|
بحثاً عن طريدةٍ اخرى
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:39
المحور:
الادب والفن
الجزة الذهبيّة
ضائعٌ في سراديب ألغازكِ المتعرّجة لم يُجدِني بريقُ الأمل الخادع ، لم ألتق طائر الفرح في عينيك ؛ لا ضوءَ لا صوتَ لا هواء
في سراديبٍ لا دراية لي بمجاهلها ، أخوضُ بكلّ يأسي وحنقي غير آبهٍ بشيء ؛ ولا شيء ورائي لا شيء أمامي
عبقٌ غامضٌ ، يُرشد خطوي : ربما زهرة صبّار ، وفيّة أو سرير أمومة ، كاذبة
روحي بلا أجنحة لم تك ميديا ، دليلي ؛ بلا خرافة همتُ : كانت الجزة الذهبيّة ضوءَ روحي فقدتها أضعتها وهيَ بين يديّ ، الفارغتيْن
عليّ كان أن أهيم ثانية في سراديب عزلتكِ ، ولم تكُ ثمة زهرة صبّار ولا زوجة مخدوع ـ مُرشدي
كلّ ما يُحيطني عتمٌ ما أوحشَ روحي بلا خرافة تهيمُ ؛ بلا ضوء : فهذا الأملُ بريقٌ خادع
( كم نجمة تساقطت في كفيْكَ ، بعثرتها أرضاً ) والآن ليسَ ثمّ ضوءٌ واحد : فقدتُ برجكِ
هل عبَرَ أحدٌ من قبل ؛ هل كان ذلك ؟
مثل حشرجة كابوس تصرخ : لا !!
أيتها الأشباح لتكن النار مأواكم بلا دليل سأمضي ؛ بلا خرافة : بكلّ يأسي حنقي شكي نحسي وجنوني بكلّ شيء ؛ ولا شيء ورائي لا شيء أمامي !
غيرَ أني في مواجهة الألغاز تلك ( حين يُحسبُ لها حساباً ) سأجعل هذه السراديب الملعونة ، بلا ضوءٍ أبداً *
نرجس أيضاً
خلل الليل عيناه تجولان بلا هدفٍ ـ كوعل بريّ ، يسرح بعيدا
أضواءٌ مزدحمة متألقة وباهتة في آن ليلٌ بائسٌ قلبٌ صقيعٌ نظرة متجهّمة ، ليسَ إلا ما أبشعَ ألا يكون وحيدا
لم تعشقه سوى الأجمل ولم تكُ خطيئته : " إمنح التفاحة الذهبيّة للأجمل ! " ؛ بل تلك اللا مبالاة ، القاتلة
ما أبشع ألا يكون وحيدا
مينرفا في حدائقها السماويّة بعد ( كم هيَ عذبة ! ) لم تسأمَ اللعبة تلك وذنبه أن يكونَ الأجملَ ؛ أن يكون لا مبالياً : كيما تجعل من قلبها تابوتاً لقلبه
هوَ ذا كما خافته اللعبة ؛ عبثا يشيحُ وجهه فلن يُبصر في المرآة سوى الأجملَ : وجهه !
ما أبشعَ ألا يكون وحيدا *
ميديّون
من عتبات السهوبِ إلى سقفِ الكون ، لن ترى أيْ رسولُ أهورا سوى راية الشمس
ثمة ، على قمّة جبلنا تداعب أجنحتها ريحُ جهاتِ الأرض التي فتحناها
أممٌ تدين بالولاء لها ؛ أممٌ لا نعرف حتى أسماءها
أممٌ تعرفنا جميعاً ، بالمقابل مذ زوبعة النسور المغطيَة الأفق في إنقضاضها على بقايا آشور ، المندثرة
ولسنا نقولُ ، أيْ رسول الإله المُبجّل سوى خضوعنا لمن تمثل ولن يثقل علينا إشعال الليل فوق الأولمب ، أو سكب جرار الخمرة على قيثارة الجمال ، الإغريقيّ
بإسمه إلهنا تنحني كاهنات دلفي ؛ بيْدَ أننا قرباناً لغضبته لن نرضى بأقل من سبع أحرار ( ذوي شرف ، فوق ذلك ) كيما تزهر كرومهم اللعينة
رحلة المجد ، هيَ ذي ! ممالكٌ مذعورة ؛ نسوة مرتمية تحت أقدام فحولتنا ؛ أوان ذهبيّة من كنوز المعابد ، المنهوبة ؛ عذارى يكللن بالغار هاماتٍ منتصرة :
وما أروع خرافة آلهتهم ، الهلعة ! الآلهة المتهاوية تمثالاً بعد الآخر بضربات فؤوسنا ؛ ضربات ترنّ بصدى مجدنا الأرضيّ متناهية لأذن السماء ؛ أين الآلهة الغريبة ، المضطربة بدورها ما تلبث أن تفتح بوابات أسرارها لمركبة الشمس ؛ مرغمة ً على الإنحناء بخضوع لربّ الرعاع ورايته الوحيدة ، المحلّقة كالنسر فوق جبلنا *
برج الصّمت
1 النار الملتهبة لن تخدَعَها بالزيت المقدّس ولا بقرابين الورد ، البشريّ
الإله الراعي ثمة أطفأ قرصَ الشمس وغابَ لم يبق في العتمة سوى الذئاب وأشلاء القطعان ؛ ( لم تركتَ عبادكَ في الريح ؟ ) سوى النائحات في أسواق الرقيق
أنتَ الهائمُ في كهوفِ السماء بلا أيّ صديق غير طيف إلهٍ أضحى سرابا
2 فجراً سحبوا الجثة إلى برج الصمت
كلابٌ تنبحُ كيما تطرد روحَ الشرّ
أيامٌ ثلاثة على الأثر ، ولم تقربَكَ الوحوشُ أو الجوارح
ما فتأت عيناكَ ( مستغرقا في الموت ) مفتوحتيْن على ليل ميديا ، اللا متناهي
3 داريوس ! لن تمسحَ وجهكَ بخمرة سوما ، المقدّسة ( ثمة ، في معبد ميترا ) كيما تبارك إبنتك ؛ وهبتها كلَّ عناصر الطبيعة المكوّنة إبنكَ الآتي ـ كنيروز
داريوس لتغسلنّ وجهكَ ببول البقر للعار المجلجل في يوم الماراثون ؛ ( دعنا من صرختكَ يومئذٍ : " صارَ رجالي نساءً ؛ ونسوتي صرنَ رجالاً " ) ما أطوله يومٌ ممتدّ حتى الأبد
4 وطنٌ مبعثر ـ كذاكرة مجنون ؛ لوحٌ من المرمر ، دوّن عليه الفاتحون حكاية جرح لم يتخثرَ بعدُ
بين نهبٍ وسبي تاريخنا كان مسيّجاً بالغار : بكارة روكسانا أمْ سيف الإسكندر ؟ *
إسكندرون
بعيداً عن المدن الفخورة بقصورها وأسوارها وحدكِ ، أيتها المدينة الفقيرة إختارتكِ خطى قدَمَيْه ؛
ولكِ وحدكِ ، أن تشمخي دوماً بإسمكِ القديم ـ إسمِهِ *
عين دارا
الشفقُ غلالة هفهافة ، قانيَة منحسرة عن صفحة الفجر الأكثر نصاعة ـ كجيدٍ بكر
دغلٌ كثيفٌ تحرسه أشباحٌ مرئية لظلال الزيتون ، الغافيَة
خميلة مزهرة يعتنقها اللبلابُ والتوتُ البريّ :
جميعها جذلة ، ساكنة نوعاً إلا من إهتزاز خفيّ لأثر صورها على صفحة ماء النبع
هنا ليسَ للغريب وحشة ؛ جميعها تلكَ المهاد المعشوشبة ، ( المظللة بالعارشات والكروم ) يتوسّدها أيكاً
سماءٌ خضراءُ ، وارفة منارة بكواكب الرمّان
الكرى سلسٌ أيّها الغريبُ !
الكرى تنفحه عبقُ الخميلة تلك ، الدانيَة وكلّ زهَيْرةٍ فيها متقمّصة روحاً هوريّة *
الشام الشريف
1 لو قدّر لي أن أكونَ المينوتور
سألملمُ رممَ الأسلاف ؛ سأحَضّر أرواحهم من الجحيم !
لتكن جسارة ٌـ كتلك التي نفحَت الأساطيرَ عبق الخلود ؛ التي أشعلتْ ذكرى أوائل الرجال على الضفاف الخضر للمقابر
لتكن جسارة ٌ بحجم تلك التفاصيل :
ظلامُ القرون المتآكلة ؛ تلالُ الجثث المتكلّسَة ؛ سماءٌ نسيَت الأزرقَ
2 بلا زادٍ ربما لم يحملوا متاعاً ما ؛ اللهمّ إلا أطفالهم وهمومهم
كلّ شيء أضحى خصماً والسماءُ ( لطالما توسّلوها بالقرابين ، فإمتنعتْ ) تنهمر مدراراً فوق أسمالهم
كانت الحرائق فيما مضى تسليتهم الكبرى ؛ الرؤوس المدلاة فوق الرماح ، كانت راياتهم الداميَة
صرخاتُ سباياهم ضيّعتها دوماً ما كان من غموض أجسادهنّ العاريَة ، المستباحَة ـ كتلك المباحَة جميعاً ، المشرّعة فرماناً
أصيلٌ قاتمٌ ، هو ذا : نجمُ سعدِهِم هوى ، فجأة يا للخيبَة الغادرة ! جميعُ الآمال ضاعت ؛ غدَتْ هباءً
أقدامٌ ثقيلة إعتادتْ دوسَ اليابس والأخضر من آرارات حتى مقدونيا منتصرة ً لإله الشرّ
كانت تؤوب مطمئنة ً ( كما البواشق ) لصخرتها الأولى
أما الآن ، اللعنة ! المدرّجات المشجّرة بالكبرياء ؛ الكهوف الصديقة ؛ مضاجع العشق النرجسيّة ؛ الينابيع اليتيمة ؛ الصلبان الذهبيّة ، المنهوبة ؛ تربَة الآمال ، المجبولة بالدّم واليانسون : ستشهدُ جميعاً تلكَ الأقدام الثقيلة ، المغادرة أبداً
3 تلك التفاصيل المذهّبة ، كنزي الوحيد ورثته عن أسلافي ( ولكنّ هذا ، ليسَ كلّ شيء أملكه ! )
الحقيقة ، هيَ ذي ؛ مثل العذراء ( لا تتجرّد دفعة واحدة ! )
ليبق ليلنا ، إذاً ، سرمديّا بلا مصابيح ؛ الموتى لا تخيفهم العتمة ، كما لم تنفعهم من قبل أيّ بلاغةٍ ، خرقاء
وما أعلمه أنّ الجنونَ ، ليسَ وحده من قادَ أقدامهم الثقيلة ، من بوابات آسيا حتى الشام الشريف :
" هل يرقد صلاح الدين ، هنا ؛ أحقا ما زعمه شيخنا الثمل من أنّ هذه القباب البيضاء ( ما أكثرها من حماقات ) تحتضن تجاليدَ أقربائنا ؟
هنا جبل وهذا هوَ المهمّ ؛ على الرغم من قفره ( ماذا يُدعى ، أيضاً ! ) سيكون مأوانا ، على أيّ حال ولنقلها صريحة ً: لقد نجَونا ! " *
يقظة ُ الدّم
1 وهذهِ يقظة ُ الدّم ِ. من حجَر ٍ مُهمَل ٍ ، إبتكرنا أسلحتنا هكذا إعترفَ لنا الزمنُ المُبكرُ ، بميزة التفوّق وليسَ الشيطان الذي ترجمونهُ ، سوى شبح لعنتنا دمُ هابيل المُراق ، يتجددُ كلّ صباح ؛ وما فتيء طائرُ السوء ، يُمهّدُ لقابيلَ الدربَ المُفضي لمغارة الدّم ، ليثأرَ منْ قِسْمةِ الأقدار .
رغباتنا ، تهوي حيثُ أعماق اللذة بلا قرار أرواحُنا ، تتوسّلُ سحابة ً مثقلة بالغيث ؛ تومي لها لكنها تغادرُنا ، مع ريح ٍ طيّب ، إلى أرض متخمة قلوبُنا ، لم تتفتح بعدُ ، كالمَحار : فلتبحر أصدافنا ، على كتف الموج المسافر إلى ساحل ِ أحلامنا .. ووداعاً ، يا بحار ! 2 تترجّعُ شكاتكَ ، التي أطلقتها للسماء كبُراق ٍ ، مصدودة بحدّ اللوح المحفوظ . أقدارُكَ ترفعُها أعمدة ٌ مفوْلذة ، لا مرئيّة . وأنتَ صاحبها ، تحملكَ نسمة ُ مِزاح ٍ إلهيّ مُفندَة ً جبروت الأنس الكاذب ، لتتعِظ َ! خلّ عنكَ إدعاء الحكمة ؛ ما كلّ أسطورةٍ توافقٌ مقاسكَ : حلّقْ ، لكن ليسَ بعيداً .. كي لا تهويَ بسهَم ٍ راشَهُ قوسُ ديانا ، العابث ، القاتل . _ من أنتَ ، أيّها الكليمُ ، الناصحُ _ صديقٌ .. ولتحذرنّ الأصدقاءَ ! في زمنكَ التعِس ، ترتفعُ للوضاعة أنصابٌ برونزية وتهبط ٌ بالرفعة ، هراواتٌ مُتقيّحة والخبيرُ بالأرض ، صيّاد كمائن ٍ: فإحذر الأصدقاء !
لم تلدكَ منيرفا ، كيما تسددَ خطاك لوْ عَثرَتْ أو تاهَتْ ارَغوْ طموحكَ إلى أرض ٍ ملعونةٍ بسِحر ميديا ، ولم توهبَ دهاءَ اوليس كي تسترجعَ شعباً من الخنازير يرعى الكلأ راضياً لحكمةٍ إرتضتها الآلهة !
مساءٌ غريبٌ . يمتلكُ اللحظة ، ويشابكُ غيوماً بعضها ببعض ، محتبساً الأفق اللا متناهي . الجبلُ يهيمنُ ، بدوره ، ناشراً شبكة رمادية من الظلال ، لتحكِمَ وثاقَ المدينة . عينُ السفح الغرانيتية ، ترصُدُ شوارعَ مُقفرَة وأسواقاً هاربة ، وحاراتٍ مهجورة َ الأزقة : _ ما تلك الجلبة ، إذاً ؟ _ إنها هبوط ُ آلهة صغار ، في دَوْرةٍ للنهبِ !
3 وهذهِ هيَ . بينَ فلقتيْ غوطة وجبَل ٍ ، كانت شامة ُ الدنيا ربوعَ آلهةٍ ، ومقرّ الإنسان ؛ صنيعتهم الأولى إحتفاءَ الشمس ِ بكرنفال حوريّاتٍ بذرة َ الشرّ ، في أرض اللذات . منذ ولادتها الحجرية ، كانتِ الفتنة َ ومثلها افروديت المطلّة ُ لحضن الوجود من فلقتيْ صدَفة في قلب البحر ؛ المعيدة ُ الوجودَ إلى صَدَفةٍ متفتحة بين فخذيْها ؛ أينَ معبدُ الحبّ . ونحنُ ، بتقديمنا القرابينَ بين يديْها _ ( بكلّ سخافات مراسيمها ) نلنا الرحيق َ الأشهى من أجسادٍ مختلفة دونَ أنْ نعبَأ _ أو متناسين مرارة الوصول ِ.
إعترافنا ، خارجَ سريّة المذبح نلقيه لهواء البريّة نثيرُ به الأبكارَ ، المترامياتِ في هذه الأرجاءِ غير آبهين ، على الأكثر ، للمشاعر المقدسة . ولا نخلوَ من إهتمام ٍ جديّ ٍ ، لنعلمَ ما يهمنا أنْ نعلمهُ ، من إستباحاتكِ الكثيرة . سحقاً للعصور التي يُنشدُها المغني في حضرتكِ المتألقة دوماً ؛ باسمة أو غامضة . منديلكِ أفقٌ أبيض . عندما تغيمُ عيناكِ السماويتان يزمجرُ غضبُنا ، نحنُ رعيتكِ ، رعداً وبرقاً : فتهتطلُ دموعُكِ السخيّة ، أمطاراً مغتسلة ً خطايانا تنمو بذرة ُ المحبة ، إذاً ، ويحلّ سلام .
القربان الأخير
1 لكَ أيّها الراعي ، لك تستنفر الولاءتُ تبارك إستهتاركَ الممضّ ، حين تدنو شمسُ أنوارك أن تمّحي ، حين يعوي الرعاعُ
لكَ ألا تلحظ من برجك العاجيّ تفاهات عالمنا السفليّ كونكَ للدسائس على يقظةٍ ، أن يُنجّدَ تختَ إستكَ أفاقٌ مغامر
ألف ألف يهوذا تلوّح لهم بثلاثين فضّة
وراء البحار / أو داخل الأسوار : تتربّص بكَ الدوائر !
هلا أبقيتَ للحاضرَة عذاراً وقد تبدّتْ لشبق الغزاة ، مجرّدة من غلالة غوطتها الخضراء تستجليها عيونهم البغيضة
ولكنّ طلعتكَ البشوشة ، الباذخة تهلّ من عل على قطيع الطوائف المتآلفة في سلام إجتماعيّ
ظلنا الذي خانَ منذ أمدٍ بعيد ؛ ( بإشتهاء إمرأة القريب ) وحدَه يركع الآنَ مًنتهكاً بصخبه صمتَ حدادنا ، اليوميّ
هوَ ذعرُنا ؛ هوَ إنفصامُنا الذي ترجوه وتخشاه أيضاً !
لكَ جوقة مباخر ، تنشرُ الضبابَ تذرو الحقيقة في مهبّها كي تجثمَ بوطيء ظلكَ فوقَ الرقابِ
بأمركَ ، أيّها الحاكم بأمره ! تبدأ الوليمة وتنتهي ؛ إذ تتكشف هيَ عن سرابٍ ، تجلو نفسكَ دونما عناءٍ بحثا عن طريدةٍ اخرى متأكداً دوماً ، أنّ من تتعقبه يرجو لنفسه العقابَ !
طرائدكَ من الكثرَة حتى تكاد تعجز سهامكَ ، الثمينة
كذلك نحنُ ، ننتظر دورَنا قبلَ أن تلوذ بعزلتك ، الأخيرة
بينَ أزاهيرنا الذاويَة وعشبنا المتيبّس توحّدْ بنضارتكَ ، مثل النرجس
توّج نفسكَ على اليباب
2 أيّ عرش متهافتٍ تأتمنكَ المقاديرُ ، أيها الأمين !
خارجيّون أمويّون وزنادقة ؛ باطنيّون مزديّون وهراطقة : " متأمرون جميعاً ! وكلّ بريء مُدان ، حتى تثبتَ بيعته "
ليسَ للدعاء صدىً ، والسماءُ ـ كما الأرضُ متراكمة طبقات
أعرنا السمعَ ، إذا قبلَ أن ينصرمَ موسمُ الحقيقة ؛ قبلَ أن تذبل زهرة الجسَدِ
لم تكُ مخلّصاً قط كيما نتدبّر أمرنا ، سوية ً
دربُ الخطر والإقدام ، يُفضي إلى مَرْبَض الهولة ؛ دربٌ تجنبته قدماكَ ، عن عَمَدٍ مهملاً واجباتكَ الجسام
أيّ تضحيةٍ ، إذا نجزيها لقدمَيْن مهزومَتيْن
إلى الجحيم صحائف التاريخ ، الصفراء ؛ إلى نار تطهّرها !
غيرَ مبالين إذ نشتمّ بغريزة الجوارح رائحة المذبحة
هوَ الحصارُ لا بأسَ علينا ؛ هوَ الطاعونُ أسوَدُ
مردودة قرابيننا ، ترتعُ ذاويَة ورودُ المَعبدِ
3 أقدارنا إذاً نتدبّرها بمفردنا
هل تفهمَ أنتَ المغلّف بالبسمات ، الطليّة ؛ أيّها الكلّ ـ الواحدُ الأحد !
من بعد لن تظهرَ ثيابنا الخلِقة ، في كرنفالات تأليهكَ المنافقة ؛ لن تنطقَ : " صباح الخير " أفواهنا ، الجائعة ، في صباحكَ الجهم !
لتحجبَ سحُبُ غضبنا أشعتكَ المزيّفة
لتكن ليلة الطغاة ، هذه موحشة كسيفة وميّتة : لأنها الليلة الأخيرة ! *
أنشودة مغامر
هيَ ذي الشواطيء اللازورديّة تلوحُ لعينيكَ ، الضبابيتيْن
كم من أعوام ، إنتظرتَ كيما يكحّل رموشهما هذا السِحرُ
غابة البتولا ، هيَ ذي بفخذيْن صخرييْن ينتهكُ ما بينهما البحرُ مرطباً جنونها ببرودة موجه ، الشبق
عبقُ الليل ، المغادر توّا يختلط بأريج الشفق المنتثر من مداعبات النوارس للّيلك
طبْ نفسْا ، أيّها الغريب ! لكَ صحو الفجر هذا ؛ فإلق نظرة الخبير ، بما حولكَ ثمّ إنتق فسحَة ظليلة ، تخبئكَ
لا تنصت لإغواء حوريّة البحر ؛ تحسرُ لكَ صدرَها ، المكلوم المغسول بدموع الفجر وحسرَة الصخر
دعكَ من الفتنة ، العارضة
سهامك ، تفحّصها جيّدا وقوسك
لتجزمنّ أمركَ ؛ هيَ ذي ساعة الصفر !
كمينك ـ إن أوقعَ هدفه سيربحكَ الخلود ؛ أبديّة أعجزتِ الهائمين قبلكَ من كلكاميش إلى تيسوس
أراكَ متراجعاً هل تدبر ؟
إذا ، لا فلتصحُ في هذا الصباح المُشرق ؛ هذا الصباح ، الذي يَعُِكَ أيضاً بالهلاك
لتصحُ مرة واحدة ، على الأقل !
لتتذكّر بشكل خاص ، أنكَ لو تخطيء الحساب هذه المرة فلن يكون ثمة مرة اخرى
النوارسُ تجفل محلّقة ؛ البتولا تهمدُ مستسلمة للصمت ؛ حوريّتكَ ترقب الضفاف ، بقلق المحبّ
هيَ ذي ، أخيراً ، خطى الوعل الناريّ تمحي أثرَ البزاق الليليّ ، متجهة نحوَ قمم الصخور ؛ أين النبع المُفترش الحصى تظلله الكرومُ وهامتك
أنتَ ذا هنا تنهضُ في حضور الحيوان ، البهيّ مسحوراً تهمل قوسَكَ وسهامَكَ مندفعاً بجنون الأفاق المغامر للإنتحار
تعانق جيدَ الوعل بطعنة سيفكَ ، التي وقتّ ضربتها كيلا تخطيء
آه ! في بهجة الفوز ، تفقدُ حذرَك فتطيح بآمالكَ القرونُ القاتلة
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قيثارة الأطياف
-
تراتيل
-
ترانيم
-
الأسبار
-
الصفعة في السينما المصرية
-
فيلم حين ميسرة : أكشن العالم الأسفل
-
منزل المنفى
-
دمشق ، قامشلي .. وربيعٌ آخر
-
قلبُ لبنان
-
الصراع على الجزيرة : مداخلة تاريخية في جدل مستحيل
-
حوار حشاشين
-
نفديكَ يا أردوغان !
-
فضائيات مقاومة
-
عمارة يعقوبيان : موضوع الجنس المحرّم في السينما
-
ربحنا حماس وخسرنا فلسطين
-
جائزة نوبل للإرهاب
-
عامان على إعدام الطاغية
-
بشارة !
-
طفل طهران وأطفال فلسطين
-
سماحة السيّد وسيّده
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|