أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة














المزيد.....

شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غالبا ما انتهز فرصة استراحة شرب القهوة أثناء العمل، لتصفح وقراءة النشرة الإخبارية اليومية التي يعدها ويرسلها بدأب مشكور الأستاذ معن كدوم. يوم أمس جمعتني تلك الاستراحة بزميل سويدي يتسم بالأريحية متابع باهتمام لتطورات الأوضاع في العراق، جلسنا حول طاولة تسع لثلاثة أشخاص، كان يتصفح جريدة سويدية، وأنا أتابع ما مكتوب في النشرة الإخبارية من نكد وفواجع يومية، حدق في الأوراق وأنا اقلبها مبادرا بالقول:
- الخط العربي جميل... قلت له و أنا في مزاج لا احسد عليه بسبب الأخبار التي تضمنتها النشرة:
- أتمزح؟
- أبدا.. هذه حقيقة.
- شكرا.
- ماذا تقرأ في هذه الأوراق؟
- أخبار الوطن...
- مثلا...
- مثلا... مثلا... هذا خبر عن عودة مجلس النواب العراقي لانعقاد جلساته بعد إجازته الشهرية.... و على الفور بدأت أسئلته المعتادة عن العراق وسوء أحواله. تطرق الحديث الى محاكمة صدام وذروة جرائمه بحق الكورد العراقيين خصوصا الآلاف من القرويين البسطاء الطيبين ونسائهم وأطفالهم أثناء حملات أنفاله سيئة الصيت والسمعة، وكذلك الضجة حول رفع أو تنزيل علم صدام حسين. بادرني بسؤال عن رأيي الشخصي بهذا الشأن، قلت، لو كان الأمر بيدي لطلبت تنكيس هذا العلم فوق ساحات موبقاته ، حزنا وخجلا من الجرائم التي ارتكبت باسم هذا العلم أو تحت لوائه منذ انقلاب شباط الدموي العام 1963 مرورا بحملات الإعدام في السبعينات والحرب العراقية الإيرانية والأنفال ثم احتلال الكويت والقبور الجماعية ولغاية يوم السقوط، مادامت العدالة لم تنصف ضحاياه حتى اليوم، وما دام صدام حيا. حدق بي بعينيه الزرقاوتين المتعبتين مستغربا من هذا الرأي الغير القابل للتحقيق... اخذ رشفة من كوبه.. تلمظ متسائلا:
هل صحيح ان الحكومة أعادت العمل بعقوبة الإعدام؟ أجبته بنعم. واصل حديثه: أذن سيعدم إذا أدانته المحكمة باستعماله السلاح الكيمياوي، وهذا ما يريده ذوو الضحايا أليس كذلك!؟.. قبل ان أجيبه.. هبطت علينا حورية اسكدنافية لم نشاهدها من قبل، كيف هبطت من الجنة؟ لا ندري.. حيتنا بابتسامة جذلة، استأذنت بإشغال الكرسي الثالث لتحتسي قهوتها، معرفة بنفسها موظفة جديدة. انقطع حديثنا، أو تعطلت لغة الكلام على حد تعبير الرائع شوقي. من خلف نظارتينا الكهلتين اتفقنا من غير اتفاق على سؤال مفاده: أتقوى أنثى بهذه الرقة الإلهية ان تحمل هذا السحر كله...؟
عاد هو الى صحيفته قارئا خبر فضيحة تنصت على مواقع الكترونية في الحملة الانتخابية تمهيدا لانتخاب برلمان سويدي جديد ،بطلها حزب الشعب بحق حزب العمال الاشتراكي الحاكم ،وأنا الى خبر فضيحة بعض وزرائنا الذين لم يكملوا المرحلة الإعدادية. ابتسمت برضا مع رشفة سريعة، تطلع في مستنكرا :
- ما الذي يستدعي الابتسامة وأنت تتصفح أوراقك ووجهك مقلوب حسب لغتكم ؟ استقمت في جلستي مادا ذراعي فوق رأسي لتنشيط جسمي و قلت: تعادلنا.
- ماذا !!؟ تعادلنا بماذا؟
- أقول تعادلنا..... لديكم فضيحة تنصت، ولدينا فضيحة وزراء مزورين...
صمتنا لبرهة، خلت فيها ان نقاشنا قد انتهى بنتيجة التعادل، فلم يصح حدسي.

- (لابد ان النواب قد شحنوا البطارية!! ) وهذا تعبير شائع لدي السويديين للدلالة على حماس العودة للعمل بعد إجازة صيفية طويلة ممتعة. أجبته:
- لا أدري .. ولا يبدو كذلك.
- لماذا؟
- لقد غاب عن جلسة يوم الثلاثاء أي الجلسة الأولى بعد الإجازة خمسة وتسعون نائبا من مجموع 275.
- هل جميعهم مرضى؟
- قلت في نفسي ( صحيح سويدي... يا مرضى يا بطيخ)...ثم استدركت القول.لا..لا احد يعلم، لان رئاسة المجلس لا تعلن عن أسماء الغائبين وسبب غيابهم. لكن يبدو أنهم مشغولون بقضايا أهم من إنجاز مهمة نيابتهم في المجلس. - غريب.
- و الأغرب هو حضور النواب للجلسة و هم لا يعرفون جدول عملها أو ما هي مشاريع القوانين التي سيقرونها، وهذا ما اشتكى منه زعيم الحزب الشيوعي العراقي وهو احد نواب المجلس.
انقضت فترة استراحة تناول القهوة، عزمنا، صديقي وأنا على النهوض، لكن الحورية الهيفاء التي كانت تنصت فقط الى نقاشنا الثقيل ، سبقتنا بالنهوض. نظر إليها مع تمتمة إعجاب لم افهمها، أردت توديعها بالصلوات كما يفعل أعضاء مجلس النواب العراقي، تذكرت أنها من قوم يسوع.. فلا يجوز!. ودعتها: لهفي عليك لو لمحك انتحاري أغبر مفخخ في شوارع بغداد يسعى الى حور عين لم يراهن قط ، روحي... فالمجد لله في العلى... وعلى بغداد السلام... وفي الناس المسرّه.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي
- ثعابين المجموعات المسلحة
- من اجل كسب ثقة مفقودة
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم
- تذابح الدمى
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب
- لصوص النفط العراقي
- خطة- بايدن- ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ
- ! حكم ديمقراطي فيدرالي أم حكم طائفي إثني
- من وحي التاسع من نيسان
- النفوذ الإيراني والقضية العراقية
- في الذكرى الثالثة لاجتياح العراق مَن الأوْلى بالتوبيخ ؟
- التستر على الفتنة الطائفية لا يلغي وقوعها
- القرقوش العراقي
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة