أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رشاد الشلاه - العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير














المزيد.....

العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلنت رئيسة الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو، جانيت يلين، يوم الأربعاء 15/10 أن الولايات المتحدة دخلت في حالة ركود اقتصادي. إن هذا الإعلان أتى ليضع حدا للتفاؤل الضئيل بقدرة الولايات المتحدة وحلفائها في أوربا واليابان على الحد من تداعيات أزمة النظام المالي العالمي، وفي ذات الوقت الذي تتوالى فيه الإحصاءات الهلعة بالخسائر المالية الفادحة المؤكدة لحصيلة واحدة ؛ ضياع تريلونات وتريونات من الدولارات الأمريكية، كما أن كل تفاصيلها تنوء تحت صرخة استغاثة نجدة من كارثة مالية عالمية وشيكة تعيد مرارات سنوات الكساد العظيم الذي طحن العالم في أعوامه الأربعة 1929- 1933. كساد كان جذوة قعر التنور للحرب العالمية الثانية 1939- 1945. الاقتصاديون الذين رصدوا تداعيات هذه الأزمة أكدوا أن تباشير وقوعها ظهرت جلية في الولايات المتحدة والتي يشكل اقتصادها ربع اقتصاديات بلدان العام مجتمعة، في الأشهر الاخيرة من عام 2000 والأشهر الأولى من عام 2001، وان أزمة النظام المالي العالمي هي إحدى تجليات الأزمات الدورية الملازمة للنظام الرأسمالي التي يحددون دورتها بمراحل أربع، تبدأ بمرحلة الانتعاش ثم الازدهار ثم الركود فالكساد.

لقد اجمع حتى المدافعون عن الليبرالية الجديدة أن الجشع والنهم وحمى التسابق لتحقيق اكبر قدر من الأرباح بدون أية ضوابط وبكل الأساليب من قبل مؤسسات الرهون العقارية و كارتلات البنوك الأمريكية وارتباطاتها العالمية، كان أمرا حاسماً في اندلاع الأزمة المسببة لهذا القدر من الخراب الاقتصادي وإعلان إفلاس اكبر مؤسستين للرهون العقارية في الولايات المتحدة. كما أن خيرة المحللين الاقتصاديين يجدون صعوبة ومعهم أساطين الاقتصاد الرأسمالي في التوصل لحل يدرأ فداحة الخسارة الكارثية، ولم يكن لديهم إلا الاتجاه إلى ميزانيات الحكومات لنهبها بدعوى المساعدة. إن الليبرالية الجديدة أو الأحدث في طرازها هي التي نادت في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريكان ورئيسة وزراء بريطانيا ماركريت تاتشر أثناء عقد ثمانينات القرن الماضي إلى شن الحرب على قطاع الدولة وخصخصة كل منشآته، وقامت السيدة الحديدية بتصفية هذا القطاع وبيعه في بريطانيا، ورفض أي شكل من أشكال الإسهام أو المراقبة الحكومية على اقتصاد السوق في الولايات المتحدة أو بريطانيا رغم المعارضة الشعبية الواسعة.

إن خطر ركود اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وفق تأكيد الاقتصاديين الرأسماليين لابد له أن يمتد ليشمل بلدان العالم الأخرى الغنية منها و الفقيرة على السواء، وبدون اجتهاد كبير فان وقع وتداعيات الأزمة المالية الأمريكية العالمية سيكون أشد وطأة على البلدان الأشد فقرا في إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية والتي يتجاوز عدد فقرائها ثلثي سكان العالم . وبات العالم كله مهددا بخراب اقتصادي شامل إذا ما انحدر إلى مرحلة الكساد. فمن هو المسؤول عن هذه الجريمة المرتكبة بوعي وإصرار من قبل مبتكري ومنفذي الليبرالية بأحدث طراز لها. وهل هناك من محكمة دولية على غرار محاكم مجرمي الإبادة الجماعية للجنس البشرى، تتولى تقديم مسببي الركود الاقتصادي العالمي إلى محكمة دولية عادلة جراء جشعهم واستهتارهم بمصير عيش مليارات وليس ملايين من البشر. ربما السخرية السوداء والمرة تعكس جانبا من تعالي و عنجهية وغطرسة هؤلاء تجاه فقراء العالم "الحمير"، الذين "يستحقون" مصير تصديقهم وعود هؤلاء اللبراليين.. السخرية وكما انتشرت في الأيام الاخيرة منسوبة إلى خبير مالي ُطلب منه أن يُبَسّط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حصلت في أسواق ‏الأسهم، ‏ فقال: ذهب رجل إلى قرية ‏نائية، عارضاً على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة ‏دولارات.‏ ‏فباع قسم كبير منهم ‏حميرهم، بعدها رفع السعر إلى 15 ‏دولاراً فباع آخرون، ‏فرفع سعره إلى ‏ثلاثين، حتى نفدت الحمير من لدى أهل القرية.. عندها قال لهم: أدفع 50 ‏دولاراً لقاء الحمار الواحد.‏ ‏وذهب لتمضية عطلة نهاية ‏الأسبوع في المدينة. ثم جاء مساعده ‏عارضاً على أهل ‏القرية أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولاراً للحمار الواحد، على أن يبيعوها ‏مجدّداً لسيده بخمسين دولارا يوم الاثنين، ‏فدفعوا كل مدّخراتهم ثمناً لشراء حميرهم، ومن لا يملك مالا اقترض ‏واستدان علي أمل تحقيق مكسب سريع.. و بعدها لم يروا ‏الشاري ولا مساعده أبدا، جاء الأسبوع التالي وفي ‏القرية ‏أمران فقط؛ ديون، ‏وحمير..‏!



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قانون مجالس المحافظات و الاقضية والنواحي
- ضرورة النقاش العام لمشروع الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريك ...
- مجلس النواب وبوادر اصطفافات سياسية جديدة
- المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا
- من يضمن عدم استثمار الرموز الدينية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- مرحلة العراق الانتقالية الحالية وأزمة قادة الدولة
- المفاوضات العراقية الأمريكية فرصة لتأصيل الحس والإجماع الوطن ...
- تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل
- عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...
- من وحي التاسع من نيسان 2008: يتبرؤون من المحاصصة ويكرسونها
- عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق
- في مجلس النواب مصالح بالمُفَرَّق وتشريعات بالجملة
- يوم يكون العض فيه في الجلال
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية
- إرهاب جديد يستهدف المرأة العراقية


المزيد.....




- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رشاد الشلاه - العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير