|
هل تنسحب امريكا من العراق كما وعدت ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما نريد ان نؤكد على ما يمكن اننحلل ما يمكن ان تظهر من المواقف السياسية او العسكرية او من اية ناحية اخرى تجاه قضية ما بعينها ، لابد ان نوضح ما يدور حول تلك القضية او الاسباب الموجبة الضرورية لتنفيذ ما يمكن تطبيقه و المصالح العامة لاصحاب تلك المواقف و كيفية اتخاذها و تاثيراتها على الشؤون المختلفة ، و النتائج المنتظرة و التخمينات و التحليلات السياسية الفكرية العلمية الصحيحة لما يصدر كنتائج او افرازات لخطوة ما . وجود الولايات المتحدة الامريكيثة في الشرق الاوسط بشكل عام و تثبيت وجودها كما حصل مابعد سقوط الدكتاتورالعراقي و كما يعلم الجميع له اسبابه الاستراتيجية البعيدة المدى من النواحي السياسية و الفكرية و الثقافية و الايديولوجية ،و ليس تحرير الشعب العراقي من مخالب ذلك النظام فقط، و لا يوجد خلاف ما حول هذا الموضوع من قبل اي طرف و بمختلف اعتقاداتهم و مشاربهم ، و لا يمكن بتغيير سلطة او حكومة امريكية ديموقراطية او جمهورية كانت ان يؤثر على القرارات المصيرية التي تصدر من المؤسساتالامريكية المتعددة المعلومة ، وذلك بعد دراسة و بحث طويل و بدقة متناهية و جهد جهيد . و ربما تعمل الولايات المتحدة الامريكية على ما يمكن ان نسميها الاستمالة او تحويل مسار ما من الناحية التكتيكية ، و نتيجة خلل او خطا او عائق يعرض العملية التي تنفذها في الطريق ، الا ان الهدف سيبقى كما هو المعمول من اجل تحقيقه ان لم تستوجب المتغيرات العالمية الملحة التوقف في العمل و لمدة مؤقتة ايضا او سلك طريق اخر و باساليب مختلفة للوصول في وقت محدد الى ذلك الهدف . و كما هو المعلوم ، ان الازمة المالية العالمية احدثت شرخا كبيرا في المواقف السياسية العالمية الموحدة حول العديد من القضايا بما فيها العراق و المنطقة بشكل عام و طرات تغييرات متعددة في الخطط الاستراتيجية العامة للبلدان و في مقدمتها امريكا و حلفائها . و هناك صراع قوي و مختلف الاوجه و الاطراف على الساحة العالمية ، و لا نريد الغوص في ما يمكن ان نميزه ، انما ما يخصنا هنا هو ما يتعلق بالعراق و ما فيه من حيث ظروفه العامة و موقعه و نظرة دول العالم و الاقليم و المنطقة الى ما يمكن الوصول اليه و ما يمكن ان يصدروه من المواقف حول مستقبله و مصالحه ، و يحسبون لكل موقف ماهية استراتيجيتهم و كيفية تطبيق اجنداتهم من منظورهم و نظراتهم الى الاحداث العامة معتمدين على البوصلة العراقية كمقياس عام للمواقف الاستراتيجية للقضايا العالمية . و عليه يمكن ان نحدد ما يمكن ان تخطوه امريكا لوحدها فيما يخص تاثيراتها على المنطقة و تفردها و ما يخص مصالحها الاستراتيجية المستقبلية و ماتفرضها المستجدات بعد الازمة المالية العالمية ، و نظرتها الى العالم و الحضارات العالمية المختلفة، بما هي تؤمن به من الناحية الفكرية الفلسفية الثقافية و ما تمنحها لها الفرصة ان سنحت للعب كلاعب مؤثر فعال رغم ازماتها و ما تسمح به مصالحها الذاتية المصيرية. اي لا يمكننا ان نعتقد بان تدع امريكا المنطقة باكملها ان تسير وفق ما تشتهيه و ما يهم مصالح المنطقة الذاتية فقط دون اعتبار لمستقبل و استراتيجية امريكا الخاصة و التي ضحت من اجلها الكثير . و هي منهمكة على صنع نموذج خاص لتعتبر منه المنطقة باكملها سوى اعترضتها العوائق و السدود كما هي حالها لحد اليوم بعد الازمات العالمية ام سارت بسهولة و كما تشتهي و بما تريدها من المنطقة و مستقبلها ، و لذلك لا يمكن ان نتصور استقلال العراق و حريته بشكل مطلق كما يدعي البعض و ان انسحبت القوات الامريكية العسكرية ، الا في الحال شهدنا افول ضوء القطب الراسمالي و انخفات تاثيراته على السياسة العالمية بشكل كامل ،و ان تقوقع على نفسه و عمل بذاته في حدوده المعينة دون اهتمام بالوضع العالمي ، و هذا احتمال بعيد طالما بقت امريكا قوة عظمى و تهمها الشؤون العالمية لضمان مصالحها . لذا يجب ان نتاكد ان الانسحاب العسكري الامريكي ليس ينهاية المطاف فيما يخص ثقل سيطرتها على العراق و المنطقة ، و ستبقى مهما تطلبت منها التضحيات و ان تشدقت بانها تنسحب وفق الاتفاقيات .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يحل الاحترام محل الخوف من السلطة في العراق ؟
-
هل ترسخت الديموقراطية كمبدا اساسي للعملية السياسية في العراق
...
-
االاصلاح ضرورة موضوعية يتطلبها الواقع الراهن في العراق
-
الازمة المالية العالمية صعقت الراسمالية و اوقعتها عن برج غرو
...
-
من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق
-
الارادة و العقلانية في العمل ستنتج ما يهم مستقبل الشعوب
-
كيف تتجسد الفلسفة التي تنظف المجتمع من العادات و التقاليد ال
...
-
من اهم واجبات المجتمع التقدمي بناء الانسان الصحي
-
لماذا المتاجرة بالسياسة من اجل المصالح الشخصية في العراق ؟
-
لماذا التملص من اجراء الانتخابات البرلمانية في اقليم كوردستا
...
-
انظمة الحكم المستبدة تحتٌم على المعارضين استغلال كافة الوسائ
...
-
المصالحة غير المشروطة مع البعث نكوث بالعهود الديموقراطية
-
الدولة المدنية تستوعب اليات ضمان الحقوق المختلفة للمجتمع
-
المدارس المختلطة تزيد فرص الابداع على المدى البعيد
-
دور المراة الهام في تحقيق دولة مدنية حديثة
-
النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المر
...
-
من اهم مهامات اليسار في المرحلة الراهنة، الواقعية و الاعتدال
...
-
مابين الليبرالية و اليسارية و الديموقراطية
-
المجتمع بحاجة الى المؤسسات و العقليات الثقافية التقدمية اكثر
...
-
اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات ال
...
المزيد.....
-
سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
-
بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية
...
-
شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات
...
-
عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
-
في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد
...
-
مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف
...
-
شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر
...
-
شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
-
واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق -
...
-
الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|