|
العمال و الكادحون اكبر المتضررين منذ تاسيس دولة العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:59
المحور:
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
رغم اختلاف اوضاع الطبقة الكادحة من عهد لاخر و من سلطة و تليها في العراق ،لاختلاف طبيعة و فلسفة و نوع الحكم و نظرته الى الفئات المختلفة للمجتمع مع تغيير الاوضاع العامة له بشكل كبير، و حدوث المفاجئات السياسية من الانقلابات و التغييرات المستمرة في بنية الحكم ، فاختلاف واقع المجتمع بشكل عام من مرحلة لاخرى. او بالاحرى لا يمكن تمييز ما اتصف به المجتمع خلال العهود المتعاقبة لعدم نضوج الطبقات بحيث لم نصل في اية فترة الى مستوى يمكن ان نصنف الطبقات علميا وفق معطياتها و كينونتها التي كونت المجتمع العراقي بشكل واضح و صريح و من كافة النواحي ، و ليس من الناحية الفكرية الايديولوجية فقط ، بل راينا عصرا ذهبيا لفكر و ايديولوجية ما كما هو الحال لليسار و الشيوعية في اوج مراحلها تطورها ، و التي افتخر بها حتى من كان خارج اوصاف الطبقة العاملة قلبا و قالبا و لفترات طويلة . الاوضاع العامة للشعب العراقي منذ نشوء دولته و مرورها بالعهود الملكية و ما كانت عليه الظروف الداخلية من الوضع السياسي و الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي معلوم للجميع ،وفق ما تميزت به المرحلة التاريخية و مؤثرات الحروب العالمية و التقلبات و ما استقرت عليه من انبثاق التحالفات من افرازات القطبين المتضادين ، و لم يكن للسلطة و الحكومة العراقية تاثير حاسم على ما اثبتت عليه ظروفه الاقتصادية بشكل عام و حتى لفترة طويلة لمابعد مرحلة ما بعد اكتشاف النفط و بروز مؤثراته كضرورة عالمية و التحولات التي طرات على الواقع الاجتماعي للشعوب المنتجة له و اصبح الثروة الاولى للاعتماد عليها في التنمية و التطور . و لم تمر الطبقة العاملة في العراق بمراحل تطورها الطبيعي في تلك الفترة . و كان المستوى العام و نسبة تدرج الوضع الاقتصادي متقاربة جدا ،بحيث كانت من الاسباب التي ادت الى خلط و التمازج في تكوين الطبقات و الفئات و الشرائح ، الا ان نسبة قليلة ممن برز كطبقة و عرفت بالاشراف و التي ميزت نفسها عن الاخرين في العراق ، و هي من النخب الثرية التي توارثت الممتلكات جراء تعاملها مع القوة البريطانية المسيطرة على زمام الامور في العراق ، و استغلت بكل الطرق الظروف التي فرضتها الدولة البريطانية في الدول التي لعبت فيها الدور الاساسي ، و هذا ما امًن مستقبل تلك النخبة على حساب بقية مكونات الشعب المغلوبة على امرها . و كانت الاكثرية الساحقة من المجتمع العراقي تدخل ضمن مساحة ما يمكن ان نعتبره الفقر المدقع لفترات طويلة نتيجة انخفاض دخل الفرد و خفض نسبة وارداته . و لكن الحقبة الاكثر ظلما و تعسفا بحق الطبقة الكادحة هي الفترة الاخيرة من الحكم الدكتاتوري ، ان نظرنا الى ما يمكن ان نصفه بان العراق تمتع بقوة و كثرة منتوجاته الطبيعية و ثرواته التي اصبحت نقمة عليه ،و كان بالامكان ان تكون نعمة لو لم يكن النظام معتوها مغرورا ، و لا يهمه مصير شعبه ،و اخر ما كان يفكر فيه هو الطبقة الكادحة المظلومة على الرغم من تشدقه باليسارية في بدايات تسلمه للسلطة ، الى ان تحول الى نظام دكتاتوري مقيت يلعب بلقمة عيش افراد الشعب من اجل نوايا غريزية شخصية بحتة و لبقائه على الكرسي الحكم مهما بلغ الامر من ضرر للشعب ، و هذا ما سبب تمرغه في الوحل دون ان يكترث ما يحدث لفئات الشعب و لم يعترف بحقوقه البسيطة ، ناهيك عن ادخال البلد في الحروب الطويلة باسماء و مضمامين ضيقة و متعددة و منقلبة على بعضها ، و استغل الطبقة المغدورة كوقود لمغامراته الطائشة . اما بعد سقوط الدكتاتور ، فتغيرت الاوضاع الى حد ما و خاصة الوضع الاقتصادي لفئات معينة دون غيرها و بالاخص موظفي الدولة المحدودين ، الا ان العمال و الكسبة و الطبقة الكادحة بشكل عام استغلت من قبل اطراف متعددة سوى كانت الاحزاب و متطالباتها او المغرضين و المسيئين و اعمالهم . و اصبحوا لقمة سائغة لمن كان ينوي ما يريد تطبيق اجنداته مستغلا الاكثرية الساحقة من الشعب الذي يعيش في الوضع المعلوم من البطالة و الفقر و سيطرة الجهل و انعدام المستوى المطلوب من الوعي . و به يمكننا ان نقول ان الطبقة الكادحة هي الاكبر تضرراقبل و اثناء حكم الدكتاتورية في العراق و بعد سقوطها ايضا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تنسحب امريكا من العراق كما وعدت ؟
-
كيف يحل الاحترام محل الخوف من السلطة في العراق ؟
-
هل ترسخت الديموقراطية كمبدا اساسي للعملية السياسية في العراق
...
-
االاصلاح ضرورة موضوعية يتطلبها الواقع الراهن في العراق
-
الازمة المالية العالمية صعقت الراسمالية و اوقعتها عن برج غرو
...
-
من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق
-
الارادة و العقلانية في العمل ستنتج ما يهم مستقبل الشعوب
-
كيف تتجسد الفلسفة التي تنظف المجتمع من العادات و التقاليد ال
...
-
من اهم واجبات المجتمع التقدمي بناء الانسان الصحي
-
لماذا المتاجرة بالسياسة من اجل المصالح الشخصية في العراق ؟
-
لماذا التملص من اجراء الانتخابات البرلمانية في اقليم كوردستا
...
-
انظمة الحكم المستبدة تحتٌم على المعارضين استغلال كافة الوسائ
...
-
المصالحة غير المشروطة مع البعث نكوث بالعهود الديموقراطية
-
الدولة المدنية تستوعب اليات ضمان الحقوق المختلفة للمجتمع
-
المدارس المختلطة تزيد فرص الابداع على المدى البعيد
-
دور المراة الهام في تحقيق دولة مدنية حديثة
-
النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المر
...
-
من اهم مهامات اليسار في المرحلة الراهنة، الواقعية و الاعتدال
...
-
مابين الليبرالية و اليسارية و الديموقراطية
-
المجتمع بحاجة الى المؤسسات و العقليات الثقافية التقدمية اكثر
...
المزيد.....
-
-التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج
...
-
خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
-
باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم
...
-
السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
-
إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل
...
-
أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
-
وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير
...
-
-خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
-
مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
-
-دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله
...
المزيد.....
|