أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية














المزيد.....

انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبيل تنفيذ الإجراءات الاخيرة المتعلقة بانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية، اتفقت مصادر معلومات عديدة وأجهزة سياسية وعسكرية عراقية وأمريكية، على أن الأسابيع والأشهر التالية على موعد الإعلان الرسمي للانسحاب، ستكون أسابيع حاسمة تُخضع الأجهزة الأمنية العراقية لاختبار جدي في قدرتها على ضبط الحالة الأمنية في البلد. وفي ذات الوقت لم تكن الإشارات بذلك القدر عن مسئولية أركان العملية السياسية الكبار وخضوعهم أيضا لعملية اختبار على قدرتهم في تحمل المسئولية بتعضيدهم للعناصر الأمنية والعسكرية عبر انجاز الملفات التي لا تزال موضع سجال وشكاوى متبادلة والنأي عن تحمل مسئولية عدم إنجازها بل وتحميل الأطراف الأخرى مسئولية عرقلة هذا الانجاز. وإذا تم التدقيق بموضوعية في حجم ونوع الجهد الأمني الذي تبذله القوات الأمنية والعسكرية العراقية بدعم من المواطنين العراقيين وبالذات من انخرط منهم في نشاطات مختلفة اتسمت بالرفض والعداء للعملية السياسية عامي 2006 و2007، فان هذا الجهد يستحق التقدير رغم ابتلاء المؤسسة الأمنية بالاختراق وحداثة التكوين وقلة الخبرة و شحة التجهيزات الفنية، مع عدم إغفال أن تقييما سليما لقدرة هذه الأجهزة على ملء دور القوات الأجنبية بعد انسحابها من مراكز المدن في الثلاثين من حزيران الماضي، يحتاج إلى فترة اختبار أطول تمتد حتى موعد إجراء انتخابات مجلس النواب الجديد في شهر كانون الثاني العام 2010. أن مدة الاختبار هذه ستكون فترة رهان مناسبة للقوى المعادية لترسيخ التجربة العراقية الفتية وتلك المتضررة من زوال النظام السابق، والتي لا تزال تراهن، على تحجيم هذه التجربة ثم إفشالها، ولن تتخلى عن أية وسيلة لتحقيق غايتها هذه، وتجد في مناطق تجمع المواطنين العزل وحيث الانتماء المذهبي المعين أهدافا سهلة لعملياتها الانتقامية علها تفلح من جديد بعودة التصفيات الطائفية تمهيدا لتمزيق البلد طائفيا وعرقيا، وهذا الهدف هو الذي تلتقي عنده مفردات أجندة قوى إقليمية وأخرى عالمية تجد مصلحتها في أن يظل العراق ضعيفا ممزقا يسهل عليها مهمات مخططاتها في منطقة الشرق الأوسط .

إن هذا التوصيف لم يغب عن تفكير المكونات السياسية العراقية التي تتحمل مسؤولية قيادة البلد في هذه الظروف الحساسة، ومع ذلك فهي مستمرة بالتنافس على مراكز القرار السياسي و النفوذ الاقتصادي، ووضع مصلحتها الفئوية الخاصة فوق المصالح الوطنية العليا، وهذا التنافس هو وراء تفاقم الصراع ليس فقط بين الجبهات الطائفية والقومية بل داخل هذه الجبهات ذاتها، مما اضر بالنشاط البرلماني والحكومي وأعاق تنفيذ الكثير من واجباتهما. وزاد من إدراك خطورة هذا الوضع الرسالة الأمريكية الواضحة التي حملها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته لبغداد أوائل شهر تموز الجاري، من أن على العراقيين تحمل مسؤولية الحفاظ على الوضع الأمني لبلادهم وأن للولايات المتحدة حدودا في دعمهم لمواجهة أي تدهور امني قادم. ولذلك جاء الإجراء الذي أعلن عنه خلال الأيام القليلة الماضية والقاضي بتشكيل لجنة برلمانية تضم سبعة نواب من مختلف الكتل السياسية برئاسة النائب في البرلمان وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى من اجل تفعيل وثيقة الإصلاح السياسي وتطبيقها بشكل عملي و لتدارك مزيد من التداعيات السلبية بسبب الاختلافات بين الكتل السياسية حول هذه الوثيقة المهمة. و قد يكون هذا الإجراء سابقة لاتفاقات لاحقة وواجبة بين هذه الكتل لتقريب وجهات النظر والتخفيف من هاجس انعدام الثقة بينها وضعف الإحساس بالمسئولية الوطنية الجسيمة، اللذين بقيا عاملين مهمين مؤثرين على الوضع الأمني و في استمرار تعثر انجاز وتحقيق البرنامج الحكومي، وهو مسعى للتغلب على التحديات الراهنة ومنها تحديات تحقيق الأمن خلال الفترة الحالية بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن، وهي فترة لن تكون مدة اختبار لقدرة المؤسستين الأمنية والعسكرية فقط، بل وبقدر اكبر، مدة اختبار جدية للمكونات السياسية الحاكمة في مصداقيتها و سعيها لاستكمال خطوات استعادة السيادة العراقية كاملة وفق الاتفاقية العراقية الأمريكية التي نصت على انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2011



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطق والمعقول في العلاقات الكويتية العراقية
- تشكيلات سياسية جديدة استباقا للانتخابات البرلمانية القادمة
- عودة حمامات الدم في المدن العراقية
- أجساد العراقيين أهداف سهلة لانتقام الإرهابيين
- استفحال الصراع الطائفي على السلطة يهدد من جديد سير العملية ا ...
- كفى للمحاصصة الطائفية... نعم للمحاصصة الطائفية
- المنافسة الانتخابية بين الكفاءة والنزاهة و الترغيب والتهديد
- وثيقة الإصلاحات السياسية والمصلحة الوطنية
- غياب الحضور الدولي في الاتفاقية العراقية الأمريكية
- العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير
- حول قانون مجالس المحافظات و الاقضية والنواحي
- ضرورة النقاش العام لمشروع الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريك ...
- مجلس النواب وبوادر اصطفافات سياسية جديدة
- المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا
- من يضمن عدم استثمار الرموز الدينية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- مرحلة العراق الانتقالية الحالية وأزمة قادة الدولة
- المفاوضات العراقية الأمريكية فرصة لتأصيل الحس والإجماع الوطن ...
- تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل
- عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية