أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رشاد الشلاه - غياب الحضور الدولي في الاتفاقية العراقية الأمريكية














المزيد.....

غياب الحضور الدولي في الاتفاقية العراقية الأمريكية


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 06:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رغم أسلوب الاحتجاج الصبياني لبعض أعضاء مجلس النواب أمام عدسات النقل التلفزيوني في جلستي القراءة الأولى والثانية للاتفاقية العراقية الأمريكية المسماة " اتفاق بين جمهورية العراق و الولايات المتحدة الأميركية بشأن انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق وتنظيم أنشطتها خلال وجودها المؤقت فيه"، إلا أن الاتجاه الغالب لدى الكتل الرئيسية الثلاث هو التصديق على هذه الاتفاقية، منطلقة من أن هذه الاتفاقية تلبي أجندتها الخاصة قبل أي اعتبار رغم التصريحات المتعددة لأطراف هذه الكتل من أن هذا التصديق يصب في مصلحة البلد العليا وان الخيارات الأخرى أكثر ضررا منها. و قد لا يبدو الجدل حول مستوى الأداء الحكومي أثناء المفاوضات الصعبة والأوراق التي استغلها مجديا، بعد أن أقرت الحكومة العراقية الاتفاقية في 16من شهر تشرين الثاني ولم تقم بنشر صيغتها المقرة بل بادرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية إلى نشرها!!، لكن المؤكد أن واحدا من أهم العوامل التي لم يستغلها المفاوض العراقي هو العامل الدولي وضرورة إشراكه بفعالية بسير المفاوضات وخصوصا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والتأكيد على تحمل مجلس الأمن المسؤولية بعدما ثبت في قراره المرقم 1483 الصادر في 22 أيار 2003 أن مجلس الأمن" يسلِّم بالصلاحيات والمسؤوليات والالتزامات المحددة بموجب القانون الدولي المنطبق على هاتين الدولتين - الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة لبريطانيا وايرلندا الشمالية- ، بوصفهما دولتين قائمتين بالاحتلال تحت قيادة موحدة ( السلطة)." وبذلك كان المجلس هو الذي أسبغ صفة الاحتلال على وجود قوات الدولتين، وعليه تحمل المسؤولية في إنهاء هذه الاحتلال وتأكيد التزامه بميثاق الأمم المتحدة و بقراره اللاحق الصادر في 18 كانون الأول 2007 برقم 1790 الذي نص على أن مجلس الأمن "يؤكد من جديد استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامته الإقليمية" كما أن المجلس " يسلم بأن تقديم الدعم الدولي من أجل إرساء الأمن والاستقرار أمر ضروري لخير شعب العراق، وكذلك لتمكين جميع الأطراف المعنية، بما فيها الأمم المتحدة، من الاضطلاع بعملها لصالح شعب العراق". وإذ يكون الرفض الأمريكي لإشراك أعضاء مجلس الأمن الآخرين، عدا الحليفة الأقرب، بريطانيا، متوقعا، فإن ليس كل ما ترفضه الإدارة الأمريكية يصبح أمرا واقعا لا مفر من الانصياع له.

لقد كانت فترة المفاوضات التي قاربت على ثمانية أشهر وتزامنها مع الصراع على زعامة البيت الأبيض القادمة، فرصة هامة للتشبث بضرورة مشاركة مجلس الأمن فيها، فالإدارة الأمريكية كانت في حالة إحباط ويأس من فوز مرشحها الجمهوري، كما عاشت هذه الإدارة حالة من الضعف السياسي بعد تأكدها من هزيمتها القياسية تجاه الرئيس الديمقراطي القادم، في الوقت الذي شابت فيه العلاقات الأمريكية الروسية درجة من التأزم بسبب الأزمة القوقازية، لذلك فهي تريد إتمام الاتفاقية ليسجل لها إنجاز مهم قبل مغادرتها سلطة الدولة الأعظم في العالم.

إن عدم الحضور الدولي المهم أثناء سير المفاوضات وإبرام مشروع مسودة الاتفاقية لم يقتصر على فرصة الحد من تأثير الانفراد الأمريكي في التطورات السياسية العالمية بل تسبب في فقدان الاتفاقية للطرف الثالث الضامن والحَكم عند نشوء خلاف أو نزاع على هذه الفقرة أو تلك من الاتفاقية عند سير التنفيذ، وغياب هذا الطرف الثالث أضاع فرصة إسناد للمفاوض العراقي تتمثل بسلطة مجلس الأمن الدولية رغم صراعات أطرافه ولجوئها في أحيان كثيرة قبل الاتفاق على قرار دولي ما إلى صفقة تسويات جانبية. كما أن من شأن مشاركة أطراف مجلس الأمن في المفاوضات والتوقيع على النص المتفق عليه، التقليل من أساليب الضغط المفضوح الذي مارسته الإدارة الأمريكية لابتزاز وإرهاب المفاوض العراقي بتلويحها " إن العراق سيخسر ستة مليارات وثلاثمائة مليون دولار من المساعدات الأميركية، فضلا عن مبيعات عسكرية بنحو عشرة مليارات في حال لم تُبرم الاتفاقية الأمنية و أن انهيار العراق سيكون أمرا محتما". علما بأن القراءات السياسية المؤكدة تشير إلى أن إدارة الولايات المتحدة الجمهورية الحالية وكذلك الإدارة الديمقراطية القادمة، لن تسمح لاعتبارات داخلية أولا ودولية ثانيا، بانهيار العراق، لا شفقة ولا حبا به بل اقترانا بمصالحها الاقتصادية في البلد والمنطقة وما يشكل ذلك الانهيار من إساءة لها واهتزاز ثقة حلفائها في المنطقة والعالم بوعودها والتداعيات غير المحسوبة في صراعها المفتوح على مختلف الاحتمالات مع إيران.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير
- حول قانون مجالس المحافظات و الاقضية والنواحي
- ضرورة النقاش العام لمشروع الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريك ...
- مجلس النواب وبوادر اصطفافات سياسية جديدة
- المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا
- من يضمن عدم استثمار الرموز الدينية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- مرحلة العراق الانتقالية الحالية وأزمة قادة الدولة
- المفاوضات العراقية الأمريكية فرصة لتأصيل الحس والإجماع الوطن ...
- تحذير من هيمنة أحزاب سلطة المحافظات على ثقافة الطفل
- عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...
- من وحي التاسع من نيسان 2008: يتبرؤون من المحاصصة ويكرسونها
- عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق
- في مجلس النواب مصالح بالمُفَرَّق وتشريعات بالجملة
- يوم يكون العض فيه في الجلال
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رشاد الشلاه - غياب الحضور الدولي في الاتفاقية العراقية الأمريكية