أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعيم عبد مهلهل - الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!














المزيد.....

الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كان ماركس يخبئ في لحيته الطويلة حزن مليار جائع ، وكان يراسل معارفه وأصدقاءه بعبارات مختزله ، فما يشغله هو حال العباد لهذا فقد كان يرى في فسحة الحديقة قراءة لتحويل الورد جيشا لصالح الفقراء ، وكان يضع تحت وسادته كتاب جمهورية أفلاطون في مقولة منه : نقرا أفلاطون جيدا كي لانقع في الخطأ ثانية .
لكن حذر ماركس وتوقعاته بأن العالم لابد أن ينتهي في الآخر إلى شيوع فكرة المساواة والعدالة وجمهورية الكادحين لم يشهد له تطبيقاً دائماً وثابتاً لبقعة ما نتخذها أنموذجاً دائما للحلم الماركسي . وربما تصور الآخرون إن قيام الثورة الروسية في 1917 ، وقيام الاتحاد السوفيتي هي بداية للأممية الكونية لهذا الحلم ، لكن السوفيت عاشوا مخاضات تاريخية صعبة في صناعة البنية الاشتراكية للمجتمعات الشعوبية التي شملتها المساحة السوفيتية ، وكان انتصار السوفيت على النازية كان ينظر أليه خروجا من اصعب الاختبارات للمد الاشتراكي ،لكن الحرب الباردة أبقت الشد والارتخاء قائما بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي الذي تجسد معظمه في الولايات المتحدة الأمريكية ، وانتقل صراع الكتلتين إلى سوح مضطربة ، مال بعضها لهذا والآخر لذلك ، وبين الانتصار والهزيمة عاش القرن تجاذب القوتين ، فانتصرت الاشتراكية بقيم المقاومة والبحث عن الحرية في فيتنام ولاوس وكوبا ، لكنها انتكست في أفغانستان والعراق ..لتأتي طلقة الرحمة المحسوبة سلفا بدهاء إمبريالي عندما أطلق غورباتشوف نظرية البيرستروكيا التي تعني إعادة البناء ،ولكنها كانت في حقيقتها هدم لما كان لينين يتمناه ،دولة سعادة الفقراء وصانعي مساحات الصحراء الشاسعة بحقول القمح والبطاطا والشوفان.
مع انهيار الدولة الروسية والعالم الاشتراكي كتب ليخ فاليسا ( المنشق البولوني ورئيس نقابة التضامن ) يقول : كان الزمن السوفيتي متعباً وشاقاً ، ولكنه ساوى في أحلام العمال والكادحين وأبقانا نشوي الذرة فقط ، ولا نأكل لحم البقر إلا في عيد الفصح .)..
وأظن أن فاليسا لو يراجع نفسه الآن لأكتشف الكثير من أخطاء مقولته ، فالعولمة التي تأثرت فيها طروحات غورباتشوف لم تصنع في النهاية سوى المزيد من الانهيار والفقر ، فوجبة الماكدونالد وسجائر المارليبورو والهاتف النقال والكمبيوتر الشخصي لم يكن ليوحد البطون الجائعة في حديقة الورد التي أثر ماركس أن يدفنَ فيها احتراما لملاذ الفقراء وتفاؤلهم بهذا النبات الرقيق ، بل خلق تناقضات اجتماعية وتفاوت كبير وعوز اجتماعي وأزمات مالية خانقة.
الآن وقد دخلنا في دوامة ما يحدث ، في عصر يسير بسرعة الضوء صوب المتغيرات التي قد لا يسيطر عليها من قبل المجلدات الضخمة التي حملت تراث توأمي الاشتراكية ( ماركس ، وأنجلز ) فالأمر في صورته الجديدة يحتاج إلى مراجعات فكرية وروحية تساير الوعي وتكون قادرة على صناعة رد الفعل المناسب ، ومنها ما هو قائم على إنشاء رؤى جديدة تقرأ المنجز وفق الرؤية المستحدثة وتعيد بناء الأفكار بما يناسب البناء المجتمعي والثقافة البشرية الجديدة التي ربما بدأت تغادر مثالية الكتاب المجلد إلى ثقافة الحاسوب والانترنيت وما سيأتي فيه غيب المكتشفات الحديثة ، واعتقد أن التراث الماركسي بقراءة روحية جديدة سيظهر لنا الكثير من الخبايا الجديدة حتى على المستوى الصوفي والبارسكولجي والاقتصادي ،وهذا يحتاج إلى تكوين كتلة معرفية جديدة تضم علماء ومفكرين والفنانين وكتاب السيرة التاريخية.
هذه رؤية ليست متخيلة ومستحيلة ، وربما لو كان ماركس على قيد الحياة لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يحدث ، ولأمر بإعفاء جميع من يشغلون الآن مناصب في الأحزاب الشيوعية ، فلقد أثبتت أحداث العالم منذ رئاسة يلستين وحتى اليوم ،أن الجميع عادوا إلى قطريتهم ، وبعضهم بقى يعيش على وهم الشعارات المرحلية التي اثبت جبهة العراق مع البعث عدم جديتها ، وكذلك تحالفات الشيوعيين مع الكثير من الأحزاب القومية والعشائرية والمنتفعة على أساس مرحلي ،لكن انقلاب ظهر المجن ، دفع بالشيوعيين أن يعطوا الثمن الباهظ والضحايا وشواهد التاريخ كثيرة.
لا نريد أن نتوسع في هذا التاريخ .
الفكرة أننا ينبغي أن نعيد قراءة التاريخ من نافذة حلم جديد ،ونساير رؤيا المتغير في المضاد المناسب ونصنع القرين الذي يوازيه بالقيمة التقنية والمعرفية والأخلاقية والثقافية ،وهو قرين مضاد ومقاوم وليس قرين مهادن ومنافس من اجل سوق وامتلاك دولة.
رؤية كهذه ..ربما لن تقودنا إلى اسطرة ماكان للبشرية من حلم اشتراكي وبنود للمساواة والعدالة والسلام ،ولكي نعيد بناء الماركسي الطيب على أساس المعادل الروحي والمادي في البنية الاجتماعية للشعوب علينا أن نمضي في أحلامنا من اجل راحة بال لنا ولأجيالنا القادمة ،وهذا ليس بمستحيل على الإنسان الذي صنع في مخيلته وجسده عجائب الدنيا السبع.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...
- السياب ورؤيا البلاد ..
- اليونسكو ...دمع أور ، يُسفح مرة أخرى .....................!
- الفنان أحمد الجاسم ..صباح أور ..صباح برلين*
- موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...
- المنال والمحال في حمامات النساء
- توراة وعشق وتصوف ...
- لماذا يكره إبن لادن ابو الجوادين ( ع ) ...؟
- وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية
- صحراء النخيب ، بين رؤيا القلب ورؤيا الجفن ..*
- ببغاء القصر الجمهوري ..
- القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعيم عبد مهلهل - الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!