أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رشاد الشلاه - تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل














المزيد.....

تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:21
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


التزم البرنامج الحكومي الذي مرت على إعلانه سنتان في بنده الحادي عشر على " رعاية الجامعات العلمية ودعم استقلالها وإعادة النظر في المناهج التعليمية بكل المراحل بما يجعلها مواكبة للتطورات العلمية، وتخليصها من الفكر الشوفيني والطائفي وبما يعزز الوحدة الوطنية". إلا أن الواقع التعليمي والتربوي الحالي يتناقض مع طموح ذلك البرنامج، بل يكرس الفكر الطائفي ويهدد الوحدة الوطنية. فقد عملت الأحزاب الحاكمة في المحافظات على انتهاج مسلك النظام السابق الذي أدى إلى تخريب العملية التربوية والتعليمية عندما عمد إلى غرس سياسة التبعيث وعبادة الفرد والحزب الواحد، فأحزاب سلطة المحافظات اليوم تنهج ذات المنهج ولكن بمسميات أخرى. وكما استغل النظام السابق سطوته الشمولية المطلقة، فقد استغلت هذه الأحزاب سطوتها الحكومية والدينية لفرض عقائدها على المراكز التعليمية ومراكز تربية وثقافة الطفل العراقي. تقول مديرة المركز الثقافي للطفل العراقي وهي تطلق تحذيرا جديا من سيطرة هذه الأحزاب على مراكز ثقافة الطفل في المحافظات وتوجيهها بما يتلاءم مع أفكارها: " نحن محاصرون. تخلصنا من الحزب الواحد، ولكننا وقعنا بمطب اسمه مجموع الأحزاب، وكل حزب يمسك وزارة يريد أن يكون كل شيء على مزاجه، لذلك فإن وزارة التربية تروج لقضايا تهمها فقط و إن المؤسسات الثقافية الموجهة للطفل قاصرة بسبب قصور من يقودونها. و ثقافة الأطفال ورثت كادراً من العهد السابق غير مدرب، بقي مقولبا في القالب القديم ولا يستطيع أن يتحرر من الماضي الذي كبلنا.. يجب أن لا تترك المحافظات رهينة بيد المحافظة، والمحافظ هو يمثل حزبا ما، فيجب أن تكون هذه المراكز فوق الحزبيات وفوق التفكير، ".
إن إزالة تركة أثار سياسة التبعيث وتكريس عبادة الفرد والحزب الواحد في المجال التعليمي والتربوي هي إحدى المهام الجسيمة التي تسعى إلى النهوض بالعملية التعليمية والتربوية. والنجاح في التصدي لها يتطلب إيمان القائمين عليهما بأهمية تخليص النشء العراقي الحالي من التأثيرات الفكرية والعقائدية للنظام السابق، مع ضرورة إعادة تأهيل الكادر التدريسي ورفع مستوياته الفكرية بما يخدم مهمة تربية الفرد العراقي على روح المواطنة واحترام حقوق الإنسان في الفكر والعقيدة بعيدا عن كل إملاء موجه، على أن يقترن ذلك بعدم السماح للأحزاب والكتل السياسية الحاكمة اليوم من فرض عقائدها على المحافل التعليمية الأساسية والعليا.

إن طموحا مشروعا يراود الأب وإلام العراقيين في تعليم وتربية أبنائهم على المثل الإنسانية الرفيعة والإخلاص للوطن أولا، وإبعاد العملية التعليمية والتربوية عن الولاءات للعقائد والمذاهب والانتماءات الحزبية. فبعد كل الذي أصاب النشء العراقي من خراب فكري ونفسي فهو بأمس الحاجة إلى مناهج تعليمية وتربوية تنويرية تعوضه عقودا من التجهيل المتعمد. فهل ستتقبل وزارة التربية التحذيرات الحريصة على النشء العراقي وتدقق مسؤولياتها بما يحقق الالتزام البرنامجي الحكومي، أم ستعيد ادعاءها بأن "العملية التربوية والتعليمية في العراق تجري بصورة طبيعية" عندما ردت على تقرير ممثلة شؤون الأطفال في الأمم المتحدة الذي قال" أن 50 بالمائة فقط من أطفال العراق يتلقون تعليما ابتدائيا مقارنة بـ80 بالمائة عام 2005 ".
لقد عمل النظام الديكتاتوري السابق في مجال تبعيثه وعسكرته للمجتمع العراقي على التركيز على فئة الشباب، ودأب على إتباع مقولة " نكسب الشباب.. فنضمن المستقبل" فكان له أن ضمن الشباب ولكنه خرب مستقبلهم وحاضر بلادهم. أما برنامج الحكومة الحالية فقد نص على أن "الشباب أمل المستقبل ولذا يجب توفير كافة مستلزمات بيئة صالحة ومناسبة لتنمية طاقاتهم وقدراتهم، بما يعزز بناء العراق والقيم الوطنية". فهل فرض أحزاب سلطة المحافظات لعقائدها وأهدافها الخاصة على ثقافة النشء العراقي يعزز بناء العراق والقيم الوطنية؟



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...
- من وحي التاسع من نيسان 2008: يتبرؤون من المحاصصة ويكرسونها
- عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق
- في مجلس النواب مصالح بالمُفَرَّق وتشريعات بالجملة
- يوم يكون العض فيه في الجلال
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية
- إرهاب جديد يستهدف المرأة العراقية
- خطة مجلس الشيوخ الامريكي مكافأة للإرهاب الطائفي
- هل تستجيب الإدارة الأمريكية لإرادة المجتمع الدولي؟
- مطلوب مراجعة نقدية شاملة والتخلي فعلا عن المحاصصة
- تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة
- انسحاب وزراء التوافق تداع آخر في مبدأ المحاصصة الطائفية
- الهروب خير وسيلة للدفاع
- ملجأ الأيتام الكبير
- تنفيذ البرنامج الحكومي يفوت الفرصة على المتربصين بالسلطة


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رشاد الشلاه - تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل