أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - المثقف بين التفاؤل و التشكيك














المزيد.....

المثقف بين التفاؤل و التشكيك


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:25
المحور: المجتمع المدني
    


قبل ان نعرٌف من هوالمثقف الحقيقي الفعال المؤثر على مسيرة المجتمع في اي بلد كان، لابد ان نؤكد على ان الساحة الحقيقية لعمل اي مثقف يجب ان تكون الارضية الملائمة لبيان الراي و الموقف لمن هو ملك نفسه و غير موالي لاحد بحيث ارائه مستندة على عقليته و فكره و عقيدته الذاتية و غير مائل باي شكل من الاشكال لمصلحة اي طرف ، و هو محلل و مفسر و قاريء جيد و متوقع و متبصر لما يحصل في الواقع الذي يعيش فيه و في مستقبل المنطقة ، و مقيٌم للاوضاع بشكل محايد ، و هو الملم بعملية انتاج و بناء الفكر و المعرفة وفق مستوى ثقافته و علمه و معرفته ، له فلسفته الخاصة به و بحياته معتمدا على مخزونه الفكري و الثقافي و ما يمتلكه من القيم الانسانية مستفيدا من حريته الشخصية و غير مؤطر او محدد للحركة الفكرية و الفيزيائية لنفسه متمرس لتطبيق الية ما ينظره و يؤمن به فكره و فلسفته و ثقافته العامة .
ان تكلمنا مستندين على النظرية النسبية في جميع نواحي الحياة و ما يتناسب مع واقع ما دون غيره و لزمن بعيد عن الاخر و من وضع اجتماعي و اقتصادي و ثقافي مخالف للغير ، فاننا لم و لن نكون دقيقين ان ربطنا ما نصف و نقول و ما يتصل بجميع المواقف و الظروف و المراحل على حد سواء . و من هذا الجانب بالخصوص ، و ان تحدثنا بدقة متناهية على همزة وصل وعلاقة المثقف و السياسة و التحزب و مقدار الانتاج المنتظر و الثمرة النهائية لاي مثقف لابد ان نقول بشكل واضح ،هل من الممكن لاي مثقف ان يحتل موقعا حزبيا و هو لم يفقد مكانته و صفاته الثقافية البحتة و خصائصه الفكرية و الاخلاقية دون ان يفقد مكانته كمثقف في المجتمع .
في المجتمعات الحرة المتقدمة يمكن للمثقف ان ينتمي لاي تركيبة او مؤسسة فكرية ايديولوجية كاحزاب و حركات و تيارات دون ان يضلل طريقه و هويعمل مع ما يتناسب مع ما يؤمن به من الثقافة و الفكر و يمارس حرياته و حقوقه دون يربط ذلك ما يريده الحزب و تكون علاقاته صحية متكاملة مع ما ينتمي اليه بحيث تكون نظرته و تفكيره اكبر مما تنظر اليه تلك الاحزاب و التيارات ، و هنا يمكن ان يفيد المثقف المجتمع ككل و حزبه ان كان يعمل كمؤسسة مرهونة بخدمة المجتمع و من اجل تحقيق اماني و اهداف الشعب ، بينما في المجتمعات المتخلفة الاخرى وحتى النامية ، لا يمكن للمثقف ان يخرج من الحدود التي يصنعها الحزب و تصبح قيدا و اغلالا في عنقه مما تمنعه من الانتاج و تفقده بصيرته و قرائته و نظرته العقلانية الى الحياة بشكل عام و الثقافة والمعرفة والفنون بشكل خاص ولا يمكن القول بان المثقف غير المنتمي يكون مثمرا اكثر من غيره ، وانما حريته و سعة المساحة التي يمكن ان يعمل من خلالها وهو ينتج غيرمرهون بمدى التزامه بالقواعد الاساسية لحزبه ، ومن جانب اخريمكنه من خلال تلك القيود ان ينتج و يبدع و يستفيد ايضا من الدعم الحزبي و متطلباته الايديولوجية ، و لكن العوائق التي تمنعه من التفكير الصحي السليم و ان لم تكن مقصودا سوف تظل سدا امام انتاجه و ابداعه ، و يكون تحت رحمة المسؤولية الاخلاقية و الثقافية التي تفرضها النظرة العقلانية الصحيحة و الانسانية العصرية الى الحياة و السياسة و الثقافة بشكل عام . و ليس من المهم ان يكون المثقف خارج الاطر الايديولوجية كمؤسسة و انما الاهم هو مدى تاثيره و فعاليته على الاحداث و توجيهها نحو ما يفيد المصالح العامة ، و من الواجب عليه ان يفكر و يعمل و يؤثر على تاريخ و واقع الاحداث و ما فيها و تحريكها نحو المستقبل الافضل مستفيدا من العبر التاريخية .
و ان كان واقعيا ،و هذا مطلوب منه كعامل هام لنجاحه ، يجب الا يتفائل دون ان يرى ما يحسن الامور ، و ان كان محايدا بشكل كامل فهو يصنع و يخلق الشكوك و يفسر و يقيٌم القضايا ، و يجب ان يعمل على الاصلاح و التغيير كواقع الحال و ليس بخيال او وهم في الفكر و الاذهان .
اذن يمكننا ان نبين نوعية الوسط او النظام العام و السلطة و تطبيق المؤسساتية كعوامل هامة لفكر و عمل و انتاج المثقف بشكل عام ، سوى كان خالقا و مبدعا للقضايا و الاحداث و الشكوك في المواضيع متفائلا بما موجود على ارض الواقع .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
- الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
- موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
- دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
- لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
- الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
- ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
- متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
- استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا ...
- الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
- من سيدفع الثمن ؟
- ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره
- عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
- من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
- كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
- اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
- الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
- استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - المثقف بين التفاؤل و التشكيك