أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...














المزيد.....

القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 04:16
المحور: سيرة ذاتية
    


أرتبط مع القاص محسن الخفاجي بصداقة مثل تلك التي كانت تربط جلجامش بخله أنكيدو.. وأنا وثلاثة أصدقاء أول من كَسر حاجز الخوف من المحتل وزرناه في معتقل بوكا حيث بقي لثلاثة سنوات سريالية في سجن لم يجد فيه من يقول له انك مـتهم بكذا تهمة ، وعن تلك الزيارة كتبت خاطرة سجلت فيها بؤس العراقي عندما يسجن في بلده ويكون سجانه ليس شرطيا بثلاثة خيوط يسمى عريف شلتاغ ، بل رقيبٌ من فرقة الخيالة هاملتون العائدة اصلا لسرية الحرس المجوقل في حاملة الطائرات ايزنهاور..
وبعدها بقيت أكتب من اجل محسن نداءات حلم حريته وقد بح صوتي وبمساعدة من رهط طيب كريم من الأصدقاء والمثقفين في كل أرجاء الدنيا ، وأسسنا له في موقع الحوار المتمدن موقعا خاصا للمساندة ..ثم أطلق سراح محسن ليعود الى مدينته السومرية يغفوا مع فنتازيا نصوصه واحلامه المستحيلة وتصريحاته التي هي اسرع من طائرة اللوفتهانزا بألف مرة ...
سجن ثلاثة اعوام .. وبعد السجن بثلاثة اعوام ..يخبرني نداء صغير للصديق القاص ابراهيم سبتي على موقع كتابات بأن الخفاجي تعرض لجلطة دماغية وقد شل جانبه الأيسر وهو ينتظر من يعينه من محنته ويساهم في علاجه ، وكان رد الأخ والصديق الأعلامي شاكر حامد سريعا ليتكفل في علاجه وعلى نفقته الخاصه ، وكأن الناصرية ظلت طوال مجدها العريق تعتمد على مبدأ الأظفر لايخرج من اللحم ليأتي واحد من ابنائها النجباء ليقول ( محسن الخفاجي من حصتي ) ..
أقرأ نداء أبراهيم سبتي ولا أمسك دموعي فكأن سقفا من عُرش بلور مودتي الى ذلك الصديق قد أنهار على رأسي وكنت قد أخبرتْ في مكالمة هاتفية إن محسناً تعرض لعارض بسيط ، ولكن أن يُشل نصفه فتلك مرثية تمطرنى بأسى فقدان عالما ساحرا من النصوص الجميلة التي اسكنها محسن في ارواحنا ابتداءً من ثياب حداد بلون الورد ومرورا بطغراء مدينة القمر وشارع الزواج في لكش وانتهاءً بقناع بورشيا تلك القصة التي تعيش بطلتها اليوم في امريكا مهاجرة عن عيون عاشقها الناصري ليظل وحده يلوك دموعه وارتعاشة شفتيه ورغبته العجيبة في الحياة حتى انه كان لايذكر كلمة الموت في قاموس كلماته ،ولايحضر مجالس العزاء ، فقد كان يريد ان يظل حياً لعزوبيته وللمقهى وللاصدقاء الذين لايملون من فنتازيته وثقافته وهدوءه ودخان سيكارته...
أعتقد ان مدينة بدون محسن الخفاجي ستفقد الكثير من طعمها ، ومن ابداعها ، ومن رغبتها لتكون عاشقة للقمر والقصة القصيرة ومساء تقضيه عشتار على زقورتها او بين ظلال نخيل فراتها الذي ظل محسن الخفاجي يشرب من ماءه ليغذي عشقه الأزلي لتلك البلاد التي كان واحد من مهرة صناعة الحلم فيها وبها وعليها ....
محسن الخفاجي .. الذكريات لم تعد جميلة هكذا اعتقد عندما سيلفك دوار الدواء الذي لم تعتد تناوله ..وهكذا أعتقد عندما أحاول الأتصال باخيك الفنان التشكيلي المغترب في هولندا كمال خريش الذي لايبعدني عنه سوى قطار بساعة واحدة ، لكني لا اتجرأ فأنا اعرف إن قلبه يعاني من عطلٍ قديم ..
وعليه ستبقى في دمعتي امنية أن اراك ذات يوم وانت تبتسم كما الوردة على خدي نجملة خجلى.....



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...
- المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
- عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
- الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
- صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....
- الأهوار.. (الإنسان يموت، الجاموس يموت، والقصائد أيضاً)...
- قبر الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- الدولة العراقية وسفارتنا في برلين ورفات الفنان العراقي أحمد ...
- شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!
- مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...
- شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....
- مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
- البارسوكوليجي 2009
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...