أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال














المزيد.....

الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:44
المحور: الادب والفن
    



فرح وفرحة "حبّة فول وانفلقت" ...توأمان جميلان يُزقزقان على نافذة الحياة منذ تسع سنوات ، وينتظران في هذه الأيام عيد الأمّ، وعيد الرّبيع ، فالعيدانِ عيد واحدٌ ، يمتلئ بالتغريد والأزهار والحنان...ينتظرانه بشوق ، والحصّالة تشهد ، فهي منذ شهرين "تبلع" مصروفهما اليوميّ سِرًّا دون أن يعلم أحد ، وكادت تفضحها أكثر من مرّة لولا أنّ الله سَتَر ، إنها تنام خلف الكتب والدفاتر في غرفة " فرحة " الجميلة المليئة بالصّور والألعاب .
ابتسمت فرحة وهي تحمل الحصّالة المليئة بالنقود وتهزّها بحذر وتقول : جاء اليوم الذي انتظرناه طويلا ، جاء العشرون من آذار ، فهيّا يا فرح نقسم الغلّة بالتّساوي ليشتريَ- كما اتفقنا - كلّ واحد منّا لامّنا الغالية هدية في عيدها ؛ عيد الأمّ.
وجرت القسمة بهدوء، وأخذ فَرَح نصيبه ووضعه في جزدانه الصّغير الأزرق ، وأخذت فرحة نصيبها ووضعته في جزدانها الأحمر الصغير وهما يقولان : غدًا عيد الأمّ ...غدًا عيد الأمّ.

مرّ اليوم الدّراسي التّالي ببطءٍ شديد ولأوّل مرّة ، وما أن قُرع الجرس حتى ركض كلّ من الأخويْنِ إلى الشّوارع والحوانيت يبحثان عن هدية تليق بالأم وعيدها .
عادت فرحة أولا وهي تحمل هديّة جميلة خبأتها في حقيبتها ، ودخلت سريعًا وعانقت أمّها وقبّلتها بحرارة ، ثمّ فتحت الحقيبة وأخرجت الهدية ؛ زجاجة عطر نسائيّ فاخر ....هذه هي هديتي لك يا أمّاه في عيدكِ ، كلّ عام وأنتِ بخير .
عانقتها الأمّ بحرارة وهي لا تُصدّق ، وشدّتها إلى صدرها قائلة : ما أروعك يا صغيرتي وما أحلاكِ .
انتبهت الأم إلى أنّ فرحًا لم يأتِ كعادته مع فرحة فسألتها : أين أخوك ؟
فضحكت فرحة وقالت : سيأتي ...سيأتي .
وأتى فرح ، أتى بعد مرور أكثر من نصف ساعة ، أتى لاهثًا وتقدّم من أمّه وعانقها بحرارة : كلّ عام وأنتِ بخير يا أحلى ماما .
وعانقته الأم ثانية وشدّته بحرارة إلى صدرها وهي تقول : ما أروعك يا حبيبي ...ما أحلاكَ.
تعجّبت فرحة عندما رأت أن فرحًا لا يحمل معه هديّة ، أين ذهب بالنّقود ، تساءلت في نفسها ، وغمزته ليلحقها إلى غرفتها.
- يا بخيل ...يا بخيل ..لماذا لم تشترِ هدية لأمي ؟ أين النقود؟ .
وصمت فرح واحمرّ وجهه .
وصرخت فيه ثانية أين الهديّة ؟ اجبني !!
دخلت الأمّ إلى الغرفة بعد أن سمعت كلّ شيء، وأخذت تعانق فرح من جديد وتقول : يكفيني قبلة منه ، تكفيني بسمة ، ويكفيني كلّ عام وأنتِ بخير يا ماما .
وتلعثم فرح ، وحاول أن يقول شيئًا ولكنه لم ينجح .
ورنّ جرس البّاب ، فركضت فرحة لترى من القادم ...ماما ..ماما صرخت .. إنّها جدّتي... إنّها جدتي .
ودخلت الجدّة وعانقت كَنتها وهي تقول : جئت خصّيصًا لأهنئك يا بُنيتي بابنك فرح ...لقد أضحى شابًّا ، لقد أضحى شابًّا يملأ ثيابه.

وعادت البسمة إلى ثغر فرح ، عادت تضيء وجهه من جديد.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمّي ...شعر للاطفال
- وعُدْتُ الى بحر الجليل
- نحنُ لا نُتقن اللُّعبة
- يخافون ...מפחדים
- الزّهرةُ المُنسحقةُ تفوحُ شذىً
- عُرس الثّامن من آذار
- لسْتَ مَدينًا لأحدٍ
- فيروز....نُحبُّكِ كما أنتِ
- شوقي اليْكَ يزيد
- شلاين إنّنا نسامحكَ
- مملكة الاحلام - قصّة للاطفال
- نفسي مُستكينة
- رسالة منسيّة الى باراك اوباما
- كانت خاطئة
- وانتصرت الإنسانيّة
- وطني الغالي-لحن على دلعونا-
- وانتصرتِ الانسانيّة
- أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال
- قلاّمة ظِفر-قصّة للأطفال
- اوباما الملاك الاسود


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال