أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعيم عبد مهلهل - عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!














المزيد.....

عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يجد الشعر ذاته في آخر مفترض تصنعه اخيلة االليل والمرايا والشعور في لحظة نضوج عندما ندرك درجة الشهوة في عطر الوردة.
والشهوة في تعشق الشعر لايعني توهانا في بحر الليل والوسائد والهمس السري بين الروح والجسد ، فقد يوفر الشعر اكثر من هذا ، عندما تشعر المرأة إن الخلايا التكوينية في اعماقها تبحث عن خدر لعناء التفكير بشيء. ولهذا كان المتصوفة يرون في بهجة الوصال صناعة لانوثة الضوء ، وهي عندهم لاتعني انوثة حواء ، فهم يضعون الرغبة في ادراك التشوق ،وليس بالضرورة أن يكون هذا التشوق واحدة تعرف من خلال حركة الرمش إن تفسر كل غموض كوني يلفنا في المحاولة الدائمة لاثبات اننا نتمتع بالحس والرجولة وامكانية خلق السعادة لمن نهواه...!
وكانت رابعة العدوية ترى في توهان الشعر توهان للموجود القائم .اما الموجود الباطن فهو من يسحرنا عند مجيء غفوة الليل وركون ضوءه تحت الهدب والشفتين. وعليه كان الشعر بالنسبة لبعضهن ايصال الرغبة بالمرغوب ،واتمام مودة الداخل بمن ينتظر في خارج المكان متربصا بلحظة الجمال التي تشع في وجدان الانثى يوم كان بريق الصلصال الذي خُلقت منه يختلف كثيرا عن الصلصال الذي خلق منه الرجل ،فقد كان طين الانوثة الاولى مائلاً الى الاحمرار ،فيما لم يكن طين الرجل يحمل لونا ثابتا ،ولهذا كان مكتشف ضوء الشفتين يركن الى الاحمر ليكون الصبغة المشعة التي تجلب اي شيء عندما ترغب واحدة بآتيان من تريده.
البعض وانا منهم يعتقد ان الأحمر شفاه هو القصيدة الدائمة التي تحملها المرأة على ثغرها اينما تكون .في العمل ،في الحفل الموسيقى ، في سرير الزوجية او المودة ، حتى في ساحة المعركة ، كانت هيلانة في طروادة عندما تريد ان تطل على مشهد من مشاهد العراك بين اثينا واسبرطه تضع الاحمر المغري ،وعندما يشاهدها الجنود يفيض فيهم شعور الشوق الى سماع القصائد بالرغم من صليل السيوف.
والملكة المصرية كليوباترا ، كانت تصبغ شفتيها بدم حمامة مذبوحه لتزيد من اغراء قيصر ، ولما ذبح سكين بروتس خاصرة قيصر ، وتمنى عليها حبيبها الثاني مارك انطونيو أن تضع دم صقر ، لكنها كانت ترى في احمرار هاجس الحمام على شفتين اكثر قدرة على صناعة الغرام الحقيقي.
و( الحاجة الكاثولوكية ) ماري انطوانيت تضع الاحمر شفاه من اجل خلق الرعشة اللذيذة لملكها المرتجف من رغبة ان تكون هي اكثر حنانا في المخدع ، كانت قاسية وصارمة وقلقة ،وعندما تعزف الموسيقى في الحفل الملكي كانت تبحث في الوجوده عن الذي يُسكن فيها قلقها من المقصلة بعد أن استخفت بسكان باريس الجائعين عندما طلبوا منها خبزا .قالت :كلوا كعكاً بدلا عنه...
وفي مراهقتنا القديمة ، في سبعينيات القرن الماضي ، كنا نرى في ضوء احمر شفاه المصبوغ برقة الكلام العذب على شفتي ( القبطية الفاتنة ) نادية لطفي ، طاقة هائلة للأغراء والدعوة لتصدير البضاعة الشعرية من داخل ارواحنا الى سطور الورق.
واتذكر انها في غزلها المجنون مع عبد الحليم حافظ في فيلم ابي فوق الشجرة ، واغنيته الساحرة ( جان الهوى جانا ، ورمانا الهوى رمانا ) .كان الخصر الراقص لنادية لطفي يثير فيها هاجس تكوين شيء ويدفعها لتنتج لخيال الرائي الف رغبة حسية تصلح لتكون امنية وشعارا ضد الجوع او لهزيمة اسرائيل التي اخذت منا سيناء والجولان وغور الاردن .
وعليه كنا لحظة الخروج من قاعة العرض السينمائي ،لنذهب الى ابواب وحيطان بيوت من نهواهن لندون شجن تلك الشهوة التي صنعتها في جوفنا الشاعرة الجميلة نادية لطفي.
لم اتذكر من قال : جسد المرأة قصيدة بلغز لايحل.
وربما انا من قال ، لكنني اعتقد ان الاغريق في تماثيلهم الاولى لآلهة الجمال افروديت كانوا يبحثون عن مثل هذا اللغز .لقد كانت الآلهة الانثى عند كل الشعوب تمثل الرغبة الجمعية لحلم البشر.ويمكن ان نقارن هذا بزيادة حجم التعشق والمودة بين آدم وبعله حواء حتى بعد ان حرمته من الفردوس الخالد لحظة قضمها التفاحة.
في الشعر ظلت المرأة ترى ان هناك رابطاً حسياً وجمالياً بين احمرار التفاحة وذلك اللون الذي تصبغ فيه شفتيها قبل فصل عرض ازياء الخريف في قاعة باريسية ، وربما الأنسان يأخذ شيئاً من جسد التفاحة تحت تأثير الجوع ، لكنه مع احمر الشفاه يخضع لتأثير الجوع والحاجة الروحية لكي يتوازن فيه مايعتقده ان لايتوازن إلا عندما تُكملنا في اللحظة المناسبة هذه التي جعلها الله صنوا لنا والضفة الاخرى.
وربما علماء النفس كانوا يرون المبادلة الحسية والوجدانية بين الانثى والذكر تبدا بألقاء شعري اسمه التقبيل .
والقبلة هي مفتتح النص في كل ابداع وجداني ، ودائما هي اول السطر في قصيدة المودة الازلية التي ظلت قائمة بين الذكر والانثى منذ أن كان عشب الارض سريرهما وحتى اسرة العولمة التي يقال إنها مصنوعة من المرايا واجنحة العصافير وشاشات البلازما التلفزيونية.
القبلة هي روح القصيدة عند المرأة وهاجسها .وكان النفري المتصوف يراها شحنٌ للبهجة عندما تبارز العقل. وهذا كلام صعب لكنه حقيقي بالرغم من ان المؤمنين بالذات السماوية في الكتب المقدسة يرونه جنوحا وشذوذا ، لكنه فسر هذا بعد ذلك:إن الله جميل ويحب الجمال.
بين القبلة والقصيدة واحمر الشفاه يصنع الرجل غرامه المفترض. يغور بألف تيه ، والف مصيبة ، والف حرب. ولن يخرج سالما معافى من كل هذا إلا عندما يحرسه خيال واحدة تصلي من اجله تراويح عمرها واحلامها وما ولدت من اجله.
ان ثنائية الرجل والمراة تجد في الشعر اكثر الروابط شدا لذلك التجاذب الذي يقع بين الوردة والفراشة الملونة.وسيظل هذا الازل قائما حتى في اقسى ظروف الخجل الذي يصبغ خدود النساء لحظة تعرضهن لأباحية ومكاشفة هكذا هاجس.
ان قدر المراة مع الشعر وتلك الصبغة الحمراء توازي ذلك القدر الذي جمع الشيخ سقراط مع كأس السم.تَجرعهُ لينال خلودة .والمراة ايضا عليها ان تتجرع مشاعر الرجل وقصائده لتكون خالدة....

زولنكن في 11يوليو 2009




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوذية الجسد .عري القصيدة . دمعة آدم
- مديح الى عوض دوخي ..وصوت السهارى..!
- نعش مايكل جاكسون ..نعش هويدي* ...
- في يوم وليلة ...
- النوم تحت أجفان هند رستم ...!
- قصيدة إلى الشهيد مايكل جاكسون ...
- طنجة ..والقصائد وعيون البحر والنساء
- معزوفات تحت أجفان المطر
- خواطر طارق بن زياد في طنجة
- قصص قصيرة لجدتي الخطيرة ...
- المرأة ، الرجل ( المسافة بينهما )...!
- طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة
- رائحة المكان الأول ...
- وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()
- الروحاني الذاهب إلى عينيك
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..
- قصيدة حب إلى شيخ المندائيين...
- طنجة وغرباؤها ، جان جينيه وبول بوولز أنموذجان
- صوفية المكان السومري ..


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعيم عبد مهلهل - عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!