أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير دعيم - صرخة مجنونة














المزيد.....

صرخة مجنونة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



لا أستطيع أن احتمل هذه المشاهد ؛ مشاهد الأطفال والطفولة المُعذّبة ، المحروقة ، الميّتة ، ألمُهشّمة ، والمُقطّعة الأوصال ...مشاهد تنخر في كياني وإحساسي فتدميهما.
ولعلّ المشهد الذي ما زال يُصوَّر في يقظتي وأحلامي هو مشهد الطفلة المتفائلة ، المقطوعة الرجلين ، ذات الطفولة البريئة ، الجميلة ، المرنان ، فهذه الطفلة علّمتني أنّ الحياة ما زالت تستحق ان نعيشها ، ونلوّنها بالبسمة ، فرغم إنها فقدت رجليها في قصف بشع ، تبتسم وهي تزرع الأمل في نفسها وفي نفوس البشر.

تتمنّى ان تصبح صحافيّة ، لتًغرّد الحريّة ، وتنادي بسنة الله المقبولة ، تنادي بالسِّلم والمحبة ، وتُسوِّد وجه الظلم ، والتعالي الأجوف ، وقتل الأطفال ؛ كلّ الأطفال من كلّ شعب ولون وقبيلة ، فالحرب عمل الشيطان وصُنع يديه ، فإنّي أراه بعين إحساسي يُقهقه وهو يرى الدماء تنزف ، والعمارات تتهاوى والأحلام تموت .

ونحن نُغذّي النّار ونُذكيها من هنا ومن هناك ، من هذا الطرف او من ذاك ، وكأنّنا نصُبّ الزيت على النار ، نُريدها أن تشتعل ، نُريدها أن يعلو لهيبها ليحرق الأخضر واليابس، والعاطفة القومية والدينية هي ديننا وديدننا ، نريد ان نحيا ونسود وليمت الكلّ ، نريد أن نزرع مُعتقداتنا في كلّ ذرة تراب.
نرفع لواء الحرب ونُصفّق لها .
ندقّ طبول العداوة ونروح نبكي ونتحسّر!!
.

أرى المظاهرات والغضب يملأ العيون ... غضب وحشيّ .
أرى الطائرات تقصف بلا رحمة ، والشعب المسكين يتلقّى الضربات ويصمت مرة ، ويتأوه حينا ويموت ألف حين .
وهنا وهناك نُذكي نيران الحرب ، ونمدّها بالمدد ، وفي دمشق الشّام يعيش المشاعلة في الفنادق والفيلات الحلبية ، يعيشون دافئين في أحضان زوجاتهم ، ويصرخون بعد كلّ جولة رجولة : "قدّموا أجسادكم قرابين على مذبح التصدّي والصمود" !!!
" قدّموا أرواحكم فداءً عنّا ، حتى ولو كانت المعركة غير متكافئة والامل مفقود ، فالله لنا وحدنا فقط !!!
لا تترتاعوا سننتصر.....
اما زعماء الداخل فالصّفرة تأكل وتحتل وجوههم ، والظلام الدامس هو بيتهم وحياتهم ، وأعماق الأرض هي سكناهم ، والشعب المسكين ، والطفولة المُعذّبة البريئة تُداس تحت سنابك الدّبابات.

اصمدوا....
فالنصر آتٍ ...
والفجر قريب !!

وعين الأمر هنا في إسرائيل ، جنود تُزهق أرواحهم ، وجنود يعودون الى أهاليهم بلا أرجل وبلا أيدٍ ونقول إصابات خفيفة ،
كيف تكون الإصابات خفيفة والصواريخ تُلعلع وتسحق وتطحن وتفور وتعربد ؟!!

إصابات خفيفة !!!
ثمّ ماذا مع ملايين الدولارات التي تهدر جُزافًا يوميًا ؟ ، في حين أن هناك الملايين من الجائعين ، الملايين من البشر –كما تقول جدتي- يفتحون أفواههم للهواء .

حان الوقت أن نقول كفى !!
حان الوقت أن نركل الشيطان على قفاه ونرميه أرضًا !!
حان الوقت أن نُعيد البسمة لثغور الأطفال !!
حان الوقت أن نُعمّر ونبني !!
حان الوقت أن نُحبّ !! فبالمحبّة فقط يمكن أن يعيش الإنسان مع أخيه الإنسان .
بالمحبّة فقط يمكن أن نقبل الآخَر .
بالمحبّة فقط يعرف الجميع أنّنا نعرف إلهًا عظيما يسكن السّماء والقلوب .

حان الوقت أن نصرخ ..كفى..كفى .
حان الوقت أن نعي انه في نهاية الأمر سنجلس حول الطاولة المستديرة ، نحتسى الشاي والقهوة ونلتهم الكعك الفرنسيّ ، ونتحاور حول الحلّ ....الحلّ الدبلوماسيّ .
فلماذا لا نحقن الدّماء من الآن ؟!!
لماذا لا نفتح صفحة جديدة ؟
لماذا لا نتخلّى عن أنانيتنا ونرجسيتنا ونصفع الطمع والحرب صفعة مُدوية ؟
لماذا لا نقف مع الحقّ والسّلم والعدالة والمحبّة ؟ .

صورة الطفلة إياها ما زالت تُكوْكب في خيالي وتزوبع في ضميري .
سوف العن الحرب وأهلها على مدى الأيام ..
سوف امقتها مقتصا لا مقت بعده ولا قبله .
سوف اغنّي المحبة ترنيمة ولا أحلى .

أتراني أصرخ في واد ؟
أتراني المجنون الوحيد في عالم الحكماء؟؟
لست أدري ...لست أدري .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماريو وأندرو والخرّوب
- الكتاب الأروع
- حَلّوا يتغيَّر
- بالرُّوح إملا أيامَك
- صلّوا معي
- عيد يسوع لا بابا نويل
- صاحبة الجلالة
- ما بركَعْ عَ بابَك
- رسالة الى يسوع الفادي الحبيب
- عروسة الطّنبوريّ
- الحِصار - قصّة للأطفال
- مدينة النجّار
- حوّاء الجديدة
- يلا نغنّي سوا
- وجدْتُ الحوار المتمدّن
- أنتَ فرحُ التائبين
- حُبِّي قُدْ حْدودِ الكوْن
- لقاء صريح مع الاديب زهير دعيم
- الى عصفورة
- خلاصُنا عيدك


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير دعيم - صرخة مجنونة