أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا














المزيد.....

أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 05:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش نتائج دراسة قدرت عدد القتلى في العراق بأكثر من 650 ألفا منذ الغزو الأمريكي في آذار العام 2003، لكن الطبيب الأمريكي الذي أعد التقرير أكد مجددا ثقته في الوسائل العلمية التي اتبعت في إجرائه. أما قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق الجنرال الأمريكي جورج كايسي فيقول ان ما جاء في الدارسة لا يتمتع بصدقية، وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إن "رقم 650 ألفا يبدو أكبر من الأرقام التي رأيتها، لم أر رقما أكبر من خمسين ألفا، لا أعطي أية صدقية على الإطلاق" لهذه الدراسة. المتحدث باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ نفى يوم الخميس الماضي أيضا هذه الإحصائية قائلا " إننا نأسف أن ينشر معهد (جون هينكس) مثل هذه الإحصائية الغير دقيقة والفلكية والمضخمة والغير معقولة"، مضيفا ان "لا توجد لدينا آلية لاحتساب عدد الضحايا منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن، لذا لا أستطيع تزويدكم بعدد دقيق."
ولو رجحنا العدد الذي ذكره الجنرال الأمريكي" 50000" ألف قتيل فقط فذلك يعني مقتل 18 مواطنا عراقيا بمقابل مقتل جندي أمريكي واحد، استنادا الى آخر رقم أعلن عن عدد القتلى الأمريكيين يوم الثاني عشر من تشرين الأول الجاري وهو 2750 قتيلا في نفس الفترة المذكورة. وإذا أضفنا إليها حسبة بسيطة أخرى نرى ان هناك 1190 قتيلا عراقيا شهريا منذ آذار 2003 ولغاية شهر أيلول من هذا العام.
كل تلك الأرقام الفجيعة، واتساع القتل والتهجير الطائفي وسوء الخدمات وشيوع الفساد، والسادة في البيت الأبيض مصرون على تطبيق مبدأ الصح والخطأ عند معالجتهم للوضع العراقي، ويؤدون دور الراعي والحاضن لأكبر عدد ممكن من المكونات السياسية العراقية، بتفرعاتها الممتدة من الرافض لحد الصراخ بقاء قوات الاحتلال ولغاية المستأنس والمرحب بها،.
ان سادة البيت الأبيض يريدون من جميع الفرقاء العراقيين الانصياع لهم ترغيبا أو تهديدا أو بأسلوب استعداء البعض على البعض الآخر وإنهاكهم، وصولا الى حالة اضطرار الجميع طلب حمايتهم. وفي تفاصيل متابعة التطورات في مجالات متعددة، نجد أجوبة عن أسباب غض الطرف تارة عن دور تدخل دول الجوار في دعم الأطراف العراقية الموالية لهذه الدول، وتارة أخرى الإعلان عن تفاصيل موثقة عن هذا التدخل معززا بالوثائق عن حجم الأموال والأسلحة وأصول وانتماء فرق الموت وقوائم المرشحين للاغتيال. وكذلك السماح لمجاميع تدعي أنها معادية لأمريكا في إعادة تنظيماتها و التحرك بحرية والحصول على الدعم المادي والبشري والإعلامي من خارج العراق.
ولما كانت مصلحة الإدارة الأمريكية و تحقيق مخططها في الشرق الأوسط هما الحلقة المركزية المطلوبة، فأن هذه الإدارة لا "تقلق" على مآل السلطة في العراق الى أي من الفرقاء، مادام أقوياء هؤلاء، وبفضل مبدأ " الفوضى البناءة" سيكونون دائما بحاجة الى الرعاية والدعم الأمريكيين. وتأسيسا على مخطط إبعاد خطر الإرهابيين من الساحة الأمريكية ومقاتلتهم على ارض العراق، فان معضلة العلاقة الأمريكية مع كل من إيران وسوريا، ستبْقي العراق ورقة مطروحة للمساومة يسعى كل طرف من الاطراف الثلاثة الى تحقيق مكسب ما من خلالها، في مقابل الخاسر الأكبر .. الشعب العراقي. وما تلك الأرقام المفزعة عن ضحاياه القتلى مضافا إليها 300 الف مهاجر داخل البلد ومليون ونصف مهاجر خارجه وفق تصريح وزير المهجرين والمهاجرين، إلا مؤشرات على الثمن الفادح الذي يتحمله هذا الشعب. فهل ستجد إعادة ذكر وتأكيد تلك الإحصاءات الفلكية المفزعة، صدى لها عند القادة مشايخا وسادة الذين قالوا في لقاءاتهم السابقة وسيكررونها في لقاء مكة القادم إنهم عاهدوا الله بتحريم الدم العراقي، بينما كان الأوْلى بهم ان يعاهدوا الشعب على تحريم دم أي مواطن عراقي، مسلما كان أو مسيحيا أو صابئيا مندائيا أو ايزيديا أومن أية ديانة أو عقيدة أخرى، وإذا كان الله عز وجل يمهل ولا يهمل، فأن شعبنا لا يمهل ولا يهمل، فالإذلال والرعب أطالا جميع مكوناته، والدم المسفوح هو دم أبنائه و بناته .



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع
- أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع
- شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي
- ثعابين المجموعات المسلحة
- من اجل كسب ثقة مفقودة
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم
- تذابح الدمى
- بداية سليمة لدرء اتساع الفتنة الطائفية ودحر الإرهاب
- لصوص النفط العراقي
- خطة- بايدن- ما بين الصراع الانتخابي ومسعى التنفيذ
- ! حكم ديمقراطي فيدرالي أم حكم طائفي إثني
- من وحي التاسع من نيسان
- النفوذ الإيراني والقضية العراقية
- في الذكرى الثالثة لاجتياح العراق مَن الأوْلى بالتوبيخ ؟
- التستر على الفتنة الطائفية لا يلغي وقوعها
- القرقوش العراقي
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية


المزيد.....




- تحليل: عليها شعار -الاتحاد السوفيتي-.. ما الرسالة التي يبعث ...
- باكستان: مقتل أكثر من 190 شخصا جراء الأمطار الغزيرة التي تضر ...
- -هل غيّر الاعتراف بدولة فلسطينية قواعد اللعبة في غزة؟- – جول ...
- نزع سلاح حزب الله: نعيم قاسم يحذر من -حرب أهلية-
- بن غفير يهدد مروان البرغوثي داخل زنزانته والسلطة الفلسطينية ...
- نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغو ...
- بعد اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. هل تخسر روسيا جنوب القوقاز؟
- جيش نيجيريا يدافع عن عملياته العسكرية بوجه الانتقادات الحقوق ...
- 24 عاما على تأسيس -العدالة والتنمية- التركي.. إنجازات وتحديا ...
- مخطط -إي 1-.. خطة استيطانية للتغيير الديمغرافي في القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا