|
ربحنا حماس وخسرنا فلسطين
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 05:48
المحور:
كتابات ساخرة
ـ عجباً ! أما زلتَ نائماً ؟ * ولمَ العجب ، ما دمتُ واحداً من ملايين السوريين ، العاطلين عن العمل !! ـ عندي لك خبر ، سينسيك هموم البطالة والغلاء والفقر والقهر والظلم والتعتير و ... * وما هو هذا الخبر ، فدتكَ نفسي ؟ ـ حماس حررتْ غزة من الإحتلال الصهيوني .. * إذاً دعني أعود للنوم ، لو سمحتَ لي ! ـ أنتَ غير راض عن حكومة غزة ، أليسَ كذلك ؟ * عزيزي ، المسألة أكبر من أن يكون المرءُ متحمّساً لحماس أو منفتحاً على فتح .. ـ نعم ؟ * يا أخي ، قطاع غزة كان محتلاً أصلاً من طرف حماس وأضرابها ! ـ ولكنّ إسرائيل عادتْ وإجتاحته ؟ * جماعة حماس هم من جلبوا القوات الإسرائيلية إلى غزة ، ليزعموا الآن أنهم حرروها !! ـ وما هيَ مصلحتهم في ذلك ؟ * إسأل سماحة السيّد ، المنصور بالله ! ـ وما علاقة هذا بذاك ؟ * نفس اللعبة ، الإقليمية ، التي عانى منها الشعب اللبناني ، المنكود ، يعيشها اليوم الشعب الفلسطيني ، المنكوب !! ـ تعني الجماعة ، إياهم ؟ * ومن الذي يملك براءة إختراع " المقاومة الإسلامية " ، غيرَ أهل قم والقرداحة !!؟ ـ على رسلكَ ، الجدران لها آذان ! * ولكنك أنتَ من طلبَ شرح الوضع ؟ ـ نعم ، شريطة أن لا ننتهي معاً إلى المشرحة !! * أفضل لنا من هذا التعتير ، صدّقني ! ـ قصدكَ أنّ حالنا هنا ، مثل حال الغزاويين هناك ؟ * حالهم أفضل حتى ؛ لأنهم على الأقل يحظون بوسائل الإعلام المغطية مأساتهم ، وبمظاهرات التضامن العربي والعالمي معهم !! ـ ولكنّ هذا النظام ، المقاوم ، الذي ينكل بشعبنا إرهاباً ونهباً منذ أربعين عاماً ، يكفر الآن عن جرائمه حينما يستنفر إعلامه ومظاهراته للتضامن مع غزة ؟!! * خاصة ً إذا علمنا ، أنه لم يتصدّق على أهل غزة بحبّة دواء أو علبة سردين ! بينما مصر والسعودية والأردن والكويت والإمارات والمغرب وتونس وغيرها ، مدوا جسوراً جوية من أطنان المساعدات لإخوانهم الفلسطينيين و ... ـ ولكنّ فضائية " الجعيرة " لم يُرضِها ذلك ؛ فهي نقلتْ لمشاهديها مسيرات القاهرة وعمّان والرباط وغيرها ، وقالت : الشعوب في الشارع تتحرك ، بينما الأنظمة صامتة !!! * وحده رئيسنا القائد من كان صوتَ شعبه ، الفصيح ، فطالب في قمة الدوحة بمحاكمة القادة الصهاينة أمام المحكمة الدولية ، بتهمة قتل الرئيس الحريري .. أقصد ، قتل الفلسطينيين !!!! ـ نعم ، سمعتُ خطابه القومي وقوله أمام الزعماء العرب : " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " .. * فما أن سمع الإسرائيليون قوله هذا حتى أوقفوا عملياتهم في غزة ، وهم الآن يرتجفون خوفاً من القوة السورية التي ستستردّ الجولان المحتل !!! ـ عاجلاً أم آجلاً ؟ * عاجلاً ، ولوْ ! ألم تسمع رئيسنا القائد وهو يعلن تجميد الوساطة التركية !؟ ـ وصاحبه أيضاً ، شيخ قطر ، أعلن في نفس المؤتمر تجميد علاقة بلده بإسرائيل ؛ فما هيَ قصة " التجميد " هذه ، بالله عليك ؟ * ما بعدَ الشتاء إلا الربيع !! ـ إذا كانوا سيعودون أحباباً وأصحاباً مع إسرائيل ، فلمَ يطلبون إذاً من مصر والأردن قطع العلاقات الدبلوماسية معها ؟ * لأنه مزادٌ قوميّ ، يا صاحبي !!! ـ بكل الأحوال ، فإنّ توقيف إسرائيل لعملياتها في غزة ، من طرف واحد ، يعني أنّ حماس هيَ التي كسبتْ المعركة ... * وخسرنا فلسطين !!!! ـ كيف ؟ * سيعاود الحمساويون إطلاق ألعابهم النارية ، لكي يتسلى الإسرائيليون بدكّ غزة مجدداً : وهكذا ، فإنّ القضية تبقى محصورة ضمن هذه الحلقة المفرغة ؛ فلا دولة فلسطينية ولا تحزنون ..
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جائزة نوبل للإرهاب
-
عامان على إعدام الطاغية
-
بشارة !
-
طفل طهران وأطفال فلسطين
-
سماحة السيّد وسيّده
-
النصّ والدراما : إنحدارُ المسلسلات السوريّة
-
ثمرَة الشرّ : القِبلة ، القلب
-
السّهلة ، المُمتنع 4
-
السّهلة ، المُمتنع 3
-
السّهلة ، المُمتنع 2
-
ثمرَة الشرّ : السَّهلة ، المُمتنع
-
جَمرة المتعَة والألم 5
-
جَمرة المتعَة والألم 4
-
جَمرة المتعَة والألم 3
-
جَمرة المتعَة والألم 2
-
ثمرَة الشرّ : جَمرة المتعَة والألم
-
جادّة الدِعَة والدّم 4
-
جادّة الدِعَة والدّم 3
-
مَراكش ؛ واحَة المسرّة
-
جادّة الدِعَة والدّم 2
المزيد.....
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
-
مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من
...
-
فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي
...
-
“ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام
...
-
محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|