أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - يوم يكون العض فيه في الجلال














المزيد.....

يوم يكون العض فيه في الجلال


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التشوش في التسمية الرسمية للمجموعات المسلحة "الضالة"، التي اشتبكت مع القوات الأمنية والجيش في مدينتي البصرة والناصرية يوم الجمعة 18 كانون الثاني، صورة من صور الارتباك في عمل أجهزة الحكومة الأمنية و المعلوماتية، وهو جانب من ضعف الأداء الحكومي العام، فمرة هي (جند السماء) وأخرى ( جماعة أحمد ابن الحسن اليماني)، ثم (أنصار المهدي).. لكن هذا التشوش لا يغم واقع انتشار هذه المجاميع في خمس من محافظات الوسط والجنوب، ولا قوتها التسليحية وحيازتها المادية، ولا الحصيلة الدموية للمعارك التي خلفت المئات من العراقيين قتلى وجرحى ومعتقلين وهاربين، جلهم من أبناء الطائفة الشيعية. وقد سبق وان تجاوزت أرقام أحداث منطقة الزركة في مدينة النجف أثناء أيام عاشوراء العام الماضي أعداد هؤلاء الضحايا في كلا المدينتين ، ووُصِف المقموعون حينها من قبل الأجهزة الرسمية، بذات التسمية " فئات ضالة أو منحرفة". مع ان هناك رأيا هاما يقر بصعوبة التسليم بمن يفرق بين الضال والمهتدي في ظل التشتت العقائدي الحالي.

ان أحداث عاشوراء الدامية تلك، تؤشر الى المسؤولية الجسيمة التي تلقى على عاتق المراجع الدينية والحكومية العديدة، خصوصا من تعمد منها من دوافع أنانية وضيقة، ودون اعتبار للعواقب الاجتماعية الضارة، الى تسييس الطوائف والمشاعر الدينية وخلق الميليشيات المسلحة، لتكون جسرا الى السلطة السياسية والاقتصادية. وهذا ما سهل لهذه المجاميع المسلحة ولغيرها الانتشار وكسب قطاعات تتباين في وعيها وانتمائها الاجتماعي، تحت غطاء التدين ومحبة أهل البيت.

وقد يكون مفيدا التذكير بان الطوائف السنية الخليجية المتزمة المتطرفة، لا تزال تتجرع سموم العقارب التي آوتها و ربتها فكرا ورعتها مالا طوال العقود الأربعة الماضية، بعد ان عادت إليها من حظائرها في الباكستان وأفغانستان، أجسادا مفخخة بالموت، ممسوخة الإيمان و الضمير. وكانت تلك الطوائف ولتخفيف وطء مسؤوليتها عن انحراف وضلالة الشباب المسلم المغرر بهم، قد منت نفسها بالإدعاء بأن هؤلاء الشباب قد تلقوا شحنة إيمانية زائدة، فوقعوا في محظور الضلالة!.. فهل ستكون هناك عودة بعد حين، تقول فيها التكوينات الشيعية والمراجع الدينية العليا؛ لقد أعطيناهم شحنة إيمانية عاشورية زائدة أيضا؟. وعند ذاك سيكون "العض في الجلال".

ان خواء الوعي، والتدني المعرفي الذي خلفه النظام الدكتاتوري السابق بين أوساط واسعة من أبناء شعبنا، استثمرا بمستويات غير مسبوقة لتسعير حدة المشاعر المذهبية، والنفخ والغلو في مظاهر الاحتفاء في أيام عاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية التي ازدحم بها التقويم العراقي، كارتداء الأكفان، وجرح فروة الرأس وتحفيز نزيف الدم منها، وجلد الظهور بالسلاسل، وسلخ الصدور باللطم، والاتشاح المبالغ بع بالسواد، والزحف على الركب، وكرنفالات حمل الهودج الآسيوي المزوق. كما أن واقعا غريبا كهذا لابد وان يمتد بساطا احمر خارج الحدود للمتربصين بالسخاء الحاتمي لإعمال مزيد من محاولات تمزيق لحمة العراقيين وتعميق تخلفهم. وبذلك "تتضافر" الجهود الخارجية والداخلية لتوفر البيئة الحاضنة للميليشيات المسلحة و المجاميع التي باتت تفصل المنقذ المهدوي المنتظر وفق مقاس ومصالح قادتها.

إن من المسيء للمشاعر الإنسانية والدينية، ان تتحول المراسيم الإحتفائية في المناسبات الدينية المقدسة، الى التظاهر بالإيمان والتعبد وسط الشوارع والساحات العامة و استعراض للقوة، وان تتحول أيامها ولياليها الى مسارح اقتتال دموي ومناسبات بذخ فاحش، وكل ذلك في الوقت الذي ينوء فيه البلد بملايين الأيتام والأرامل، وملايين اخرى من الأميات والأميين والمهجرين والمهاجرين، ومن نكد البطالة والفاقة و شحة العيش المقبول، ولا نقول الكريم.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية
- إرهاب جديد يستهدف المرأة العراقية
- خطة مجلس الشيوخ الامريكي مكافأة للإرهاب الطائفي
- هل تستجيب الإدارة الأمريكية لإرادة المجتمع الدولي؟
- مطلوب مراجعة نقدية شاملة والتخلي فعلا عن المحاصصة
- تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة
- انسحاب وزراء التوافق تداع آخر في مبدأ المحاصصة الطائفية
- الهروب خير وسيلة للدفاع
- ملجأ الأيتام الكبير
- تنفيذ البرنامج الحكومي يفوت الفرصة على المتربصين بالسلطة
- آفاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول العراق
- تسعة ملايين جائع في بلاد دجلة والفرات
- كرة الزئبق العراقية بين الجمهوريين والديمقراطيين
- من وحي التاسع من نيسان 2007
- بيانات القمة العربية توصيات لا ترقى للطموح
- مؤتمر بغداد الإقليمي والدولي حول العراق


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - يوم يكون العض فيه في الجلال