أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا














المزيد.....

المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حددت ديباجة الإعلان السياسي المشترك لتأسيس المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا الذي أعلن عن انبثاقه في العاشر من تموز في بغداد، بأن البلدين يتقاسمان ذات الأفكار حول الأهداف الإقليمية للترويج للسلام والاستقرار والحرية والازدهار وتطوير آلية الحوار لزيادة التعاون والتنسيق الاقتصادي.

و بهذا التحديد وصف دقيق لما يحتاجه البلدان في الظروف الحالية العصيبة التي يمران بها مع عموم بلدان المنطقة، و يمتد هذا الوصف كذلك إلى حاجة البلدين بل وشعوب المنطقة في مرحلة الاستقرار التالية المنشودة. فالسلام وأجواؤه والاستقرار وانعكاساته هما المناخ الطبيعي الذي تتوفر في ظله عوامل الركون إلى حل المعضلات المتوارثة، والعراق بأمس الحاجة إلى توفير هذين السببين للنهوض بمهمة إعادة بناء دولة ديمقراطية حديثة ينعم شعبه بخيراته الوفيرة المتعددة. وحاجة تركيا إليهما ماسة أيضا بعدما استنزفها الصراع القومي الداخلي وأثقل اقتصادها. وإذا كان العراق قد وضع قدمه في الخطوة الأولى للسلام الأهلي وأنصف الشعب الكردي في نظام فيدرالي تعددي، فحري بتركيا الاستجابة إلى حقوق الشعب الكردي المشروعة، والتخلي عن أساليب القمع المسلح التي لم تجد سابقا في إطفاء نضال الشعب الكردي لديها، وسوف لن تجدي مستقبلا، بل كانت وستكون حاضنة للتطرف والإرهاب.. وتجربة كرستان العراق ماثلة وعلى بعد أمتار من حدودها الجنوبية.

أن الحرية والازدهار اللذين تصدرا الديباجة، يعنيان للعراقيين ولادة أخرى بعد عقود من الدكتاتورية والقمع المنفرد والحروب، تتوج معانيهما السياسية والاقتصادية بخروج القوات الأجنبية من أراضيه وفق معاهدة مشتركة مع الولايات المتحدة تصون كامل سيادته. أما لتركيا فأنهما شرطان تسعى لتلبيتهما ليس استحقاقا شعبيا مطلوبا فقط، بل هما من الشروط التي تضعها دول الاتحاد الأوربي أمام من يبغي الانضمام إليه، وهذا منال غال على تركيا تتطلع إلى الظفر به.

لقد سبق الإعلان عن هذا التعاون الاستراتيجي عدة تحضيرات ولقاءات عراقية وتركية، ولم يكن وليد تطور استثنائي طارئ في العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بينهما، أو في المنطقة، لكن توقيت إعلانه، هو الذي حمل معان ذات دلالة للعراق بعد التحسن الأمني الملحوظ والارتفاع الكبير في مداخليه النفطية والتقارب بين مكوناته السياسية المتصارعة على السلطة. إن قراءة تركيا للمستقبل العراقي تستند إلى تقييم موضوعي للتطورات الداخلية فيه، وهي ليست بعيدة عن العديد من مكوناته السياسية بل بعضها يتمتع بإسنادها ودعمها، ولكن إدراكها بان العراق لن يعود كما الماضي، وهناك تجربة ولدت فيه، والعراقيون وحدهم من يقرر مصائرهم، وهم كبقية الشعوب يرفضون أية وصاية أو إملاء عليهم.

إن هذا الإعلان جاء ليؤكد خيارات العراق البديلة عن تلك الخيارات التي تفرضها دول جواره الأخرى، التي لن يسعدها هذا الإعلان، فمنها من يصرح بدعمه للعملية السياسية ولكنه يحول العراق متراسا وساحة حرب لتصفية حساباته مع الولايات المتحدة، ومنها من يفرض أجندته الطائفية، وتوهم شعوبها بان هلالا شيعيا يحوم في منطقة الشرق الأوسط بدل قمرها السني غير القابل للأفول، بينما حقيقة الصراع بعيدة تماما عن هذا التوصيف المضلل، فهو ببساطة شديدة؛ صراع على النفوذ في المنطقة الغنية بخيراتها، ولملئ الفراغ فيها، والرعب من التحول الديمقراطي المؤمل تعزيزه في العراق، هذا البلد الواعد بشعبه وتراثه وخيراته.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يضمن عدم استثمار الرموز الدينية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- مرحلة العراق الانتقالية الحالية وأزمة قادة الدولة
- المفاوضات العراقية الأمريكية فرصة لتأصيل الحس والإجماع الوطن ...
- تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل
- عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...
- من وحي التاسع من نيسان 2008: يتبرؤون من المحاصصة ويكرسونها
- عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق
- في مجلس النواب مصالح بالمُفَرَّق وتشريعات بالجملة
- يوم يكون العض فيه في الجلال
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية
- إرهاب جديد يستهدف المرأة العراقية
- خطة مجلس الشيوخ الامريكي مكافأة للإرهاب الطائفي
- هل تستجيب الإدارة الأمريكية لإرادة المجتمع الدولي؟
- مطلوب مراجعة نقدية شاملة والتخلي فعلا عن المحاصصة
- تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا