أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - موسيقى أنت عمري وخصر شاكيرا ...














المزيد.....

موسيقى أنت عمري وخصر شاكيرا ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:06
المحور: سيرة ذاتية
    


قبل أيام أكتسبت متعة مشاهدة سماع ومشاهدة المقدمة الأسطورية التي وضعها خالد الذكر الملحن محمد عبد الوهاب لأغنية أم كلثوم ( أنت عمري ) وهي تتمازج مع خصر المطربة الكولمبية شاكيرا ، التي ادت رقصة ايمائية ساحرة مع نغم تلك المقدمة المجنونة التي ظلت ومازالت تعيدنا الى خيال ازمنة الحلم والشوق والمتعة وسريالية بيوت الطين والبناطيل الاحادية الملبس ، أي بنطلون واحد ( لكل الفصول ).ليس بسبب موضه اخترعها سانت لوران، بل لأننا بسبب الفقر والعوز لانملك غير هذا البنطلون.
موسيقى اغنية عمري ، هي في تقديري واحدة من مميزات شرقية القرن العشرين ، وهي تصلح مزاجا لكل ثقافات الشعوب ،انها مسحة ضوء خلابة تهجس برقة ونعومة تشعرك بغياب الوقت في البدن والحاجة لمن تشتاق اليها ويواسيك على هذه البلوى ( الدبابة الامريكية ، تنظيم القاعدة ، ابدية الملوك ورؤوساء الجمهوريات على الكراسي ، الازمة المالية ، ثقافة الفضاءات وسحر ورموش مذيعات فوكس وروتانا وشرقية سعد البزاز ).
انها مقدمة موسيقية للتيه في غياب اللحظة المشحونة بحلم امساك الزمن من العنق واعادته الى الوراء ، كمن يعيد ظل الانتظار تحت نافذة الحبيبة .
ولهذا عندما ادت شاكيرا على وقائع هذا النغم الفرعوني رقصتها الامريكية الجنوبية الممزوجة بأصول المطربة الشرقية ، تاه كل شيء في رأسي ،ولم اعد اعرف إن كارل ماركس مدفوناً في مقبرة في لندن ، او في المقبرة الملكية بأعظمية بغداد ، واختلط لدي المعلوم في نية الفلقل الأحمر هل يريد حرق القلب ام اطراف اللسان فقط ..؟
حتى اني شككت في قدرة متصوفة جوامع القاهرة في امساك الضوء ، وتحويله الى دعابة فراش بين كليوباترا واحمد عدوية.
لقد كانت شاكيرا ترينا وهج اللذة المرسوم على طيات بطنها الراقصة كمن تريه امه حلمة الرضع بعد الف عام من الفطام.
انها دهشة الشعر عندما ترى في الخصر اشواق الحنين لكل ما تتمناه ،ولاادري لماذا شاكيرا تظهر بطنها مساحة مكشوفة للرائي ومتعته في كل اغانيها الراقصة ، حينها لم أعاتب غابريل ماركيز عندما اهداها مديحا اسطوريا واعتبرها واحدة من اجمل مشهيات العصر.
كنت اشاهد انت عمري منحوتة كما الاهرامات على خاصرة شاكيرا فأطير كما حمام الدوح من حلب حتى البصرة بدون ان ادفع قرشا واحداً كرشوة ارضاء لموظف الحدود والجمارك. وربما انتبهت الى ملاحظة هي ليست مهمة ولكنها تخلق قرين الشوق مع التمتع بأداء هكذا نغم عجيب في المقدمة الموسيقية لأغنية انت عمري .
فعندما ادتها سهير زكي باجادة السياسي الشاب في خطابه البرلماني ، لم تترك بطنها مكشوفة لإيحاء جنون العمدة ( أبو شنب ) الجالس امامها ، فقد غطتها بقماش شفاف لأغراء اكثر كما يفعل اغراء الخِمار على وجه المرأة المتسوقة في خان الخليلي او شارع الحمرا او سوق حمدية دمشق او كرادة بغداد او سوق ملوك العطر في مراكش.
وانتبهت الى أن اي راقصة من ذلك العصر الملحمي لم تترك مساحة البطن مكشوفة،بل كان القماش الشفاف هو من يغطي هذه المنطقة الحساسة والاستراتيجية التي هي سبب كل التوترات بين الكوريتين ،وبين السوفيت والامريكان ، وطلبان وحميد كرزاي ...الخ .
ومن ينتبه الى رقصة ذلك الرهط المدهش ( سامية جمال ، تحية كاريوكا ، ففي عبده ، نعيمة عاكف ، سهير زكي ، نادية لطفي في فيلم ابي فوق الشجرة ) يكتشف ذلك.
هذا الأكتشاف الذي يقودنا الى الغرق في متعة الامنيات ونسيان هموم العولمة واغراءاتها ، كفيل بجعل هكذا مقطوعات ايدلوجية علاج شاف لكل العقد النفسية والمالية والحضارية التي تجتاح حياتنا ، فأنا مثلا شاهدت انت عمري على خصر شاكيرا وكأنني اشاهد مراهقتي وطفولتي والمعارك التي اجبرتني فيها الحرب لأكون جنديا عند الحافة الجنوبية من دمعة الوطن .بل ومع رقصة شاكيرا وضوء عينيها استعدت كل قراءاتي لروايات ماركيز ونجيب محفوظ وجدتي ( مشتهاية ) ، فوجدت ان الوعي مع مقدمة ( مهبولة ) مثل (انت عمري ) كفيل لكي يعيد الزمن الى الوراء كمن يعيد ثورا هائجاً الى حضيرته.
انصحكم بالتفتيش عنها لتتمتعوا بشجن الموج عندما يطفح على زجاج خصر واحدة عذبة مثل البوظا الايطالية.
وانصح نفسي لاستعيد مقالا شعريا كتبته انا ذات يوم عندما قرأت مقال ماركيز عن شاكيرا وأظن انني نشرته في الزمان اللندنية قبل اعوام بعنوان ( ماركيز يكتب عن شاكيرا وانا اكتب عن شاكيرا وماركيز ) :فاقراوه رحم الله آبائكم ..!:
(( بهية أنت كبهاء الصبح بقرية عمري الأهوارية ،يصفك ماركيز بأنك كثمرة المانجو مليئة بفيتامينات الشعر وأن مراهقتك علمت ماجلان الدوران على نفسه وأن نهديك أنست الحلاج حسه ، وأن رحمك كان حديقة تهوى إسكان الديناصورات ، وأن قلبك محطة إذاعة سوا ، وان أصابعك غيوم استوائية مطرت على الشطرة فأفتتح الرئيس محطة بث الأحزان من بلاد الرافدين..!
نحن لانصفق يمنعنا البطريق من ذلك وبالرغم من هذا بورخس يقول : حين يمنعنا أحد من إظهار بهجتنا فأن قلوبنا تصفق.. ..
القلوب تصفق تلك عبارة في غاية الرومانسية عبارة ولدت في برج الدلو حيث ولدت شاكيرا . نحن هنا في الجنوب نولد في أبراج الدجاج ، هذا قدرنا مع البيض المسلوق ، نعيش سفراتنا المدرسية عندما كانت اور وجه التأريخ ، وكانت أمي تطبخ الأمل بالفلس ، والفلس برأس الخس ، ورأس الخس بموسيقى شبعاد ، سترقص شاكيرا الليلة عندما انهي قصة ماركيز الطويلة...!
هذا نص بعاطفة سومرية يعلق عليه الكاتب الكولومبي بأنه : تناص يستنكر رمي الرصاص
الأغاني وحدها ينبغي أن تبقى تشيد أمل للثوار وأهل الكار ، وتطرد فلول الاستعمار ، وشاكيرا تصلح أن تكون قبعة لجيفارا أو سيكارا في فم الطيب لينين ، تصلح أن تكون قيثارا في يد فكتور جارا ، وحنجرة في حلق المنسيين من أبناء ظفار ، بأرض الأهوار جنوب المودة والأشعار ..
تصلح أن تكون دمية في قرية صحراوية بأثيوبيا ، أو قرطا حديدا في أذن طفلة في الأمزون، أي كانت هي سفيرة وأميرة هكذا يقول ماركيز عنها..!
لقد كتب عنها بحب وأنا اكتب عنهما بحب أيضا..!

زولنكن في 13 يوليو 2009








#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اسرار الديانة المندائية
- عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!
- بوذية الجسد .عري القصيدة . دمعة آدم
- مديح الى عوض دوخي ..وصوت السهارى..!
- نعش مايكل جاكسون ..نعش هويدي* ...
- في يوم وليلة ...
- النوم تحت أجفان هند رستم ...!
- قصيدة إلى الشهيد مايكل جاكسون ...
- طنجة ..والقصائد وعيون البحر والنساء
- معزوفات تحت أجفان المطر
- خواطر طارق بن زياد في طنجة
- قصص قصيرة لجدتي الخطيرة ...
- المرأة ، الرجل ( المسافة بينهما )...!
- طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة
- رائحة المكان الأول ...
- وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()
- الروحاني الذاهب إلى عينيك
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..
- قصيدة حب إلى شيخ المندائيين...


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نعيم عبد مهلهل - موسيقى أنت عمري وخصر شاكيرا ...