أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال














المزيد.....

أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 07:14
المحور: الادب والفن
    



كانت الساعة تُشير إلى الثالثة صباحًا، حين استيقظ الجرو الصغير "سمّور " من نومه متألمًا وصرخ : آخ..... ...آخ...رِجلي ، آه يا رِجلي .
وأسرعت إليه الامّ "حنون" وعانقته ، وتحسّست رجله المعصوبة برفق وقالت : لا تخف يا حبيبي ، غدًا ستشفى وتعود تركض وتلعب كما كُنتَ.
ونام سمّور وهويتألم و يتنهّد ، بينما الكلبة الام لم تنم ، فقد تذكرت ما فعلته الكلبة "غبراء"الساكنة في الجهة البعيدة من التلّ، كيف أنها عضّت قبل أيام سمّور بدون ذَنْبٍ، عندما كان يلعب بعيدا عن المأوى.
نعم إنها غبراء ، فقد رأتها تفعل ذلك جارتهما القطة .
غضبت الكلبة الامّ ، وتمنت لو أنها ترى غبراء حتّى تُعلّمها درسًا لا تنساه.

ومرّت الأيام وأخذت قدم سمّور تتحسّن شيئًا فشيئًا ، وعاد كما كان بدون عِصابة تلُفُّ قدمه، عاد يركض ويلعب ويلحق على العشب الأخضر طابةً صغيرة اشترتها له امّه.
وفي عصر احد الأيام الربيعيّة ، وبينما كانت حنون تداعب صغيرها ، وتلعب معه بالطّابة ، شاهدا جروًا صغيرا ينبح بحزنٍ ويبكي ..
لا شكّ أنّه ضائع ، قالت حنون لصغيرها ، أتعرفه يا سمّور؟
فهزّ سمّور رأسه قائلا : لا يا أمّي ، إنّه صغير جدًا ، ولم أره من قبل .
اقتربت حنون وجروها من الجرو الباكي الحزين ونادته بلطف : تعال يا صغيري..... تعال....لا تخف.
اقترب الجرو الصغير بخوف ، والدموع تملأ عينيه ، فقادته إلى المأوى وغسلت وجهه ، وقدّمت له الطعام الساخن الشهيّ، وسمّور ينظر إليه من بعيد ويبتسم.
حاولت حنون أن تعرف من الجرو عن اسمه واسم امّه، ولكنه لم يعرف أن يعطيَ جوابًا.

لعب الجرو الصغير الغريب مع سمّور بالطّابة ، وتدحرج معه على العشب الأخضر ، حتّى نسيَ بكاءَه ونسي أمّه ، وبعد مدّة تعبا ونعسا، فأدخلتهما حنون إلى المأوى ، فغفوا في الحال غفوةً طويلة.
لم يمضِ على نوم الجروين الصغيرين بضعة دقائق ، حتى مرّت من المكان الكلبة غبراء وهي تتلفت في كلّ مكان وتنادي بحزن : نبّوح......نبّوح ..نبّوح يا حبيبي ، أين أنت.
مرّت غبراء من أمام مأوى حنون بسرعة ، ولم تتجرّأ أن تنظر أو تسأل ، فهي تعرف أنها قد أخطأت إلى حنون وابنها سمّور .
وسمعتها حنون وعرفت أنّ هذا الجرو الصغير النائم هو ابنها الذي تبحث عنه ، فرقّ قلبها وقالت : لا شكّ انّ قلبها يتقطّع على صغيرها ...حرام ..حرام .... كُلّنا نُخطئ...علينا أن نُسامح ونصفح.
خرجت حنون ونادت غبراء ، ولكنها لم تتوقّف وأرادت أن تهرب ، وهي تقول : لسْتُ أنا ، لست أنا...
لكن حنون صاحت : لقد سامحتكِ ، ارجعي فصغيرك الذي تبحثين عنه ينام عندنا.
لم تُصدّق عفراء ما تسمع!!..أصحيح ما تقولين ؟ هل فعلا نبّوح حبيبي عندكم ؟أوّاه ما أغلى الأبناء ؟ ما أغلاهم !!
وتعانقت حنون وعفراء والدموع تسيل من العيون ، وعفراء تعتذر وتتأسف وتروح تداعب بلطف رأس سمّور الغارق في النوم وتبكي وأخرى رأس صغيرها نبّوح.




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلاّمة ظِفر-قصّة للأطفال
- اوباما الملاك الاسود
- ماذا دهاكَ يا قلبي ؟
- أتوقُ إليْكَ
- صرخة مجنونة
- ماريو وأندرو والخرّوب
- الكتاب الأروع
- حَلّوا يتغيَّر
- بالرُّوح إملا أيامَك
- صلّوا معي
- عيد يسوع لا بابا نويل
- صاحبة الجلالة
- ما بركَعْ عَ بابَك
- رسالة الى يسوع الفادي الحبيب
- عروسة الطّنبوريّ
- الحِصار - قصّة للأطفال
- مدينة النجّار
- حوّاء الجديدة
- يلا نغنّي سوا
- وجدْتُ الحوار المتمدّن


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أحبّوا أعداءَكم- قصّة للأطفال