أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - رسالة الى يسوع الفادي الحبيب














المزيد.....

رسالة الى يسوع الفادي الحبيب


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 02:03
المحور: الادب والفن
    



تحية ولا أروع مُضمَّخة بعطر عباهر الجليل وزنابقه ، ومؤرجة بعبير سوسنات جبل الزيتون ، التي طالما تغذت من لفح أنفاسك الوردية وبعد : سيدي في مثل هذه الأيام قبل ألفين ونيِّف من السنين ، وفي ليلة كانت للتاريخ تاريخاً ، حطت عصا ترحالك وصحبك في بستان الجسثماني ، فمشى الطُّهر في كل زاوية فيه ، ورحت ترفع صلاة ما فتئت سيمفونية في فم الحياة ، بينما نبتت من قطرات عرقك المتساقطة كالدم برقوقات شامخات لا تعرف الذبول . إنّ خطايانا البشرية يا سيدي والتي وضعتها طوعا على كتفيك ثقيلة ثقيلة ، تجرح منك النَّفس والبدن ، وأنت يا حَمَل الله ما جئت إلا لفدائنا وحمل أثقالنا وهمومنا وأوجاعنا . ذقناكَ يا سيد فكنت دومًا عسلا لأفواهنا ولكن – لا أقول سّرا – فأنت فاحص القلوب والكلى ، نعم أقول إننا نصلبك كل يوم ، ونبيعك بثلاثين من الفضّة في كل ساعة ، وننكرك قبل صياح الدّيك عشرين مرّة ، ونسقيك خلا ونضفر لك إكليلاً من الشّوك في كل فصح ، ونراهن على ثوبك في كلِّ عام ، فالخطيئة يا رب الحياة متأصلة في نفوسنا ، يزرعها أسد زائر لا يردعه إلا صليب يجوس في هذه النَّفس طولا وعرضًا . لكم أتوق يا هادم الهيكل وبانيه الى موعظة الجبل والى المحبة الّلامتناهية ، والى عشق الأعداء والذوبان في حنان لا يعرف الحدود ، يموت وفي فيهِ ترنيمة الأزل " اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون " سيدي ، انتظروك فارسًا تمتطي صهوة حصان قُدَّ من الليل يروح يهدم القلاع ويروي الأرض دمًا ودموعًا ويُتمًا .
خيَّبت ظنّهم يا سيّد ، فقد جئت فقيرا مُعدمًا لا تجد مكانًا تسند إليه رأسك ، وأنت الغنيّ ، ورحت تجالسُ الخطاة والعشّارين وتدعو إلى محبة الأعداء .
أراك بعين الإيمان يا يسوع وأنت تخربش على الأرض والزانية أمامك وغلاظ الرّقاب يخرجون واحدًا واحدًا والخجل يعتصرهم ، بعد أن ألقمتهم هذه الكلمات الهادرة : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر " خرج الجميع وبقيت وحدك يا من لم يعرف خطيئة .
يسوع ؛ يا من أكملت مهمتك على الصَّليب ، وانتصرت على الموت بالموت في عقر داره ، أحثّك على القدوم ثانية فأيام نوح عادت أمرّ وأدهى ، والمسحاء الكذّابون يطلعون كل يوم في ثياب برّاقة من قشور التقاليد والكراهية العمياء والحقد .
وأنا اعرف يا الهي ان يومًا عندك كألف سنة ، ولكن ماذا أقول والبشرية اليوم عادت إلى أيام بيلاطس حيث للذبيحة كرامة لا للرحمة .
يسوع ، لن أطيل عليك ، ولكن في فمي طلبة صغيرة وأنا على يقين بأن بمقدورك تحقيقها فهاكها .
لكم أتمنّى يا سيدي آن تغسل بدمك الطاهر البشرية جمعاء ، أما أنا فيكفيني أن أكون كذاك الذي سرق الفردوس وهو على الصليب ، وأخيرًا عجِّل يا يسوع فأنت وعدْتَ بزيارتنا ثانية ..... إنّا ننتظر .




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروسة الطّنبوريّ
- الحِصار - قصّة للأطفال
- مدينة النجّار
- حوّاء الجديدة
- يلا نغنّي سوا
- وجدْتُ الحوار المتمدّن
- أنتَ فرحُ التائبين
- حُبِّي قُدْ حْدودِ الكوْن
- لقاء صريح مع الاديب زهير دعيم
- الى عصفورة
- خلاصُنا عيدك
- أوّاه منكِ
- المرأة مصدرُ الالهام
- لا تقولوا انسى
- الولد الشّقي
- نساؤنا في الأعالي
- سبّاح وأعظم سبّاح
- القبر فارغ يا كهنة كنيسة القيامة !!!
- لا ملجأَ بعدَ اليوم _ قصة للأطفال
- حليم المُتمارِض


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - رسالة الى يسوع الفادي الحبيب