفضل طنجة.
تصورته أيضا يرد على تساؤلات المرأة الأوربية بكلمات من الرواية (قلادة القرنفل) والتي أتأبطها، وفي صفحتها الأولى ما يتلاءم مع هاجس اللقاء بين الروائي والسيدة المنذهلة من ارتعاشة وعيون غائرة وكتبت هذا الكم الهائل من حكايات السرير والحانات:
((نحن القلب المفتوح لكم، هاتوا آلامكم نلفها ونخلق منها قوة ضاربة في عمق التراب))..
ينطبق هذا على علاقة الأوربي بطنجة وكاتبها، وهذا ما فعله الكتاب المغاربة دائما، خلق قوة ضاربة في عمق التراب.
أصل إلى المقهى. تفاجئني ابتسامة النادل باتساع أكبر، أُحييه برأسي، أجلس في الزاوية الظليلة قرب سنديانة من نبات المطاط، سنديانة من الفخار الأحمر بحجم بطن حوت، تمنيت أن أجلس في وسطها وأتحدث عن هلع مدينة كنينوى. أنا سومري وجئت أكتب عن شهوة مدينة وبعضٍ من تأريخها، تهتز السنديانة، وتقهقه بصوت هامس، تنفجر أسارير الورق المطاطي العريض، أفتح رواية كرام، أقرأ قليلاً، أعود إلى ورقتي البيضاء لأصف ما أراه خلال الزجاج النظيف وسمرة وجوه المارة ونسيم عطر الصباح في شعر شابة فارعة، أدون مشاهدات مؤثرة لهذا الفردوس الذي يبكي من كثرة عادم السيارات في هذه الظهيرة الصاخبة.
عرفت الشاي الأخضر بطنجة، شربته بالنعناع لأول مرة فتذكرت جملة كنا نتداولها في طفولة المرحلة الابتدائية يوم عرفنا النحو لأول مرة تقول: أكلت الفلفل فتفلفل قلبي. أُعيد الصياغة ثانية: شربت النعناع فتنعنع صدري.
تنعنع منتشياً من لذة الاحتساء واللون الفاتح لخضرة تشبه خضرة الليمون بعدما ألفت كل حياتي شرب الشاي السيلاني المهيل الذي لا يستطاب هنا كثيرا ويسمونه (شاي النكرو) وأعتقد نكرو تعني بالأسبانية الأَسود أو الزنجي.
كان جان جنيه يجلس هنا، يشرب الشاي المنعنع، يعتقد مثلي أن المقاهي من الأمكنة المميزة في هذا الفردوس، يعطي نصائحة لجلاسه ويدرك معهم سر أن تختار مدينة هادئة وتعطي دروسا في ما تعلمته، ولأنه يفهم معاناة الناس وطبقات السكان، أعاد القول المأثور لهذه المدينة: إنها فردوسٌ للأجانب وليس لأهلها، وفي الصفحة 28 من كتاب شكري (جان جينيه في طنجة) يقول في حديقة مقهى فندق المنزه:
((إنك إذا كتبت شيئاً جميلاً عن المغرب، مثلاً، فإن ما تكتبه هو الذي سيبقى. ليس لديك إلا أن تختار: أن تبقى هنا في وضعك أو تهاجر.
الوضع هنا جد متأزم. كل شيء يوحي بالبؤس عندكم هنا. الأجانب هم الذين يعيشون كما ينبغي للإنسان أن يعيش))..
إذن جينيه ضرب الحقيقة بالسهم في قلبها، تذكرت دخان غليون السائح الفرنسي وكلبهُ الأشعث البياض وهو يدوس بنظراته بساطة الناس وجريهم المحموم إلى لقمة العيش.
عطر النعناع ببخاره الحار يملأ الصدر بنشوة ما سأحاول تدوينه، أكتب من وسط المدينة، أستعيد تفاصيل ليوم أمس عن طريق ٍمدهش ٍبخضرةِ الجبال والشجر المورق الواصل بين طنجة وتطوان حيث استضافني المكتبي الطيب (علي بودرار) وقال: في تطوان ستشاهد أمكنة كان شكري يرتادها، تطوان مدينة يرمز لها بالحمامة وبناؤها على الطراز الاسباني، أمام سينما (مارتيل) تذكرت ساعات صعلكة شكري في صباه نسيت أن اطلب من مضيفي زيارة خزان الماء الذي طلب مترجم شكري الياباني رؤيته لالتصاقه بالكثير من أحلامه في تطوان، لكنني نسيت، فالتجوال في المدينة القديمة لم يعكس لي سوى منظر خامل لمدينة تبحث عن رزقها وفي زوايا البيوت القديمة والشوارع المتفرعة شبان يشمون البرشيم ومادة السيكوتين وهي مادة صمغية مسكرة تتلف العصب، يشمونها بانفعال ويتراعشون بوجوه مصفرة كما أوراق الشجر الخريفي.
أحزنني رؤية تطوان بهذا الشكل لكني وجدت الطريق بينها وبين طنجة طريقاً سحرياً أخضر ناعماً كخيط الكحل، مصبوغاً بالإسفلت ورائحة شجر لا اعرف صنفه ولكني أراه جميلا وهو يزرع أجساده فوق جبال لا ينتهي المسير بها.
طنجة.. هذا الفردوس الأسطوري.. لا يحزنك فيها حتى شحوبها، إنها مدينة تبتكر الجديد دائما وهي النقطة الوحيدة في الكون التي تقترب فيها قارتان بمسافة قياس شبر وصارت في رؤى أولئك الذين يبحثون عن اليوتيبيات جمالا ساحرا ومغرياً حتى في مدارك الخيال العلمي، فمنذ القرن التاسع عشر لمعت فكرة إنشاء جسرٍ في ذهن مهندسٍ حسن النوايا، وذلك خلال الحقبة التي شهدت مشاريع طموحة أخرى كقناة السويس أو قناة بناما. ولكن سرعان ما أهملت الفكرة باعتبار أنّ المشروع غير مُربِح: إذ يُعمَل على شقّ القنوات لاختصار المسافات والوقت (وثانياً المال) الذي تستغرقه رحلات السفن، غير أنّ إنشاء جسر عملاق لهو عملٌ جنوني، فليس على البشر إلاّ أن يُقيموا على ما تعوّدوه منذ دهور، فيركبون السفنَ لاجتيازه....
(يعود الفضل في إطلاق فكرة إنشاء جسر فوق مضيق جبل طارق إلى مؤلّف روايات الخيال العلمي ذي المخيّلة الخصبة آرثور ك. كلارك في إحدى رواياته الصادرة عام 1979. غير أنّ مؤلّف رواية "أوديسة الفضاء، 2001" الذائعة الصيت (والتي انطلاقاً منها فكّرت الناسا جدياً في تصميم مصعد فضائي)، قد جعل بناء "الجسر الأخير"، في روايته "ينابيع الفردوس"، حدثاً تشهده مطالع القرن الواحد والعشرين. ذلك أنّ مؤلفي قصص الخيال العلمي ميّالون على الدوام إلى التنبؤ بأحداث المستقبل البعيد.. (صحيفة المستقبل اللبنانية/ 14 تشرين الثاني 2004/ العدد 1751. صفحة نوافذ)..
إذن المدينة مبتكرة وتبتكر، لا زالت جنة حتى للعلم الجديد وخيال ناسا، نقطة تُقرب الجهات والحضارات مثل كف تقرب مصاحبة العشق بين محبين.
إذن طنجة واحدة من ينابيع الفردوس، يشترك في بهجتها تعاقب عصور لا تحصى، أدركها بوعي لحظتها وما يتركه المكان والزمان في نظرات المارة، إنهم ينتمون إلى مدينة يعرفونها جيدا، أنا أنتمي إلى مدينة أريد فهمها، ولكي تفهم طنجة عليك قراءة آلاف الخواطر والتواريخ والتجول بين أحشاء المكان ففي كل بناء حدث تأريخي لا يشبه حدث تاريخ البناء الذي يجاوره، إن طنجة فردوس ملون يدفع بهجة الضوء إلى الذاكرة أكثر مما يدفعه إلى العيون لأن الظهيرة تأخذ بهاجس البشر إلى تذكر صوت الله والذهاب لأداء صلاة الجمعة في جوامعها الكثيرة.
وحين تكتمل الصلاة يقول النادل: تعود طنجة إلى خبزها الحافي.
ـ ولماذا إلى الخبز الحافي ؟
ـ لأني رأيتك تحمل كتباً لشكري وفيها عن طنجة وأهلها مغاربة بشتى انتماءاتهم.
ـ هل قرأت كتب شكري ؟
ـ نعم أنا خريج جامعة. التعيين في وظائف الدولة ليس ممكنا ويخضع لاختبار ولكي أعيش أشتغل.
ـ لا عليك، النادل مهنة شريفة وممتعة.
ـ وكذا الحال. ماشي والحمد لله.
البسطاء من أهل طنجة، يفتحون قلوبهم دائما ليعرفوك بسريرة ما لديهم من مشاعر، أبناء الفردوس الذي صادف أن زاره كاتب دنيماركي شهير اسمه هانس أندرسن وهو من الذين افنوا حياتهم بحكايات الأطفال وصناعتها وطالما كان يقول: أريد لأي قصة من قصصي لتكون فردوسا يختبئ به طفل.
زار طنجة عام 1862وبقي فيها أسبوعا وفي نهاية الرحلة كتب كتابة جميلة بحق المدينة وأهلها وربما جد هذا النادل من الذين تحدث عنهم هانس أندرسن: ((بضع ساعات سيكون علي أن أغادر هذا الموطن الذي وجدته، أنا الغريب فيه في هذا الجزء من العالم، كان علي أن أودع أناسا ظلوا طوال المدة القصيرة التي قضيتها بينهم حريصين كل الحرص على توفير أسباب الفرح لي))..
أولئك الأحفاد، لفردوس تعب كثيرا بسبب العولمة واختفاء أحلام مغامرات الأمس، ولكنه يبقى يحب القدر الموعودَ به من قِبَلِ الأسطورة أن يكون شاطئاً لقرمزية اللحظة وفورانها، اللحظة التي وصفتُها لقبلاي خان: إنها تسمو بنا بفخامة الموجة الراقصة، عندما نعرف أن المدينة امتلكت شيئا من سعادة تتمناها.
سألني الخان: وكيف تملك المدن سعادتها؟
قلت: حين تؤدي صلاتها بأمان.
تذكرت وطني، إنه يموت ويُفخخ حتى في أوقات الصلاة.
دمعة ملأت أحداق الخان، فيما طنجة تفتح نوافذ فراديسها وتدعونا معا للدخول وشرب الشاي الأخضر بالنعناع.
فراديس مجتمعة في حدقة مدينة، تشع كلماتها في القواميس
كلما أشتهي مدينة تطل هي أمامي كما لؤلؤة البحر..
لا أدركها بقصيدة.
ولا بقول.
فلعلي أدركها بجنوني هذا.
طنجة.
الحدس الشهي.
حين يتيه العقل.
غير أصابعك الحنونة لا توجد كلمات.
تلك كلمات رجل الدراهم. قال إنه كتبها ذات شوق في نومة له بحديقة عامة.
ـ إن الجنون في مدينة تحبها عافية.
ابتسم قبلاي هذا وتساءل بتعجب: المجنون قال هكذا؟
قلت: نعم.
ـ إنه حكيم !
ـ في الجنون الحكمة أكثر شيوعاً من فطنة فيلسوف
ـ وهكذا هم دائما، من دونهم لا توجد مدن ولا إمبراطوريات، الملوك يحتاجون الجنون أيضا ليقرروا الحرب. رجلك هذا لو كان معي لجعلته مستشاراً.
ـ الطنجاوي مثل سردين البحر، أبعده عن زرقة الموج دقائق يموت.
ـ ربما أعيد إليه عقله من خلال المال والجاه.
ـ الملوك لا يقدرون على إعادة العقول إلى المجانين. المدن تقدر. مولاي الخان: إنه يفسر المدينة، بكلمتين، خاتم وإصبع. وحين سألته المعنى.
قال، كل المدن عبارة عن امرأة تتمناها وقصيدة تكتبها.
قال الخان: تلك متعة لا تطاق
ـ عليك أن تطيقها يا مولاي، أولئك صناع الدهشة، لا تجدهم في طنجة فقط، ربما تجدهم في كل المدن التي تتحول فيها الدموع أفيالاً وقيثارات محطمة وسيوفاً تلمع بخجل.
قطب الإمبراطور حاجبيه، وقال: ما الذي تعنيه، القيثارات المحطمة، والدموع التي تصبح أفيالا، تعني أن المجنون يكره طاعة الملوك ؟!
ـ كل طاعة يكرهها عدا طاعة السماء.
ـ وكيف أعرف منه ؟
ـ هو قال لي: الجنون انفلات من كل شيء.
ـ هل طنجة انفلتت من عينيه ذات مرة ؟
ـ نعم مولاي مرة واحدة، وأصبح فيها مجنوناً.
ولأنه مجنون لأجل مدينة فهو متمسك بها ولا يريد مفارقتها، حتى لو عشاؤه ورق النفايات وحصى تتكسر الأسنان فوق صرير صلابتها. إنه متمتع بهكذا ذهول ويشيد لمدينته أحلاماً وينصب لها ملوكا بمراسيم منه. وأنت لن تستطيع أن توفر له ذلك.
قال الخان: نعم لا أستطيع. إذن دعه وشأنه ومدينته. إنني مع المأثور القائل: من النقاش يأتي الخلاص، وبإمكاني تخليصهُ من عقدة المدينة، لكن يبدو لي لا نقاش مع مجنون لإرغامه على ترك مدينة أحبها.
هاهو الشاي يشرب قدحه، خضرته تمثل بهجة لإدامة النظر إلى مدينة تنتفخ بعد الظهيرة لتخلص جسدها من كسل النوم المتأخر لتأتي المقهى لحظة تأمل لي وللسائح الغريب، فيما أهلها، المقهى بالنسبة لهم صناعة ضجر صار هواية، حتى اعتبرها البعض قدر ما هي شكلٌ من أشكال هذا الفردوس البحري إلا أنها مضيعة للوقت وإدمان لصناعة الضجر والكسالة معا وكما يصفها الكتب محمد المرضي في كتابه (ثدييا طنجة) ص65.
((كيف يمكننا ألا نمر بالمقهى دون أن نشعر بأفئدتنا على رؤية شباب يذوب فوق كرسي يشبه ـ انتحاريا ـ الشمعدان.
الوقت لا يحرم أي شيء، الوقت لا يمنع أي شيء. الحياة تستمر في كل وقت، في هذه الأمكنة الشاهدة على اللاوعي وعلى اللاتساؤل، الكأس هنا، رمز لرقم المقعد، الطاولة تتآكل مع مرور الوقت المقذوف، ذلك الوقت يوحي بالغثيان)).
إذن في ضياع العقل، في سياحته الجنونية في مدن كهذه فائدة.
مرة أخرى يبتسم قبلاي خان على لمعان زجاج المقهى. وجه شكري يبتسم أيضا، أردت وجهاً ثالثاً، ليكن وجه المدينة. سيدة ممتلئة بزرقة الجينز الذي يلف ساقيها مثل كيس الطحين، غمزت لقدح الشاي الأخضر.
فتل الخان شاربيه وقال: دعها لي عوضاً عن المجنون.
قلت: وهل يعوض الماس بشهوة جينز ؟
قال: كما عندكم في الشرق. منهوب النصف ليس منهوبا.
تساءلت مع نفسي: وهل المرأة نصف الجنون ؟
قال الخان وكأنه يقرأ ما في سري: في أحيان كثيرة النساء الجنون كله.
قلت: والمدن التي لا تطيع رغبتنا ؟
قال: جنون ونصف.
قلت: طنجة إذن جنون ونصف.
قال الخان :هذا ما تعرفه أنت.
قلت: ربما.
التفت، ابتسمت، كان شكري بشاربه المرتعش يمد لسانه الذابل من قبلات الكأس ليقبل صاحبة الجينز الأزرق من خدها.
تنشر طنجة يومها بشكل لا تتغير فيه مواقيت النهوض، تعدو مسرعة بأشيائها إلى ما تقصده بذات الإيقاع الذي بدأت فيه، تزحف ظهيراتها إلى مساءٍ يخيط صخبه بشعاع شمس مزرقة، يبدأ بكيف وسهرة ليل:
النادل: الليل هنا يغادر الشاي الأخضر إلى مشارب أخرى.
تذكرت شكري: كان الليل حاجتنا التي نخبئ منه ما نريده للنهار.
النادل: الطنجاوي، يحاول أن يجعل من ليله مطرقة تحطم آمال النهار.
ـ لماذا ؟
ـ لأن ظهيرته تندفع إلى تأمل متعب. إنهم يولون شطرهم دائما صوب أفق باتجاه الجانب الأوربي، هذا نقيض عجيب، الغريب يراك في الفردوس، وأنت ترى نفسك في فردوس آخر. فهنا عندنا سوق شهير اسمه سور المعاكزين، إنه أطرف وأغرب مكان في المدينة (ويعني سوق الكسالى/ العاجزين)، وقال لي مشرقي إنهم في المشرق يسمونهم بالدارجة عندكم (التنابلة) وكان يأوي الكثير ولا زال من جلاس المكان الدائمين والزوار الفضوليين يجلسون في حلقات صغيرة أو فرادى، في حوار ودردشات لا تنتهي وهم يتطلعون إلى الضفة الأخرى، وراء البحر حيث الساحل الاسباني يطل من بعيد، مثل دون كيشوت الضارب في خيال الوهم، والذي أسكنه في ذاكرة الناس رحيله الأسطوري للبحث عن النصر والمجد برمح مكسور، ولو تعرف الفرنسية لأعطيتك رواية جميلة للروائي المغربي (الطاهر بن جلون) عنوانها (دون كيشوت في طنجة) وقد نشرتها متسلسلة مجلة ليمود ديبلموتك الواسعة الانتشار، إنها تحاكي ذات الطبائع الوجدانية للحلم الإنساني من أجل الوصول ولكن برداء طنجاوي. ففي أيام الصحو في هكذا مكان يوضح تماما ساحل بلد دون كيشوت ويذهب المعاكزين بأحلامهم هناك في نظرات تشع بلون غريب، ونادرا من يخدمه الحظ ويصل مع تنبلته كما تقولون. فالسور يمثل درجة عالية من التمني للوصول إلى الفردوس الأوربي.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة المكان الأول ...
- وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()
- الروحاني الذاهب إلى عينيك
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..
- قصيدة حب إلى شيخ المندائيين...
- طنجة وغرباؤها ، جان جينيه وبول بوولز أنموذجان
- صوفية المكان السومري ..
- دع الوردة تنبت بين شفتيك...
- شيء عن مدينة العمارة العراقية...
- الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!
- رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...
- السياب ورؤيا البلاد ..
- اليونسكو ...دمع أور ، يُسفح مرة أخرى .....................!
- الفنان أحمد الجاسم ..صباح أور ..صباح برلين*
- موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة