أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - عام على انتخاب مجلس النواب














المزيد.....

عام على انتخاب مجلس النواب


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سُجل يوم الخامس عشر من كانون الأول العام 2005 يوما تاريخيا، حيث تقدم بشجاعة وجرأة كبيرتين ما يقارب اثنتي عشر مليون عراقية وعراقي للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات نيابية بعد زوال نظام صدام حسين، في ظل أوضاع أمنية صعبة، وقد أفرزت تلك الانتخابات، وهو ما كان متوقعا، مجلسا نيابيا اتسم بهيمنة الطابع الطائفي والاثني على الكتل الرئيسية الفائزة فيه بسبب طبيعة القوام الفكري لتلك الكتل المتنافسة، واستغلال المشاعر الدينية والقومية و الرموز والمراجع الدينية وفتاويها لحشد الأصوات، مع كم من الخروقات و التجاوزات التي سبقت ورافقت تلك العملية الانتخابية، مما اقلق الحريصين على بناء عراق ديمقراطي من ظهور نظام طائفي اثني بدل النظام الفيدرالي الديمقراطي المنشود. وكان من الأسباب المهمة وراء تلك المشاركة الجماهيرية الواسعة، توق العراقيين الى نوع من الممارسة الديمقراطية التي حرموا منها طوال العهد السابق، وأملهم بانبثاق مؤسسات تمثيلية حريصة على تحقيق مطالبهم وتعويضهم عن سنوات الظلم الديكتاتوري والحصار السياسي والاقتصادي ، وانبثاق حكومة قوية قادرة على إعادة بناء الوطن الذي دمره النظام السابق بحروبه الداخلية والخارجية، ثم أجهزت قوات الاحتلال على ما تبقى منه.

لقد مر عام كامل على إجراء تلك الانتخابات، وانبثاق مجلس النواب عن نتائجها، وكان حريا بهذا المجلس أن يكرس جلسة خاصة بهذه المناسبة يقيم فيها أداءه وإنجازاته خلال العام الأول من عمره، وتقديم كشف حساب عما تحقق من وعود قدمتها الكتل السياسية للجماهير العراقية. وإذا كان هناك من بعض التماس عذر لمجلس النواب في تعثر أدائه بسبب حداثة التجربة البرلمانية على أعضائه، فان الاستقطاب الطائفي والقومي اللذين خيما على هواجس قوائمه الكبيرة، وتأسيس بل وتكريس مبدأ المحاصصة في الجهاز التنفيذي لمجلس النواب، وانتقال هذا التكريس الى قمة المرافق الحكومية ومؤسساتها، كان وما يزال آفة سوسة النخيل التي تعيش داخل جذع النخلة بكامل أطوارها. وبدلا من تلك الوقفة التقويمية الجادة لتأشير مواقع الخلل والمسؤلية، وإيقاف حدة الصراع المعلن والمبطن بين المكونات السياسية، راحت القوائم الكبيرة تبحث في داخلها عن اصطفافات جديدة، علها تجد من يساعدها في محنتها. وإذا ما وسمت تلك الاصطفافات المنتظرة بذات السمة التي وضعت المصلحة الوطنية العليا في أسفل اولوياتها فسيجد قادة الكتل أنفسهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.

في رسالته يوم الخامس من هذا الشهر بادر رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني بأخذ مهمة تقييم عملية المسيرة النيابية بحدة و بأسلوب جلد الذات ، ملخصا رأيه بما جرى منذ انبثاق مجلس النواب، قائلا" ان التجربة تؤكد ان مشكلتنا الحقيقية تكمن في فشلنا في إقامة دولة قوية وحكومة موحدة تمتلك الامتداد والسيطرة على البلاد وتقوى على تحصين الثغور ومسك زمام الأمور وفرض سيادة القانون والنظام ، وما فشلنا في ذلك إلا بسبب هذا الصراع السياسي الذي يحجب عنا هذه الغاية ويمنعنا من الوصول الى ذلك الهدف.و لا خلاص من ذلك الصراع السياسي إلا بكسر قيد الولاء للأطراف والأجزاء وخلع رداء التمترس والانتماء".
أما المواطن العراقي فقد زهد بمجلس النواب وبتكويناته الطائفية وصراعاتها الدموية، التي تنشط فيها وخلالها عصابات الفساد و الإرهاب والجريمة ، و لم يعد ينتظر من مجلس النواب أو رئيسه القيام بمراجعة نقدية وتقويمية لتجربته في السنة الماضية، وهذا ما تعكسه أحاديث أبناء الشعب ومما تتضمنه التحقيقات الصحفية العديدة، ولا ابلغ من دلالة ندم المواطن على مشاركته في الانتخابات النيابية الماضية وإعطائه صوته لمن تمتعوا بامتيازات الدولة الطائفية على حساب أمنه وحريته وكرامته وحاجاته الإنسانية الملحة.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟
- السعودية تتخلى عن سياسة الدبلوماسية الفعالة الهادئة
- الى السيد الأخضر الإبراهيمي
- رحل رامسفيلد كبش فداء... والرئيس بوش الإبن متمسك بمساره
- مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية والفرصة الأخيرة
- أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا
- جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع
- أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع
- شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي
- ثعابين المجموعات المسلحة
- من اجل كسب ثقة مفقودة
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم
- تذابح الدمى
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب
- لصوص النفط العراقي
- خطة- بايدن- ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ
- ! حكم ديمقراطي فيدرالي أم حكم طائفي إثني
- من وحي التاسع من نيسان


المزيد.....




- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ إيرانية وحريق بسبب شظية ...
- إسرائيل تعلن استهداف -وسط إيران-.. وضرب مبنى سكني في قم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - عام على انتخاب مجلس النواب