|
تراتيل
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 06:34
المحور:
الادب والفن
I هكذا إمتلأ بالشكّ يقيني :
أجنحة ٌ حارسَة ، لم تزلَ ببابي المفتقِد عتبة َ الطمأنينة ؛ عواءٌ يُنذرُ بصعود روح ٍ لمُستقرّها ؛ علامة ٌ اخرى تستعيدُها الذاكرة ُ الواهنة ، غير الآبهة أصلاً بالتكرار المُمِل لدَوْرَة غريب الأطوار ؛ الموت . وأكثر غرابة حياتك ، أيّها الغريب ! فصولها تلملمُ ، كمشعوذٍ ، أدواتٍ وأحابيلَ كيما ترميكَ بخرافةٍ اخرى : خريف العُمر .
منذ المغارة السوداء كانت صخرتك مسيّجة ً وردة الحلم أنْ تفرط َ في غبار الفاتحين ، ممددة ً إسمكَ بإحدى إنكساراتها نقشاً غمرَهُ طحْلبُ الزمن .
العمرُ معبَدٌ . سنواتهُ أعمدة مُحطمة ، إثرَ حريق ٍ شعبيّ ؟ ( الغزاة ُ نادراً ما إمتهنوا آلهة محليّة ، أو أشياء نافعة )
المعبَدُ ملحمة ٌ . تستعيدُها لنا طوبَة ً طوبة ، بدءاً من زحفِ حيّة الطفولة ( لم تكُ سامّة قط )
خرائبُ المعبدِ لا يحفلُ بها أثريٌ . لها جوارحُ الطير المطليَةِ مخالبها بدم ٍ بشريّ أو حيوانيّ ( الموتُ بضاعة ٌ واحدة ٌ ، فاسدة ٌ ، سَواء )
ولوْ أنّ القرابينَ شرعيّة ٌ بعدُ ، ضمنتَ لجثتكَ التشريفَ لا جيفة يأنفها نسرٌ لا تتشرّف بأجنحته شمسُ حُوْرس كالجثث الأكثرَ زيفاً من أقراطها وعقودها ، التافهة ( كحياتها المنقضية بلا معنى )
إبحري أيتها الخيلاء البشريّة ! الرياحُ آلهة ٌ مواتية ٌ ، متواطئة ٌ في الشرّ مثل حيّة آدم ( كفقر ٍ قديم ٍ ، نستثقلُ ذكراها )
الحلمُ مرآة ُ الذاكرة . كِسْرَة ٌ من لوح ٍ محفوظٍ مُتشظ ّ بفعل ِ سهام ميترا ، الضجرة : سأملأ سماءكَ ، يا توأمَ النور ، بأسرابٍ من أسئلة الشكّ ، تعجزُ عن إقتناصها قوسُكَ ! _ ها شطحْتُ ؟ _ لا بأسَ عليكَ ، فالمعرفة ُ ليست بأقلّ شرّ من هفوة العراف : فلا تأمننَ صُحبة َ الملوكِ !
الجَسدُ طينٌ هشمَهُ زمنٌ رديءٌ . تداري وهمَهُ بوهم الروح المسكوب من نار خالدةٍ ، وأنّ الربّ سياجُهُ ؛ حَجَرُ عَثرة لخطى الخطيئة ؛ ريحٌ تحصِدُ قشّ الشِبْهَةِ ( لم تُنقذ روحَ غريق ٍ ! )
ها أنتذا الغريبُ ، مُصابٌ ومغمومٌ . تفترش جزّة العَجْز فيمت تمضي أطيافٌ مقاتِلة ، بأقواسها وسيوفها المقوّسة إلى شمال أرض الربّ المحارب ، الجدير بنقشه المنبثق من قرص الشمس المجنح . أنتَ الهائمُ في بريّة غريبةٍ ، المفتقدُ أرضكَ المنحوتة بينَ مياهٍ عظيمةٍ ، المُمَوّهة بعَظم ٍ رميم ٍ ومبان خربة أيّ ذكرى تبقت لكَ : دروعٌ من نحاس أحمر ؛ سيوفٌ إنقرضتْ مقابضُها وصَدِئة شفراتها _ منذ يوم آسوس ؛ أراقيمٌ مليئة ٌ بحفرياتها ، كطفلةٍ جميلةٍ مُعفرة بالفقر .. أراقيم ٌ تناشِدُكم : ألا يُمكنُ لأيّ قراءتها ؟ أمْ أنني الوحيدُ المُقدّر لهُ ترجمة لغتها المُعرّفة ببقية قومنا الهالكين بحماقاتهم ، المخلفين لنا سِجلات ٍ تنبيءُ بحقيقة ذاتِهم ( حقيقة ٌ لن تجلبَ مسَرّة ! )
ولوْ قدّرَ لآخرين النظرَ فيها ، ما هَلكتُ .
* II
وكنتُ أقدّر لنشيدي قدراُ أفضلَ :
ظلّ من النميمة على أرضي ؛ على سمائها الصمّاء ـ كقطن الموتى
هوَ ذا المنشدُ ، أيهّا المُعَفرُ بالفناء ! يواجه القمرَ بألف نافذة ، مفتوحة على وردة صلاته ؛ بألف شمعة ، أن تقلق روحُ العتمة إغفاءَ وسادته ؛ رافعاً بين هذه وتلك صوتاً ، بلا صدى في بريّة الربّ
يا لإغفاءة ، مثقلة بالليل ! تنحني على حشائش قبركَ ، المرتعدة حنوناً قبيل كابوس الفجر
وآه ، مما يَعِدُ فجركَ ! من نفير ألف مأذنة ـ كقيامةٍ إفتقدتْ مفكرة مواعيدها
تتأملُ سطحاً أليفا هتفَ يوماً لإحدى فتوحاتكَ الليلية : فكم توبة ، أقسمَتها يمينكَ المخضرّة ـ كريش العاصي ، قدّام الحضرة ؟
دربكَ إذاً ، دربُ الوَجْدِ ينيره البرقُ ، ما سنا لهُ جارٍ من بارقٍ إلى بارق مستوحشٌ عما سوى الجسَد متأججٌ بعرامة الشبق :
فنيَ رسمي ، ربّاه ! وما من سرّ يُطالعُهُ شبحٌ ، ليسَ له غير الرميم يُجامعُهُ *
كم قدّر لك تحت قبّة الليل من إنتظار :
العتمة خفاشٌ مصبوغ الجناح بإخضرار نكيّة متكئة على هيكلكَ الأقلّ تشوّهاً في غمزة القمر !
ها برحت بلاطتكَ ، أخيراً فإمش رويداً ! وأنظرْ ، كيف أنتنَ مياهَ يزيدٍ الركودُ
هالة هالة تضفر سيّدةُ النجوم جديلتها ـ كما ضفرَ الموتُ أواصرَ النسوة الغريبات تحتَ سقفه ؛ سقف لا يلبث أن يتداعى من ثرثرتهنّ !
تتفكّه ، أيضاً ، لفكرةٍ لا يراها القمرُ جديرة ً ؛ هوَ الحانقُ على مواطئة التربة دنساً مُقامراً ، ثمة فوق سجادة الخلود المُجللة رقادَ أميرنا ؛ هناكَ أين أنفاسهم تمتزج بعرْفٍ حشاش : لتتقوّض قبّة الليل على الأنقاض المُدنسَة وليضجّ بالنار أهلُ النار ! *
هكذا خرجتَ :
فجراً يسْفعُ نديُه غلالة َ المدينة ؛ أو يقطرُ نحله عسلاًَ في مآقي طرْفها
العمرُ مجلدٌ تاريخيّ ، تناثرَت بأيدٍ تتريّة أوراقه
مجدُكَ أن تخرجَ من إنتماءٍ ، ينفيكَ من أبجديّته
عبثا تستجدي رخامة شاهدتكَ ، من الحاضرين سورة ً يتيمة ً
أينَ الرحمة ! *
دركاً صوريين ؛ لصوصاً جبليين :
نأتِ السهلَ ، المموّه غناه بالخرقة ؛ لا يخدع بصيرتنا الأمكر ـ المباركة بتجلّيات شيخ عيد *
هوذا شيخنا ، يوافينا مثل هدهدٍ بخبر البلاطة الغافيَة على مجدِ المجيديّات ، المقترَة ـ كما سماء فلاحين ، إفتقدَتْ قرابينها
لن يكونَ لنا قربانٌ ! ثمة ، في ممراتنا السريّة ، الملتويَة ـ كحيّة المتاهة ، تاهَ اليقينُ متحدّراً درجة درجة مسرابنا
لن يكونَ لنا يقينٌ ! نغمرُ بالخيول المطهّمة خنوعَ الغوطة المصطلمَة ؛ ملتمعة دبساتنا العاصيَة وقلبقاتنا الشركسيّة تحت أشعة آلهةٍ ، لا نشركها غنائم غاراتنا :
على البريّة ، المُباحَة ، صوتٌ وعويل ونواح ( بهجة ! ) وأكثر مما تنبأه عرافنا ، كان نهبُنا
هيَ ذي الغوطة ؛ طفلة الإستباحَة طيورُ إستغاثتها ، تقتنصها سِراعاً سهامُ شمس متواطئة
الجبلُ ، عرشُ إلهِ نهّابين ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شيخ عيد : لم يُقسم برأسكَ الآغاواتُ اللصوصُ ؟ أانتَ إذاُ من يستطلع لهم مواضعَ كنوز الموتى ؛ أولئك المُستجلبة لهمُ الرحمة قراءاتكَ القرآنية !
* كشهابٍ يُفارقُ ربَّه يتهاوى إلى قاع الشرّ ، ظلّي
الخطيئة ملحُ عشائي الأخير
الرؤيا بلا روحي ، تهيمُ
المحلّة عللتني بسفح آمالنا وغوطته ، ( فردوس الأرض لم تطأه قدَمُ النبوّة ! ) ألا أهجر طائعاً جحيمَها
الشمسُ آلهة ؛ أمّارة بالباه ثملاً أعبرُ صِراطها ، مزورّا بمقدار فرسخ ٍ عن ظلي الحارس
أرجوحة الطفولة حبالها بين عالمَيْن ـ لغتيْن ، يهدهدها حزنُ الأمّ بعشبة خشخاش أخلّتْ بكرَها في مهاوي الدّم والإدمان والجنون
الدايرة دربُ الأسلاف إلى البستان ؛ ثمة ، تتسكع بين جدرانها المتداعيَة خطاكَ المزهوّة بتعقب إيقاع صنوج موكبٍ أيوبيّ في صيدٍ ملكيّ ؛ هناك ، أين الأبراج الإسمنتية تتأملكَ ، بعين دخيلٍ ولا تلبث هلعة ً أن تسترجعَ سربَ ظلالها اللاهيَة قربَ النهيْر ؛ تغفر لها بشفاعة كنوزها الشآميّة ، المُضاهيَة بغلمانها وحوريّاتها جنة البدويّ !
كطبعكَ ، دربُكَ ضيّق ! تنحني لبوابة تينة السبيل ، طارداً من حَرَمِها صِبيَة نازحين بأسمالهم ، ممتطياً المساءَ ـ كمهرةٍ زرقاء
أشباح العتمة تطردكَ بدورها صوبَ الحاضرة ، المتماوجة الأضواء مثل بحر
الجبلُ ، برجُ المنارة ! * نكصتُ على عقبي متأملاً بوضعيّة أفضل ، حلولاً للشمس في ذاتي ململماً رممَ أحلامي وأشلاء راياتي
بلاطة رخاميّة ، أفقي يسيّج عوسجُها ، حدودَ رغبتي الآس المتيبّس فرشَ موته ، على موتي
السماء لمّا تزل رفيقتي ؛ بلا أدعيَةٍ أستجلبُ من لدنها مطراً تكسرونه في قدحكم مع العرَق
أيهذا الساري في العتمة ، متعجلاً ! دع الزبانية تنتظرُ قليلاً أو كثيراً ، واضرم حشيشنا بلهبَةٍ من نار الشوق والعشق والشبق !
بخورنا يُبارك الليلَ ، الساهرَ على نغم نهاوندٍ وكرد وعَجَم
هيَ ذي قيثارتكَ ؛ هفير طرّيْ ! * أوتارها أمطاري يفيق على نشوز هطولها الليليّ ، الأنسُ والجنّ ؛ يتصدّع عرشُ الملكوت ؛ تتطايرُ أحجارُ الصِراط ؛ تفرّ ملائكة ، مذعورة ؛ تتداعى جدرانٌ ، فاصلة بين الجنة والنار
الجبلُ ساهراً ، يتمرأى وجهَهُ بقمر المدينة ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * هفير طرّي : أيّ منحكَ هذا النعت المشنوع ؛ الأرباب الذين لا تعترف بهم ، أم أولئكَ البشر الذين لا يهدأ عراكك معهم ؟
وفارقتَ نفسك :
طائرُ الليل ، مرّ بكَ هازئاً ( هذه سمائي ! )
مشفقة تهمسُ الأرضُ ، توغلَ ما شئتَ بأحشائي
الليلُ أعمى خطاهُ تهتدي بعكاز القمر ؛ غير آبهٍ للطفلة الميّتة ، المعتادة على السير في نومها متسائلة ً عن دميتها
الكابوس هيّأ للتربة زلزلة ، خلطتْ العظامَ بعضها ببعض ؛ فلا تهدأ حتى ينهضُ من ينهض باحثا عن أعضاء مفقودة
تدحرج ، أيّها النشيد ! دوّي غامضاً من فوق أسوار تكيّتنا ؛ فالنغم للصوفيّ ، كما النار للذهب
هيَ ذي أطيافُ العتمة هائمة بلا مشاعل ، تتعثرُ بظلكَ متناثرة أجوالها بعدّة المنقبين ( أهوَ الحشرُ ؟ )
القمرُ هتفَ بالستر ؛ فالخطى الثقيلة للبيزكيْ وبوبوْ ، تعبرك بالسلام عليكم !
هيَ ذي ، إذاً ، الخطى الثقيلة متجهة بتصميم ، أصمّ ، نحوَ القبر الرافضيّ ( لمّا يجف ترابه بعد ) لتطرَحَ للخلاء بجثة متحللة ، أن تدنس رممَ الأسلاف المقدّسة !
وها أنتَ ذا ، مستوْ ماستوْ ! * متوسّداً قدمَيْ مولانا نقشبندي ، لا تفتأ مردداً لكلّ زائر جديد تلكَ الحكمة القديمة : " أوْ جيْ تشوْ ... " ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * مستو ماستو كنتَ عادلاً بهتافك لكلّ جنازة عابرة : " هوَ ذا راحلٌ آخر .. أزني فيه !! " ـ تلك العشية ، رددتَ الهتاف لمن أحدقَ بإحتضاركَ *
III
نجمُ الجوالين سُبحانكَ ، هل تمّت الرحلة :
أيّ أرضين ، كهذه الأرض ، صديقة سماءكَ أنتَ المنهمر غوثا أكبر على حاضرة مُستخفة بآلهة طقسها ؛ وهيَ ربّة الينبوع ، المتوّجة بالبروق وبخور براكينها القديمة
العمرُ رحلة تلتفع بالشملة النبويّة حالماً ، والغبار يقيس نعل خطوك على دروب الكون المينوتور
تتهجّع بظلال ريشاتٍ شريرة ، أن تشفّ بالدعاء عيونها عن الديّان الخيّر
مطنباً في الذكر مُسهباً في حوليّات المنة والشكر ليصير منك الجسد رغيفاً يتقاسمه بهاليل الأرض ( كيف للنشور أن يلمّ تفاصيلك ! )
الرؤيا تفتح لكَ ، وحدك ، جهاتِ السرّ كيما تباركُ بكفّ سمح القمحَ والزهر والثمر نافخاً في أفواه المريدين روحَكَ القدس مُصطخباً بموكبك المغبرّ من كلّ فجّ ـ كالبحر تخوضه بين الهند والشام ، سفينة ُ الوَجْدِ
يا رباناً تتوالى أشرعته الصحوَ والسحُبَ ( متيقنا أبداً بنجواه ) وبدون أن تدرك في البرّ نفسكَ أيّها المستخلف ! يا من تطلبكَ جموعنا ، حلمَ نجاة *
المساءُ معجزة والنشيد آيته ، يخطرُ بين القبّة والبركة ؛ ( فلمن تصلي ، إذاً ! ) بين المغاور المقدّسة ؛ أينَ الخفافيش المحتارة ، المُعلقة حماقاتها على كهرمان بكر الغوطة : الغيضة !
العتمة إختارتْ بومَ الخراب للراقدين تحت التراب ، وَحْياً !
الزيارة محتالة على مستأجري القبر ، آوتْ إلى جماجمهم المُربدّة في هدير الذكر ووجه الحضرة
لكَ يا وجه البرّ في مقامنا ملاذ الحريم والقاصرات في تواطيء أبواب السور مع فرق الجند ، المريعة لدى أول إحتكاكٍ لشعلة الوالي بحطب آمر القلعة !
آه ، لو ثبّتَ أمرٌ كهذا في اللوح المحفوظ ؛ تناثر آيات الحكمة حرفا حرفا ، على صخر السفح !
ولو أنّ إبليس أقلّ مهارة في تجنيد قوى الشرّ ( مرتزقة ونهابين وأصناف ) لما إحترقت فوق الحاضرة ، أجنحة الرؤيا ؛ لما قذفَ خانُ اللاوند حُرْمَة المقام بأنخابٍ منتصرة لخليطٍ محاربٍ ، ترطنُ أقداحُهُ ثمالة َ روم وكردٍ وأرناؤوط وشراكسةٍ ومغاربة
وروحي ثملة بالوصل تليحُ لجنابكَ الأزلي ! *
أنطقَ الشهادة ، جزعاً ، سلفكَ الحلاج :
لمريدكَ أسرابَ الطفولة ؛ لهمُ يمينه العاجزة ، المُكبّسَة ذقونهم بلسان الماجوج ، المندلق من سبلة الفم الأهتم . للمُبكرين إلى معانقة الأبدية في عتمة جبّ القلعة ، مراحِمُكَ . مُهملاً كذلكَ قصاصة الوالي وصداقته ؛ ليسَ للفجّار فجرُكَ
هوَ ذا الوالي ، الرقيع ، إصغ لرقعته ما تقول : " إذ أهلكتُ نفراً عظيماً من بنيه ، جعلَ العذابُ يفريني فرياً حينما خطرَ لي مثولي بين يدَيْه ؛ فقلتُ من لي أن أقضي فاُعصَمُ من المساءلة ؟ إيَاكَ عَنيْتُ ، غوثي الأكبر ؛ وليي ! "
ما للحاضرة الياسمين ، لا تتفتح إلا إغتصاباً ؟ في الحواري والأسواق ، شَرَعَ بطبلته المنادي أن تحتجبَ العوراتُ لكثرة الغريب المتوجّه للجهادِ
أنتَ الغريبُ ترفع للسماء ، المرفوعة بأعمدة الغيبِ لعنة َ الأهلين على الأغراب ؛ زاهداً بحلاوة الدنيا ( المُحرّمة كهديّة الوالي ) تذيّلُ طرّة رقعته بجوابكَ : " لا رحمة لمتكبّر يستشفعُ قبضة ترابٍ ! " *
المقامُ مركبكَ يمخرُ ضحالة يزيدٍ ، مُقتفياً أثرَ الكليم
الرمسُ ، برجُ الروح الحجريّ تهرأ كفنه عن رميم شهيدة النور : الفراشة !
الشمسُ ، طبقٌ نحاسيّ يتسلقُ ضفيرتها القمرُ الرشيقُ ، المُفضض كطاسَة الرعبة !
المذنبُ ، إصبعٌ ضوئيّ مُعابثا ينسَلّ خلل عانة الحاضرة ، المراهقة ! *
باكياً الطفلُ يُحملق بسورة عمّاته ، النائحات ، المُسْتمطِرَة غيثا أكبرَ ؛ لن يَعشِبَ يبابَ قلوبهنّ !
ها أنتَ ذا ، تخرجُ ضجراً مراوحاً قربَ البركة خيالكَ ؛ مُتمعّناً بسمكةٍ ذهبيّة ، خلّفها برقٌ لقيط ؛ ( إختلفتْ على حضانته غيمتان عاقران ) مُلوّحاً لنقطةٍ مضيئةٍ ، على هامة الأربعين : أهوَ قابيلُ ، يستوقدُ ندَمَهُ حطباً رطباً ، لأثر الدم الأخويّ ، المسفوح ؟ أم هوَ شيخنا الأكبرُ ، المعتصمُ بصخرته ؛ ثمة ، أين إله الحاضرة التاجرة ، تحتَ نعليْهِ ؟
هناكَ ، أيضاً كنتَ ونشيدُكَ المتلبّد بزغب الروح ، تتوسّلُ خمرة العتمة المُعتقة، مُقدّراً قبلَ صلاة الفجر أنّ أصحابَ الملكوت : " في شغل فاكهون " !
الطيفُ ، فراشة ناريّة تدوّمُ متواريَة فوق السّفح
والمدينة ، طفلة غافيَة لا يُعكّر حلمَ إستباحتها طنينُ روح ، باكٍ
IV
تحيّرني الرؤيا :
مُجنحة ، كحلم مُلكي الضائع كملاكٍ تتلاشى ببطءٍ نصاعته كنسمةٍ تستسلمُ لغريبٍ ، غافيَةٍ على صخرته
لذاكَ الأصيل كان السّفحُ يختبر ملهاة المدينة ، بشلال ألوان من بنفسج مغيبه
لآغوات النهب يُعَدّ السّفحُ المُشرف على غوطةٍ ، تستعدّ لساكنيه
لجنون الوالي يُهَيأ الفتيلَ ، السادِنُ فليُدنُ شعلة َ غضبهِ ! لا نأبَه نذرَهُ ولا برج يعلو سفحنا *
ليكن في السوق حريقُ تجارة نستوقدُ كسادَها وضجرَنا في مرور نهار بلا فتنةٍ ، تستدعي شاراتِ هيبتنا !
ليكن صلحٌ ونذورُ والأمويّ يُخلى من أعراض ، لا تلبثُ سراعاً أن تنتهكَ في كلّ حرَملكٍ مُسْرَج بمصابيح ملوّنة ؛ بثمار كبّادٍ ناضج ؛ بنهودٍ أكثر نضجاً مجبولة بدهن ياسمين ، قتيل *
ضجرون ! نحمّلُ الليلَ ما لا يحتمله والمآذنُ العصماءُ تسطع ببهاءِ آياتٍ لا تعنينا غنتها ، في خشوعنا غالباً لعري مماليك كرجيّة تسودُ مملكة العتمة
سَعدُ نجمنا أن نرخي مجدافَ الشهوة لقاربٍ تتهاداهُ رياشٌ ونمارق وإستبرق
والنجفة قمرنا بألف شمعةٍ مُمَسّكةٍ تعشي مرمرَ الزنا وعينَ الآلهة ؛ الآلهة المُمتهنة رعيّتها أقلّ مما يأتيه عادة ً، ظلّها الأرضيّ !
آلهة نحنُ والتسرّي متعتنا في غيبَة الوالي ومحمله الشريف ؛ بلا نكوص بحال ، عن يمين بيعتنا نعترفُ لفحش جواريه بمعرفة لغاتٍ يقذفننا بها في المخادع السريّة تلك ؛ المحروسة بمرتزقةٍ أحدَث عهداً في الخدمة منا *
ليكن جَنكٌ ليكن إذاً ، كما أرادوه
لتفتحَ للبرّ هذه الأسوار ؛ لكلّ من قايَضَ برشوة جندنا ، روحَهُ في جَرْدة الوالي المُرتدّة أمام الروميّ والأعراب
ويحَه ، النكّاح ! مُتعجلاً يتجنبُ كلّ قريَةٍ في وادي العجَم مهلاً : السورُ الأصمّ نحن مفاتيحه ، وعوراتكَ أبواب !
ها تباغته طعنة الظهر متحاملاً يستديرُ كحاو لحيَله وثغراتنا ؛ لا تشغلنا عن أنفسنا ، المشغولة حولاً بثغرات الآجرّ ؛ متلصّصة على عبثٍ مرمر ، متناثر العري في المغطس المُسخن ببخار الشبق وفحيحنا *
على مَ يحملنا هذا المساء ؟ لمّا يبدأ عناقٌ ، ولا تواترَ بسَهم عضليّ قوسُ العِرْق ولا صهيلَ يترجّع الشمسَ ، وكانت لجامَ شهوتنا
دوياً دوياً ، ليقرعَ جرَسُ الإنتقام برأسنا الأصمّ ! لا مُهلة لجَسَدٍ بأسر جسد
أنفاقٌ بإزاء البرج الأكبر للقلعة ؛ أساساتٌ تلغمُ بصبر الوالي ، الشرعيّ بعد ؛ ما دام القبجيّ سبقَ وفرّ إلى الباب العالي بجلده ، ورشوَتنا !
ـ ليكن صلحٌ ونذور ـ وعوراتي يا ملاعين ؟ ـ هذه الأسوارُ ، عوراتنا ـ ستتهاوى برجاً ببكر ـ والروميّ والأعراب ، يا لبيب ؟ ـ كلّ برج بكرُ ـ كلّ جهةٍ ، خرابة !
تتجشأ تحت الأسوار ، الألغامُ وعلى الشآم السلامْ
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترانيم
-
الأسبار
-
الصفعة في السينما المصرية
-
فيلم حين ميسرة : أكشن العالم الأسفل
-
منزل المنفى
-
دمشق ، قامشلي .. وربيعٌ آخر
-
قلبُ لبنان
-
الصراع على الجزيرة : مداخلة تاريخية في جدل مستحيل
-
حوار حشاشين
-
نفديكَ يا أردوغان !
-
فضائيات مقاومة
-
عمارة يعقوبيان : موضوع الجنس المحرّم في السينما
-
ربحنا حماس وخسرنا فلسطين
-
جائزة نوبل للإرهاب
-
عامان على إعدام الطاغية
-
بشارة !
-
طفل طهران وأطفال فلسطين
-
سماحة السيّد وسيّده
-
النصّ والدراما : إنحدارُ المسلسلات السوريّة
-
ثمرَة الشرّ : القِبلة ، القلب
المزيد.....
-
براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
-
السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر
...
-
-البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة
...
-
تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك
...
-
هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو
...
-
بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن
...
-
ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
-
كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف
...
-
بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر
...
-
-الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|