أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بحثاً عن طريدةٍ اخرى















المزيد.....

بحثاً عن طريدةٍ اخرى


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:39
المحور: الادب والفن
    



الجزة الذهبيّة

ضائعٌ
في سراديب ألغازكِ المتعرّجة
لم يُجدِني بريقُ الأمل الخادع ،
لم ألتق طائر الفرح
في عينيك ؛
لا ضوءَ
لا صوتَ
لا هواء

في سراديبٍ
لا دراية لي بمجاهلها ،
أخوضُ بكلّ يأسي
وحنقي
غير آبهٍ بشيء ؛
ولا شيء ورائي
لا شيء أمامي

عبقٌ غامضٌ ، يُرشد خطوي :
ربما زهرة صبّار ، وفيّة
أو سرير أمومة ، كاذبة

روحي بلا أجنحة
لم تك ميديا ، دليلي ؛
بلا خرافة همتُ :
كانت الجزة الذهبيّة ضوءَ روحي
فقدتها
أضعتها
وهيَ بين يديّ ، الفارغتيْن

عليّ كان أن أهيم ثانية
في سراديب عزلتكِ ،
ولم تكُ ثمة زهرة صبّار
ولا زوجة مخدوع ـ
مُرشدي

كلّ ما يُحيطني عتمٌ
ما أوحشَ روحي
بلا خرافة تهيمُ ؛
بلا ضوء :
فهذا الأملُ بريقٌ خادع

( كم نجمة تساقطت في كفيْكَ ،
بعثرتها أرضاً )
والآن
ليسَ ثمّ ضوءٌ واحد :
فقدتُ برجكِ

هل عبَرَ أحدٌ من قبل ؛
هل كان ذلك ؟

مثل حشرجة كابوس
تصرخ : لا !!

أيتها الأشباح
لتكن النار مأواكم
بلا دليل سأمضي ؛
بلا خرافة :
بكلّ يأسي
حنقي
شكي
نحسي
وجنوني
بكلّ شيء ؛
ولا شيء ورائي
لا شيء أمامي !

غيرَ أني
في مواجهة الألغاز تلك
( حين يُحسبُ لها حساباً )
سأجعل هذه السراديب الملعونة ،
بلا ضوءٍ
أبداً
*

نرجس أيضاً


خلل الليل
عيناه تجولان بلا هدفٍ ـ
كوعل بريّ ، يسرح بعيدا

أضواءٌ مزدحمة
متألقة وباهتة في آن
ليلٌ بائسٌ
قلبٌ صقيعٌ
نظرة متجهّمة ، ليسَ إلا
ما أبشعَ
ألا يكون وحيدا

لم تعشقه سوى الأجمل
ولم تكُ خطيئته :
" إمنح التفاحة الذهبيّة للأجمل ! " ؛
بل
تلك اللا مبالاة ، القاتلة

ما أبشع
ألا يكون وحيدا

مينرفا
في حدائقها السماويّة بعد
( كم هيَ عذبة ! )
لم تسأمَ اللعبة تلك
وذنبه أن يكونَ الأجملَ ؛
أن يكون لا مبالياً :
كيما تجعل من قلبها
تابوتاً لقلبه

هوَ ذا
كما خافته اللعبة ؛
عبثا يشيحُ وجهه
فلن يُبصر في المرآة
سوى الأجملَ :
وجهه !

ما أبشعَ
ألا يكون وحيدا
*

ميديّون


من عتبات السهوبِ
إلى سقفِ الكون ،
لن ترى أيْ رسولُ أهورا
سوى راية الشمس

ثمة ، على قمّة جبلنا
تداعب أجنحتها ريحُ جهاتِ الأرض
التي فتحناها

أممٌ تدين بالولاء لها ؛
أممٌ لا نعرف حتى أسماءها

أممٌ تعرفنا جميعاً ، بالمقابل
مذ زوبعة النسور
المغطيَة الأفق
في إنقضاضها على بقايا آشور ، المندثرة

ولسنا نقولُ ، أيْ رسول الإله المُبجّل
سوى خضوعنا لمن تمثل
ولن يثقل علينا
إشعال الليل
فوق الأولمب ،
أو سكب جرار الخمرة
على قيثارة الجمال ، الإغريقيّ

بإسمه إلهنا
تنحني كاهنات دلفي ؛
بيْدَ أننا قرباناً لغضبته
لن نرضى بأقل من سبع أحرار
( ذوي شرف ، فوق ذلك )
كيما تزهر كرومهم اللعينة

رحلة المجد ، هيَ ذي !
ممالكٌ مذعورة ؛
نسوة مرتمية تحت أقدام فحولتنا ؛
أوان ذهبيّة من كنوز المعابد ، المنهوبة ؛
عذارى يكللن بالغار
هاماتٍ منتصرة :

وما أروع خرافة آلهتهم ، الهلعة !
الآلهة المتهاوية تمثالاً بعد الآخر
بضربات فؤوسنا ؛
ضربات ترنّ بصدى مجدنا الأرضيّ
متناهية لأذن السماء ؛
أين الآلهة الغريبة ، المضطربة بدورها
ما تلبث أن تفتح بوابات أسرارها
لمركبة الشمس ؛
مرغمة ً على الإنحناء بخضوع لربّ الرعاع
ورايته الوحيدة ،
المحلّقة كالنسر فوق جبلنا
*

برج الصّمت

1
النار الملتهبة
لن تخدَعَها بالزيت المقدّس
ولا بقرابين الورد ، البشريّ

الإله الراعي ثمة
أطفأ قرصَ الشمس وغابَ
لم يبق في العتمة سوى الذئاب وأشلاء
القطعان ؛
( لم تركتَ عبادكَ في الريح ؟ )
سوى النائحات في أسواق الرقيق

أنتَ الهائمُ في كهوفِ السماء
بلا أيّ صديق
غير طيف إلهٍ أضحى سرابا

2
فجراً
سحبوا الجثة إلى برج الصمت

كلابٌ تنبحُ
كيما تطرد روحَ الشرّ

أيامٌ ثلاثة
على الأثر ،
ولم تقربَكَ الوحوشُ أو الجوارح

ما فتأت عيناكَ
( مستغرقا في الموت )
مفتوحتيْن على ليل ميديا ،
اللا متناهي

3
داريوس !
لن تمسحَ وجهكَ بخمرة سوما ، المقدّسة
( ثمة ، في معبد ميترا )
كيما تبارك إبنتك ؛
وهبتها كلَّ عناصر الطبيعة
المكوّنة إبنكَ الآتي ـ كنيروز

داريوس
لتغسلنّ وجهكَ ببول البقر
للعار المجلجل في يوم الماراثون ؛
( دعنا من صرختكَ يومئذٍ : " صارَ رجالي
نساءً ؛ ونسوتي صرنَ رجالاً " )
ما أطوله
يومٌ
ممتدّ
حتى
الأبد

4
وطنٌ مبعثر ـ
كذاكرة مجنون ؛
لوحٌ من المرمر ، دوّن عليه
الفاتحون حكاية جرح لم يتخثرَ بعدُ

بين نهبٍ وسبي
تاريخنا كان مسيّجاً بالغار :
بكارة روكسانا
أمْ سيف الإسكندر ؟
*

إسكندرون

بعيداً
عن المدن الفخورة بقصورها وأسوارها
وحدكِ ،
أيتها المدينة الفقيرة
إختارتكِ خطى قدَمَيْه ؛

ولكِ وحدكِ ،
أن تشمخي دوماً
بإسمكِ القديم ـ إسمِهِ
*

عين دارا

الشفقُ غلالة هفهافة ، قانيَة
منحسرة عن صفحة الفجر الأكثر نصاعة ـ
كجيدٍ بكر

دغلٌ كثيفٌ
تحرسه أشباحٌ مرئية لظلال الزيتون ، الغافيَة

خميلة مزهرة
يعتنقها اللبلابُ والتوتُ البريّ :

جميعها جذلة ، ساكنة نوعاً
إلا من إهتزاز خفيّ
لأثر صورها على صفحة ماء النبع

هنا
ليسَ للغريب وحشة ؛
جميعها تلكَ المهاد المعشوشبة ،
( المظللة بالعارشات والكروم )
يتوسّدها أيكاً

سماءٌ خضراءُ ، وارفة
منارة بكواكب الرمّان

الكرى سلسٌ
أيّها الغريبُ !

الكرى تنفحه عبقُ
الخميلة تلك ، الدانيَة
وكلّ زهَيْرةٍ فيها
متقمّصة روحاً هوريّة
*

الشام الشريف

1
لو قدّر لي أن أكونَ المينوتور

سألملمُ رممَ الأسلاف ؛
سأحَضّر أرواحهم من الجحيم !

لتكن جسارة ٌـ
كتلك التي نفحَت الأساطيرَ
عبق الخلود ؛
التي أشعلتْ ذكرى أوائل الرجال
على الضفاف الخضر للمقابر

لتكن جسارة ٌ
بحجم تلك التفاصيل :

ظلامُ القرون المتآكلة ؛
تلالُ الجثث المتكلّسَة ؛
سماءٌ نسيَت الأزرقَ

2
بلا زادٍ ربما
لم يحملوا متاعاً ما ؛
اللهمّ إلا أطفالهم وهمومهم

كلّ شيء
أضحى خصماً
والسماءُ
( لطالما توسّلوها بالقرابين ، فإمتنعتْ )
تنهمر مدراراً فوق أسمالهم

كانت الحرائق فيما مضى
تسليتهم الكبرى ؛
الرؤوس المدلاة فوق الرماح ،
كانت راياتهم الداميَة

صرخاتُ سباياهم
ضيّعتها دوماً
ما كان من غموض أجسادهنّ العاريَة ، المستباحَة ـ
كتلك المباحَة جميعاً ، المشرّعة فرماناً

أصيلٌ قاتمٌ ، هو ذا :
نجمُ سعدِهِم هوى ، فجأة
يا للخيبَة الغادرة !
جميعُ الآمال ضاعت ؛
غدَتْ هباءً

أقدامٌ ثقيلة
إعتادتْ دوسَ اليابس والأخضر
من آرارات حتى مقدونيا
منتصرة ً لإله الشرّ

كانت تؤوب مطمئنة ً
( كما البواشق )
لصخرتها الأولى

أما الآن ، اللعنة !
المدرّجات المشجّرة بالكبرياء ؛
الكهوف الصديقة ؛
مضاجع العشق النرجسيّة ؛
الينابيع اليتيمة ؛
الصلبان الذهبيّة ، المنهوبة ؛
تربَة الآمال ، المجبولة بالدّم واليانسون :
ستشهدُ جميعاً
تلكَ الأقدام الثقيلة ،
المغادرة أبداً

3
تلك التفاصيل المذهّبة ، كنزي الوحيد
ورثته عن أسلافي
( ولكنّ هذا ، ليسَ كلّ شيء أملكه ! )

الحقيقة ، هيَ ذي ؛ مثل العذراء
( لا تتجرّد دفعة واحدة ! )

ليبق ليلنا ، إذاً ، سرمديّا
بلا مصابيح ؛
الموتى لا تخيفهم العتمة ،
كما لم تنفعهم من قبل
أيّ بلاغةٍ ، خرقاء

وما أعلمه أنّ الجنونَ ، ليسَ وحده من قادَ
أقدامهم الثقيلة ، من بوابات آسيا
حتى الشام الشريف :

" هل يرقد صلاح الدين ، هنا ؛ أحقا ما زعمه
شيخنا الثمل من أنّ هذه القباب البيضاء
( ما أكثرها من حماقات )
تحتضن تجاليدَ أقربائنا ؟

هنا جبل
وهذا هوَ المهمّ ؛ على الرغم من قفره
( ماذا يُدعى ، أيضاً ! )
سيكون مأوانا ، على أيّ حال
ولنقلها صريحة ً:
لقد نجَونا ! "
*

يقظة ُ الدّم

1
وهذهِ يقظة ُ الدّم ِ. من حجَر ٍ مُهمَل ٍ ، إبتكرنا أسلحتنا
هكذا إعترفَ لنا الزمنُ المُبكرُ ، بميزة التفوّق
وليسَ الشيطان الذي ترجمونهُ ، سوى شبح لعنتنا
دمُ هابيل المُراق ، يتجددُ كلّ صباح ؛ وما فتيء
طائرُ السوء ، يُمهّدُ لقابيلَ الدربَ المُفضي
لمغارة الدّم ، ليثأرَ منْ قِسْمةِ الأقدار .

رغباتنا ، تهوي حيثُ أعماق اللذة بلا قرار
أرواحُنا ، تتوسّلُ سحابة ً مثقلة بالغيث ؛ تومي لها
لكنها تغادرُنا ، مع ريح ٍ طيّب ، إلى أرض متخمة
قلوبُنا ، لم تتفتح بعدُ ، كالمَحار :
فلتبحر أصدافنا ، على كتف الموج المسافر إلى
ساحل ِ أحلامنا .. ووداعاً ، يا بحار !

2
تترجّعُ شكاتكَ ، التي أطلقتها للسماء كبُراق ٍ ،
مصدودة بحدّ اللوح المحفوظ . أقدارُكَ ترفعُها
أعمدة ٌ مفوْلذة ، لا مرئيّة . وأنتَ صاحبها ،
تحملكَ نسمة ُ مِزاح ٍ إلهيّ مُفندَة ً جبروت الأنس
الكاذب ، لتتعِظ َ!
خلّ عنكَ إدعاء الحكمة ؛ ما كلّ أسطورةٍ توافقٌ
مقاسكَ : حلّقْ ، لكن ليسَ بعيداً .. كي لا تهويَ
بسهَم ٍ راشَهُ قوسُ ديانا ، العابث ، القاتل .
_ من أنتَ ، أيّها الكليمُ ، الناصحُ
_ صديقٌ .. ولتحذرنّ الأصدقاءَ !
في زمنكَ التعِس ، ترتفعُ للوضاعة أنصابٌ برونزية
وتهبط ٌ بالرفعة ، هراواتٌ مُتقيّحة
والخبيرُ بالأرض ، صيّاد كمائن ٍ: فإحذر الأصدقاء !

لم تلدكَ منيرفا ، كيما تسددَ خطاك لوْ عَثرَتْ
أو تاهَتْ ارَغوْ طموحكَ إلى أرض ٍ ملعونةٍ
بسِحر ميديا ، ولم توهبَ دهاءَ اوليس كي
تسترجعَ شعباً من الخنازير يرعى الكلأ راضياً
لحكمةٍ إرتضتها الآلهة !

مساءٌ غريبٌ . يمتلكُ اللحظة ، ويشابكُ غيوماً
بعضها ببعض ، محتبساً الأفق اللا متناهي .
الجبلُ يهيمنُ ، بدوره ، ناشراً شبكة رمادية
من الظلال ، لتحكِمَ وثاقَ المدينة .
عينُ السفح الغرانيتية ، ترصُدُ شوارعَ مُقفرَة
وأسواقاً هاربة ، وحاراتٍ مهجورة َ الأزقة :
_ ما تلك الجلبة ، إذاً ؟
_ إنها هبوط ُ آلهة صغار ، في دَوْرةٍ للنهبِ !

3
وهذهِ هيَ . بينَ فلقتيْ غوطة وجبَل ٍ ، كانت شامة ُ الدنيا
ربوعَ آلهةٍ ، ومقرّ الإنسان ؛ صنيعتهم الأولى
إحتفاءَ الشمس ِ بكرنفال حوريّاتٍ
بذرة َ الشرّ ، في أرض اللذات .
منذ ولادتها الحجرية ، كانتِ الفتنة َ
ومثلها افروديت المطلّة ُ لحضن الوجود من فلقتيْ صدَفة
في قلب البحر ؛ المعيدة ُ الوجودَ إلى صَدَفةٍ متفتحة بين
فخذيْها ؛ أينَ معبدُ الحبّ .
ونحنُ ، بتقديمنا القرابينَ بين يديْها _
( بكلّ سخافات مراسيمها )
نلنا الرحيق َ الأشهى من أجسادٍ مختلفة
دونَ أنْ نعبَأ _ أو متناسين مرارة الوصول ِ.

إعترافنا ، خارجَ سريّة المذبح نلقيه لهواء البريّة
نثيرُ به الأبكارَ ، المترامياتِ في هذه الأرجاءِ
غير آبهين ، على الأكثر ، للمشاعر المقدسة .
ولا نخلوَ من إهتمام ٍ جديّ ٍ ، لنعلمَ ما يهمنا
أنْ نعلمهُ ، من إستباحاتكِ الكثيرة .
سحقاً للعصور التي يُنشدُها المغني في حضرتكِ
المتألقة دوماً ؛ باسمة أو غامضة .
منديلكِ أفقٌ أبيض . عندما تغيمُ عيناكِ السماويتان
يزمجرُ غضبُنا ، نحنُ رعيتكِ ، رعداً وبرقاً :
فتهتطلُ دموعُكِ السخيّة ، أمطاراً مغتسلة ً خطايانا
تنمو بذرة ُ المحبة ، إذاً ، ويحلّ سلام .

القربان الأخير

1
لكَ أيّها الراعي ،
لك تستنفر الولاءتُ
تبارك إستهتاركَ الممضّ ، حين تدنو
شمسُ أنوارك أن تمّحي ،
حين يعوي الرعاعُ

لكَ ألا تلحظ من برجك العاجيّ
تفاهات عالمنا السفليّ
كونكَ للدسائس على يقظةٍ ، أن يُنجّدَ
تختَ إستكَ أفاقٌ مغامر

ألف ألف يهوذا
تلوّح لهم بثلاثين فضّة

وراء البحار / أو داخل الأسوار :
تتربّص بكَ الدوائر !

هلا أبقيتَ للحاضرَة عذاراً
وقد تبدّتْ لشبق الغزاة ،
مجرّدة من غلالة غوطتها الخضراء
تستجليها عيونهم البغيضة

ولكنّ طلعتكَ البشوشة ، الباذخة
تهلّ من عل على قطيع الطوائف
المتآلفة في سلام إجتماعيّ

ظلنا الذي خانَ
منذ أمدٍ بعيد ؛
( بإشتهاء إمرأة القريب )
وحدَه يركع الآنَ
مًنتهكاً بصخبه صمتَ حدادنا ، اليوميّ

هوَ ذعرُنا ؛
هوَ إنفصامُنا الذي ترجوه
وتخشاه أيضاً !

لكَ جوقة مباخر ، تنشرُ الضبابَ
تذرو الحقيقة في مهبّها
كي تجثمَ بوطيء ظلكَ
فوقَ الرقابِ

بأمركَ ، أيّها الحاكم بأمره !
تبدأ الوليمة وتنتهي ؛
إذ تتكشف هيَ عن سرابٍ ،
تجلو نفسكَ دونما عناءٍ
بحثا عن طريدةٍ اخرى
متأكداً دوماً ،
أنّ من تتعقبه يرجو لنفسه العقابَ !

طرائدكَ من الكثرَة
حتى تكاد تعجز سهامكَ ، الثمينة

كذلك نحنُ ، ننتظر دورَنا
قبلَ أن تلوذ بعزلتك ، الأخيرة

بينَ أزاهيرنا الذاويَة وعشبنا المتيبّس
توحّدْ بنضارتكَ ، مثل النرجس

توّج نفسكَ على اليباب

2
أيّ عرش متهافتٍ
تأتمنكَ المقاديرُ ، أيها الأمين !

خارجيّون أمويّون وزنادقة ؛
باطنيّون مزديّون وهراطقة :
" متأمرون جميعاً !
وكلّ بريء مُدان ، حتى تثبتَ بيعته "

ليسَ للدعاء صدىً ،
والسماءُ ـ كما الأرضُ
متراكمة طبقات

أعرنا السمعَ ، إذا
قبلَ أن ينصرمَ موسمُ الحقيقة ؛
قبلَ أن تذبل زهرة الجسَدِ

لم تكُ مخلّصاً قط
كيما نتدبّر أمرنا ، سوية ً

دربُ الخطر والإقدام ، يُفضي
إلى مَرْبَض الهولة ؛
دربٌ تجنبته قدماكَ ، عن عَمَدٍ
مهملاً واجباتكَ الجسام

أيّ تضحيةٍ ، إذا
نجزيها لقدمَيْن مهزومَتيْن

إلى الجحيم
صحائف التاريخ ، الصفراء ؛
إلى نار تطهّرها !

غيرَ مبالين إذ نشتمّ بغريزة الجوارح
رائحة المذبحة

هوَ الحصارُ
لا بأسَ علينا ؛
هوَ الطاعونُ أسوَدُ

مردودة قرابيننا ،
ترتعُ ذاويَة ورودُ المَعبدِ

3
أقدارنا إذاً
نتدبّرها بمفردنا

هل تفهمَ
أنتَ المغلّف بالبسمات ، الطليّة ؛
أيّها الكلّ ـ الواحدُ الأحد !

من بعد
لن تظهرَ ثيابنا الخلِقة ،
في كرنفالات تأليهكَ المنافقة ؛
لن تنطقَ : " صباح الخير "
أفواهنا ، الجائعة ، في صباحكَ الجهم !

لتحجبَ سحُبُ غضبنا
أشعتكَ المزيّفة

لتكن ليلة الطغاة ، هذه
موحشة كسيفة وميّتة :
لأنها الليلة الأخيرة !
*

أنشودة مغامر


هيَ ذي الشواطيء اللازورديّة
تلوحُ لعينيكَ ، الضبابيتيْن

كم من أعوام ، إنتظرتَ
كيما يكحّل رموشهما هذا السِحرُ

غابة البتولا ، هيَ ذي
بفخذيْن صخرييْن ينتهكُ ما بينهما البحرُ
مرطباً جنونها ببرودة موجه ، الشبق

عبقُ الليل ، المغادر توّا
يختلط بأريج الشفق
المنتثر من مداعبات النوارس للّيلك

طبْ نفسْا ، أيّها الغريب !
لكَ صحو الفجر هذا ؛
فإلق نظرة الخبير ، بما حولكَ
ثمّ إنتق فسحَة ظليلة ، تخبئكَ

لا تنصت لإغواء حوريّة البحر ؛
تحسرُ لكَ صدرَها ، المكلوم
المغسول بدموع الفجر
وحسرَة الصخر

دعكَ من الفتنة ، العارضة

سهامك ، تفحّصها جيّدا
وقوسك

لتجزمنّ أمركَ ؛
هيَ ذي ساعة الصفر !

كمينك ـ إن أوقعَ هدفه
سيربحكَ الخلود ؛
أبديّة أعجزتِ الهائمين قبلكَ
من كلكاميش إلى تيسوس

أراكَ متراجعاً
هل تدبر ؟

إذا ، لا
فلتصحُ في هذا الصباح المُشرق ؛
هذا الصباح ،
الذي يَعُِكَ أيضاً بالهلاك

لتصحُ مرة واحدة ، على الأقل !

لتتذكّر بشكل خاص ،
أنكَ لو تخطيء الحساب هذه المرة
فلن يكون ثمة مرة اخرى

النوارسُ تجفل محلّقة ؛
البتولا تهمدُ مستسلمة للصمت ؛
حوريّتكَ ترقب الضفاف ، بقلق المحبّ

هيَ ذي ، أخيراً ، خطى الوعل الناريّ
تمحي أثرَ البزاق الليليّ ،
متجهة نحوَ قمم الصخور ؛
أين النبع المُفترش الحصى
تظلله الكرومُ وهامتك

أنتَ ذا هنا
تنهضُ في حضور الحيوان ، البهيّ
مسحوراً
تهمل قوسَكَ وسهامَكَ
مندفعاً بجنون الأفاق المغامر للإنتحار

تعانق جيدَ الوعل
بطعنة سيفكَ ،
التي وقتّ ضربتها كيلا تخطيء

آه !
في بهجة الفوز ، تفقدُ حذرَك
فتطيح بآمالكَ القرونُ القاتلة



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيثارة الأطياف
- تراتيل
- ترانيم
- الأسبار
- الصفعة في السينما المصرية
- فيلم حين ميسرة : أكشن العالم الأسفل
- منزل المنفى
- دمشق ، قامشلي .. وربيعٌ آخر
- قلبُ لبنان
- الصراع على الجزيرة : مداخلة تاريخية في جدل مستحيل
- حوار حشاشين
- نفديكَ يا أردوغان !
- فضائيات مقاومة
- عمارة يعقوبيان : موضوع الجنس المحرّم في السينما
- ربحنا حماس وخسرنا فلسطين
- جائزة نوبل للإرهاب
- عامان على إعدام الطاغية
- بشارة !
- طفل طهران وأطفال فلسطين
- سماحة السيّد وسيّده


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - بحثاً عن طريدةٍ اخرى