أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني














المزيد.....

موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


هناك علاقة متينة و مهمة جدا في مسار المجتمع الحيوي بين المثقف كموقف و راي و عمل على الراي العام و النتاجات الفكرية و التاثير على رؤى و موقف المجتمع و بين مستوى تجسيد المجتمع المدني و نسبة التمدن في الشعوب اضافة الى العوامل الاقتصادية و السياسية الاخرى.
المثقف الحقيقي هو العامل المؤثر الذي له موقفه و رايه وفق ما يقراه و يعتقده حول القضايا المتعددة و المتنوعة ، و لا يمكنه ان ياخذ موقف الصمت عما يجري على الساحة الوطنية باي شكل من الاشكال ، و كما هو الفاحص و المقيٍم للوضع فهو المعلن عن النواقص و الثغرات و مستوى العدالة الاجتماعية و المساواة و الحرية و حال الشعب من كافة الجوانب بما فيها تقديم الخدمات العامة ، و ماهية القوانين المطبقة و كيفية تشريعها . و لا يمكن الانحياز سياسيا لانه يعبر خط الانتماء لجهة معينة او حزب سياسي ، و انما وظيفته هو الدفاع عن حقوق المواطن و الوطنية و العمل على المساواة و الحرية المطلوبة و رفع مستوى الثقافة هو من اولى مهاماته و من جوهر الافكار التي يتمسك بها من اجل ضمان تقدم الخطوات المفروض اتباعها في مسيرة حياة الشعب ، و هو ضامن للمحافظة على المنجزات و الانتقال من مرحلة لاخرى من عملية التطور الطبيعي لاي مجتمع .

التاريخ يثبت لنا ان المجتمعات الغنية بالثقافة و المثقفين و الفن و الفنانين البارعين و المبدعين هم من يخدموا شعوبهم و الانسانية جمعاء اكثر من غيرهم ، و ابداعاتهم و نتاجاتهم باقية تستفاد منها الاجيال المتعاقبة و معتبرة من قبل الجميع و يطورها المثقفون مرحلة بعد اخرى .
ان نظرنا الى ما في المجتمع من الركائز الاساسية لتطوره، فان المثقف و نتاجاته منال اعمدة الرئيسية للوصول الى الناتج النهائي لتفاعل المعادلات السياسية الاجتماعية الثقافية لاي شعب كان .
ان كان المثقف حرا طليقا و لم يكن تحت سيطرة اية جهة حكومية كانت ام حزبية او اية سلطة و ضغوطاتها فانه القادر على الابداع ، و تكون ارائه محايدة و مؤثرة ، و هذا من مصلحة الشعوب بشكل عام .
المجتمع المدني المقصود يبنى كتحصيل حاصل للعمل الثقافي السياسي الاجتماعي الحر من دون اية تاثيرات هنا و هناك ان كانت العوامل الاساسية و القدرات و الامكانيات المادية و المعنوية لتجسيده متوفرة وفق ما تتطلبه الحداثة و العصرنة و التمدن . و لا يمكن ان نثق بمجتمع ظاهره متمدن و لم يتمكن من خدمة الانسانية و لا يحوي على العوامل الاساسية الدافعة للتجديد و التمدن و التطور المستمر في كيانه ،و سيتوقف مسيرة تطوره و يستقر على حالة معينة في مرحلة ما ، و هذا ما سيؤدي الى التراجع و عدم اكتمال العملية .
اما ما يمكن الاعتماد عليه و من اهم مفاصل التقدم العام للمجتمع بشكل عام هو المثقف بذاته و علاقته مع السلطة او سياسة المثقف و مواقفه و ارائه السياسية العامة التي يمكن التعوليل عليها في تحديد المسار العمل السياسي الثقافي بشكل عام ، سوى كان مباشرا او عن طريق تاثيراته على المجتمع وما تفعله نتاجاته على الارض . وهو المقيٍم الصحيح غير المنحاز لعمل السلطة و اهدافها و لتوجهات الاحزاب و شعاراتهم و لرؤى الشعب و نظرتهم و امنياته. اي الحكم المقرر العادل في لعبة الحياة و تطورها و ترسيخ المباديء المدنية العامة فيها بيد المثقف الحقيقي المخلص وهو تحت رحمته مشتركا مع السلطة و الاحزاب و التيارات و المنظمات المدنية الحرة المستقلة في ظل توفر الديموقراطية و مبادئها الاساسية العامة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
- لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
- الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
- ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
- متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
- استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا ...
- الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
- من سيدفع الثمن ؟
- ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره
- عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
- من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
- كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
- اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
- الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
- استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
- لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان


المزيد.....




- مفوضية اللاجئين تحذر من عواقب الصراع بين إسرائيل وإيران: الم ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مصري وتكشف عن اسمه وما ...
- محمد قاسم خضير: -الذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يعيد الأمل للأطف ...
- الأمم المتحدة: حرب كيان الإحتلال وإيران يجب ألا تؤدي لأزمة ل ...
- سوريا: اعتقال ابن عم بشار الأسد بتهم تهريب المخدرات ودعم الم ...
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم -لم تحل بعد-
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل بعد
- الضفة.. اعتقال 21 فلسطينيا في اقتحامات إسرائيلية
- إيران: اعتقال 31 شخصاً متهمين بالتجسس ودعم الكيان الصهيوني
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة العودة للتفاوض بشأن الملف النوو ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني