أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - كانت خاطئة














المزيد.....

كانت خاطئة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 08:25
المحور: الادب والفن
    



الضمير ينتفض في الحنايا.
الشّرّ يسرق الأحلام.
الخطيئة تعصر الفؤاد فتُدميه.
والتوبة تطلّ برأسها من بين الغيمات.
دخلت وعلى كتفيها هموم الدُّنيا وغبار الأيام ....صبيّة عضّها الحزن بنابه ، وأدمت الخطيئة النّفس منها ...أضحت كورقة الخريف ، وهي التي أشرقت كلّ السنين الماضيّة ، أشرقت وملأت العالم تغريدًا وغناءً ...ورذيلة !!!

كانت الغشاوة تُغلِّف العينين .
..
كانت الخطيّة تُحنِّط الضمير .
وكانت الشهوة تلوّث الحياة
زلّت قدمها مرّةً ، وزلّت أخرى ، وعشقت الزلل ، فأكلتها العيون ، ولاكتها الألسن ، وسحقها جبروت العوز.
ولكن صوت الله عاد يناديها ...ولطالما قرع على شغاف قلبها ، قرع بصمت وانتظر، فلم تفتح له ولم تسمع ، ولم تعره انتباهًا ، بل نفرت بغنج وهي تقول : "بعدين " " بعدين ".
ولكن هذه المرّة كان الأمر مختلفًا ، فالقارع يجلس هناك ، بل هنا، على رِمية حجر.
يجلس وفيه يتجلّى الحُبّ وكل المعاني السّاميّة .
يجلس في بيت سمعان الفرّيسيّ الذي حدجها هذا السمعان أكثر من مرة بنظراتٍ فيها الكثير من الاحتقار ، والشهوة ، والتعالي الأجوف.

دخلت وعيونها تنزرع في الأرض ، ودموعها تُغسّل الخدّينِ.
دخلت والأمل يملأ الأرجاء ، والعطر النردينيّ ، يفوح من قارورة جميلة .
دخلت وجلست عند قدميّ الخزّاف الأعظم ، مُغبّر القدمين بغبار الجليل والسامرة واليهودية والأودية والتلال .
جلست عند أقدامه ، وسكبت الطِّيب الفوّاح ، وقبّلت بشغف أقدام الربّ ، أقدام صانع الحياة ، ومسحته بشعرها ودموعها وأحاسيسها .
وكأنها تقول " قد لا أكون بعد أيام حين تُعلّق لأجلي بين السماء والأرض ، لذلك ها هي تقدمتي "
جلست والدّموع تقول كلّ شيء ؛ تقول : ارحمني ، طهّرني ، غسّلني من الأدران ، ارفعني إلى فوق ، إلى العلاء .
لم تتلفّظ ببنت شفة.
ولكنها قالت كلّ شيء.

وضحك سمعان الفريسيّ ، ضحك في سرّه ....انّها خاطئة يا يسوع ، يا مُعلّم ، خاطئة .
أين حدسك ؟ أين إلوهيتك ؟ أين اللامحدودية عندك ؟ أين قراءة الأفكار قبل أن تحبل بها العقول ؟!
وجاء الصّوت مباغتًا هادرا : " يا سمعان عندي شيء أقوله لك".
وبُهت سمعان ، كما بهت كلّ سمعان وكلّ بشر ، فهذا السيّد على بيّنة من خواطره وأفكاره.
اصمت ايها الفكر الأرعن ، لا تتماد أكثر ، انكمش وتقوقع ...صرخ سمعان ، فالسيّد يعرف كلّ شيء ، ويقدر على كلّ شيء....فضحتنا !!!
#########
وخرجت ......امرأة جديدة ، ترفل بالطّهارة ، وتميد بالقداسة ، والفرح يأخذ منها مأخذًا ، فيسوع قد غمرها بحنانه ، ومسح دموعها، وعلّق على الخشبة خطاياها.
خرجت بقارورة عطر فارغة ، وقلبٍ مُترع ٍ بشذا المحبّة .

خرجت شامخةً ، مرفوعة الرأس ، تنظر إلى البعيد ....
إلى هناك ...الى الصّليب .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانتصرت الإنسانيّة
- وطني الغالي-لحن على دلعونا-
- وانتصرتِ الانسانيّة
- أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال
- قلاّمة ظِفر-قصّة للأطفال
- اوباما الملاك الاسود
- ماذا دهاكَ يا قلبي ؟
- أتوقُ إليْكَ
- صرخة مجنونة
- ماريو وأندرو والخرّوب
- الكتاب الأروع
- حَلّوا يتغيَّر
- بالرُّوح إملا أيامَك
- صلّوا معي
- عيد يسوع لا بابا نويل
- صاحبة الجلالة
- ما بركَعْ عَ بابَك
- رسالة الى يسوع الفادي الحبيب
- عروسة الطّنبوريّ
- الحِصار - قصّة للأطفال


المزيد.....




- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...
- فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايت ...
- مدير السياحة والآثار بغزة: الاحتلال دمر جميع المعالم التاريخ ...
- الفئران تأكل الحديد إصدار جديد لجميل السلحوت
- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - كانت خاطئة