أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟














المزيد.....

لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 07:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النظام الفدرالي في اساسه هو اتحاد اختياري بين الاطراف سوى كانت اقاليم او محافظات او ولايات او ما شابه ذلك وفق اتفاق شامل و بارادة و قناعة المتفقين ، و هناك العديد من الدول التي تتمتع بهذا النظام و تعيش بسلام و امان و تشهد التقدم و الازدهار و التنمية المستمرة. و الفدرالية الحقيقية يمكن ان تفيد اللامركزية في الحكم و الهدف الرئيسي منها هو ضمان العدالة الاجتماعية و كيفية الوصول الى التساوي في توزيع الثروات و الحقوق و المواطنة بشكل عام من حيث الواجبات و الحقوق دون اي تمييز يُذكر و ان اختلفت صفات المكونات و تباعدت المسافات بينهم .
اما في العراق ، فان التركيب الموزائيكي لشعوبه و الاختلافات الجذرية بينهم من كافة النواحي و ظروفه الداخلية من حيث التماسك و الوحدة و التعاون بين الفئات ، و الوضع الاقليمي و العالمي الذي يمس وضع العراق من كافة النواحي و هو الذي يفرض الحلول التقريبية للقضايا الشائكة في اكثر الاحيان . اما ما يفيد العراق ان طبق هذا النظام بشكل صحيح و كامل فيمكن قطع دابر التدخلات الخارجية في شؤون البلد في مدة معينة بعد تراضي جميع المكونات و ردم الثغرات و المصالحة العامة و العيش معا بسلام و امان ، و بمنع المواجهة بينهم و ان كانت لبعض المكونات الحقوق الاكثر نظرا لما فيه و ما وقع عليه في تاريخه و مغدوريته و هضم ما من حقه منذ انبثاق الدولة العراقية ، و لبعض منها الحق في تقرير المصير لتوفر المقومات الاساسية لبناء كيناهم واستقلاليتهم ، و يمكن تحقيق ذلك في دولة ديموقراطية تعددية حرة . اما سلبيات الفدرالية ، فيمكن ان تكون مشابهة للانظمة الاخرى من حيث السلطة و القمع ايضا و حسب الارضية التي تبنى عليها و كما شاهدنا ماجرى في الانظمة المتنوعة السابقة و على اختلاف تسمياتها ، و من الممكن ان تنتج الفدرالية الظلم و القمع او تتعايش معه و هي تتمكن من ازالة الديموقراطية ان استغلت ايضا. اما ما تتناسب مع العراق من نوع الفدرالية هي انبثاقها من الاعلى الى الاسفل و تكون الاطراف ذات الصلاحيات الاكبر و الاوسع ، اي ، الدولة المركزية هي صاحبة السيادة في امور معينة و السلطة تتوزع وهي التي تقرر توزيع سلطتها على الاقاليم و المحافظات و الولايات بموافقة الجميع وفق نظام برلماني و ليس رئاسي كما يدعي البعض و الذي لا يعني شيئا سوى الرفض لجوهر الفدرالية، ان قيمنا العراق و ما فيه ، و المطلوب تقليل من سلطة المركز بعد توزيعها بالتساوي الا في بعض منها التي تعتبر سيادية و كما هو حال بلجيكا و المكسيك و الهند و البرازيل و استراليا و اسبانيا . اما بناء الفدرالية من الاسفل الى الاعلى، اي اتحاد الاقاليم و المحافظات و الولايات ذات الصلاحيات الكبيرة و بسمات خاصة و جمعها تحت خيمة الدولة المركزية كما هو حال بداية اتحاد الولايات المتحدة الامريكية و لاسبابها المعروفة من الحروب الاهلية و الفروقات بين الشمال و الجنوب و كان انقاذا لنفسها من الضعف التي كانت فيه و توجهت نحو المركزية شيئاما و ان بقت على النظام الفدرالي بعد الظروف العصيبة التي مرت بها .
ان تاريخ العراق و وضعه الاجتماعي السياسي و الثقافي و العقلية التي تدير الدفة و شخصية الفرد و القادة المنبثقة من هذه الظروف في الوقت الحاضر لا تبشر بان تطبق الفدرالية كما هو المطلوب من الجميع ، و لم تنضج العقلية التسامحية و المعترفة بحقوق الاخر و برضى النفس و احترام اراء ومواقف الاخر و مطاليبه الحقة ، و كل ما تتحكم هي المصالح و ما وراء الايديولوجيات و اكثرها روحانية مثالية ،و ما تتطلبه الفدرالية من خصوبة الارضية من حيث المستوى الثقافي و العقلية السلمية و العلمانية التقدمية و البعد عن التشنج و الصفات العصبية الضيقة الافق من الشوفينية و العنصرية و المذهبية و التي هي متوفرة و منتشرة بشكل كبير، و انما ما يمكن من ترسيخ الفدرالية يمكن ذلك بين الشعوب المؤمنة بالانسانية و المساواة و المواطنة بعيدا عن التطرف و التفرقة و التميز . و هذه الصفات الضرورية المطلوبة و للاسف تفتقدها شعوب العراق و هذا ما يدعنا ان لا نتفائل في كيفية تجسيد الفدرالية الفتية التي بداناها منذ سقوط الدكتاتور و ما بقت منها الى المرحلة بسهولة ،و بالاخص، لا تزال الديموقراطية في بداية الطريق في العراق و تحتاج الى الوقت اللازم لبدء المسيرة الطويلة الامد من العملية المتعددة الجوانب .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
- ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
- الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
- وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
- ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
- التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
- المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
- من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
- هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
- ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
- دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
- الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل
- هل اصبح التغيير شعار العصر في العالم
- بقاء مقولة المؤامرة كحجة حاضرة دوما لمنع الاصلاح المطلوب
- المعارضة بين الهدم و البناء
- العمال و الكادحون اكبر المتضررين منذ تاسيس دولة العراق
- هل تنسحب امريكا من العراق كما وعدت ؟
- كيف يحل الاحترام محل الخوف من السلطة في العراق ؟
- هل ترسخت الديموقراطية كمبدا اساسي للعملية السياسية في العراق ...


المزيد.....




- التحدي الأثري الأصعب بالعالم.. تجميع حجارة لوحة جدارية لفيلا ...
- فيديو يكشف أثار ضربة إيرانية في حيفا.. ووزير خارجية إسرائيل: ...
- شاهد ما حدث بين مندوبي إسرائيل وإيران خلال اجتماع مجلس الأمن ...
- بي بي سي لتقصي الحقائق: لماذا حذفت وزارة الصحة في غزة مئات ا ...
- القضاء الأمريكي يأمر بالإفراج عن الناشط محمود خليل قائد احتج ...
- حبيب الله سياري الضابط الذي أشرف على بناء أول مدمرة إيرانية ...
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- مدينة نووية عائمة
- أبرز الاتفاقيات بين باكستان والهند
- المحكمة العليا الأميركية تسمح بمقاضاة السلطة الفلسطينية
- -إنها مخطئة-.. ترامب يلوم مديرة مخابراته بشأن نووي إيران


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟