أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - من اجل كسب ثقة مفقودة














المزيد.....

من اجل كسب ثقة مفقودة


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يتفق المسؤولون الأمنيون مع من وصف الخطط الأمنية السابقة بالفشل، وهم يشيرون إلى نجاحات عديدة تحققت هنا وهناك أثناء تطبيق هذه الخطط. ومع التقدير للتضحيات و الجهد الذي تبذله الأجهزة العسكرية والأمنية في مكافحة استشراء الإرهاب والجريمة المنظمة، إلا أن من وصف تلك الخطط بالفشل يستند إلى واقع دموي يومي يطال المئات من الأبرياء، واستهتار بكل الأجهزة الأمنية العراقية الحديثة التكوين، و إلا كيف يفسر تكرار عمليات اختطاف جماعية تقوم بها عصابات "مجهولة" تستقل ما لا يقل عن عشر سيارات في قلب بغداد وتتوارى عن الأنظار هي وغنائمها؟.

إن تلك الجرائم التي تشهدها بغداد ومدن العراق الأخرى ببشاعتها ودقة تنفيذها و"مجهولية" منفذيها وشدة تسليحهم وقدرتهم المادية، تذكر بالجرائم الكبيرة التي نفذتها عصابات المافيا في الولايات المتحدة الأمريكية في العقدين الأول والثاني من القرن الماضي، تلك العصابات التي تمكنت من أدوات الجريمة المنظمة، في الوقت الذي كان فيه مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي يعاني من الضعف وبدايات التكوين. كما تذكر أيضا بعصابات المافيا الروسية التي نهبت روسيا والجمهوريات المتحدة معها فيما كان يدعى بالاتحاد السوفيتي اثر انهيا ر نظامه في العام1991.

فراغ السلطة الذي عانى منه العراق بسبب تدمير مقومات الدولة على أيدي قوات الاحتلال، وحداثة الأجهزة الأمنية، والفساد الذي تعاني منه، كان فرصة ذهبية لنشوء عصابات الجرائم العادية والسياسية والاقتصادية والطائفية، تلك العصابات التي تحولت إلى مافيات تمتلك إمكانيات مادية هائلة وتحظى بدعم إقليمي علني. و بسبب تفجر الوضع الإقليمي الحالي، لا يصبح من باب تكرار القول إن استقرار الوضع الأمني والاقتصادي في العراق ونجاح تجربته الديمقراطية على عيوبها غير القليلة، يقلق العديد من أنظمة دول الجوار ويهدد مستقبل ديمومة بقائها. لهذا فهي تناصب النظام الحالي العداء سرا وتساهم في عدم استقراره، رغم الادعاء بحرصها على وحدة و مصالح الشعب العراقي.

التوجه الجاد اليوم من قبل الحكومة والرئاسة ومجلس النواب لمكافحة المافيات الإرهابية، عبر تحقيق المصالحة الوطنية، والمواجهة المسلحة مع قتلة أبناء شعبنا وفق خطط أمنية جادة ومكثفة، واقتران ذلك بالإصلاحات الاقتصادية التي يجب أن تصب في مصلحة فقراء الشعب العراقي الذين أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الثاني من آب الحالي أن الإحصائيات تشير إلى وجود 20% من اسر الشعب العراقي تعيش دون خط الفقر و20% أخرى تعيش بمستوى الفقر، و أن نسبة البطالة في العراق بلغت 50% وهي متمركزة في صفوف الشباب دون الـ 25 سنة. كل تلك الخطوات ضرورية للمساهمة في إنقاذ الوطن من دوامة الفوضى و الدم، لكن الأهم هو إشعار المواطن بأهمية دوره و تفعيل هذا الدور في مكافحة أدران الإرهاب والفساد والميلشيات والطائفية، لذلك فانه من الملح كسب ثقة المواطن بالحكومة، تلك الثقة المفقودة منذ عقود عديدة وأدت إلى السلبية في تفاعله مع مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، والسبيل الأسلم لكسب هذه الثقة، هو المصارحة وبشفافية عن ما يحدث، فالمواطنون وفي مناطق عدة لا يعرفون من يقتل من، ولماذا، والكل" في حيص بيص".

إن من بين الأسباب الرئيسية لهذه الحالة عدم قيام أجهزة الدولة المسؤولة بمصارحة الجماهير بما يحدث بالوضوح المطلوب، مما يستلزم كشف أسماء المجرمين ودوافع إجرامهم سياسية كانت أم اقتصادية، هؤلاء الذين أحالوا أيام وليالي العراق إلى جحيم. فليس غير التعتيم و العتمة بيئة خصبة لتكاثر عصابات المافيا والتمادي في جرائمها المنكرة.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم
- تذابح الدمى
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب
- لصوص النفط العراقي
- خطة- بايدن- ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ
- ! حكم ديمقراطي فيدرالي أم حكم طائفي إثني
- من وحي التاسع من نيسان
- النفوذ الإيراني والقضية العراقية
- في الذكرى الثالثة لاجتياح العراق مَن الأوْلى بالتوبيخ ؟
- التستر على الفتنة الطائفية لا يلغي وقوعها
- القرقوش العراقي
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح
- الانتخابات النيابية اختبار لحسن النوايا والأفعال
- الحوار المتمدن صحيفة رصينة للتيار اليساري الديمقراطي
- توارد خواطر حول ستر العورة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - من اجل كسب ثقة مفقودة