أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق















المزيد.....

من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد ان عاش المجتمع العراقي تحت نير اعتى دكتاتورية لمدة ثلاثة عقود و نيف ، شائت الاحداث و متطلبات المصالح العالمية ان تُسقط هذا النظام و تحرر الشعب من ظلم النظام القمعي البعثي. و تداخلت المعادلات العامة للسياسة العالمية و فرضت استراتيجيات خاصة هذا التوجه الذي وقع ما هو لصالح الشعب العراقي و شعوب المنطقة كافة على الرغم من الضحايا الجسام من قبل جميع الاطراق مدنيا كانت ام عسكريا . من يلقي نظرة على ما هو عليه المنطقة بجميع مكوناتها و بلدانها و طبيعتها و انظمتها ، و يحلل ما يتمسك به المجتمع و الانظمة من الافكار و الفلسفات و المعتقدات الشعبية و الرسمية التي تعتمد على ترسبات التاريخ و مستوى الثقافة و الوعي العام ، و بعد قراءة متمحصة لتاريخ كل بلد و كيفية انشائه و وصوله الى ما هو عليه اليوم ، و التغييرات الحاصلة في طبيعته و نظامه السياسي و ظروفه الاجتماعية و الاقتصادية ، و كيف تبنى العلاقات المتبادلة بين هذه المكونات و اهم مرتكزاتها و الدبلوماسية المتبعة في ادارة شؤونها العامة و في استراتيجياتها ، و ان عدنا الى كيفية تثبيت الحدود بين البلدان و ما وراء المخططات و المصالح العالمية لما يجب ان تكون عليه المنطقة ، و مكامن تعامل الدول الكبرى مع الظروف المنطقة ،و اية دولة و ما تريده على ارض الواقع في هذه المنطقة بالذات ، نتاكد بان المنطقة مرتبطة مع بعضها بشكل وثيق من حيث تاثيرات الاحداث و ما يجري في اية بقعة تكون له تداعياته على سائر المنطقة باجمعها دون اي استثناءسوى كانت الاحداث داخلية او خارجية بسبب التدخلات ، و تنعكس افرازاتها على الاخرين و تفرض ما تُنتج منها بشكل واضح و سريع على كافة القضايا المصيرية في المنطقة .
و كما نحن نتلمس تعدد الانظمة من العلمانية الى الدينية و من الجمهورية الى الملكية و من المعتدلة الى المتشددة الى حد ما ، و من مذهبية الى قومية ، و من واقع و مستوى ثقافي و اجتماعي و اقتصادي لاخر ، كل تلك المواصفات لها دورها البالغ في تحديد مسار و نظرة اية دولة سوى كانت في المنطقة في التعامل مع الاحداث او تعامل الدول الكبرى معها من زاوية مصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى و ما تتبعها من الامور التكتيكية اليومية ، و ما فيها من الصفات العلمانية التقدمية الحديثة المحصورة بين العوائق و التي تتطلب اسلوب و سلوك معين لتفسير المعادلات السياسية والتعامل معها سوى من قبل الدول الكبرى او دول المنطقة ذاتها ،و خاصة بعدما الت اليه الاوضاع من التغييرات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي منذ عقدين تقريبا ، و كما نشاهد من التغييرات المستمرة و الاحداث السريعة فيها .
و المحير في الامر ان ادعائات البعض و تشدقه ببعض القيم و المباديء والذي يُضربها عرض الحائط حال حضور المصالح و متطلباتها في التعامل مع المستجدات على ارض الواقع في هذه المنطقة الحساسة . و كما نلاحظ ان الدول التي تنادي بالثقافات و الفلسفات ، و الانظمة تعمل بعكس ما تناديه من معاملاتها مع الاخرين نتيجة اولوياتها الاقتصادية و السياسية و الفلسفات و الافكار التي تحملها في اوقات معينة ، و ربما تنقلب هذه التعاملات راسا على عقب في اوقات اخرى . و بمعنى اخر ، ان ما تقدم عليه الدول الكبرى و من اية ناحية كانت يكون وفق توجهاتها و مخططاتها و احتمالات النجاح للعمليات السياسية التي تجهد لتطبيقها .
بعد التغيير الشامل في النظام العراقي بعد سقوطه ، فرضت عدة توجهات بعد تركه للتاثير المباشر على القضايا الكبرى الاخرى ، و تداخلت المعادلات و المصالح استنادا على التوجهات و نوعية الانظمة في المنطقة مما احدث الهيجان و خلق الازمات المتتالية و رج الواقع و هو مستمر حتى اليوم ، و بعد الانتخابات العامة و تغيير الاوضاع جذريا و تثبيت الدستور العراقي الذي بدات الخطوة الاولى من التغيير الجذري بانتخابات ديموقراطية ، احست دول المنطقة بالتغيير التي بدات و لم ينتهي قبل ان يصل الى ما تتطلبه المرحلة التاريخية ، اعادتهذه الدول حساباتها و نظمت اجندتها وفق ما تقتضيه مخططاتها و افكارها و اعتقاداتها ، و كانت خططها و سياساتها استنادا على الحسابات و العقلية الدينية و المذهبية بعيدا عن جوهر الديموقراطية و ايجابياتها للشعوب ، بل عملت الحكومات على فرض مخططات و فسحت المجال الاوسع امام الاجندة المخابراتية السرية لتعمل عملها و ان انعكست سلبيا على حالها و واقها بعد حين .و على الرغم من تثبيت اركان النظام الجديد في العراق و وضوح ملامح النظام الجديد و اهدافه و طموحاته ، لم تتلائم معه اكثرية الانظمة في المنطقة و لم تكيف نفسها مع الواقع الجديد فيه لتقاطع مصالحها مع المستجدات بعد التغيير في العراق ، و لذلك و لحد اليوم تعمل بكل جهدها لاعادة المياةه الى مجاريها وفق ما تعتقد انها الاصح و لمصلحتها ، و خاصة التناقضات الداخلية التي تعيشها هذه الانظمة وهي التي تفرض على بعض الانظمة التخبط في العمل و الفكر و النظرة الى مستقبل المنطقة ، و تتوجه و تعمل بكل ما لديها من اجل ما يعيق تقدم النظام الجديد في العراق لانه السبب في كل ما تتعرض له من الضغوطات ، و انه السبب المباشر في صعوبة فرض اعتقاداتها على شعوبها مهما كان القمع و الدكتاتورية اسلوبها و الضيق في الفكر و العقلية التي تتبعها . فمن الجانب المذهبي فان الصراع في اوجٌه و قمته منذ سنين في هذه المنطقة و التي اصبحت نقطة ارتكاز النظم السياسية و بالاخص بعد سقوط النظام العراقي و الذي استفحل الصراع مما شدد من جر الحبل بين المذهبين في المنطقة ، على اعتبار ان العراق كان الحصن الحصين و جدار فاصل لعزل و تقليل من مؤثرات اي مذهب على الاخر ، و مما ظهر الوجه الاخر للتدخلات الخارجية في المنطقة ، و من هذا الجانب نرى ان هناك انظمة عديدة تعتقد بان وجود نظام صلب مهما كانت صفاته القمعية او دكتاتورية الفكر و التصرف و كما كان النظام السابق ، وهو لمصلحة بلدانهم و مستقبل شعوبهم و بقائهم على سدة الحكم لمدة اطول ، و هم يعملون بكل الطرق و الوسائل من اجل ايجاد نظام شبيه لما كان عليه النظام العراقي ، و ان تمكنوا يعيدون البعث و ما فيه و كيفما كان ، و ان كان هذا مستحيلا ، و هذا ينطبق على الانظمة القومية الشوفينية و المذهبية ، و التي ترسبت عقليات الامبراطوريات في التاريخ على فكرهم و فلسفاتهم و عقائدهم .
ان كان هذا على الصعيد الداخلي لدول المنطقة و تعاملاتها و علاقاتها الدبلوماسية و ما تريدها و ما عليه المنطقة بشكل عام . اما داخليا ، فالقوى الداخلية التي تعتقد انها تضررت و ستستفاد من عودة النظام السابق او شبيه له وفق ما تفرضه و تتطلبه مصالح اليلدان في المنطقة و هم يستغلون هذه النقطة في عملهم ، و هم ايضا من المتشددين من الاسلام السياسي او المذهبيين او القوميين ، كما هو حال انظمة البلدان الشرق الاوسطية بكاملها ، و تساندهم الدول التي تعتمد على الاسلاموية و المذهبية بشكل مباشر او غير مباشر سريا كان ام علنيا .
اما على الصعيد العالمي و فيما يخص الدول الكبرى ، فان لكل منها اهدافها و استراتيجياتها ، و اصابت امريكا خيبة امل نتيجة فشلها الجزئي و عدم تحقيق اهدافها بالسرعة التي اعتقدتها في العراق و المنطقة بشكل عام ، ادت الى تراجعها و اعادة النظر و ليس انهاء ما جاءت من اجلها ، و تقوم الان باعادة تقييم الاوضاع للمهمات الكبرى التي تحملتها من اجل ما تنوي تطبيقها في المدى البعيد ، و بعد صراعها التاريخي و التناطحات و ما تفضل من الفلسفات و الانظمة المتناقضة مع بعضها و ما تمر بها من الازمات الداخلية . اما في المقابل هناك الصين و روسيا و ما تفرض مصالحهما الاقتصادية و السياسية و ما تريدانها من ان تكون المنطقة عليه لمد يدهما براحة تامة و دون عائق لتسويق ما يمتلكون ، و هما يفضلان انظمة محايدة غير موالية للغرب من اجل تسويق بضائعهما بسهولة و تنفيذ اجنداتهما كما تريدان .
اذن ، نصل الى نقطة مشتركة وهامة و هي ، ان اعادة نظام عراقي مسيطر و شبيه لما كان من قبل هي من مصلحة اكثرية حكام دول المنطقة و ليس شعوبها و العربية منهم بالاخص، بالاضافة الى القوى الداخلية العراقية الموالية لهم و ما يتمنون من اعادة امجادهم التي اهينت ، اضافة الى مصالح الدول الكبرى الاقتصادية و السياسية ، و اكثر ما يفيد امريكا بالذات هو نظام قائم على توازن القوى الداخلية من اجل استقرار و تحت سيطرتها لتحقيق اهدافها البعيدة المدى بسلم و امان .




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارادة و العقلانية في العمل ستنتج ما يهم مستقبل الشعوب
- كيف تتجسد الفلسفة التي تنظف المجتمع من العادات و التقاليد ال ...
- من اهم واجبات المجتمع التقدمي بناء الانسان الصحي
- لماذا المتاجرة بالسياسة من اجل المصالح الشخصية في العراق ؟
- لماذا التملص من اجراء الانتخابات البرلمانية في اقليم كوردستا ...
- انظمة الحكم المستبدة تحتٌم على المعارضين استغلال كافة الوسائ ...
- المصالحة غير المشروطة مع البعث نكوث بالعهود الديموقراطية
- الدولة المدنية تستوعب اليات ضمان الحقوق المختلفة للمجتمع
- المدارس المختلطة تزيد فرص الابداع على المدى البعيد
- دور المراة الهام في تحقيق دولة مدنية حديثة
- النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المر ...
- من اهم مهامات اليسار في المرحلة الراهنة، الواقعية و الاعتدال ...
- مابين الليبرالية و اليسارية و الديموقراطية
- المجتمع بحاجة الى المؤسسات و العقليات الثقافية التقدمية اكثر ...
- اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات ال ...
- ما النظام السياسي و الحضارة التي تنصف المراة و تضمن حقوقها ؟
- تمسك المراة بالروحانيات عادة مكتسبة
- الشفافية تزيل الشكوك و الخوف من مجريات العملية السياسية الرا ...
- العراق بحاجة ماسة الى اعادة التاهيل السياسي و الثقافي
- اهمية ادارة التغيير و كيفية قطف ثمار الصراعات و الاختلافات


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق