أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - آلامكَ فوق طاقتي














المزيد.....

آلامكَ فوق طاقتي


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 07:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزّمان : في ملء الزمن
المكان : تلّة في أورشليم

يتسلّق الجندي الروماني السُّلم وهو يحمل اسفنجة ملأى بالخلّ ، فيعصرها عنوةً على شفاه ربِّ الحياة ، ولا ينزل قبل أن يصفعه صفعةً ويقهقه ، فيأتيه صوت من أسفل :
أرجوك صفعة أخرى من أجلي ، لا تدعني أصعد ، فيصرخ ثانٍ : أنا أريدك أن تنتفه نتفًا لأجلي.
وتتطاير الضحكات والقهقهات والشتائم ....انزل عن الصّليب يا جلالة الملك !!!

وتدمع السّماء ، والقلب الكبير الكبير يتفطّر ألمًا ويعتصر .

مشهد دراميّ سجّله التاريخ ، وسطّره الوحيّ بماء المحبّة
مشهد يطفو على ذاكرتي ووجداني كلّ سنة ، بل كل يوم خميس ، فأقف أمامه دَهِشًا ، أصدّق ولا أصدِّق ...

ما هذه المحبّة الضافيّة ؟!!
ما هذا التنازل الرائع؟!!
ما هذه التضحية التي يكاد يأبى عقلي أن يهضمها ؟!!.

قبل سنوات كثيرة ، وعندما كان أولادي صغارًا ، وكنت أعمل أنا وزوجتي في الحقول في قطف ثمار الخِيار ، كان يحدث أن يترك احد أبنائي العريشة حافيًا ويحاول أن يصل إلينا ، وفي الطريق تخزه شوكة صغيرة ، فيصرخ ويصرخ ، خاصةً إذا سالت من قدمه الصغيرة الطريّة قطرة دم صغيرة.
يصرخ ويتضايق ، ولكن تضايقي أنا وامّه كان أكبر ، ووجعي أعظم بما لا يقاس .
كنتُ أتمنّى أن أكون أنا مكانه ، فدموعه تحرقني ، وألمه يُدمي قلبي ، وتنهداته تسرقني من نفسي.
واليوم أتذكّر هذا وأضحك ، ما هذه الآلام أمام ما تحمّله ابن الإنسان منّا ومن أجلنا من نتف وجلد وبصق واهانات؟!!
ما هذا الألم الضئيل أمام العذاب المُقدَّس الذي ذاقه الربّ يسوع على الصليب ؟!!
أين ألم صغيري من هذا الألم الفظيع ؟
أين هذه الغصّة من غصّة الآب ، وهو يرى ابن محبته يُسام العذاب من مخلوقات مجبولة بالخطيئة !!

كيف سكتَّ أيها الآب ؟
كيف طاوعك قلبك الكبير أن ترى وحيدكَ ؛ ملك الملوك أن يذوق الآلام ، ويسيل دمًا ، ويذوب كما الشّمع من ناكري الجميل .
كيف ترضى أيّها الجالس بين تسبيحات إسرائيل؟

كيف... وكيف وأنسى يا سيّدي أنك تختلف ، أنك الإله الحيّ ، أنت الذي قرّرت ودبّرت الخطة العظيمة على حساب ابن الإنسان وبرضاه التّامّ
نعم أنسى يا سيّد شريعتك الذّهبيّة القائلة : "أحبّوا أعداءَكم ، باركوا لاعنيكم " .
أنسى ولا أنسى ...وكيف أنسى وأنا أعرفكَ وأذوقكَ وأتمشّى معك وأختبرك يوميًا....أعرفك الرّاعي الصالح ، وأذوقك عسلا لحنكي ، وأعيش معك يوميا مسافرًا في كتابك المقدَّس.

يسوع يا ابن الإنسان يكفينا فخرًا أنّنا بجروحكَ نشفى.





#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنزة ُ الذكيّة- قصّة للأطفال
- الأحدُ العظيم
- المُزنَّر بالحياة
- فصحُ الحياة
- وتهاوى الموتُ خوْفًا
- كيتساف والقاضي العربي جورج قرّا
- حديثُ النَّهر
- آه منك يا زمن
- أمّاه.....أنتِ لوحةُ الأزل
- الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال
- إمّي ...شعر للاطفال
- وعُدْتُ الى بحر الجليل
- نحنُ لا نُتقن اللُّعبة
- يخافون ...מפחדים
- الزّهرةُ المُنسحقةُ تفوحُ شذىً
- عُرس الثّامن من آذار
- لسْتَ مَدينًا لأحدٍ
- فيروز....نُحبُّكِ كما أنتِ
- شوقي اليْكَ يزيد
- شلاين إنّنا نسامحكَ


المزيد.....




- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - آلامكَ فوق طاقتي