أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تراتيل















المزيد.....


تراتيل


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


I
هكذا إمتلأ بالشكّ يقيني :

أجنحة ٌ حارسَة ، لم تزلَ ببابي المفتقِد عتبة َ الطمأنينة ؛
عواءٌ يُنذرُ بصعود روح ٍ لمُستقرّها ؛
علامة ٌ اخرى تستعيدُها الذاكرة ُ الواهنة ، غير الآبهة
أصلاً بالتكرار المُمِل لدَوْرَة غريب الأطوار ؛ الموت .
وأكثر غرابة حياتك ، أيّها الغريب !
فصولها تلملمُ ، كمشعوذٍ ، أدواتٍ وأحابيلَ
كيما ترميكَ بخرافةٍ اخرى :
خريف العُمر .

منذ المغارة السوداء كانت صخرتك مسيّجة ً وردة
الحلم أنْ تفرط َ في غبار الفاتحين ، ممددة ً إسمكَ
بإحدى إنكساراتها نقشاً غمرَهُ طحْلبُ الزمن .

العمرُ معبَدٌ . سنواتهُ أعمدة مُحطمة ، إثرَ حريق ٍ شعبيّ ؟
( الغزاة ُ نادراً ما إمتهنوا آلهة محليّة ، أو أشياء نافعة )

المعبَدُ ملحمة ٌ . تستعيدُها لنا طوبَة ً طوبة ، بدءاً من زحفِ
حيّة الطفولة
( لم تكُ سامّة قط )

خرائبُ المعبدِ لا يحفلُ بها أثريٌ . لها جوارحُ الطير المطليَةِ
مخالبها بدم ٍ بشريّ أو حيوانيّ
( الموتُ بضاعة ٌ واحدة ٌ ، فاسدة ٌ ، سَواء )

ولوْ أنّ القرابينَ شرعيّة ٌ بعدُ ، ضمنتَ لجثتكَ التشريفَ
لا جيفة يأنفها نسرٌ لا تتشرّف بأجنحته شمسُ حُوْرس
كالجثث الأكثرَ زيفاً من أقراطها وعقودها ، التافهة
( كحياتها المنقضية بلا معنى )

إبحري أيتها الخيلاء البشريّة !
الرياحُ آلهة ٌ مواتية ٌ ، متواطئة ٌ في الشرّ مثل حيّة آدم
( كفقر ٍ قديم ٍ ، نستثقلُ ذكراها )

الحلمُ مرآة ُ الذاكرة . كِسْرَة ٌ من لوح ٍ محفوظٍ مُتشظ ّ
بفعل ِ سهام ميترا ، الضجرة :
سأملأ سماءكَ ، يا توأمَ النور ، بأسرابٍ من أسئلة
الشكّ ، تعجزُ عن إقتناصها قوسُكَ !
_ ها شطحْتُ ؟
_ لا بأسَ عليكَ ، فالمعرفة ُ ليست بأقلّ شرّ من هفوة
العراف : فلا تأمننَ صُحبة َ الملوكِ !

الجَسدُ طينٌ هشمَهُ زمنٌ رديءٌ . تداري وهمَهُ بوهم الروح
المسكوب من نار خالدةٍ ، وأنّ الربّ سياجُهُ ؛ حَجَرُ عَثرة
لخطى الخطيئة ؛ ريحٌ تحصِدُ قشّ الشِبْهَةِ
( لم تُنقذ روحَ غريق ٍ ! )

ها أنتذا الغريبُ ، مُصابٌ ومغمومٌ . تفترش جزّة العَجْز
فيمت تمضي أطيافٌ مقاتِلة ، بأقواسها وسيوفها المقوّسة
إلى شمال أرض الربّ المحارب ، الجدير بنقشه المنبثق
من قرص الشمس المجنح .
أنتَ الهائمُ في بريّة غريبةٍ ، المفتقدُ أرضكَ المنحوتة
بينَ مياهٍ عظيمةٍ ، المُمَوّهة بعَظم ٍ رميم ٍ ومبان خربة
أيّ ذكرى تبقت لكَ :
دروعٌ من نحاس أحمر ؛ سيوفٌ إنقرضتْ مقابضُها
وصَدِئة شفراتها _ منذ يوم آسوس ؛ أراقيمٌ مليئة ٌ
بحفرياتها ، كطفلةٍ جميلةٍ مُعفرة بالفقر ..
أراقيم ٌ تناشِدُكم : ألا يُمكنُ لأيّ قراءتها ؟
أمْ أنني الوحيدُ المُقدّر لهُ ترجمة لغتها المُعرّفة ببقية
قومنا الهالكين بحماقاتهم ، المخلفين لنا سِجلات ٍ
تنبيءُ بحقيقة ذاتِهم
( حقيقة ٌ لن تجلبَ مسَرّة ! )

ولوْ قدّرَ لآخرين النظرَ فيها ، ما هَلكتُ .

*
II

وكنتُ أقدّر لنشيدي قدراُ أفضلَ :

ظلّ من النميمة على أرضي ؛ على سمائها الصمّاء ـ
كقطن الموتى

هوَ ذا المنشدُ ، أيهّا المُعَفرُ بالفناء !
يواجه القمرَ بألف نافذة ، مفتوحة على وردة صلاته ؛
بألف شمعة ، أن تقلق روحُ العتمة إغفاءَ وسادته ؛
رافعاً بين هذه وتلك صوتاً ، بلا صدى في بريّة الربّ

يا لإغفاءة ، مثقلة بالليل !
تنحني على حشائش قبركَ ، المرتعدة
حنوناً قبيل كابوس الفجر

وآه ، مما يَعِدُ فجركَ !
من نفير ألف مأذنة ـ
كقيامةٍ إفتقدتْ مفكرة مواعيدها

تتأملُ سطحاً أليفا
هتفَ يوماً لإحدى فتوحاتكَ الليلية :
فكم توبة ، أقسمَتها يمينكَ المخضرّة ـ
كريش العاصي ، قدّام الحضرة ؟

دربكَ إذاً ، دربُ الوَجْدِ
ينيره البرقُ ، ما سنا لهُ
جارٍ من بارقٍ إلى بارق
مستوحشٌ عما سوى الجسَد
متأججٌ بعرامة الشبق :

فنيَ رسمي ، ربّاه !
وما من سرّ يُطالعُهُ
شبحٌ ، ليسَ له غير الرميم يُجامعُهُ
*

كم قدّر لك تحت قبّة الليل من إنتظار :

العتمة خفاشٌ
مصبوغ الجناح بإخضرار نكيّة متكئة على هيكلكَ
الأقلّ تشوّهاً في غمزة القمر !

ها برحت بلاطتكَ ، أخيراً
فإمش رويداً !
وأنظرْ ، كيف أنتنَ مياهَ يزيدٍ الركودُ

هالة هالة تضفر سيّدةُ النجوم جديلتها ـ
كما ضفرَ الموتُ أواصرَ النسوة الغريبات تحتَ
سقفه ؛ سقف لا يلبث أن يتداعى من ثرثرتهنّ !

تتفكّه ، أيضاً ، لفكرةٍ لا يراها القمرُ جديرة ً ؛
هوَ الحانقُ على مواطئة التربة دنساً مُقامراً ،
ثمة فوق سجادة الخلود المُجللة رقادَ أميرنا ؛
هناكَ أين أنفاسهم تمتزج بعرْفٍ حشاش :
لتتقوّض قبّة الليل على الأنقاض المُدنسَة
وليضجّ بالنار أهلُ النار !
*

هكذا خرجتَ :

فجراً يسْفعُ نديُه غلالة َ المدينة ؛ أو يقطرُ نحله
عسلاًَ في مآقي طرْفها

العمرُ مجلدٌ تاريخيّ ،
تناثرَت بأيدٍ تتريّة أوراقه

مجدُكَ
أن تخرجَ من إنتماءٍ ، ينفيكَ من أبجديّته

عبثا
تستجدي رخامة شاهدتكَ ، من الحاضرين
سورة ً يتيمة ً

أينَ الرحمة !
*

دركاً صوريين ؛ لصوصاً جبليين :

نأتِ السهلَ ، المموّه غناه بالخرقة ؛
لا يخدع بصيرتنا الأمكر ـ
المباركة بتجلّيات شيخ عيد *

هوذا شيخنا ، يوافينا مثل هدهدٍ بخبر البلاطة
الغافيَة على مجدِ المجيديّات ، المقترَة ـ
كما سماء فلاحين ، إفتقدَتْ قرابينها

لن يكونَ لنا قربانٌ !
ثمة ، في ممراتنا السريّة ، الملتويَة ـ
كحيّة المتاهة ، تاهَ اليقينُ متحدّراً درجة درجة
مسرابنا

لن يكونَ لنا يقينٌ !
نغمرُ بالخيول المطهّمة
خنوعَ الغوطة المصطلمَة ؛
ملتمعة دبساتنا العاصيَة
وقلبقاتنا الشركسيّة
تحت أشعة آلهةٍ ، لا نشركها غنائم غاراتنا :

على البريّة ، المُباحَة ، صوتٌ وعويل ونواح
( بهجة ! )
وأكثر مما تنبأه عرافنا ، كان نهبُنا

هيَ ذي الغوطة ؛ طفلة الإستباحَة
طيورُ إستغاثتها ، تقتنصها سِراعاً
سهامُ شمس متواطئة

الجبلُ ، عرشُ إلهِ نهّابين !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخ عيد : لم يُقسم برأسكَ الآغاواتُ اللصوصُ ؟
أانتَ إذاُ من يستطلع لهم مواضعَ كنوز الموتى ؛
أولئك المُستجلبة لهمُ الرحمة قراءاتكَ القرآنية !

*
كشهابٍ يُفارقُ ربَّه
يتهاوى إلى قاع الشرّ ، ظلّي

الخطيئة
ملحُ عشائي الأخير

الرؤيا
بلا روحي ، تهيمُ

المحلّة
عللتني بسفح آمالنا وغوطته ،
( فردوس الأرض لم تطأه قدَمُ النبوّة ! )
ألا أهجر طائعاً جحيمَها

الشمسُ آلهة ؛ أمّارة بالباه
ثملاً أعبرُ صِراطها ، مزورّا بمقدار فرسخ ٍ
عن ظلي الحارس

أرجوحة الطفولة
حبالها بين عالمَيْن ـ لغتيْن ،
يهدهدها حزنُ الأمّ بعشبة خشخاش أخلّتْ بكرَها
في مهاوي الدّم والإدمان والجنون

الدايرة
دربُ الأسلاف إلى البستان ؛
ثمة ، تتسكع بين جدرانها المتداعيَة خطاكَ المزهوّة
بتعقب إيقاع صنوج موكبٍ أيوبيّ في صيدٍ ملكيّ ؛
هناك ، أين الأبراج الإسمنتية تتأملكَ ، بعين دخيلٍ
ولا تلبث هلعة ً أن تسترجعَ سربَ ظلالها اللاهيَة
قربَ النهيْر ؛ تغفر لها بشفاعة كنوزها الشآميّة ،
المُضاهيَة بغلمانها وحوريّاتها جنة البدويّ !

كطبعكَ ،
دربُكَ ضيّق !
تنحني لبوابة تينة السبيل ، طارداً من حَرَمِها صِبيَة
نازحين بأسمالهم ، ممتطياً المساءَ ـ
كمهرةٍ زرقاء

أشباح العتمة
تطردكَ بدورها صوبَ الحاضرة ،
المتماوجة الأضواء مثل بحر

الجبلُ ، برجُ المنارة !
*
نكصتُ على عقبي
متأملاً بوضعيّة أفضل ، حلولاً للشمس في ذاتي
ململماً رممَ أحلامي وأشلاء راياتي

بلاطة رخاميّة ، أفقي
يسيّج عوسجُها ، حدودَ رغبتي

الآس المتيبّس
فرشَ موته ، على موتي

السماء
لمّا تزل رفيقتي ؛
بلا أدعيَةٍ أستجلبُ من لدنها مطراً
تكسرونه في قدحكم مع العرَق

أيهذا الساري في العتمة ، متعجلاً !
دع الزبانية تنتظرُ قليلاً أو كثيراً ،
واضرم حشيشنا بلهبَةٍ
من نار الشوق والعشق والشبق !

بخورنا يُبارك الليلَ ، الساهرَ على نغم
نهاوندٍ وكرد وعَجَم

هيَ ذي قيثارتكَ ؛ هفير طرّيْ ! *
أوتارها أمطاري
يفيق على نشوز هطولها الليليّ ، الأنسُ والجنّ ؛
يتصدّع عرشُ الملكوت ؛
تتطايرُ أحجارُ الصِراط ؛
تفرّ ملائكة ، مذعورة ؛
تتداعى جدرانٌ ، فاصلة بين الجنة والنار

الجبلُ ساهراً ، يتمرأى وجهَهُ بقمر المدينة !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هفير طرّي : أيّ منحكَ هذا النعت المشنوع ؛ الأرباب الذين
لا تعترف بهم ، أم أولئكَ البشر الذين لا يهدأ عراكك معهم ؟

وفارقتَ نفسك :

طائرُ الليل ، مرّ بكَ هازئاً
( هذه سمائي ! )

مشفقة
تهمسُ الأرضُ ،
توغلَ ما شئتَ بأحشائي

الليلُ أعمى
خطاهُ تهتدي بعكاز القمر ؛
غير آبهٍ للطفلة الميّتة ، المعتادة على السير
في نومها متسائلة ً عن دميتها

الكابوس
هيّأ للتربة زلزلة ، خلطتْ العظامَ بعضها ببعض ؛
فلا تهدأ
حتى ينهضُ من ينهض باحثا عن أعضاء مفقودة

تدحرج ، أيّها النشيد !
دوّي غامضاً من فوق أسوار تكيّتنا ؛
فالنغم للصوفيّ ، كما النار للذهب

هيَ ذي أطيافُ العتمة
هائمة بلا مشاعل ، تتعثرُ بظلكَ
متناثرة أجوالها بعدّة المنقبين
( أهوَ الحشرُ ؟ )

القمرُ
هتفَ بالستر ؛ فالخطى الثقيلة للبيزكيْ وبوبوْ ،
تعبرك بالسلام عليكم !

هيَ ذي ، إذاً ، الخطى الثقيلة
متجهة بتصميم ، أصمّ ، نحوَ القبر الرافضيّ
( لمّا يجف ترابه بعد )
لتطرَحَ للخلاء بجثة متحللة ، أن تدنس رممَ
الأسلاف المقدّسة !

وها أنتَ ذا ، مستوْ ماستوْ ! *
متوسّداً قدمَيْ مولانا نقشبندي ، لا تفتأ مردداً
لكلّ زائر جديد تلكَ الحكمة القديمة :
" أوْ جيْ تشوْ ... "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مستو ماستو كنتَ عادلاً بهتافك لكلّ جنازة عابرة :
" هوَ ذا راحلٌ آخر .. أزني فيه !! " ـ
تلك العشية ، رددتَ الهتاف لمن أحدقَ بإحتضاركَ
*

III

نجمُ الجوالين سُبحانكَ ، هل تمّت الرحلة :

أيّ أرضين ، كهذه الأرض ، صديقة سماءكَ
أنتَ المنهمر غوثا أكبر على حاضرة مُستخفة
بآلهة طقسها ؛ وهيَ ربّة الينبوع ، المتوّجة بالبروق
وبخور براكينها القديمة

العمرُ رحلة
تلتفع بالشملة النبويّة حالماً ، والغبار يقيس نعل خطوك
على دروب الكون المينوتور

تتهجّع بظلال ريشاتٍ شريرة ، أن تشفّ بالدعاء عيونها
عن الديّان الخيّر

مطنباً في الذكر
مُسهباً في حوليّات المنة والشكر
ليصير منك الجسد رغيفاً يتقاسمه بهاليل الأرض
( كيف للنشور أن يلمّ تفاصيلك ! )

الرؤيا
تفتح لكَ ، وحدك ، جهاتِ السرّ
كيما تباركُ بكفّ سمح القمحَ والزهر والثمر
نافخاً في أفواه المريدين روحَكَ القدس
مُصطخباً بموكبك المغبرّ من كلّ فجّ ـ كالبحر
تخوضه بين الهند والشام ، سفينة ُ الوَجْدِ

يا رباناً تتوالى أشرعته الصحوَ والسحُبَ
( متيقنا أبداً بنجواه )
وبدون أن تدرك في البرّ نفسكَ
أيّها المستخلف !
يا من تطلبكَ جموعنا ، حلمَ نجاة
*

المساءُ معجزة
والنشيد آيته ، يخطرُ بين القبّة والبركة ؛
( فلمن تصلي ، إذاً ! )
بين المغاور المقدّسة ؛ أينَ الخفافيش المحتارة ،
المُعلقة حماقاتها على كهرمان بكر الغوطة :
الغيضة !

العتمة
إختارتْ بومَ الخراب
للراقدين تحت التراب ، وَحْياً !

الزيارة
محتالة على مستأجري القبر ،
آوتْ إلى جماجمهم المُربدّة في هدير الذكر
ووجه الحضرة

لكَ يا وجه البرّ في مقامنا ملاذ الحريم والقاصرات
في تواطيء أبواب السور مع فرق الجند ، المريعة
لدى أول إحتكاكٍ لشعلة الوالي بحطب آمر القلعة !

آه ، لو ثبّتَ أمرٌ كهذا في اللوح المحفوظ ؛
تناثر آيات الحكمة حرفا حرفا ،
على صخر السفح !

ولو أنّ إبليس أقلّ مهارة في تجنيد قوى الشرّ
( مرتزقة ونهابين وأصناف )
لما إحترقت فوق الحاضرة ، أجنحة الرؤيا ؛
لما قذفَ خانُ اللاوند حُرْمَة المقام بأنخابٍ منتصرة
لخليطٍ محاربٍ ، ترطنُ أقداحُهُ ثمالة َ روم
وكردٍ
وأرناؤوط
وشراكسةٍ
ومغاربة

وروحي ثملة بالوصل
تليحُ لجنابكَ الأزلي !
*

أنطقَ الشهادة ، جزعاً ، سلفكَ الحلاج :

لمريدكَ أسرابَ الطفولة ؛ لهمُ يمينه العاجزة ،
المُكبّسَة ذقونهم بلسان الماجوج ، المندلق من
سبلة الفم الأهتم . للمُبكرين إلى معانقة الأبدية
في عتمة جبّ القلعة ، مراحِمُكَ . مُهملاً كذلكَ
قصاصة الوالي وصداقته ؛ ليسَ للفجّار فجرُكَ

هوَ ذا الوالي ، الرقيع ، إصغ لرقعته ما تقول :
" إذ أهلكتُ نفراً عظيماً من بنيه ، جعلَ العذابُ
يفريني فرياً حينما خطرَ لي مثولي بين يدَيْه ؛
فقلتُ من لي أن أقضي فاُعصَمُ من المساءلة ؟
إيَاكَ عَنيْتُ ، غوثي الأكبر ؛ وليي ! "

ما للحاضرة الياسمين ، لا تتفتح إلا إغتصاباً ؟
في الحواري والأسواق ، شَرَعَ بطبلته المنادي
أن تحتجبَ العوراتُ لكثرة الغريب
المتوجّه للجهادِ

أنتَ الغريبُ
ترفع للسماء ، المرفوعة بأعمدة الغيبِ لعنة َ
الأهلين على الأغراب ؛ زاهداً بحلاوة الدنيا
( المُحرّمة كهديّة الوالي )
تذيّلُ طرّة رقعته بجوابكَ :
" لا رحمة لمتكبّر يستشفعُ قبضة ترابٍ ! "
*

المقامُ مركبكَ
يمخرُ ضحالة يزيدٍ ، مُقتفياً أثرَ الكليم

الرمسُ ، برجُ الروح الحجريّ
تهرأ كفنه عن رميم شهيدة النور : الفراشة !

الشمسُ ، طبقٌ نحاسيّ
يتسلقُ ضفيرتها القمرُ الرشيقُ ، المُفضض
كطاسَة الرعبة !

المذنبُ ، إصبعٌ ضوئيّ
مُعابثا ينسَلّ خلل عانة الحاضرة ، المراهقة !
*

باكياً الطفلُ
يُحملق بسورة عمّاته ، النائحات ، المُسْتمطِرَة
غيثا أكبرَ ؛ لن يَعشِبَ يبابَ قلوبهنّ !

ها أنتَ ذا ، تخرجُ ضجراً
مراوحاً قربَ البركة خيالكَ ؛ مُتمعّناً بسمكةٍ
ذهبيّة ، خلّفها برقٌ لقيط ؛
( إختلفتْ على حضانته غيمتان عاقران )
مُلوّحاً لنقطةٍ مضيئةٍ ، على هامة الأربعين :
أهوَ قابيلُ ، يستوقدُ ندَمَهُ حطباً رطباً ، لأثر
الدم الأخويّ ، المسفوح ؟
أم هوَ شيخنا الأكبرُ ، المعتصمُ بصخرته ؛
ثمة ،
أين إله الحاضرة التاجرة ، تحتَ نعليْهِ ؟

هناكَ ، أيضاً
كنتَ ونشيدُكَ المتلبّد بزغب الروح ، تتوسّلُ
خمرة العتمة المُعتقة، مُقدّراً قبلَ صلاة الفجر
أنّ أصحابَ الملكوت :
" في شغل فاكهون " !

الطيفُ ، فراشة ناريّة
تدوّمُ متواريَة فوق السّفح

والمدينة ، طفلة غافيَة
لا يُعكّر حلمَ إستباحتها طنينُ روح ، باكٍ


IV


تحيّرني الرؤيا :

مُجنحة ، كحلم مُلكي الضائع
كملاكٍ تتلاشى ببطءٍ نصاعته
كنسمةٍ تستسلمُ لغريبٍ ، غافيَةٍ
على صخرته

لذاكَ الأصيل
كان السّفحُ يختبر ملهاة المدينة ،
بشلال ألوان من بنفسج مغيبه

لآغوات النهب
يُعَدّ السّفحُ المُشرف على غوطةٍ ،
تستعدّ لساكنيه

لجنون الوالي
يُهَيأ الفتيلَ ، السادِنُ
فليُدنُ شعلة َ غضبهِ !
لا نأبَه نذرَهُ ولا برج يعلو سفحنا
*

ليكن في السوق حريقُ
تجارة نستوقدُ كسادَها وضجرَنا
في مرور نهار بلا فتنةٍ ،
تستدعي شاراتِ هيبتنا !

ليكن صلحٌ ونذورُ
والأمويّ يُخلى من أعراض ،
لا تلبثُ سراعاً أن تنتهكَ في كلّ
حرَملكٍ مُسْرَج بمصابيح ملوّنة ؛
بثمار كبّادٍ ناضج ؛ بنهودٍ أكثر نضجاً
مجبولة بدهن ياسمين ، قتيل
*

ضجرون !
نحمّلُ الليلَ ما لا يحتمله
والمآذنُ العصماءُ تسطع ببهاءِ آياتٍ
لا تعنينا غنتها ، في خشوعنا
غالباً
لعري مماليك كرجيّة تسودُ مملكة العتمة

سَعدُ نجمنا
أن نرخي مجدافَ الشهوة لقاربٍ تتهاداهُ
رياشٌ ونمارق وإستبرق

والنجفة قمرنا
بألف شمعةٍ مُمَسّكةٍ تعشي مرمرَ الزنا
وعينَ الآلهة ؛ الآلهة المُمتهنة رعيّتها
أقلّ مما يأتيه عادة ً، ظلّها الأرضيّ !

آلهة نحنُ
والتسرّي متعتنا
في غيبَة الوالي ومحمله الشريف ؛
بلا نكوص بحال ، عن يمين بيعتنا
نعترفُ لفحش جواريه بمعرفة لغاتٍ
يقذفننا بها في المخادع السريّة تلك ؛
المحروسة بمرتزقةٍ أحدَث عهداً في
الخدمة منا
*

ليكن جَنكٌ
ليكن إذاً ، كما أرادوه

لتفتحَ للبرّ هذه الأسوار ؛ لكلّ من قايَضَ
برشوة جندنا ، روحَهُ
في جَرْدة الوالي المُرتدّة
أمام الروميّ والأعراب

ويحَه ، النكّاح !
مُتعجلاً يتجنبُ كلّ قريَةٍ في وادي العجَم
مهلاً :
السورُ الأصمّ نحن مفاتيحه ،
وعوراتكَ أبواب !

ها تباغته طعنة الظهر
متحاملاً
يستديرُ كحاو لحيَله وثغراتنا ؛
لا تشغلنا عن أنفسنا ، المشغولة حولاً
بثغرات الآجرّ ؛
متلصّصة على عبثٍ مرمر ، متناثر
العري في المغطس المُسخن ببخار
الشبق وفحيحنا
*

على مَ يحملنا هذا المساء ؟
لمّا يبدأ عناقٌ ،
ولا تواترَ بسَهم عضليّ قوسُ العِرْق
ولا صهيلَ يترجّع الشمسَ ،
وكانت لجامَ شهوتنا

دوياً دوياً ،
ليقرعَ جرَسُ الإنتقام برأسنا الأصمّ !
لا مُهلة لجَسَدٍ بأسر جسد

أنفاقٌ بإزاء البرج الأكبر للقلعة ؛
أساساتٌ تلغمُ بصبر الوالي ،
الشرعيّ بعد ؛ ما دام القبجيّ سبقَ وفرّ
إلى الباب العالي بجلده ، ورشوَتنا !

ـ ليكن صلحٌ ونذور
ـ وعوراتي يا ملاعين ؟
ـ هذه الأسوارُ ، عوراتنا
ـ ستتهاوى برجاً ببكر
ـ والروميّ والأعراب ، يا لبيب ؟
ـ كلّ برج بكرُ
ـ كلّ جهةٍ ، خرابة !

تتجشأ تحت الأسوار ، الألغامُ
وعلى الشآم السلامْ




#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم
- الأسبار
- الصفعة في السينما المصرية
- فيلم حين ميسرة : أكشن العالم الأسفل
- منزل المنفى
- دمشق ، قامشلي .. وربيعٌ آخر
- قلبُ لبنان
- الصراع على الجزيرة : مداخلة تاريخية في جدل مستحيل
- حوار حشاشين
- نفديكَ يا أردوغان !
- فضائيات مقاومة
- عمارة يعقوبيان : موضوع الجنس المحرّم في السينما
- ربحنا حماس وخسرنا فلسطين
- جائزة نوبل للإرهاب
- عامان على إعدام الطاغية
- بشارة !
- طفل طهران وأطفال فلسطين
- سماحة السيّد وسيّده
- النصّ والدراما : إنحدارُ المسلسلات السوريّة
- ثمرَة الشرّ : القِبلة ، القلب


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تراتيل