أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟














المزيد.....

من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون شك، ان الظروف السياسية و الاجتماعية الموضوعية منها و الذاتية هي من العوامل الاساسية لتوفير الارضية المناسبة لبناء او توليد السلطة الصانعة للنظام الدكتاتوري و انفراد شخصية في جو استثنائي و حالة معيشية شاذة و ان كانت مفقودة المقومات الرئيسية للاستمرار و البقاء على رقاب الشعب.
من الناحية الاجتماعية ، فان العلاقات المتكونة و المتجسدة عبر التاريخ في الشرق بشكل خاص افرزت صفات متميزة لهذا المجتمع سوى كانت سلبية ام ايجابية و منها وجود الخصائص العامة للشخصية الكاريزمية و احترام الهيبة و البذخ و الابهة لشخصية معينة وفق ما يمتلكون من القدرات المالية و الاجتماعية المعنوية ، و هذه نتيجة طبيعية لسيطرة الخيال و الغيبيات و الاتكاء على المثاليات و الاستناد الى الموجود على الارض من موروثات التاريخ الروحية و استعمالها كقوة لثبيت الذات ، و به برزت شخصيات اجتماعية اعتبرت معصومة و معتبرة ،مهما كانت ظروف معيشتها و خصوصياتها و تناقضات حياتها .
اما الظروف السياسية و الغكرية ، فهي الاهم لانتاج الدكتاتورية ، بحيث اعتمدت و باختلاف مراحلها على النظام الذي يمكنه السيطرة على الشعب باية وسيلة دون اهتمام بما يصل اليه جراء اي تعامل او من افرازات تطبيق الانظمة المختلفة و السلطات المتنوعة.
فهناك العلاقة الجدلية الواضحة بين الظرفين الاجتماعي و السياسي في العديد من النواحي و كتحصيل نهائي للمعادلات المتوفرة في مثل هذه الاوضاع ، سيبرز بين حين و اخر شخصية غير مكتملة و ناقصة الاوصاف سوى كان بصدفة او من نتاج عملية سياسية او عسكرية معينة ، و تحاول ان تفرض نفسها على الواقع و المجتمع باية ثمن كان و بكل الطرق و الوسائل المتاحة بين يديها ، و بتوفر الثروات و الامكانيات تشتد رهبتها و تزداد قوتها و تستعملعا بافراط مستغلة الثغرات و التناقضات الموجودة في السياسات العالمية و الاقليمية و الداخلية ، و الامثلة كثيرة في تاريخ البشرية قديما و حديثا ، و لكن اكثرها في المناطق غير مكتملة الثقافة و العلم و المعرفة و في ظروف عشوائية او استثنائية بعيدة عن الديموقراطية و مبادئها الراسخة ،و في ظل انعدام نظام معتدل انساني ، بينما الهدف مصلحي بحت . عندما نفسر الاوضاع و ما كان مرتبط بواقع اية منطقة في مرحلة ما و التي تنبثق منها الدكتاتورية نحصل على مجموعة من العوامل و المسببات في بروز هذه النتائج و اخرها العراق و ما حصل له ، و ان اعدنا بذاكرتنا و القينا نظرة على ما جرى بشكل عام و ما كان يحيط بالدكتاتور من الواقع الاجتماعي و السلطة و الظروف السياسية و المال و الثروات و شخصية المحيطين به و المصالح التي كانت تتحكم في تعاملهم و ثقافتهم و بيئتهم التي تربوا فيها و نظرتهم الى الحياة و المباديء العامة وتفكيرهم في مستقبل الاجيال و ايمانهم بالافكار و المعتقدات الفكرية الفلسفية الشاذة و مستواهم الاخلاقي و الثقافي و تاريخهم و ارتباطاتهم و ما ورثوه عبر مراحل حياتهم ، ستتوضح بشكل صحيح اسباب سيطرة الدكتاتور على السلطة السياسية في العراق .
و من اجل اخذ العبر و الحكمة من الماسي التي خلفتها الدكتاتورية ، لابد من قطع الطريق بشكل كامل و قاطع امام ظهور احتمال عودة ولو نسبة قليلة مما كان تتصف به الدكتاتورية في الافق البعيد ، و لذلك لابد من التفكير العميق و التعاون بين الجهات المخلصة و محبة لشعب و مستقبله لكي يقف مانعا صلبا و سدا منيعا ، لان الظروف بذاتها متوفرة لميل القادة الجدد الى تثبيت اركانهم و كراسيهم باية وسيلة و الظروف الدولية مساعدة لذلك ايضا في هذه اللحظة ، و من مصلحة الدول الكبرى ان تستقر الاوضاع الامنية في هذه المرحلة و باي ثمن كان ، و كم حالة مرت على التاريخ و تراجعت الديموقراطية امام الظروف و الاوضاع القاسية التي تخلقها المصالح المتعددة و من الجهات المختلفة . وخلال فترة قصيرة ماضية بعد سقوط الدكتاتورية في العراق ، نسمع كماً هائلا من التفسيرات و المبررات غير المنطقية لعودة المركزية في الحكم و كانها هي التي تعيد كامل السيادة و ليست العوامل الاخرى ،و لكن و ان لم يعلموا فهذه دعوات صريحة لخطو الخطوة الاولى للاطاحة بالخطوة الاولى للديموقراطية الحقيقية النسبية المتجسدة التي خطاها الشعب العراقي ، و بالتالي هي المرحلة الاولى لسيطرة جهة او فئة او حزب او كتلة او شخصية معينة دون غيرها على زمام الامور . و الوضع الاجتماعي السياسي العام و المستوى الثقافي و الوعي العام للشعب بكافة فئاته لم يتطور كما يجب، و لم نراه او نحس به بشكل مريح و لم يعبر الشعب المرحلة المتنقلة المخيفة المحتملة لعودة الوضع الى المربع الاول ، و لذلك يجب على الجميع ان يقفوا بالمرصاد لكل خطوة تراجعية و من واجب المخلصين العمل على توجيه المعنيين و السير على الطريق الصحيح و هذا يحتاج الى جهود مضنية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
- اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
- الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
- استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
- لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
- ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
- الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
- وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
- ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
- التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
- المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
- من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
- هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
- ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
- دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
- الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟