أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة














المزيد.....

تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر في القاهرة يوم الثامن من آب الجاري بيان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارىء جون هولمز الذي ذكر فيه" ان حوالي ثمانية ملايين عراقي بينهم أكثر من أربعة ملايين لاجىء و2ر2 مليون مشرد بحاجة الى المساعدة والحماية في المجال الإنساني، و ان أكثر من أربعة ملايين شخص أي ما يعادل واحد من بين كل سبعة عراقيين فروا من ديارهم فيما يعد أضخم نسبة تشرد للسكان في التاريخ الحديث في الشرق الأوسط."

الإحصاءات توالت و مصادرها تعددت وهي في اغلبها ذات مصداقية يعتد بها، إحصاءات فاقعة عن حجم الكارثة العراقية بكل ما تحمل هذه المفردة من معنى، كارثة تتطلب جهودا ميدانية بحجم أهوالها، كارثة تتضخم ككرة الثلج وهي في طريق انحدارها المتواصل. فمن سينهض بهذه المهمة الجسيمة؟ فلا صدى لمفردات الإهابة واستنهاض الشيم لدى القوى والتشكيلات السياسية والطائفية المتحاصصة، لأن نهم الجشع و الاستحواذ على النفوذ وغنائم السلطة هو هاجسهم، و رقبة المواطن العراقي صارت تحت قبضة الموالين لدول الجوار، والوطن بضاعة مساومة بين إيران والمحتل تارة و تارات اخرى مع المحتل و بقية دول الجوار، مساومة فجة لا أفق ملموس لها، وهي أسيرة لجان ومؤتمرات عقيمة تبدأ كما انتهت و أطرافها استمرأوا التسويف، ولا احدا منهم يعيش بصدق هول الكارثة العراقية.

لقد جاء تزامن صدور هذا البيان في الأيام التي يشهد فيها العراق تصعيدا خطيرا في الصراع بين الأجنحة السياسية من اجل الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من امتيازات السلطة، وفي الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء تركيا وإيران ، ويعقد مؤتمر "خبراء الأمن في دول جوار العراق" في دمشق بغياب متعمد من ممثلي السعودية، ولقاء امني آخر في العاصمة الأردنية. وبغض النظر عن قصد توقيت إصدار هذا البيان من عدمه فانه ينبه قادة وشعوب دول الجوار إلى ان ظاهرة التشرد المليونية العراقية الحالية ستتسع لتشمل دول المنطقة إذا لم يقترن مسعى هذه الدول بالجدية في المساعدة في إنقاذ العراق والكف عن تغذية العنف والإرهاب فيه.

لقد وفرت المؤتمرات العديدة والزيارات المتكررة لدول الجوار العراقي فرصة التأكيد على أوراقها التساومية بعد ان ظلت موضع تأشير لمتابعي الشأن العراقي، فتركيا قلقة من نشاط حزب العمال الكردستاني و" تحرص" على حقوق التركمان العراقيين، وإيران تسعى الى تأكيد كونها القوة الإقليمية الرئيسية وحقها في ان تكون دولة نووية وهي أيضا قلقة من نشاط منظمة مجاهدي خلق المستقرة في العراق وتلقي بتبعة الاضطراب الأمني في العراق على الولايات المتحدة والدول العربية السنية، أما سوريا فهي تجاهد من اجل تحقيق الاعتراف الأمريكي لها بأنها مفتاح حلول أزمات المنطقة ولديها الكثير مما تفعله سلبا أو إيجابا في العراق، أما دول الخليج فما يعنيها آنيا ان لا يتحول العراق الى دولة شيعية خالصة الولاء لإيران، ومستقبلا الى نظام ديمقراطي تعددي.

في الاجتماعات و المؤتمرات مع دول الجوار التي لا تخلو بياناتها الختامية من " الحرص" على امن المواطن العراقي، تنأى هذه الدول عن مسؤوليتها في التدخل السلبي في الشأن العراقي والتسبب في المزيد من إراقة دم أبنائه لكن الواقع الملموس يؤكد ان ممارساتها تدفع بالعراق وشعبه الى المصير المحتوم. وما يدعو للرثاء ان تشكو هذه الدول من "تدخل" العراق في شؤونها الداخلية بعد ان تحول الى مصدر للإرهابيين..أي بات العراق هو الجلاد وليس الضحية!!.

لا ضير في المزيد من اللقاءات والمؤتمرات بين المقررين الأجانب في الشأن العراقي، ولكن المطلوب من هذه اللقاءات والمؤتمرات الأثر العملي في استقرار الأمن ، أثرا ايجابيا يتلمسه العراقيون الذين يعيشون المأساة حقا ويشهدون أضخم نسبة تشرد للسكان في التاريخ الحديث في الشرق الأوسط تحت هيمنة قوى الاحتلال والإرهاب والاحتراب الطائفي والصراع غير المسؤول على السلطة.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاب وزراء التوافق تداع آخر في مبدأ المحاصصة الطائفية
- الهروب خير وسيلة للدفاع
- ملجأ الأيتام الكبير
- تنفيذ البرنامج الحكومي يفوت الفرصة على المتربصين بالسلطة
- آفاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول العراق
- تسعة ملايين جائع في بلاد دجلة والفرات
- كرة الزئبق العراقية بين الجمهوريين والديمقراطيين
- من وحي التاسع من نيسان 2007
- بيانات القمة العربية توصيات لا ترقى للطموح
- مؤتمر بغداد الإقليمي والدولي حول العراق
- أمراء الطوائف المؤمنون يبيحون المحرمات
- من ضمانات نجاح تنفيذ مشاريع الموازنة الجديدة
- الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية...دناءة الفعل و الفاعل
- عبد الباري عطوان... زعلان
- من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين
- عام على انتخاب مجلس النواب
- هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟
- السعودية تتخلى عن سياسة الدبلوماسية الفعالة الهادئة
- الى السيد الأخضر الإبراهيمي


المزيد.....




- كارمن سليمان وروبي تشعلان أجواء الحفلات الافتتاحية لمهرجان - ...
- البيت الأبيض يعلق على تصريح ترامب حول -تغيير النظام الإيراني ...
- الموجات فوق الصوتية لزيادة فعالية المضادات الحيوية
- أردوغان يدين الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعمه ل ...
- ردا على قصف منشآتها النووية... إيران تستهدف قاعدة أمريكية بق ...
- عاجل| المتحدث باسم الخارجية القطرية: دولة قطر تدين الهجوم ال ...
- الاتحاد الأوروبي يجمد أصول 5 أشخاص مرتبطين بالأسد ويحظر سفره ...
- استطلاع: أغلبية الأميركيين قلقون من تصاعد الصراع مع إيران
- سقوط مُسيرة بعمّان تحمل رأسا متفجرا دون إصابات
- واشنطن بوست: حملة إسرائيلية سرية لترهيب قادة إيران العسكريين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة