أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - تذابح الدمى














المزيد.....

تذابح الدمى


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بإعلان مبادرة مشروع المصالحة الوطنية من قبل الحكومة العراقية، يكون جميع الفرقاء الطائفيين والقوميين والسياسيين العراقيين قد خطوا خطوة أخرى مهمة باتجاه إيجاد حل مطلوب لوقف نزيف الدم العراقي اليومي، عبر اللجوء لوسائل أخرى مصاحبة للحلول العنفية التي تأكد فشلها عند اعتمادها وسيلة رئيسة ووحيدة لوقف حالة التداعي الكارثي للحالة العراقية منذ تولي حزب البعث للسلطة في العراق عام 1968 من القرن الماضي، مرورا بإسقاطه على يد القوات الأمريكية وحلفائها قبل ثلاث سنوات، وحتى أيامنا هذه.

و مبعث الترحيب بهذه الخطوة، لم يأت فقط من حالة جزع المواطن العراقي بالواقع الكارثي اليومي، و بالتالي اللهاث وراء قشة علها تنقذ الوطن الغريق بالدم العراقي المتعدد المذاهب والاديان والاجناس، بل من قراءة لهذا التنوع الفريد من التوليفة العراقية، التي لا يمكن أن تتجسد عراقيتها وطنا وانتماءا مخلصا، إلا بإتلافها تحت ولاء خيمة الوطن الأرحب البديل عن ولاء خيمة العنصر والطائفة والقبيلة.

إن التفاصيل الإجرائية التي اعتمدتها مبادرة مشروع المصالحة الوطنية في آلياتها ومبادئها و سياساتها المطلوبة، تحتاج إلى التزامن في التنفيذ الجدي الحازم و الدؤوب والصبر في المعالجة من منطلق الحرص الحقيقى لانجاحها لا من منطلق رفع العتب وذريعة بذل المستطاع ولكن ليس في اليد حيلة!! وهي بذلك أي المبادرة، بحاجة إلى الإسناد الشعبي ودعم مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالأساس في الدفاع عن كرامة وحياة المواطن العراقي دون أي تمييز، وخصوصا التمييز الطائفي والديني والعرقي.

ومن هذا المطلب فان الدعوة التي نصت عليها المبادرة لعقد" مؤتمر لعلماء الدين لدعم عملية المصالحة وإصدار الفتاوى الداعمة لها على اعتبارها اعتصاما بحبل الله" هي دعوة على أهميتها، تبقى عامة غير ذي جدوى إذا لم تسبقها دعوة لعقد مؤتمر مصالحة لأصحاب المال والسلاح من الزعامات الطائفية السنية والشيعية العراقية المتذابحة، يتم فيه الاتفاق على ميثاق شرف بتحريم الدم المسلم أيا كان مذهبه، و كذلك دم العراقي غير المسلم، ليس من منطلق الوازع الديني و الإنساني فقط بل من واقع أن لا منتصر في حرب التصفيات والتصفيات المقابلة هذه. ولابد من الاعتراف من أن أمراء الذبح الطائفيين المستوردين والمحليين وبتزكية امريكية غبية كانت أم ذكية، هي من تتحكم في أرزاق المواطنين ورقابهم وبمستقبل العراق وربما المنطقة، ولا تدخر ميليشياتها وجيوشها المنقبة أية وسيلة وحشية في النيل من غرمائها إلا واتبعتها بدافع الحقد و الثأر أو الانتقام، و لا يغامر المرء شك في عدم إدراك هؤلاء الأمراء الجدد، أن صراعهم الطائفي هو خير سبب لمزيد من بؤس ومعاناة العراقيين، ولتبرير تأخير جلاء قوات الاحتلال.
فلماذا لا تسمى الأسماء بمسمياتها وتوضع الأيادي على الجراح، ففي العراق اليوم تهجير و خطف و قتل وقطع رؤوس بين أبناء الطائفة الواحدة وبين أبناء الطائفتين في ذات الوقت، وما تلك الدعوة إلا محاولة لإنهاء مأساة العراقيين الذين تحول بعضهم بإرادته، أو رغما عنه، و بتشجيع إقليمي سني وشيعي وعنصري، ودعم مادي كبير ومهول، تحول إلى دمى متصارعة متذابحة، وعسى أن تغني مبادرة مشروع المصالحة الوطنية المطروح من قبل أركان الحكومة الحالية، ذلك المشروع الذي يعده كثيرون فرصة أخيرة للعودة للولاء للوطن، وتفضيله على الولاء للقوى الإقليمية الطائفية المتصارعة على أرضه، تلك القوى المستعدة "للتضحية" بآخر نقطة دم مواطن عراقي في سبيل مصالحها الطائفية و القطرية.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب
- لصوص النفط العراقي
- خطة- بايدن- ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ
- ! حكم ديمقراطي فيدرالي أم حكم طائفي إثني
- من وحي التاسع من نيسان
- النفوذ الإيراني والقضية العراقية
- في الذكرى الثالثة لاجتياح العراق مَن الأوْلى بالتوبيخ ؟
- التستر على الفتنة الطائفية لا يلغي وقوعها
- القرقوش العراقي
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح
- الانتخابات النيابية اختبار لحسن النوايا والأفعال
- الحوار المتمدن صحيفة رصينة للتيار اليساري الديمقراطي
- توارد خواطر حول ستر العورة
- تفجيرات عمان انتصار أم علامات اندحار؟
- المواطن العراقي؛ واجبات مستحقة و حقوق مؤجلة
- التصويت بنعم لمشروع الدستور... أفضل أسوأ البدائل


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - تذابح الدمى